صالح جبر: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق أندرويد
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق أندرويد
سطر 46:
أما محمد أحمد خان، فهو من أصل هندي، وقيل إيراني من سكان مدينة البصرة، جاء إلى العراق مع الحملة البريطانية عام 1914، وعمل مترجما ومستشارا مع البريطانيين. وقد أصبح فيما بعد مفتشاً للمحاكم عام 1920. عندما أكمل صالح جبر دراسته في المدرسة الرشدية في الناصرية عام 1910، انتقل إلى بغداد، وأصبح طالبا في المدرسة الجعفرية حتى عام 1919.
كان صالح جبر خلال سنوات دراسته في المدرسة الجعفرية، قد عين كاتبا في احدى المحاكم العدلية لإجادته اللغة الإنكليزية، وقد وجد عبد الحميد خان في صالح جبر، شابا ذكيا يتكلم اللغة الإنكليزية، فعرض عليه فكرة الدخول إلى مدرسة الحقوق في بغداد فيما بعد . وفي هذا الصدد يذكر توفيق السويدي، إن صالح جبر "عاش في كنف والده جبر النجار في مستوى معيشة، تحت الوسط، ولما أكمل دراسته الابتدائية وكان في أثنائها يقوم بخدمة المستر تيسي، مدير مالية لواء المنتفك، الذي أراد مكافأته على ما أبرز من خدمته الخصوصية، فعرض على أبيه بأن يوافق على إرساله إلى بغداد، على نفقته الخاصة ليكمل دراسته الثانوية هناك" . يذكر علي آل بازركان أن رئيس دائرة الاستخبارات في الجيش البريطاني الرائد ايري ادخل صالح جبر في سلك المخبرين عام 1918، ومن هنا جاء اتقانه الإنكليزية .
اكملأكمل صالح جبر دراسته الثانوية في بغداد، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1921 بمساعدة أحد الضباط البريطانيين هو الرائد ديجبرن، وتخرج منها عام 1925، وكان مدير المدرسة توفيق السويدي، ومن زملاء دورته، منير القاضي وهو اقرب زملائه، وسعد صالح جريو.
تزوج صالح جبر للمرة الاولىالأولى عام 1923 من جميلة شهاب العساف، وهي من اهاليأهالي مدينة الفلوجة، واختوأخت اللواء فاضل العساف، مدير شرطة بغداد. انجبتأنجبت جميلة ابنتان وولد، الكبرى خديجة وهي من مواليد 1927، خريجة الدراسة المتوسطة، تزوجت من عبد الستار مجبور، وانوأن جدها جبر النجار، هو خال مجبور الذي هو والد زوجها عبد الستار، والاخيروالأخير هو سكرتير صالح جبر الشخصي، عملت ربة بيت ولها عدد من الاولادالأولاد والبنات، توفيت عام1988. اماأما البنت الثانية فهي سعدية من مواليد 1929 ، تزوجت من حسن حسين الخفاف الموظف في مديرية التقاعد العامة، توفيت عام 1996. أما سعد فقد ولد عام 1930 ، وأكمل دراسته في جامعة الينوىإلينوى الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية على نفقته الخاصة عام1947.
تزوج صالح جبر عام 1936 ثانية من فضيلة ابنة عداي الجريان، من ابرزأبرز شيوخ البو سلطان من عشيرة زبيد المعروفة في الحلة . وربما كان للسيد [[عبد المهدي المنتفكي]]، اثرأثر في إقناع صديقه صالح جبر في الزواج من ابنة إحدى الشخصيات العشائرية المهمة والمؤثرة. فقد تحدث السيد عبد المهدي المنتفكي مع الشيخ نايف شقيق عداي الجريان في موضوع الزواج، فأختارفاختار له ابنة أخيه. وكان لهذا الزواج أثرا مهما في حياة صالح جبر، فقد راح يبحث عن الجاه والسلطة ويتطلع إلى حياة الباشوات .
كان عداي الجريان معروفا بولائه لبريطانيا، فقد وصفته السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي البريطاني المس بيلG. Bell ، بالشخص الذي بذل جهودا للمحافظة على السلم إبان ثورة العشرين. ورفض في السابع والعشرين من تموز، طلب الثوار، بتقديم المساعدة، فحال دون هجوم عشائر البوسلطان على البريطانيين. وكان أيضا من مؤيدي معاهدة 1922 مع بريطانيا، فتعرض لمحاولة اغتيال عام 1924. ويذكر المندوب السامي البريطاني هنري دوبس Henry Dobbes ، أنه وقف ضد الهياج، الذي حدث ضد المعاهدة أثناء مناقشتها في المجلس التأسيسي عام 1924. وقد أنجبت فضيلة عداي الجريان ولدا وحيدا هو احمدأحمد في 13 كانون الأول 1952 في بغداد .
كان صالح جبر أسود العينيين، أسمر الوجه قصير القامة ممتلئ الجسم. وعلى حد وصف أحد الباحثين كان "عصاميا سمت به همته إلى أعلى المراتب، كان خلوقا، عملاقا في إرادته وتصميمه، غير هياب من الاضطلاع بالمسؤولية، قوي الحجة، ناصع البيان، لا يتردد ولا يتراجع فيما يراه صوابا، وفي وصفه كسياسي، انه كان واقعيا في سياسته يهدف إلى مصلحة البلاد من خلال مسايرة البريطانيين، ومساومتهم على حقوق العراق وفلسطين وسائر الأقطار العربية بلا هوادة أو لين. وكان صلبا هماما حرا في تفكيره وبعيدا عن التعصب، فيه مواصفات القيادة والحزم وحسن التوجيه ويكثر من المطالعة ويستأنس بآراء الكبير والصغير ومتواضعا أنيسا يتفقد أصحابه. ويعطف على الضعفاء" . وقد عاش في كنف والده في مستوى معيشة تحت الوسط، منحته الكثير من التأمل والصبر. ويشاطر هذه الآراء في مدح صالح جبر أحد معاصريه هو الصحفي احمد فوزي الذي يقول "كان عصاميا بنى نفسه بنفسه، وارتقى من مجرد موظف صغير إلى منصب رئيس الوزراء وزعيم لحزب سياسي ورجل دولة" . ويقول عنه السياسي العراقي البارز كامل الجادرجي "ابرز صفات صالح جبر ذكاؤه واعتداده بنفسه وتحزبه القوي ونزاهته أثناء توليه المناصب القضائية الصغيرة، ثم عند توليه المناصب الادارية الكبيرة. كما برزت فيه هذه الصفة بمعاداته القوية لخصومه مما جعله من أصحاب الشخصيات القوية. وقد وصفه الصحفي العربي البارز ناصر الدين النشا شيبي الذي تربطه علاقة صداقة قوية معه انه "كان دقيقا في مواعيده، حريصا على هندامه، صعبا في موضوع الحفاظ على كرامته. كان يزن خطواته بميزان من ذهب، ويزن حركاته وابتساماته على قلة عددها ولا يعطي بقدر ما يستطيع هو، بل بقدر ما يستحق الذي سيأخذ" وضرب مثلا عنه بقوله "يسأل عن مكانه في الحفلة العامة، قبل أن يسأل عن أسباب الحفلة وغرضها وهو يشغل نفسه لمدة ساعة أو ساعات طوال بموضوع قد يبدو بالنسبة للفرد العادي، تافها ولكنه بالنسبة أليه جد خطير .. فهو يفكر وهو يسأل نفسه لو زاره ضيف ... كنت أزوره في منزله ببغداد عام 1953 ، وعندما "دخل علينا الخادم مسرعا وأعلن عن وصول نوري السعيد ونظر إلى صالح جبر لمدة دقيقة أو أكثر كان خلالها يسأل نفسه هل يخرج لاستقبال الضيف أم يبقى حيث هو… واخيرا سمعته يقول للخادم وكأن الأمر لا يعنيه قل له أن يتفضل، وقبل أن ينهي كلامه كان نوري السعيد قد فتح باب المكتب دخل وهو يضحك 00".
أما عبد الكريم الازري السياسي العراقي المعروف فيرى إن نقطة ضعف صالح جبر تكمن في كونه من بيئة متواضعة، "وان لصالح جبر مؤهلات الذكاء الوقاد والشجاعة النادرة وقوة الأعصاب والثقة بالنفس والخبرة والشخصية الفذة، التي تؤهله أن يكون زعيما كبيرا في العراق وإن نقطة ضعفه هي تطلعه للعيش المترف المرفه ليغطي على نشأته الفقيرة ". ونرى أن ذلك لا يعد عيبا عليه حينما يتطلع، ونعتقد إن هذه المسألة لا تقلل من شأنه وليس عيبا ان يتزوج الفقير ابنة إحدى العوائل الثرية المشهورة، التي ربما لا تملك المؤهلات التي يملكها الفقير. وإن الذي يطمح إلى زعامة سياسية حقيقية، يجب أن يعتبر هذه النشأة من بيئة، مثل بيئته شرفا له ونقطة قوة ومفخرة يعتز بها في تحقيق زعامته الشعبية. وكـم مـن الناس من لا يتطلع إلى ذلك! وهي مسألة لا تقلل من شأنه، وليس عيبا أو تقصيرا عليه .