مستخدم:خالد/ملعب: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
سطر 6:
 
اجتمعت تحت ظلال هذه الدولة أشلاء الأندلُس المنهارة والتي انكمشت أطرافها فيما وراء [[الوادي الكبير|نهر الوادي الكبير]] جنوباً، وشغلت شرقاً رُقعةً مُتواضعةً من جيَّان و[[بياسة]] و[[إستجة|إستجَّة]] حتَّى [[البحر المتوسط|البحر المُتوسِّط]]، ومن ألمرية و[[إلبيرة]] غرباً حتَّى مصب الوادي الكبير. وكانت هذه المملكة الصغيرة جديرةً بِأن ترث التركة الأندلُسيَّة، واستمرَّت بِفضل وعي حُكَّامها وسياساتهم المرنة زهاء مائتين وخمسين سنةً أُخرى كمُستودعٍ [[العصر الذهبي للإسلام|لِلحضارة الإسلاميَّة]] في الأندلُس، واضطلعت في الوقت نفسه بِذلك النضال القديم ضدَّ الممالك المسيحيَّة حتَّى لقيت مصرعها في النهاية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلُس|المجلد=العصر الرابع: نهاية الأندلُس وتاريخ العرب المُتنصرين|طبعة= الرابعة |صفحة= 37، 41، 54|سنة= [[1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|تاريخ الوصول= [[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190923180647/https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf|تاريخ أرشيف=[[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf}}</ref>
 
 
== التاريخ ==
=== الخلفيَّة: انهيار الدولة المُوحديَّة في المغرب والأندلُس ===
[[ملف:Empire almohade-ar.png|تصغير|يمين|الدولة المُوحديَّة في أقصى اتساعٍ لها، شاملةً [[طرابلس|طرابُلس الغرب]] و[[إفريقية]] والمغربين [[المغرب الأوسط|الأوسط]] و[[المغرب الأقصى|الأقصى]] والأندلُس.]]
تُوفي الخليفة المُوحدي [[محمد الناصر|الناصر لِدين الله مُحمَّد بن يعقوب بن يُوسُف]] يوم الأربعاء [[10 شعبان]] [[610هـ]] المُوافق فيه [[25 ديسمبر|25 كانون الأوَّل (ديسمبر)]] [[1213]]م،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عبد الواحد المراكشي|المُرَّاكشي، مُحيي الدين عبد الواحد بن عليّ التميمي]]|مؤلف2= ضبط وتحقيق: [[محمد سعيد العريان|مُحمَّد سعيد العريان]] ومُحمَّد العربي العلمي|عنوان= المُعجب في تلخيص أخبار المغرب|طبعة= الأولى|صفحة= 323|سنة= [[1368هـ]] - [[1949]]م|ناشر= مطبعة الاستقامة|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://archive.org/details/al.mojab.tar.al.andlus.t.i/page/n343}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن أبي زرع|ابن أبي زرع، أبو الحسن عليّ بن مُحمَّد بن أحمد بن عُمر الفاسي]]|عنوان= الأنيس المُطرب بِروض القرطاس في أخبار مُلُوك المغرب وتاريخ مدينة فاس|صفحة= 241|سنة= [[1972]]|ناشر= دار المنصور لِلطباعة والوراقة|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[الرباط]] - [[المغرب]]|مسار= https://archive.org/details/rawdolkirtas/page/n239}}</ref> فبدأت بوفاته بداية انهيار الدولة المُوحديَّة في المغرب و[[الأندلس|الأندلُس]]، إذ جاء بعدهُ خُلفاء ضعاف لم يكونوا على مُستوى الأحداث الخطيرة آنذاك، أوَّلُهم ابنه [[يوسف المستنصر|أبو يعقوب يُوسُف]] الذي تلقَّب بِالمُستنصر بِالله، وكان أضعف من أن يتولَّى مقاليد الحُكُم في تلك الظُرُوف الحرجة. كان فتىً يبلغ السادسة عشرة من العُمر، مال إلى الدّعَة وانغمس في اللهو والترف، مولعاً بِتربية [[بقرة|البقر]] و[[حصان عربي|الخيل]]، فترك تدبير شُؤون الحُكم لِأعمامه الطامحين ووُزرائه من ذوي الخلال السيِّئة، وأبعد الأندلُسيين الذين ساءهم ذلك الأمر مما عرَّضهم لِلاضطهاد والمُلاحقة، فسخطوا على المُوحدين. توزَّع الحُكُم في الأندلُس آنذاك بين ثلاثة من أعمام يُوسُف المُستنصر هم [[عبد الله العادل|عبد الله]] في [[بلنسية]] و[[دانية (إسبانيا)|دانية]] و[[شاطبة]] و[[مرسية]]، وأبو الحسن في غرناطة، و[[إدريس المأمون|أبو العلاء إدريس]] في [[قرطبة|قُرطُبة]]. وتُوفي المُستنصر وهو يلهو بين أبقاره، إذ هجمت عليه بقرة وضربته بِقرنيها في موضع [[قلب|القلب]]، فتُوفي لِساعته يومَ السبت [[12 ذو الحجة|12 ذي الحجَّة]] [[620هـ]] المُوافق فيه [[6 يناير|6 كانون الثاني (يناير)]] [[1224]]م.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عبد الواحد المراكشي|المُرَّاكشي، مُحيي الدين عبد الواحد بن عليّ التميمي]]|مؤلف2= ضبط وتحقيق: [[محمد سعيد العريان|مُحمَّد سعيد العريان]] ومُحمَّد العربي العلمي|عنوان= المُعجب في تلخيص أخبار المغرب|طبعة= الأولى|صفحة= 242 - 243|سنة= [[1368هـ]] - [[1949]]م|ناشر= مطبعة الاستقامة|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://archive.org/details/rawdolkirtas/page/n241}}</ref><ref name="ابن خلدون1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن خلدون|ابن خلدون، أبو زيد وليُّ الدين عبد الرحمٰن بن مُحمَّد الحضرمي الإشبيلي]]|مؤلف2= تحقيق: [[خليل شحادة]] و[[سهيل زكار|سُهيل زكَّار]]|عنوان= ديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر|صفحة= 337 - 338|سنة= [[1421هـ]] - [[2000]]م|ناشر= دار الفكر|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190925154746/https://ia800207.us.archive.org/30/items/waqtkhldon/tkhldon6.pdf|تاريخ أرشيف=[[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia800207.us.archive.org/30/items/waqtkhldon/tkhldon6.pdf}}</ref>
 
مهَّدت وفاة يُوسُف المُستنصر الفُجائيَّة من دون عقبٍ لِأقاربه الذين كانوا يحُكمُون ولايات الدولة فُرصةً كبيرةً لِتحقيق أطماعهم، كما ظهر الخِلاف واضحاً بين أشياخ المُوحدين حول خلافته. ويقُولُ المُؤرِّخ [[عبد الواحد المراكشي|عبد الواحد بن عليّ المُرَّاكشيّ]] إنَّهُ في سبيل الخُرُوج من هذا المأزق اختار هؤلاء المشايخ أبا مُحمَّدٍ عبد العزيز بن يُوسُف خليفةً كحلٍّ مُؤقتٍ ريثما يتفقون على خليفةٍ دائمٍ،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عبد الواحد المراكشي|المُرَّاكشي، مُحيي الدين عبد الواحد بن عليّ التميمي]]|مؤلف2= ضبط وتحقيق: [[محمد سعيد العريان|مُحمَّد سعيد العريان]] ومُحمَّد العربي العلمي|عنوان= المُعجب في تلخيص أخبار المغرب|طبعة= الأولى|صفحة= 329 - 330|سنة= [[1368هـ]] - [[1949]]م|ناشر= مطبعة الاستقامة|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://archive.org/details/al.mojab.tar.al.andlus.t.i/page/n349}}</ref> في حين يقول كُلٌ من [[ابن خلدون]] و[[ابن خلكان|ابن خلِّكان]] أنَّ من خلف يُوسُف المُستنصر كان [[عبد الواحد المخلوع|أبا مُحمَّدٍ عبد الواحد بن يُوسُف]].<ref name="ابن خلدون1" /><ref name="ابن خلكان1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن خلكان|ابن خلِّكان، أبو العبَّاس شمسُ الدين أحمد بن مُحمَّد بن إبراهيم بن أبي بكر البرمكي الإربلي]]|مؤلف2= تحقيق: [[إحسان عباس|إحسان عبَّاس]]|عنوان= وفيَّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان|المجلد=الجُزء السابع|صفحة= 16|سنة= [[1972]]|ناشر= دار صادر|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190925170215/https://ia802909.us.archive.org/1/items/WAQ17074/07_17081.pdf|تاريخ أرشيف=[[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia802909.us.archive.org/1/items/WAQ17074/07_17081.pdf}}</ref> بِجميع الأحوال لم يمضِ شهران على اختيار الخليفة المُوحدي الجديد حتَّى ثار عليه ابن أخيه عبد الله والي مرسية وأعلن نفسه أميراً باسم «العادل في أحكام الله»،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن أبي زرع|ابن أبي زرع، أبو الحسن عليّ بن مُحمَّد بن أحمد بن عُمر الفاسي]]|عنوان= الأنيس المُطرب بِروض القرطاس في أخبار مُلُوك المغرب وتاريخ مدينة فاس|صفحة= 245|سنة= [[1972]]|ناشر= دار المنصور لِلطباعة والوراقة|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[الرباط]] - [[المغرب]]|مسار= https://archive.org/details/rawdolkirtas/page/n243}}</ref><ref name="ابن خلدون1" /> واعترف أخوه أبو العلاء إدريس والي قُرطُبة بِسيادته، ودخلت غرناطة و[[مالقة]] في طاعته، وأوعز إلى أنصاره في مُرَّاكش بِالثورة على الخليفة المُؤقَّت، فخُلع في [[13 صفر]] [[621هـ]] المُوافق فيه [[7 مارس|7 آذار (مارس)]] [[1224]]م، وقُتل بعد ثلاثة أيَّام.<ref name="ابن خلدون1" /><ref name="ابن خلكان1" /> ثمّ عبر العادل إلى المغرب حيثُ أمضى أربع سنواتٍ يعمل على وأد الفتن الداخليَّة حتَّى سقط قتيلاً على يد بعض الثُوَّار، فخلفهُ أخوه أبو العلاء إدريس بِحُكم الدولةِ واتخذ لقب المأمون. ثُمَّ إنه شُغل في السنوات القلائل التالية بِالعمل على توطيد سُلطانه بِالمغرب، واستبدَّ بِالحُكم واستعمل العُنف المُثير، وقاد حركةً تجديديَّةً ألغى بِمُوجبها بعض النُظُم المُوحديَّة منها إبطال عصمة [[ابن تومرت|ابن تومرت المهدي]] ومحو اسمه من الخطبة والسكَّة، كما قتل نحو مئةٍ من مشايخ المُوحدين لِعللٍ مُختلفةٍ اتهمهم بها، وسمح لِجماعةٍ من النصارى القشتاليين بِبناء كنيسةٍ في مُرَّاكش.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن خلدون|ابن خلدون، أبو زيد وليُّ الدين عبد الرحمٰن بن مُحمَّد الحضرمي الإشبيلي]]|مؤلف2= تحقيق: [[خليل شحادة]] و[[سهيل زكار|سُهيل زكَّار]]|عنوان= ديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر|صفحة= 341|سنة= [[1421هـ]] - [[2000]]م|ناشر= دار الفكر|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190925154746/https://ia800207.us.archive.org/30/items/waqtkhldon/tkhldon6.pdf|تاريخ أرشيف=[[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia800207.us.archive.org/30/items/waqtkhldon/tkhldon6.pdf}}</ref> ونتيجة هذا [[تكفير|كفَّر]] الشعبُ الخليفة الجديد، وسرت روح السخط بين القبائل، وأخذ الزُعماء المُتوثبون يترقَّبون الفُرص، واشتعلت نيران الثورة في المغرب، وفي تلك الأثناء أخذ سُلطان المُوحدين في الأندلُس يضطرب ويتداعى بِسُرعةٍ وينهار حُكمهم تباعاً.<ref name="عنان1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلُس|المجلد=العصر الرابع: نهاية الأندلُس وتاريخ العرب المُتنصرين|طبعة= الرابعة |صفحة= 31 - 34|سنة= [[1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|تاريخ الوصول= [[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190923180647/https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf|تاريخ أرشيف=[[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf}}</ref>
[[ملف:Almohads after 1212-ar.jpg|تصغير|خريطة توضح التقدُّم العسكري لِلممالك المسيحيَّة على حساب الأندلُس الإسلاميَّة ما بعد سنة 1212م، بُعيد انهزام المُسلمين في [[معركة العقاب|معركة العُقاب]].]]
[[ملف:Miranda-fernando III.JPG|تصغير|سفارة إسلاميَّة إلى فرديناند الثالث ملك قشتالة، يُحتمل أنها تُصوِّر سفارة الخليفة المُوحدي عارضاً الحلف على النصارى، أو سفارةً سلميَّةً لِابن هود.]]
ففي تلك الآونة ظهر في [[منطقة مرسية]] أميرٌ من سُلالة [[بنو هود|بني هود]] العائدة إلى عصر [[ملوك الطوائف|مُلُوك الطوائف]] يُدعى [[محمد بن يوسف بن هود|مُحمَّد بن يُوسُف بن هود]]، وسيطر على تلك المنطقة وتلقَّب باسم «المُتوكِّل على الله»، ودعا بِدعوةٍ جديدةٍ تُمثِّلُ روح الأندلُس الحقيقيَّة، وهي وُجُوب العمل على تحرير الأندلُس من نير الموحدين والنصارى معاً لا سيَّما بعد أن تحالف الخليفة المُوحدي إدريس المأمون مع ملك قشتالة وتنازل لهُ عن عددٍ من الحُصُون والقواعد، ومنح المسيحيين في أراضيه امتيازاتٍ خاصَّةً -كحق بناء الكنيسة في مُرَّاكش كما أُسلف- لقاء مُعاونة ملك قشتالة له على مُحاربة خُصُومه، فأسبغ هذا التحالف بين الموحدين والقشتاليين قُوَّةً خاصَّة على دعوة ابن هود، واندفع الأندلُسيُّون إلى الانضواء تحت لوائه، وأعلن ابن هود أنه يعتزم تحرير الأندلُس من سُلطان المُوحدين الذين لم يعودوا أهلاً لِلحُكم، وكذا من النصارى المُتوثبين لِطرد المُسلمين من البلاد، وأنَّهُ سيعمل على إحياء الشريعة الإسلاميَّة وسُننها، ودعا [[الدولة العباسية|لِلخلافة العبَّاسيَّة]]، وكاتب الخليفة العبَّاسي [[منصور المستنصر بالله|المُستنصر بالله أبو جعفر منصور بن مُحمَّد]] [[بغداد|بِبغداد]] وأعلن تبعيَّة الأندلُس لِلعبَّاسيين، فبعث إليه الخليفة المذكور بِالخلع والمراسيم.<ref name="عنان1" /> ولم يمضِ سوى قليلٍ حتَّى دخلت في طاعة ابن هود عدَّة من قواعد الأندلُس مثل جيَّان وقُرطُبة و[[ماردة (إسبانيا)|ماردة]] و[[بطليوس]]، ثُمَّ استطاع أن ينتزع غرناطة قصبة الأندلُس الجنوبيَّة من المأمون في سنة [[628هـ]] المُوافقة لِسنة [[1231]]م.<ref name="عنان1" /> وفي مُفتتح سنة [[630هـ]] المُوافقة لِسنة [[1233]]م، تُوفي المأمون وخلفه ابنه الفتى [[عبد الواحد الرشيد]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن خلدون|ابن خلدون، أبو زيد وليُّ الدين عبد الرحمٰن بن مُحمَّد الحضرمي الإشبيلي]]|مؤلف2= تحقيق: [[خليل شحادة]] و[[سهيل زكار|سُهيل زكَّار]]|عنوان= ديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر|صفحة= 342|سنة= [[1421هـ]] - [[2000]]م|ناشر= دار الفكر|تاريخ الوصول= [[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190925154746/https://ia800207.us.archive.org/30/items/waqtkhldon/tkhldon6.pdf|تاريخ أرشيف=[[25 سبتمبر|25 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia800207.us.archive.org/30/items/waqtkhldon/tkhldon6.pdf}}</ref> واعترف بِخِلافته قسمٌ من الأندلُس الإسلامية مثل إشبيلية والجزيرة الخضراء مما زاد الأُمور تأجُجاً في البلاد حيثُ استمرَّ ابن هودٍ مدةً يخوضُ مع المُوحدين والنصارى معاركَ مُتعاقبة.<ref name="عنان1" /> في هذا الوقت الذي اندلعت فيه الثورات في رُبُوع الأندلُس الإسلامية كانت الممالك المسيحيَّة فيها تسيرُ بِخُطىً ثابتةً، وتتطلَّع بِأملٍ إلى حيازة كافَّة المُدن الأندلُسيَّة من أيدي المُسلمين مُستغلَّةً انهيار الجبهة الدفاعيَّة وتراجُع القُوَّة العسكريَّة المُوحديَّة وانهماك المُوحدين بِخلافاتهم الداخليَّة وحُرُوبهم الأهليَّة، فهاجم [[ألفونسو التاسع ملك ليون]] (1171–1230) مدينة [[قصرش]] سنة [[622هـ]] المُوافقة لِسنة [[1225]]م واستولى عليها، وأضحى الطريق مفتوحاً أمامهُ لِلانسياب إلى ماردة وبطليوس الواقعتين جنوبي قصرش، كما استولى على حصن منتانجش الواقع شماليّ ماردة أوائلَ سنة [[627هـ]] المُوافقة لِأواخر سنة [[1229]]م، ثم حاصر ماردة واقتحمها في شهر رجب سنة [[627هـ]] المُوافق لِشهر أيَّار (مايو) [[1230]]م، وفشل ابن هود الذي تصدَّى لهُ في إنقاذها، كما سقطت بطليوس في يده، وكان هذا النصر العسكري آخر عملٍ حربيٍّ قام به [[ألفونسو التاسع]] قبل وفاته.<ref name="طقوش2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المُسلمين في الأندلُس 91 - 897هـ \ 710 - 1492م|طبعة= الثالثة|صفحة= 563 - 564|سنة= [[1431هـ]] - [[2010]]م|ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184128|تاريخ الوصول= [[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/details/tar.al.moslmin.fi.al.andlus/page/n563}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[لسان الدين بن الخطيب|ابن الخطيب، أبو عبد الله لسانُ الدين مُحمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله السّلماني]]|عنوان= الإحاطة في أخبار غرناطة|طبعة= الأولى|صفحة= 75|سنة= [[1424هـ]] - [[2003]]م|ناشر= دار الكُتُب العلميَّة|الرقم المعياري= 2745133195|تاريخ الوصول= [[29 سبتمبر|29 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/stream/i7ata/i7ata-2#page/n75/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190929203019/https://archive.org/stream/i7ata/i7ata-2 | تاريخ أرشيف = 29 سبتمبر 2019 }}</ref> وإلى جانب ملك ليون كان ابنه [[فرناندو الثالث|فرديناند الثالث]] (الملقب بالقديس) (1199-1252) ملك قشتالة يُراقب بِحذرٍ وخشيةٍ تطوُّر الأوضاع في تلك المناطق بِفعل تأثيرها على مملكته لاسيَّما وأنَّ نطاق حركة مُحمَّد المُتوكِّل قد اتسع ودخلت مُعظم بلاد الأندلُس الإسلامية في طاعته الأمر الذي جعل منه كُتلةً قويَّةً مُتماسكةً يصعُب تدميرها.<ref name="طقوش2" /> ولمَّا كانت نيران الحرب الأهليَّة مُضطرمةً في بلادُ المُسلمين، وابن هود يُقاتلُ الأُمراء والوُلاة المُوحدين لإدخالهم في طاعته، فقد أسرع الملك القشتالي لِاستغلال الفُرصة، وسيَّر قُوَّاته لِمُقاتلة ابن هود، فالتقى الجمعان في فحص [[شريش]] على ضفاف نهر [[وادي لكة]]، فانهزم المُسلمون رَغم تفوُّقهم العددي، وسار فرديناند بعد ذلك لاجتياح [[أبدة|أُبَّدة]] فسقطت في يده بعد حصارٍ قصيرٍ سنة [[631هـ]] المُوافقة لِسنة [[1234]]م.<ref name="عنان1" /> وأوغل الملك القشتالي جنوباً حتَّى وصل فحص غرناطة مُدمِّراً القُرى ومُهلكاً الزرع في دربه، ثُمَّ عاد إلى الشمال وحاصر جيَّان غير أنَّهُ فشل في اقتحامها ففكَّ الحصار عنها بعد مضيّ ثلاثة أشهر وعاد أدراجه لِيكتشف وفاة والده، فتوجَّه إلى ليون على وجه السُرعة ليجلس على عرشها مكانه ويُوحّد بين مملكتيّ قشتالة وليون.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب| الأخير=González| الأول=Julio| وصلة مؤلف=:es:Julio González| عنوان=Las conquistas de Fernando III en Andalucía| ناشر=Editorial Maxtor Librería| سنة=2006| isbn=84-9761-277-9|صفحات=62 - 63|لغة=es}}</ref><ref group="ْ">{{استشهاد| الأخير = Shadis| الأول = Miriam| contribution = Berenguela of Castile's Political Motherhood| editor1-last = Parsons| editor1-first = John Carmi| editor2-last = Wheeler| editor2-first = Bonnie| عنوان = Medieval Mothering| مكان = New York| ناشر = Taylor & Francis| سنة = 1999| isbn = 978-0-8153-3665-5 |صفحة= 348}}</ref>