قطب (تصوف): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: مُسترجَع تعديل مصدر 2017
سطر 5:
== القطبية الكبرى ==
حسب اعتقاد بعض الصوفية مثل [[ابن عربي]] هي مرتبة قطب الأقطاب، وهو باطن نبوة محمد، فلا يكون إلا لورثته، لاختصاصه عليه بالأكملية، فلا يكون خاتم الولاية، وقطب الأقطاب الأعلى باطن خاتم النبوة، وهو الذي يجمع الأقطاب للحضرة الإلهية الكبرى، التي تحدث كل سنه بين الأقطاب الأربعة والله عز وجل، حيث معلوم أن الأقطاب لا يموتون بل ينتقلون إلى البرزخ، ويتم استبدالهم في الحياة الدنيا بأقطاب ترقية كلا حسب مكانته، حيث يقسم لهم ارزاق الخلائق في الأقطاب للقبل الأربعة في الأرض، كلا حسب قطبيته المؤكل بها فهناك القطب للشمال المسؤول عن القبل الشمالية للكعبة المشرفة، والقطب الجنوبي المسؤول عن القبل الجنوبية للكعبة المشرفة. وهكذا، وهو الواضع لقدمه فوق عنق الكل من مريد أو حوار إلى الأقطاب مرورا بجميع أولياء زمانه والشيخ العسكري والقوس وجميع الرتب الصوفية
 
== إنكار مصطلح القطب من بعض العلماء ==
أنكر جم غفير من علماء الإسلام أهل السنة والجماعة مصطلحات القُطب والغَوث والأبدالُ والأوتادُ من الصّوفيّةِ وتضافرت جهود العلماء في نقد تلك المصطلحات الصوفية وإنكارها وبيان أنها ذريعة للشرك بالله تعالى، ولم يألوا جهدًا في إيضاح خطورة شيوعها على عقيدة المسلمين، وآثارها السيئة على المجتمع المسلم، ومن أشهر من انتهض لذلك:
 
* [[أبو بكر بن العربي|القاضي ابن العربي المالكي]] (ت 543هـ):
يعدّ القاضي ابن العربي المالكي من أوائل من تصدَّى لنقد تلك المصطلحات الصوفيّة في كتابه: “سراج المريدين”؛ حيث قام ببيان زيفها وضلال القائلين بها، وأنها من موضوعات إفك الصوفية([23]).
 
* [[ابن الجوزي|أبو الفرج ابن الجوزي]] (ت 597هـ):
حيث أشار إلى نقد أصولهم التي اعتمدوا عليها؛ فبين بطلان الأحاديث التي استدلُّوا بها، وأنها لا تقوم بها حجَّة، فقد أورد في كتابه “الموضوعات” بابًا بعنوان: “عدد الأولياء”؛ وذكر فيه جملة من الأحاديث التي استدلُّوا بها، وقال في آخره: “ليس في هذه الأحاديث شيء يصحّ”([24])، وقد رام مِن وراء هذا إبطالَ الفكرة من أساسها.
 
* الحافظ [[ابن الصلاح]] (ت 643هـ):
أجاب الحافظ ابن الصلاح في فتاويه عن سؤال: هل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على كلّ قدم نبيّ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولي من أولياء الله تعالى)، وسمعنا أن القطب على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعنا أن في الأرضِ سبعةَ أوتاد وأبدال ونجباء ونقباء، كلما مات رجل أقام الله عز وجل عوضه رجلًا، ولا تزال الوراثة دائمة في علم الباطن وفي علم الظاهر إلى قيام الساعة، الأمر على ما ذكر أم لا؟
فأجاب بقوله: “لا يثبت هذا الحديث، وأما الأبدال فأقوَى ما روِّيناه فيهم قول علي رضي الله عنه أنه بالشام يكون الأبدال، وأيضًا فإثباتهم كالمجمع عليه بين علماء المسلمين وصلحائهم، وأما الأوتاد والنجباء والنقباء فقد ذكرهم بعض مشايخ الطريقة، ولا يثبت ذلك، ولا تزال طائفة من الأمة ظاهرة على الحقّ إلى أن تقوم الساعة، وهم العلماء”([25]).
 
* [[ابن تيمية]] (ت 728هـ):
لقد انبرى شيخ الإسلام لمناقشة الصوفية في تلك المصطلحات المبتدعة، ومقارنتها بما جاء عن السلف حول بعضها؛ وله في هذا فتوى مطولة([26])، وسيأتي في البحث جمل من ردوده عليهم.
 
* الحافظ [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] (ت 748هـ):
لقد أسهم الحافظ الذهبي في تزييف تلك المبتدعات؛ حيث قال: “فأما من زعم أن القطب أو الغوثَ هو الذي يمدُّ أهل الأرض في هداهم ونصرهم ورزقهم، وأن هذه الأمور لا تصل إلى أحد من أهل الأرض إلا بواسطته، فهذا ضالٌّ يشبه قوله قولَ النصارى في الباب، وهذا كما قال بعض الجهلة في النبي صلى الله عليه وسلم وفي شيوخهم: إن علم أحدهم ينطبق على علم الله وقدرته، فيعلم ما يعلمه الله، ويقدر ما يقدره الله”([27]).
 
* [[ابن قيم الجوزية|ابن القيم]] (ت 751هـ):
اشتدَّ نكير ابن القيم على تلك المصطلحات المبتدعة، وبيان فساد ما استدلّوا به؛ حيث عدَّها من الأحاديث الباطلة؛ فقال: “أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرب ما فيها: «لا تسبُّوا أهل الشام؛ فإن فيهم البدلاء، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلًا آخر»، ذكره أحمد، ولا يصحّ أيضًا؛ فإنه منقطع”([28]).
 
* الشيخ صنع الله الحلبي الحنفي (ت 1120هـ):
لقد اجتهد الشيخ صنع الله الحلبي في إسداء واجب النصح للمسلمين؛ حيث صنف رسالة قيمة بعنوان: “سيف الله على من كذب على أولياء الله”([29])، ردَّ فيها على من زعم بأن للأولياء تصرفاتٍ في حياتهم وبعد الممات، ويستغاث بهم في الشدائد والبليات، وبِهمَمهم تنكشف المهمات، فيأتون قبورهم، وينادونهم في قضاء الحاجات؛ مستدلِّين على أن ذلك من الكرامات.
وأبطل زعمَهم بأن منهم أبدالًا ونقباء وأوتادًا ونجباء، وسبعين وسبعة، وأربعين وأربعة، والقطب هو الغوث للناس، وعليه المدار بلا التباس… فقال: “وهذا -كما ترى- كلام فيه تفريط وإفراط، وغلو في الدين بترك الاحتياط، بل فيه الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي؛ لما فيه من روائح الشرك المحقَّق، ومصادرة الكتاب العزيز المصدَّق، ومخالفة لعقائد الأئمة وما اجتمعت عليه هذه الأمة”([30]).
 
* الشيخ [[محمد رشيد رضا]] (ت 1354هـ):
اجتهد الشيخ محمد رشيد رضا في ردِّ تلك المصطلحات والوظائف الروحية عند الصوفية؛ وهو جدير بالردّ عليهم؛ لأنه يعرف الصوفية معرفة جيدة؛ إذ إنه كان أحد السالكين للطريقة النقشبندية([31])، ولكنه -بفضل الله تعالى- تحوَّل عن هذا المسلك المبتدع، وانصرف عنه، وأخذ في الردّ عليه، وبيان زيفه، وذلك بعد اطِّلاعه على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وكان دليله في الردِّ عليهم هو أن هذه المصطلحات والوظائف لم ترد في الكتاب ولا في السنة؛ فيقول: “وأما القطب وسائر الموظّفين الروحانيين في دائرة تصرفه الذين يسمّونهم رجال الغيب -كالإمامين والأوتاد والأبدال- فلم يرد شيء صحيح في السنة، إلا ما رووه في الأبدال، وهي روايات ضعيفة مضطَربة، في بعضها يعدون ثلاثين، وبعضها أربعين”([32]).<ref>{{استشهاد ويب
| url = https://salafcenter.org/4451/
| title = القُطب والغَوث والأبدالُ والأوتادُ بين الصّوفيّةِ ودلالات النّصوص الشرعيّة {{!}} مركز سلف للبحوث والدراسات
| date = 2019-12-22
| language = ar
| accessdate = 2021-04-15
}}</ref>
 
== انظر أيضا ==