حرب الأيقونات البيزنطية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 216.241.157.161 إلى نسخة 48154073 من JarBot.
وسم: استرجاع يدوي
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة مدخل مكرر (تجريبي)
سطر 11:
كان المؤمنون يحجون إلى الأماكن المقدسة جراء تواجد المسيح جسديًا فيها، ولا يقتصر الأمر على الأماكن التي تواجد فيها المسيح، إنما القديسون والشهداء أيضًا، من تلك الأماكن كنيسة القيامة في القدس. استُخدمت الذخيرة أو الأغراض المقدسة (وليس الأماكن المقدسة) على نطاق واسع في الممارسات والشعائر [[المسيحية]] في تلك الفترة، وكانت تلك الأغراض جزءًا من بقايا الشخصيات المقدسة –مثل المسيح ومريم العذراء والقديسين– أو على اتصال مقدس معهم. وفّرت الذخيرة –التي كانت جزءًا متأصلًا بشكل ضمني في التبجيل والتوقير خلال تلك الفترة– للمؤمنين حضورًا جسديًا للشخصية المقدسة، لكنها لم تكن قابلة لإعادة الإنتاج بل يلزم استخدام الأصلية فقط، وتطلبت من المؤمنين أيضًا الحج أو الاتصال مع شخص حجّ سابقًا.
 
تزايد استخدام –وإساءة استخدام– الصور والأيقونات بشدة في تلك الفترة، ما أدى إلى تنامي المعارضة تجاه استخدامها بين الكثيرين من أتباع الكنيسة، لكن من غير الواضح اليوم كيف نمت تلك الأفكار المعارضة وما المدى الذي وصلت إليه. استُخدمت الصور على هيئة أعمال فسيفسائية أو لوحات على نطاق واسع ضمن الكنائس والبيوت والأماكن الأخرى مثل بوابات المدن، وأصبحت تحظى بأهمية روحية خاصة بها منذ عهد جستينيان الأول وما بعد، واعتقد الكثير من الناس أنها تحمل قدرات متفردة بنفسها،  أي أن «الذخيرة ستفعل ما هو متوقع أن يفعله صاحبها. فهي تفصح عن رغباتها... تصدر التعاليم الإنجيلية... تنزف عندما تتعرض لهجوم... ]و[ في بعض الحالات، تدافع عن نفسها ضد الكفار بقوة حقيقية وملموسة...».{{sfnp|Kitzinger|1977|pp=101 quoted, 85-87; 95-115}} برزت القطع والأدوات الرئيسة لإزالة هذا الغموض المتعلق بصحة عمل الأيقونات على شكل ما يُعرف في اللغة اليونانية بالأخيروبيتا أو «الصور التي لا تصنعها أيادٍ بشرية». كانت تلك الصور المقدسة –التي لم تصنعها أيدي البشر– شكلًا من أشكال الذخيرة التي تصل الإنسان بالرب، واستُعملت لإثبات الموافقة الإلهية على استخدام الأيقونات. أشهر تلك الصور هي أيقونية منديل الرها الموجودة في آديسا (أورفة حاليًا) وأيقونة كاموليانا من كبادوكيا، والتي كانت سابقاً في [[القسطنطينية|القسطنيطينة]]. اعتُبرت الأيقونية الأخيرة أيقونة حامية انتصرت في الكثير من المعارك وحمت القسطنطينية من من الحصار الفارسي الساساني والآفاري عام 626، حينها حمل البطريرك الأيقونة وطاف بها حول جدران المدينة. صوّرت الأيقونتان السابقتان المسيح، أما قصة تلك الأيقونات، فجاء في بعض النسخ أن المسيح وضع قطعة من القماش على وجهه وضغطها (تُقارن هذه الأيقونة بلوحة خمار فيرونيكا وقطعة كفن [[تورينو]]). في نسخ أخرى من قصة منديل الرها، اعتُقد أن هذه الصورة –إلى جانب العديد من الصور الأخرى– نقلت الحياة في فترة العهد الجديد، ورسُمت على يد القديس لوقا أو من طرف رسامين بشر آخرين، ما يُظهر مجددًا دعم المسيح ومريم العذراء للأيقونات، واستمرار استخدامها في المسيحية منذ نشوء الدين المسيحي. قال جي. إي. فون غرونيباوم «لا بد أن الناس نظروا إلى حرب الأيقونات في القرنين الثامن والتاسع على أنها ذروة حركةٍ جذروها ضاربة في روحانية الفكر المسيحي عن الألوهية».<ref>{{Citeاستشهاد journalبدورية محكمة|الأخير=von Grunebaum|الأول=G. E.|تاريخ=Summer 1962|عنوان=Byzantine Iconoclasm and the Influence of the Islamic Environment|jstor=1062034|صحيفة=History of Religions|المجلد=2|العدد=1|صفحات=1–10|doi=10.1086/462453}}</ref>
 
شكّلت أحداث القرن السابع، التي كانت جزءًا من أزمة كبرى داخل [[الإمبراطورية البيزنطية]]، دافعاً للتوسع في استخدام أيقونات المقدسين وسببت تحولاً دراماتيكياً في الاستجابة لتلك الممارسة. وبصرف النظر عما إذا كانت الـ ''أخيروبيتا'' نتيجة أم سببًا، شهدت الفترة الواقعة بين أواخر القرن السادس وحتى القرن الثامن ترققًا متزايدًا في الحدود التي تفصل بين الأيقونات التي لم تصنعها أيدي الإنسان، وبين تلك التي صنعها البشر. اعتبر الناس –بشكل متزايد– صور المسيح وثيوتوكس والقديسين ذخيرة تصل الإنسان بالرب، بينما حظيت الذخيرة الثانوية (ذخيرة التواصل) والأخيروبيتا بهذا الاعتبار في وقت أسبق. فعند الصلاة أمام الصور أو أيقونة الشخصية المقدسة، تُضخم صلوات المؤمن وفقًا لقربه من الشخصية المقدسة.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Inheritance of Rome|الأخير=Wickham|الأول=Chris|وصلة مؤلف=Christopher Wickham|ناشر=Penguin|سنة=2010|isbn=978-0140290141|مكان=England|صفحات=}}</ref>
سطر 17:
== نتائج حرب الأيقونات ==
[[ملف:Moses splitting the sea 2.jpeg|بديل=|تصغير|238x238بك|لوحة جدارية [[تدمر|تدمرية]] من [[دورا أوربوس|دورا أروبوس]]، يظهر فيها النبي [[موسى]] وهو يشق البحر، وغرق جنود فرعون]]
وَكَان مِنْ أَهَمِّ نَتَائِجهَا زَهْقُ عَشَرَاتِ الأُلُوْفِ مِنَ النُّفُوْسِ، وَكَانَ الرُّهْبَانُ مِنْ أَكْثَرِ الفِئَاتِ تَضَرُّرًا مِنْ تِلْكُم الحَرْبُ لِكَثْرَةِ قَتْلَاهُمْ وَلِتَخْرِيْبِ أَدْيِرَتِهِم وَحِصَارِهَا وَنَهْبِ مُمْتَلَكَاتِهِمْ، وَ وَصَلَ الأَمْرُ إِلَى مَنْعِ الرَّهْبَنَةِ.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=دليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة|طبعة=الأولى|مؤلف2=|مؤلف1=|تاريخ أرشيف=2020-04-18|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200418070723/https://books.google.ae/books?id=LHTqGwAACAAJ|صفحة=162|مسار=https://books.google.ae/books?id=LHTqGwAACAAJ|تاريخ=1969|بواسطة=|الأول=|مكان=بيروت|لغة=العربية|محرر1=|مؤلف2=كمبي|مؤلف1=جان|ناشر=دار المشرق|عمل=}}</ref> وَكَذَلِكَ تَكْرِيْسُ انْقِسَامِ الكَنِيْسَةِ الذِي بُدِئَ بهِ بنَقْلِ العَاصِمَةِ مِنَ الغَرْبِ الرُّوْمَانِي إِلَى الشَّرْقِ، حَيْثُ أَسَّسَ الإِمْبَرَاطُوْر قُسْطَنْطِيْنُ الأَكْبَرُ مَدِيْنَةَ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ سَنَةَ {{عام م|330}}، وَأَصْبَحَ هُنَالِكَ كَنِيْسَتَانِ، غَرْبيَّةٌ لاتِيْنِيَّةٌ تَتْبَعُ رُوْمَا وَسُمِّيَتْ بالكَنِيْسَةِ الكَاثُوْلِيْكِيَّةِ أَوْ الجَّامِعَة، وَكَنِيْسَةٌ شَرْقِيَّةٌ يُوْنَانِيَّةٌ تَتْبَعُ القُسْطَنْطِيْنِيَّةَ، وَسُمِّيَتْ بالكَنِيْسَةِ الأُرْثُوْذُوْكسِيَّة. وَمَا جَاءَ مِنْ تَكْرِيْس الانْقِسَامِ السِّيَاسِيِّ حَيْثُ التَجَأَ البَابَا لِقُوَّةِ الجرْمَانِ وَالتِي أَصْبَحَت هِيَ الحَامِيَةُ لِلْبَابَا وَالمُدَافِعَةُ عَنِ الكَنِيْسَةِ اللَاتِيْنِيَّةِ، وَبهَذَا أُبْعِدَتِ السُّلْطَةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلْقُسْطَنْطِيْنِيَّةِ التِي كَانَتْ هِي الحَامِيَةَ لِلْبَابَا وَلَمْ يَعُدْ لَهَا مِنْ نُفُوْذٍ فِي رُوْمَا. وَعَلَى صَعِيْدِ الأَيْقُوْنَاتِ التِي تَمَّ تَدْنِيْسُهَا وَانْتِهَاكُ حُرْمَتِهَا وَالتَّشْنِيْعُ بهَا وَتَحْطِيْمُهَا وَحَرْقُهَا وَطَلْيُهَا بالكِلْسِ، مَا أَدَّى إِلَى إِتْلَافِ الكَثِيْرِ مِنْهَا.
== المراجع ==
{{مراجع}}