ميسور: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إضافة معلومات مهمة عن أصل تسمية المدينة، وعن تأسيسهل وتوسعها
وسم: مُسترجَع
الرجوع عن تعديل معلق واحد من سعد التيلاتي إلى نسخة 51534283 من فاطمة الزهراء.
وسم: استرجاع يدوي
سطر 43:
 
تعتبر مدينة '''ميسور''' عاصمة [[إقليم بولمان]] وتبعد عن [[فاس]] في [[المغرب]] بحوالي 200كلم وميدلت ب 90كلم.مساحتها 18كلم² وعلوها عن سطح البحر 900متر، تحدها الجماعة القروية ل<nowiki/>[[سيدي بوطيب]] من جميع الجهات، كما نجد ميدلت غربا، بولمان وايموزار مرموشة شمالا، اوطاط الحاج شرقا، وتالسينت جنوبا كأقرب المناطق إليها، وتخترقها الطريق الوطنية رقم 15 الرابطة بين الراشيدية ومليلية.
 
== التسمية ==
 
ميسور، اسم تطور عبر التاريخ، وقد لعبت ظروف طبيعية وأحداث تاريخية واقتصادية دورا مهما في هذا التطور.
فميسور في اللغة، تحيل إلى الوفرة والكثرة. واستنادا إلى أن حياة الترحال كانت نشاطا سائدا في المنطقة، فقد يكون لوجود الماء بوفرة في المنطقة، علاقة بالاسم. وأيضا تنسب روايات ومصادر تاريخية الاسم، لأعلام تسموا بهذا الاسم، أو قريب منه.
لكنها روايات تحتاج إلى تدقيق وتمحيص، كالقول بأن أصل اسم المدينة بربري، نسبة إلى أحد البرابرة السبع الذين توجهوا لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم، واسمه "يعلى بن واطن بن مسكر".
أو إلى "ميسرة المدغري"، الذي طوع بلاد ملوية خلال القرن الثاني الهجري، وكان أحد رواد الخوارج الصفرية. أو إلى "ميسور الخصي"، القائد العسكري خلال الحكم الفاطمي بالغرب الإسلامي، في القرن الرابع الهجري، وأستسمح القراء في الوقوف قليلا مع هذا القائد.
لما تراجعت الدولة الإدريسية وضعفت وانكمشت. أصبح المغرب ساحة صراع بين الفرع المرواني للخلافة الأموية، وبين الدولة العبيدية الشيعية، فقد كان مدين بن موسى بن أبي العافية واليا على فاس، ثم دخلها حميد بن يصليتن، الموالي للعبيديين الشيعة، وعين عليها حامد بن حمدان، ثم ثار عليه أحمد بن بكر بن عبد الرحمن الجذامي، وقتله وعادت السيطرة إلى بني مروان، إلى أن أرسل العبيديون قائدهم العسكري، "ميسور" لحصار فاس.
وقد أورد الناصري في الاستقصا 1/245، أنه: "لما اتصل الخبر بصاحب إفريقية أبي القاسم بن عبيد الله المهدي، سرح قائده ميسور الخصي، إلى الغرب، فقدمه ميسور سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة...وتقدم ميسور إلى فاس فحاصرها أياما إلى أن خرج، إليه أحمد بن بكر الجذامي مبايعا، وقدم بين يديه هدية نفيسة ومالا جليلا، فقبض ميسور الهدية والمال... ولما أحس أهل فاس بغدره، امتنعوا عليه وأغلقوا أبوابهم دونه... فحاصرهم ميسور سبعة أشهر، ولما طال عليهم الحصار رغبوا في السلم فصالحهم... فقبل ميسور ذلك منهم... لما صالح ميسور أهل فاس نهض إلى حرب ابن أبي العافية، فدارت حروب كان الظهور في آخرها لميسور... وطرد موسى بن أبي العافية، إلى نواحي ملوية وأوطاط وما وراءها من بلاد الصحراء ثم قفل إلى القيروان.
قال ابن أبي زرع في كتاب القرطاس: "أن بني إدريس تولوا معظم الحروب التي دارت بين ميسور وبين أبي العافية، وإنهم قاتلوا ابن أبي العافية حتى فر أمامهم إلى الصحراء... فلم يزل ابن أبي العافية شريدا في الصحراء وأطراف البلاد التي بقيت بيده، وذلك من مدينة آكرسيف إلى مدينة نكور، إلى أن قتل ببعض بلاد ملوية، وذلك سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة".
كان هذا عن أصل التسمية، أما عن تأسيس المدينة، فإن ذلك راجع لعشرينيات القرن الماضي على يد المعمرين<ref>هذه الفقرة مأخوذة من مقالة بعنوان ميسور الجغرافية والتاريخ، https://www.howiyat.com/2021/04/blog-post.html</ref>.
 
== التأسيس والتوسع ==
 
لنلق نظرة خاطفة عن ميسور قبل المرحلة الاستعمارية، أي نهاية القرن 19، يذكر الجاسوس والمنصر شارل دوفوكو، "أن ميسور لم تكن خاضعة للدولة المغربية، وكانت تسير شؤونها بنفسها"، وفق نظام قبلي ضم عددا من القصور والدواوير والقصبات، التي اتخذت من بطن وادي ملوية وروافده مستقرا ومقاما لها، وكان تعداد ساكنة هذه القصور حوالي 6000 نسمة، اتخذت من المجال السهبي فضاءً مخصصا للرعي الترحالي.
بعد استيلاء المستعمر على التخوم الشرقية للمغرب، وبعد إنشاء عين بني مطهر سنة 1904، تم إرسال جنود فرنسيين قصد التعرف على المناطق السهبية لملوية، ما بين 1905-1906، وبعد الاستيلاء على القصابي التي كانت تعرف بقصبة المخزن، سنة 1918، تم إنشاء مراكز عسكرية بكل من عين الكطارة جنوب ميسور، وأوطاط الحاج، وميسور، وبعد الاستيلاء على المنطقة اختار المعمرون مكانا استراتيجيا لبناء نواة المدينة، فجاء الموقع متوسطا المسافة بين أهم قصور المنطقة، إيكلي شرقا وأولاد بوطاهر غربا، فوق مكان يقع على الضفة اليسرى لوادي ملوية، قصد تسهيل عملية التحكم والمراقبة، فتم بناء ثلاث ثكنات تضم أربعة فيالق عسكرية، وحيا عسكريا، ومرافق إدارية، ومستوصف، وفندقين، وحانة، وكنيسة، ومسبح، وقاعة سينما، وملعب لكرة القدم، ومطار عسكري، ومحطة للقطار الذي كان يربط ميدلت بكرسيف، لنقل الجنود والعتاد، وغيرها من المرافق، التي أنشئت وفق أهداف واستراتيجية وتخطيط احتوائي استعماري، حيث فرض نمط من العيش على واحة بثقافتها وتقاليدها المتوارثة، وأقحمت هذه المدينة المصطنعة بين القصور والقصبات، كمعسكر للاستعمار الفرنسي لأغراض سياسة واستراتيجية.
وقد نفي إليها الشيخ محمد بن العربي العلوي، فعلى إثر مواقفه البطولية ضد الاستعمار وأتباعه، قررت فرنسا نفيه إلى قرية القصابي ثم إلى مركز ميسور.
ثم فرض على الأهالي أن يتعايشوا مع جالية فرنسية مهمة، تكونت من الأطر الإدارية والضباط، كما كانت هناك جالية يهودية، قدرت سنة 1947 ب 762 نسمة، وفرض على الأهالي أن يخدموا المعمرين، حيث اقتيدوا قهرا للعمل بأوراش البناء، أو الانخراط في سلك "المخزن".
عشر سنوات بعد الاستقلال، عاشت المدينة ركودا سكانيا وعمرانيا، حيث عرفت طوال هذه العشر سنوات، هجرة مكثفة للمعمرين، وللجالية اليهودية التي كانت ملتصقة بهم، ووفدت معهم، وهكذا ففي الوقت الذي كان عدد السكان سنة 1951، 1208 نسمة، لم يتجاوز سنة 1960، 1350 نسمة، أي بزيادة 140 نسمة خلال عشر سنوات. وفي العشرية الثانية، أي بعد 1966، هاجر ما تبقى من اليهود نحو إسرائيل، فأقبل الميسورون من الميسوريين، على شراء المنازل والمحال التجارية التي كانت في ملك اليهود، وفي هذه الفترة تم توسيع المدينة بزيادة حيين:
الأول: حي "البام" وهو حي عصري أنشئ شرق المدينة، بمساعدة البرنامج العالمي للأغذية.
الثاني: "خرمجيون" أنشئ بطريقة عشوائية، شمال المدينة، وعرف إقبالا كبيرا نظرا لسهولة الحصول على بقعة أرضية، إما استحواذا عليها بالقوة، أو اقتنائها بأثمنة زهيدة، وأيضا بدون رخص للبناء، فسكنته فئات فقيرة من الرعاة والمتقاعدين. ويطلق عليه حاليا "حي سيدي بوطيب"، (ولنا وقفة مع هذه الشخصية في الأسطر المقبلة).
خلال منتصف السبعينات، تم إنشاء إقليم بولمان في 23 أبريل 1975، وانتقلت المدينة من مجرد تجمع سكاني يحوي حوالي 2000نسمة، إلى عاصمة إدارية للإقليم، تضم عدة مرافق إدارية واجتماعية، وتجهيزات صحية.
وانتقل عدد السكان سنة 1982، إلى 5055 نسمة، ثم قفز سنة 1994إلى 13000 نسمة، بسبب إحداث بلدية ميسور سنة 1992، على إثر التقطيع الانتخابي لهذه السنة، فتوسع المدار الحضاري ليبتلع أحد الدواوير المهمة، هو دوار إيكلي، وفي سنة 1998، بلغ عدد السكان 14000 نسمة، وكانت المدينة تنتشر على بقعة مساحتها 350 هكتار (18 كلم مربع)، وهي حاليا تفوق 26000 نسمة. الاقتصاد والخدمات وقد أدى هذا التزايد والنزوح المكثف للسكان، إلى حركية عمرانية، حيث أنشئ بعد الحيين المذكورين سابقا، أحياء أخرى، كالحي الإداري وحي السلام وحي القدس، واكتسحت التجزئات المجال الأخضر شرق المدينة، وأيضا الأراضي الزراعية بكل من إيكلي وتاغزوت، وظهرت بالضواحي عدة أحياء هامشية عشوائية، كدوار المراير، ودوار الزاوش، ودوار حميدو، حيث اعتبرت هاته البؤر ملاذا وملجأ لفئات تعيش تحت مستوى الفقر، من رعاة وحمالين، ومطلقات، وأرامل، وغيرهم، ممن نزح من السهوب المحيطة بالمدينة، فرارا من جفاف أو كارثة من الكوارث. كما عرف هذا التزايد السكاني، تكاثر المصالح الإدارية والاجتماعية والخدماتية وغيرها، وتكثيف شبكة المواصلات بين ميسور وباقي مدن المغرب، وأيضا تطور السوق الأسبوعي للمدينة، حيث لم يعد مقتصرا على يوم واحد، بل يومين في الأسبوع، والسوق الأسبوعي في المدينة قديم قدم المدينة، فقد أنشأه المعمرون الذين عمدوا لأسواق القصور والدواوير، وجعلوا لها يوما واحدا هو يوم الأربعاء (وهو اليوم الذي بقي مستمرا العمل به لحد الساعة)، تجتمع في مركز المدينة، قرب ثكنة عسكرية استعمارية، وبعد الاستقلال تم نقله مرات عديدة من مكانه. ويعتبر حاليا من بين الأسواق الكبرى للأغنام بالمغرب الشرقي والأطلس المتوسط، والسوق الأسبوعي مناسبة للفلاحين البسطاء بالدواوير لترويج بضاعتهم المزجاة من منتوج لا يسد الرمق، وكذلك قبلة لترويج المواد المهربة من الشمال، عدا هذه الأنشطة فإن الركود هو السمة المسيطرة على هذه المدينة.<ref>هذه الفقرة من مقال ميسور الجغرافية والتاريخ https://www.howiyat.com/2021/04/blog-post.html</ref>
 
== المعطيات الطبيعية ==