أموريون: الفرق بين النسختين

== تاريخ الأموريينالعموريين السياسي ==

تشير مصادر الألف الثالث ق.م [[كتابة مسمارية|المسمارية]] إلى أن الأموريينالعموريين كانوا جماعات تغلغلت من البادية السورية إلى أواسط [[بلاد الرافدين]] وغرب [[سوريا]]. وتطلق عليهم المدوّنات [[سومر|السومرية]] اسم مارتو Mar-tu؛ أما [[الإمبراطورية الأكدية|الدولة الأكادية]] فتسمّيهم أَمُورُّم Amurrum ربما تعني الغربيين أو أهل الغرب.

يتضح من نصوص [[إبلا]] السورية المنشورة أن الأموريين كانوا يشكّلون جزءاً أساسياً من سكان [[إبلا|مملكة إبلا]]. ويستخلص من النصوص الأكدية القديمة أن قبائلهم اتجهت في أواخر القرن الثالث والعشرين ق.م نحو الشرق بكثافة، وصارت خطراً على [[الإمبراطورية الأكدية|الدولة الأكادية]]، مما دفع ملوكها إلى مجابهتهم؛ فقد جاء في إحدى الحوليات التاريخية للملك "شَرْكَلّي شَرّي" (2222- 2198ق.م)(Shar-Kalli-Sarri)أنه انتصر على الأموريين وهزمهم في جبل بَشر. كما ذكر "غوديا" (2143- 2124ق.م) (Gudea) ملك [[لجش|لغش]] Lagash (تلّو اليوم) في أحد نقوشه أنه سار إلى مناطقهم، وجلب معه إلى لغش أحجاراً ضخمة من بَسَلاّ جبل الأموريينالعموريين.

انتشر الأموريونالعموريون في أواخر العصر الأكدي في مناطق الجزيرة الفراتية شرق [[سوريا]]، واستمر تسرّبهم في عصر [[سلالة أور الثالثة]] إلى مناطق بلاد الرافدين الداخلية على شكل هجرات قبلية متتالية، وصاروا يستولون على الأراضي الزراعية ويهددون وحدة [[مملكة أور]] وحضارتها. وقد حاول "شولغي" (2094- 2047ق.م) (Shulgi) ثاني ملوك السلالة وضع حدّ لذلك، وقرر إنشاء سورـ يعرف باسم «سور مارتو» - يمتد بين نهري [[دجلة]] وديالا شمالي [[بغداد]] بطول قدره نحو 63كم لصدّ تغلغلهم. وقد تابع ابنه الأصغر "شوسين" (2037- 2029ق.م) (Shu-Sin )بناء السور وتوسيعه حتى بلغ نحو 280كم.

يمكن عدّ العصر البابلي القديم - الذي يمتد بين انتهاء حكم سلالة أور الثالثة ونهاية الدولة البابلية القديمة على يد [[حيثيون|الحثيين]] وقيام [[كاشيون|الدولة الكاشية]] في [[بلاد بابل]] (2004 - 1595ق.م) - عصر السيادة الأموريةالعمورية في [[الهلال الخصيب]]. وقد اتسم هذا العصر بنشوء دويلات أو ممالك أمورية عدّة متفاوتة في القوة والنفوذ. وأشهرها مملكة [[إشنونة]] Eshnunna (تل أسمر)، و[[آشور|مملكة آشور]] Assur (قلعة الشرقاط) - بدءاً من سيادة الأموريالعموري [[شمشي أدد الأول]] Shamshi-Adad عليها في 1815ق.م، ومملكة بابل Babilim (الدولة البابلية القديمة 1894ـ 1595ق.م)، والممالك السورية ماري Mari [[مملكة ماري]] و[[يمحاض]] Yamkhad (حلب) و[[ألالاخ]] Alalakh (تل عطشانة) و[[قطنا (مدينة أثرية)|قَطْنَا]] Qatna[ (تل المشرفة).

ويرجح أن عدداً من القبائل الأموريةالعمورية كانت تؤلف جزءاً من مجموعة القبائل [[آسيا|الآسيوية]] التي احتلت [[مصر]] منذ أواخر القرن الثامن عشر ق.م، وتمكّنت من السيادة على مصر مدة قرن وبضع سنوات (نحو 1674 - 1567ق.م) وقد عرفت تلك القبائل باسم «[[الهكسوس]]».

اختفى الدور السياسي المتميز للأموريينللعموريين مع تحوّل المنطقة ــ بدءاً من أواسط الألف الثاني ق.م ــ إلى مسرح للصراع بين قوى سياسية كبرى جديدة تتمثّل في [[كاشيون|الكاشيين]] الذين سيطروا على بلاد بابل، و[[حيثيون|الحثيين]] في بلاد [[الأناضول]] وشمالي غرب الهلال الخصيب و[[حوريون|الحوريين-الميتانيين]] في شمالي شرق الهلال الخصيب والمصريين في الساحل المتوسطي وجنوبي غرب الهلال الخصيب . ولم تستطع ممالك غرب الهلال التي ظلت قائمة مثل [[أوغاريت]]، و[[سيانو]]، و[[أمورو]]، وكنزا ({{المقصود|قادش|قادش (توضيح)}})، و"نيّا"، و"نوخشّي" أن تستقل بشؤونها تماماً بسبب تفرّقها وقوتها المحدودة وصغر رقعتها الجغرافية.

وجدير بالذكر أن بعض الباحثين يربط بين الأموريينالعموريين ودويلة أمورو التي قامت في المنطقة الممتدة بين ساحل المتوسط و[[نهر العاصي]] (شرقي [[طرطوس]]) في [[سوريا]]، وقد رصدت [[قائمة رسائل تل العمارنة|نصوص تل العمارنة]] ومملكة [[أوغاريت]] أخبارها خلال القرن الرابع عشر ق.م.