الحملة الصليبية الثالثة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
2Amar0 (نقاش | مساهمات)
ط تحسين لغوى
وسوم: تعديلات طويلة تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم
سطر 88:
|خسائر2= '''كبيرة'''
}}{{معارك الحملة الصليبية الثالثة}}
'''الحملة الصليبية الثالثة''' (1189-1192)، وتعرف أيضاأيضًا باسم '''حملة الملوك'''، هي محاولة من قبل القادة الأوروبيين لاستعادة [[أراضي مقدسة|الأراضي المقدسة]] من [[صلاح الدين الأيوبي]]. كانت الحملة ناجحة إلى حد كبير، واحتُلت فيها مدنًا هامة مثل [[عكا]] و[[يافا]]، مسببة ضياع مكاسب فتوحات صلاح الدين الأيوبي، لكن فشلت القوات الصليبية في احتلال [[القدس|بيت المقدس]]، المسبب الرئيسي [[حملات صليبية|للحملات الصليبية]].
 
بعد فشل [[الحملة الصليبية الثانية]]، حكم [[الدولة الزنكية|الزنكيون]] [[الفتح الإسلامي للشام|سوريا]] ووحدوها، ثم دخلوا في صراع مع حكام [[مصر]] [[الدولة الفاطمية|الفاطميين]]. توحدت القوات المصرية والسورية في نهاية المطاف تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي، الذي عمل على إسقاط الدول المسيحية واستعادة القدس في 1187. زادت الحماسة الدينية لدى [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] و[[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]] (المعروفة باسم فيليب أغسطس)، وأدى ذلك إلى القيام بمحاولة لإنهاء الصراعات القائمة بينهم لقيادة حملة صليبية جديدة. توفي هنري في 1189، ومع ذلك، أصبحت القوات الإنجليزية تحت قيادة خليفته [[ريتشارد الأول ملك إنجلترا|الملك ريتشارد الأول]] (المعروفةالمعروف باسم ريتشارد قلب الأسد). استجاب [[إمبراطور روماني مقدس|الإمبراطور الروماني المقدس]] [[فريدرش الأول بربروسا|فريدريك بربروسا]] أيضاأيضًا للدعوة إلى الحملة، فعبر جيش ألماني ضخم [[الأناضول]]، لكنه غرق في نهر في آسيا الصغرى في 10 يونيو 1190 قبل الوصول إلى [[فلسطين|الأراضي المقدسة]]. سببت وفاته حزناحزنًا كبيراكبيرًا لدى الصليبيين الألمان، وعادت أغلب قواته إلى الإمبراطورية.
 
بعد استرجاع الصليبيين لمدينة عكا من المسلمين، غادر فيليب رفقة خليفة فريدريك، [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]] (المعروف باسم ليوبولد الفاضل)، الأراضي المقدسة في أغسطس 1191. في 2 سبتمبر 1192، وضع ريتشارد وصلاح الدين اللمسات الأخيرة على [[معاهدة]] تمنح المسلمين السيطرة على القدس مع السماح [[حاج (حج)|للحجاج]] العزل و[[تاجر|التجار]] المسيحيين بزيارة المدينة. غادر ريتشارد الأراضي المقدسة في 2 أكتوبر. سمحت نجاحات الحملة الصليبية الثالثة للصليبيين بالحفاظ على نفوذ كبير في قبرص والساحل السوري. ومع ذلك، أدى عدم استعادة القدس إلى شن [[الحملة الصليبية الرابعة]].
سطر 98:
[[ملف:Nur ad-Din Zangi2.jpg|تصغير|رسم إفرنجي للملك نور الدين الزنكي]]
 
بعد فشل [[الحملة الصليبية الثانية]]، سيطر [[نور الدين زنكي|نور الدين الزنكي]] على [[دمشق]] ووحد [[سوريا]]. من أجل توسيع سلطته، فرض نور الدين حكمه على [[الدولة الفاطمية]] في [[مصر]]. في 1163، بعث نور الدين القائد العسكري [[أسد الدين شيركوه بن شاذي|أسد الدين شيركوه]]، على رأس جيش إلى [[نهر النيل|النيل]]. كان مرافقه شاباشابًا هو ابن أخيه، [[صلاح الدين الأيوبي|صلاح الدين]]. بعد أن أصبحت قوات شيركوه قريبة من [[القاهرة]]، طلب الوزير [[مصر|المصري]] [[شاور بن مجير السعدي|شاور]] المساعدة من [[مملكة بيت المقدس|ملك بيت المقدس]] [[أمالريك الأول]]. وفي رد على ذلك، أرسل أمالريك جيشاجيشًا إلى مصر لمهاجمة قوات شيركوه في [[بلبيس]] في 1164.
 
في محاولة لإبعاد الخطر [[مملكة بيت المقدس|الصليبي]] عن مصر، هاجم نور الدين [[إمارة أنطاكية|أنطاكية]]، مما أدى إلى مجزرة ضد الجنود [[مسيحية|المسيحيين]] وأسر عدد من الزعماء الصليبيين، بما في ذلك [[بوهمند الثالث أمير أنطاكية|بوهيموند الثالث]]، أمير أنطاكية. سحب كل من أمالريك وشيركوه قواته خارج مصر فيما بعد.
سطر 104:
[[ملف:Map Crusader states 1135-ar.png|تصغير|300px|خريطة للدولة الصليبية سنة 1135، وتظهر فيها [[مملكة بيت المقدس]] التي سقطت في 1187 باللون الأبيض، المسبب الرئيسي للحملة الصليبية الثالثة.]]
 
في 1167، أرسل نور الدين أسد الدين شيركوه مرة أخرى لهزم الفاطميين في مصر. قام شاور مرة أخرى بطلب المساعدة من أمالريك للدفاع عن بلاده. لاحقت القوات المصرية–المسيحية المشتركة شيركوه حتى تراجع إلى [[الإسكندرية]]. خرق أمالريك تحالفه مع شاور عندما تحولت قواته في مصر إلى محاصرة مدينة بلبيس. بالرغم من أنه عدو سابق لشاور، حاول نور الدين إنقاذه من أمالريك. تراجع هذا الأخير عن حصار القاهرة لعدم تفوق جنوده على القوات المشتركة لنور الدين وشاور. أعطى هذا التحالف الجديد السلطة لنور الدين لحكم كل سوريا ومصر تقريباتقريبًا.
 
=== فتوحات صلاح الدين ===
[[ملف:صلاح الدين في العقد الخامس من عمره.jpg|تصغير|صلاح الدين في العقد الخامس من عُمره، عندما شرع بالجهاد ضد الصليبيين.]]
 
أعدم شاور بسبب تحالفاته مع القوات المسيحية وخلفه أسد الدين شيركوه في منصب [[وزير]] مصر. في 1169، توفي هذا الأخير بشكل غير متوقع بعد أسابيع فقط من حصوله على منصب الوزير. خلف شيركوه ابن أخيه، صلاح الدين يوسف، المعروف باسم صلاح الدين الأيوبي. توفي نور الدين في 1174، وترك إمبراطوراإمبراطورًا جديداجديدًا عمره 11 عاماعامًا هو، [[الصالح إسماعيل]]. تقرر أن الرجل الوحيد الذي سيقود [[جهاد|الجهاد]] ضد الفرنجة هو صلاح الدين، الذي أصبح سلطان مصر وسوريا وأسس [[الدولة الأيوبية]].
 
توفي أمالريك أيضاأيضًا في 1174، وخلفه في عرش بيت المقدس ابنه البالغ من العمر 13 عاما،عامًا، [[بلدوين الرابع]]. على الرغم من معاناة بلدوين من [[جذام|الجذام]]، لكنه كان قائد عسكرياعسكريًا كبيرا،كبيرًا، وهزم صلاح الدين في [[معركة مونتجيسارد]] في 1177، بدعم من [[أرناط]]، الذي كان قد هرب من السجن في 1176. زور أرناط في وقت لاحق اتفاقااتفاقًا مع صلاح الدين للسماح بالتجارة الحرة بين المناطق المسلمة والمسيحية. هاجم أرناط أيضاأيضًا القوافل التجارية في جميع أنحاء المنطقة ووسع القرصنة في [[البحر الأحمر]] عن طريق إرسال فرق للإغارة على السفن، والاعتداء على [[مكة|مكة المكرمة]] نفسها. أغضبت هذه الأفعال العالم الإسلامي، مما أعطى لأرناط سمعة سيئة في منطقة الشام.
 
[[ملف:Guido di Lusignano.jpg|تصغير|[[غي دي لوزينيان|غي اللوزينياني]]، ملك بيت المقدس، قاد هذه الأخيرة في الحملة الصليبية الثالثة.]]
 
توفي بلدوين الرابع في 1185، وترك عرش المملكة لابن أخته [[بلدوين الخامس]]، الذي كان قد توج كملك ليرافق خاله في 1183. عاد [[ريموند الثالث|ريموند الثالث الطرابلسي]] مرة أخرى إلى الصراع حول عرش بيت المقدس. في السنة التالية، توفي بلدوين الخامس قبل عيد ميلاده التاسع، وتوجت أمه الأميرة [[سيبيلا ملكة أورشليم|سيبيلا]]، شقيقة بلدوين الخامس، نفسها ملكة وزوجها، [[غي دي لوزينيان|غي اللوزينياني]]، ملكاملكًا. هاجم أرناط مرة أخرى قوافل التجار الأغنياء وحبس المسافرين في السجون. طالب صلاح الدين بالإفراج عن السجناء والبضائع المسروقة. أمر الملك غي الذي توج حديثاحديثًا أرناط بالاستجابة لمطالب صلاح الدين، ولكنه رفض أن يتبع أوامر الملك.
 
=== حصار مملكة بيت المقدس ===
سطر 128:
[[ملف:BNF, Mss fr 68, folio 399.jpg|تصغير|إعدام أرناط بعد معركة حطين.]]
 
نقل الملك غي وأرناط إلى خيمة صلاح الدين، حيث أعطاهم هذا الأخير الماء بسبب عطشهم الكبير. شرب غي من كأس به ماء ومن ثم مرره إلى أرناط. بعد أن أخد أرناط الكأس من الملك غي بدلابدلًا من صلاح الدين، يعني أن هذا الأخير لن يضطر إلى تقديم الحماية إلى شخص غدره (كان يقول في نفسه أنه إذا أخد الماء شخصياشخصيًا منه، سوف تكون حياته آمنة). عندما قبل أرناط الشرب من أيدي الملك غي، قال مترجم لصلاح الدين، "يقول الملك: أنه هو الذي أحضره ليشرب".<ref>Lyons, Malcolm Cameron and D. E. P. Jackson, Saladin: ''The Politics of the Holy War'', (Cambridge: Cambridge University Press, 1982), 264.</ref> بعد ذلك، قطع صلاح الدين رأس أرناط لخيانته له. أكرم صلاح الدين الملك غي حسب التقاليد المتعارف عليها وتم إرساله إلى دمشق في نهاية المطاف، وهو واحد من عدد قليل من الأسرى الصليبيين الذين لم يعدموا.
 
[[ملف:ChristiansBeforeSaladin.jpg|تصغير|السكّان الفرنجة بين يديّ صلاح الدين بعد استرجاعه للقدس.]]
سطر 138:
== الاستعدادات ==
[[ملف:B Gregor VIII.jpg|تصغير|[[غريغوري الثامن]]، بابا [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] الذي دعا إلى شن الحملة الصليبية الثالثة، بعد [[حصار القدس (1187)|سقوط بيت المقدس]].]]
أعلن البابا الجديد، [[غريغوري الثامن]]، أن استرجاع المسلمين للقدس كان عقابا من الله للمسيحيين بسبب خطاياهم في جميع أنحاء أوروبا. ثم صرخ داعياداعيًا إلى حملة صليبية جديدة لاسترجاع الأراضي المقدسة. أنهى كل من [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] و[[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]] حربه مع الآخر، وفرض كل واحد منهما "[[عشور صلاح الدين]]" على مواطنيه لتمويل الحملة. في بريطانيا، قام [[بلدوين إكستر،إكستر]]، كبير [[أسقف كانتربري|أساقفة كانتربري]]، بجولة في ويلز،[[ويلز]]، وأقنع 3.000 رجل بالانضمام إليه وأعطاهم الأسلحة والصليب، ثم انضموا إلى رحلة [[جيرالد الويلزي]].
 
== حملة فريدريك بربروسا ==
[[ملف:Gustave dore crusades death of frederick of germany.jpg|تصغير|لوحة "وفاة فريدريك الألماني" [[غوستاف دوريه|لغوستاف دوريه]].]]
 
استجاب [[إمبراطور روماني مقدس|الإمبراطور الروماني المقدس]] [[فريدرش الأول بربروسا|فريدريك الأول بربروسا]] للدعوة إلى الحملة على الفور. أخد فريدريك الصليب في [[كاتدرائية ماينز]] في 27 مارس 1188، وكون جيشاجيشًا ليذهب به إلى الأراضي المقدسة في مايو 1189 يضم حوالي 100.000 رجل، بما في ذلك 20.000 فارس.<ref name="REF2"/> ذهب جيش يتكون من 2.000 رجل بقيادة الأمير غيزا المجري، الأخ الأصغر للملك [[بيلا الثالث]] المجري، مع بارباروسا إلى الأراضي المقدسة.<ref>A. Konstam, ''Historical Atlas of The Crusades'', 124</ref>
 
[[ملف:BattleIconium.jpg|تصغير|[[معركة قونية (1190)|معركة قونية في 1190]] بين الجيش الألماني وسلاجقة الروم.]]
 
قدم [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|الإمبراطور البيزنطي]] [[إسحاق الثاني|إسحاق الثاني أنجلوس]] مبادرة تحالف سري مع صلاح الدين لعرقلة تقدم فريدريك الذي أحرزه في مقابل سلامة إمبراطوريته. وفي الوقت نفسه، وعدت سلطنة الروم فريدريك بالعبور من خلال الأناضول، ولكن فقد صبره بعد ذلك وفي 18 مايو 1190، [[معركة قونية (1190)|حاصر الجيش الألماني قونية]]، عاصمة السلطنة. عندما كان يعبر نهر السالف في 10 يونيو 1190، ألقى حصان فريدريك هذا الأخير، فوق الصخور، ثم غرق في النهر. بعد هذا، عاد أغلب جنوده إلى ألمانيا تحسباتحسبًا للانتخابات الإمبراطورية القادمة. قاد نجل الإمبراطور فريدريك الشوابي، 5.000 رجل ظلوا هناك إلى [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]]. أزيل لحم الإمبراطور وبقيت عظامه، وتم وضعها في كنيسة سانت بيتر؛ حيث تم وضعها في حقيبة من أجل استمرار الحملة الصليبية. ومع ذلك، في أنطاكية، كان الجيش الألماني مريضامريضًا بالحمى. طلب الشاب فريدريك المساعدة من صهر [[كونراد من مونفيراتو|كونراد المونفيراتي]] لقيادة جنوده إلى عكا، عبر طريق صور،[[صور (لبنان)|صور]]، حيث دفنت عظام والده.
 
== انطلاق الملكين ريتشارد وفيليب ==
توفي [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] في 6 يوليو 1189 بعد هجوم مفاجئ عليه من قبل ابنه [[ريتشارد الأول ملك إنجلترا|ريتشارد قلب الأسد]] و[[فيليب الثاني أغسطس|الملك فيليب الثاني]]. صعد ريتشارد إلى عرش البلاد بعد [[حفل تتويج]] وبدأ فورافورًا بمحاولة جلب الأموال من أجل الحملة الصليبية. في هذه الأثناء، غادر بعض رعاياه البلاد عن طريق البحر. غزا بعض هؤلاء الرعايا جنباجنبًا إلى جنب مع أشخاص من الإمبراطورية الرومانية المقدسة وفرنسا مدينة أندلسية في إيبيريا خلال صيف عام 1189، قبل مواصلة التقدم الأراضي المقدسة. في أبريل 1190، رحل الملك ريتشارد في أسطول من دارتموث تحت قيادة ريتشارد الكامفيلي وروبرت السابلي في طريقهم للقاء الملك فيليب في [[مارسيليا]]. ساعدت أجزاء من هذا الأسطول [[سانشو الأول ملك البرتغال]] على هزيمة [[الموحدون|الدولة الموحدية]] في [[شنترين]] و[[تورس نواس|توريس نوفاس]]، في حين نهبت مجموعة أخرى [[لشبونة]] المسيحية، إلا أنه تم توجيهها من قبل العاهل البرتغالي.<ref>L. Villegas-Aristizábal, "Revisión de las crónicas de Ralph d e Diceto y de la Gesta regis Ricardi sobre la participación de la flota angevina durante la Tercera Cruzada en Portugal", ''Studia Historica- Historia Medieval 27'' (2009), pp. 153–170.</ref> اجتمع ريتشارد وفيليب الثاني في فرنسا في فيزيلاي ثم ذهبا معامعًا في 4 يوليو 1190 إلى [[ليون]] حيث افترقا ثم اتفقا على أن يلتقيا معا مرة أخرى في صقلية؛ أرسل ريتشارد مع حاشيته، 800 رجل، ذهبوا إلى [[مارسيليا]] وذهب فيليب في المقابل إلى [[جنوة]].<ref>[http://images.library.wisc.edu/History/EFacs/HistCrus/0001/0002/reference/history.crustwo.i0016.pdf Wolff and Hazard, p. 57] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304000907/http://images.library.wisc.edu/History/EFacs/HistCrus/0001/0002/reference/history.crustwo.i0016.pdf |date=4 مارس 2016}}</ref> وصل ريتشارد إلى مارسيليا ووجد أن أسطوله لم يصل بعد؛ لكنه سرعان ما تعب من انتظاره وتركيب السفن، ثم ترك صقلية في 7 أغسطس، حيث زار العديد من الأماكن في إيطاليا في طريقه ووصل إلى [[مسينة|ميسينا]] في 23 سبتمبر. وفي الوقت نفسه، وصل الأسطول الإنجليزي في نهاية المطاف إلى مارسيليا في 22 أغسطس، ووجد أن ريتشارد قد ذهب، ثم أبحر مباشرة إلى ميسينا، ووصل قبله إليها في 14 سبتمبر.<ref>Wolff and Hazard, p. 58</ref> استأجر فيليب أسطول جنوة لنقل جيشه، الذي تألف من 650 فارس، 1.300 حصان، و 1.300 إقطاعي إلى الأراضي المقدسة عن طريق صقلية.<ref name="REF2"/>
 
[[ملف:Philip Augustus arriving in Palestine - British Library Royal MS 16 G vi f350vr (detail).jpg|تصغير|وصول فيليب الثاني إلى فلسطين.]]
سطر 163:
[[ملف:Map Crusader states 1190-ar.svg|تصغير|الممالك الصليبية عام 1190 ومعارك الحملة الصليبية الثالثة.]]
 
أخرج صلاح الدين الملك غي اللوزينياني من السجن في 1189. حاول غي قيادة القوات المسيحية في [[صور (لبنان)|صور]]، ولكن زادت قوة كونراد المونفيراتي بعد دفاعه عن المدينة وصده هجمات المسلمين. حول غي انتباهه إلى ميناء عكا الثري. جمع دي لوزينيان جيشا لمحاصرة المدينة وحصل على المعونة من الجيش الفرنسي بعد وصول فيليب. لم تكن الجيوش الصليبية المشتركة كافية لمواجهة صلاح الدين، ومع ذلك، ظلت هذه القوات تحاصر المدينة. في صيف 1190، تفشى مرض غير معروف بمخيم، كان فيه الملكة سيبيلا وبناتها وقد ماتوا بسببه. سعى غي، على الرغم من أنه أصبح ملكاملكًا عن طريق الزواج فقط، إلى الاحتفاظ بالعرش، رغم أن الوريث الشرعي كان هو إيزابيلا أخت سيبيلا. بعد تعجيل ترتيبات الطلاق من همفري الرابع التوروني، تزوجت إيزابيلا من كونراد المونفيراتي الذي أصبح ملكاملكًا بعد تزوجه منها.
 
خلال فصل الشتاء في 1190–91، تفشى مرض الحمى كثيرا،كثيرًا، والذي مات بسببه فريدريك الشوابي، البطريرك هرقل المقدسي، وتيوبالد الخامس البلوي. عندما عندما حل فصل الربيع في 1191، وصل [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]] بما تبقى من القوات الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وصل فيليب الثاني أغسطس مع قواته من صقلية في مايو. وصل جيش صليبي آخر تحت قيادة [[ليو الأول]] الأرمني أيضاأيضًا.<ref>M. Chahin (1987). ''The Kingdom of Armenia: A History''. Curzon Press. p. 245. ISBN 0-7007-1452-9.</ref>
 
وصل ريتشارد إلى عكا في 8 يونيو 1191 وبدأ فورافورًا في قيادة قواته في حصار المدينة، التي استرجعها في 12 يوليو. تشاجر ريتشارد، فيليب، وليوبولد حول كيفية توزيع غنائم الحصار والنصر. لم يطبق ريتشارد القواعد الألمانية في هذا الأمر، وتجاهل مطالب ليوبولد بتطبيقها. أثناء الصراع حول عرش بيت المقدس، دعم ريتشارد غي اللوزينياني، في حين دعم فيليب وليوبولد كونراد المونفيراتي، الذي كان على علاقة بهما على حد سواء. وتقرر أن غي اللوزينياني سيواصل حكمه للمملكة وسيخلفه كونراد المونفيراتي عند وفاته. أصبح فيليب في ذلك الوقت في حالة صحية سيئة وقد أصابه الإحباط، مما أدى إلى سحب كل من فيليب وليوبولد لجيوشهما من الأراضي المقدسة في أغسطس، وغادروها في نفس الشهر. ترك فيليب 10.000 جندي صليبي فرنسي هناك و 5.000 قطعة فضية لتدفع لهم.
 
[[ملف:Ptolemais (Acre) given to Philip Augustus 1191.png|تصغير|[[فيليب الثاني أغسطس]] في عكا بعد سقوطها.]]
[[ملف:SaracensBeheaded.jpg|تصغير|مذبحة عكا على يد ريتشارد قلب الأسد.]]
 
في 18 يونيو، بعد فترة وجيزة من وصول ريتشارد إلى يافا، بعث هذا الأخير رسولارسولًا إلى صلاح الدين يحمل رسالة يطلب منه فيها أن يجتمعا وجهاوجهًا لوجه. رفض صلاح الدين، قائلاقائلًا أنهما لن يجتمعا من بعضه البعض إلا بعد أن يوافق ريتشارد على معاهدة سلام، "كبادرة حسن نية لإنهاء هذه الحملة الصليبية". لم يلتق الملكان قط، على الرغم من أنهما تبادلا الهدايا وقام ريتشارد بعدد من الاجتماعات مع [[العادل أبو بكر بن أيوب|العادل]]، شقيق صلاح الدين.<ref>Gillingham, John (1999). [https://books.google.co.uk/books?id=1Q4lh8KLi1YC&lpg=PA20&ots=HsY3GfeEeY&pg=PA20#v=onepage&q&f=false Richard I]. Yale University Press. pp. 20–21. ISBN 0300094043. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180728035636/https://books.google.co.uk/books?id=1Q4lh8KLi1YC&lpg=PA20&ots=HsY3GfeEeY&pg=PA20 |date=28 يوليو 2018}}</ref> حاول صلاح الدين التفاوض مع ريتشارد للإفراج عن حامية الجند المسلمة الأسيرة، والتي تضم النساء والأطفال. ومع ذلك، في 20 أغسطس، فكر ريتشارد بأن صلاح الدين قد تأخر كثيرا،كثيرًا، فقام بقطع رأس 2.700 سجين مسلم، وقد حاول الجيش الأيوبي إنقاذهم دون جدوى.<ref>Marshall Hodgson, The Venture of Islam. ''Conscience and History in a World Civilization Vol 2''. The University of Chicago, 1958, pg. 267.</ref> رد صلاح الدين بقتل كل السجناء المسيحيين الذين كان قد أسرهم.
 
== معركة أرسوف ==
سطر 179:
[[ملف:Plan de la bataille d'Arsouf-ar.svg|تصغير|مخطط [[معركة أرسوف|لمعركة أرسوف]].]]
 
بعد احتلال عكا، قرر ريتشارد الذهاب إلى مدينة [[يافا]]. كانت السيطرة على يافا ضرورية قبل محاولة الهجوم على بيت المقدس. ومع ذلك، في 7 سبتمبر 1191، هاجم صلاح الدين جيش ريتشارد في [[أرسوف]]، 30 ميل (50 كم) شمال يافا. حاول صلاح الدين مضايقة جيش ريتشارد وكسر شوكته. حافظ جيش ريتشارد على موقفه الدفاعي، ومع ذلك، قطع الفرسان خطوط إمداد الجناح الأيمن لقوات صلاح الدين. أمر ريتشارد بشن هجوم مرتد عام، مكنه من الفوز بالمعركة. كانت أرسوف نصرانصرًا هاما. لم يتم تدمير الجيش الإسلامي، على الرغم من الخسائر الكبيرة، لكنه هزم في النهاية؛ كان يعتبر هذا عاراعارًا على المسلمين، ورافعاورافعًا لمعنويات الصليبيين. أنقصت أرسوف سمعة صلاح الدين الأيوبي باعتباره قائدا لا يقهر وأثبتت شجاعة وحنكة ريتشارد العسكرية. كان هذا الأخير قادراقادرًا على تنفيذ استراتيجية دفاعية لإبقاء الأراضي التي استرجعها في يده، واحتلال يافا، هي الخطوة الأخيرة للتحرك نحو استرجاع بيت المقدس. سبب استرجاع الساحل من أيدي صلاح الدين خطراخطرًا كبيراكبيرًا على القدس.<ref>Oman, pp. 311–318</ref>
 
== التقدم نحو القدس، قتل الملك، والمفاوضات ==
سطر 190:
[[ملف:RichardSaladin.jpg|تصغير|منمنمة تعود للقرن الثالث عشر، تظهر مبارزة خيالية بين ريتشارد قلب الأسد وصلاح الدين الأيوبي.]]
 
في نوفمبر 1191، تقدم الجيش الصليبي نحو القدس. في 12 ديسمبر، اضطر صلاح الدين بسبب ضغط أمراءه إلى حل الجزء الاكبر من جيشه. نتيجة لهذا، أكمل جيش ريتشارد تقدمه، وقد احتفل هذا الأخير بالكريسماس في [[اللطرون]]. سار الجيش بعد ذلك إلى بيت النوبة، التي تبعد 12 كيلومتراكيلومترًا فقط من القدس. كانت معنويات المسلمين في القدس منخفضة جداجدًا لأن وصول الصليبيين ربما قد يتسبب في سقوط المدينة بسرعة. أدى سوء الأحوال الجوية، الطقس البارد جداجدًا وهطول الأمطار الغزيرة والعواصف، جنباجنبًا إلى جنب مع الخوف ما إذا كان الجيش الصليبي سيحاصر القدس إلى العدول عن فكرة تراجع الصليبيين إلى الساحل.<ref>Gillingham, pp. 198-200.</ref>
 
دعا ريتشارد كونراد للانضمام إليه في حملته، لكنه رفض، بسبب تحالف ريتشارد مع الملك غي. تفاوض كونراد أيضاأيضًا مع صلاح الدين ليمنع أي محاولة لريتشارد لانتزاع صور منه وإعطاءها لغي اللوزينياني. ومع ذلك، في أبريل، اضطر ريتشارد إلى قبول كونراد ملكاملكًا للقدس بعد الانتخابات التي عقدها نبلاء المملكة. لم يوافق غي على نتائج الانتخابات على الإطلاق؛ باع ريتشارد قبرص لهذا الأخير كتعويض. قبل أن يتوج، كان كونراد قد طعن حتى الموت من قبل [[الحشاشون|حشاشينحشاشيْن]] اثنين في شوارع صور. بعد ثمانية أيام، تزوج ابن أخ ريتشارد، هنري الثاني الشامباني، الملكة إيزابيلا التي كانت حامل بطفل كونراد. كان يشتبه كثيراكثيرًا أن قتلة الملك قد أخدوا التعليمات من ريتشارد.
 
خلال أشهر الشتاء، احتل ودمر جيش ريتشارد مدينة عسقلان، والتي كان قد هدم صلاح الدين تحصيناتها في وقت سابق. شهد ربيع عام 1192 استمرار المفاوضات والمناوشات بين القوات المتعارضة. في 22 مايو، احتل مدينة [[دير البلح|داروم]] الاستراتيجية الهامة المحصنة الواقعة على حدود مصر، بعد خمسةخًمسة أيام من القتال العنيف.<ref>Gillingham, p. 208</ref> تقدم جيش صليبي آخر مسبقا نحو القدس، وفي يونيو، أصبح قريباقريبًا جداجدًا من المدينة، لكنه تراجع مرة أخرى، وهذه المرة بسبب الصراع بين قادته. على وجه الخصوص، أراد ريتشارد وغالبية الجيش مهاجمة صلاح الدين في عقر داره عن طريق غزو مصر، لكي يتخلى عن بيت المقدس. كان قائد الوحدات الفرنسية هو دوق بورغونيا، ومع ذلك، كان هذا الأخير مصرامُصِرًّا على أن يقود الهجوم المباشر على القدس. أضعف تقسيم الدوق للجيش الصليبي إلى قسمين من قوته، ولم ينجح في تحقيق أهدافه بسبب هذا. أراد ريتشارد أن يصاحب جيشاجيشًا صغيراصغيرًا معه للهجوم على القدس، لكن رفضت قيادة الجيش الصليبي. اضطر جيش المسيحيين إلى التراجع نحو الساحل بسبب عدم وجود قيادة موحدة له.<ref>Gillingham, pp. 209-212</ref>
 
[[ملف:Isle of Graia3.jpg|تصغير|صورة تظهر اتفاق [[صلاح الدين الأيوبي|صلاح الدين]] و[[ريتشارد الأول ملك إنجلترا|ريتشارد]] على حماية الحجاج و[[قافلة|القوافل]] والطرق لكي يتمكنوا من السفر بكل حرية.]]
سطر 200:
في يوليو 1192، هاجم جيش صلاح الدين الذي يضم الآلاف من الرجال فجأة يافا واحتلها، ولكن فقد صلاح الدين السيطرة عليهم بسبب غضبهم من مجزرة عكا. ويعتقد أن صلاح الدين أمر الصليبيين بأن يبقوا في [[معقل (مدينة)|قلعة المدينة]] حتى يقوم باستعادة السيطرة على جيشه مرة أخرى.
 
كان ريتشارد يريد العودة إلى إنجلترا عندما سمع الأخبار بأن صلاح الدين وجيشه احتلا يافا. ذهب ريتشارد رفقة قوة صغيرة تضم 2.000 رجل إلى يافا عن طريق البحر في هجوم مفاجئ. دخلت قوات ريتشارد يافا، وتم طرد [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]] من المدينة بسبب الهجوم البحري الكبير الذي شنته السفن الإنجليزية عليهم. أطلق ريتشارد سراح الحامية الصليبية التي كانت في قلعة المدينة، وساعدت هذه القوات في تعزيز قوة جيشه. كان جيش صلاح الدين متفوقامتفوقًا عدديا،عدديًا، ومع ذلك، لم يقم إلا بالدفاع فقط عن المناطق التي كانت لا تزال في حوزته، ولم يحاول منذ ذلك الحين التقدم أكثر. أراد صلاح الدين القيام بهجوم مفاجئ سريسرى في الفجر، ولكن تم كشفه؛ شرعت قواته بالهجوم إلا أن الجنود لم يأخدوا هذا الأخير على محمل الجد وعانوا من خسائر فادحة بسبب قذائف الجنود الصليبيين. انتهت [[معركة يافا (1192)|معركة استعادة يافا]] بهزيمة صلاح الدين، الذي اضطر إلى التراجع. عزرت هذه المعركة موقف الدول الصليبية الساحلية إلى حد كبير.<ref>Runciman, pp. 71-72</ref>
 
في 2 سبتمبر 1192، بعد هزيمته في يافا، اضطر صلاح الدين إلى إبرام معاهدة مع ريتشارد، تبقي بيت المقدس تحت سيطرة [[مسلم|المسلمين]]، في حين تسمح [[حاج (حج)|للحجاج]] و[[تجارة|التجار]] المسيحيين العزل بزيارة المدينة. في حين أصبحت عسقلان قضية خلافية بين المسلمين والمسيحيين لأنها هددت الوحدة بين مصر وسوريا. في نهاية المطاف، تم الاتفاق على هدم دفاعات عسقلان، وأن تبقى تحت سيطرة صلاح الدين. غادر ريتشارد الأراضي المقدسة في 9 أكتوبر 1192.
سطر 207:
[[ملف:The Crusader States (1200)-ar.jpg|تصغير|الدول الصليبية بعد الحملة الصليبية الثالثة وحملة 1197.]]
 
لم يكن كلا الطرفين راضين تماماتمامًا عن نتائج الحملة. على الرغم من أن انتصارات ريتشارد حرمت المسلمين من الأراضي الساحلية المهمة وأعادت إنشاء الدول الفرنجية في فلسطين، إلا أن العديد من المسيحيين في الغرب اللاتيني شعروا بخيبة أمل لعدم استعادة بيت المقدس.<ref>Procter, George (1854). ''[https://books.google.com/books?id=Q8BmAAAAMAAJ&pg=PA92&dq=Third+Crusade#v=onepage&q=jerusalem&f=false History of the crusades: their rise, progress, and results]''. R. Griffin and Co. pp. 112–116. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140707023336/http://books.google.com/books?id=Q8BmAAAAMAAJ&pg=PA92&dq=Third+Crusade |date=7 يوليو 2014}}</ref> وبالمثل، شعر العديد من الناس في العالم الإسلامي بالقلق من فشل صلاح الدين في كبح جماح المسيحيين في سوريا وفلسطين. ازدهرت التجارة في جميع أنحاء [[الشرق الأوسط]] وفي المدن الواقعة على طول ساحل [[البحر الأبيض المتوسط]].<ref>Crompton, Samuel Willard (2003). ''The Third Crusade: Richard the Lionhearted vs. Saladin''. Great battles through the ages. Infobase Publishing. p. 64. ISBN 0-7910-7437-4.</ref>
 
روى [[المؤرخ]] والباحث في سيرة صلاح الدين الأيوبي، [[بهاء الدين بن شداد]]، محنة هذا الأخير بسبب نجاحات الصليبيين: '''أخشى أن يحل السلام، وأنا لا أعرف ماذا سيحصل لي. أصبح عدونا قويا،قويًا، عندما استعاد العديد من الأراضي. وسوف يتقدم لاسترداد ما تبقى من أراضينا وسوف ترى كل واحد من الصليبيين يصعد إلى الأعلى (يقصد القلاع)، ويقول، "أنا يجب أن يبقى" وسيخرب العالم الإسلامي. هذه كلماته وجاء ليقولهم ليلى.'''<ref>al-Din, Baha; D.S. Richards (2002). ''The Rare and Excellent History of Saladin''. Crusade Texts in Translation. 7 (1 ed.). Burlington, VT; Hampshire, England: Ashgate. p. 232. ISBN 0-7546-3381-0.</ref>
 
اعتقل ريتشارد وسجن في ديسمبر 1192 من قبل [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]]، الذي اتهم ريتشارد بأنه قتل ابن عمه [[كونراد من مونفيراتو|كونراد المونفيراتي]]. استاء ليوبولد أيضاأيضًا من قيام ريتشارد بهدم دفاعات عكا. نقل ريتشارد في وقت لاحق إلى سجن [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنريهنرى السادس، الإمبراطور الروماني المقدس]]، الذي أعطيت له فدية مائة وخمسون ألف للإفراج عن ريتشارد. عاد ريتشارد إلى [[إنجلترا]] في 1194 و مات في 1199 عن سن 41 سنة.
 
في 1193، مات صلاح الدين بالحمى الصفراء. تنازع ورثته حول من الأحق بالخلافة، متسببين في ضياع جزئيجزئى لفتوحات صلاح الدين.
 
قتل هنري الشامباني عندما أوقعه شخص غير معروف قصداقصدًا في 1197. تزوجت الملكة إيزابيلا للمرة الرابعة، من أمالريك اللوزينياني، شقيق غي اللوزينياني، الذي أصبح ملكاملكًا لقبرص. بعد وفاتهم في 1205، نجحت ابنته الكبرى [[ماريا من مونفيراتو|ماريا المونفيراتية]] (ولدت بعد مقتل أبيها) في الصعود على عرش بيت المقدس.
 
أدى قرار ريتشارد بعدم الهجوم على القدس إلى الدعوة إلى [[الحملة الصليبية الرابعة]]، ست سنوات بعد انتهاء الحملة الصليبية الثالثة في 1192. ومع ذلك، أبقت انتصارات ريتشارد سيادة الصليبيين على عكا. لخص المؤرخ [[توماس مادن]] إنجازات الحملة الصليبية الثالثة: '''...لم يتوقع أي أحد النجاح الذي حققته الحملة الصليبية الثالثة. معظم انتصارات صلاح الدين في أعقاب معركة حطين تم مسحها. تعافت الممالك الصليبية من الانقسامات، واستعادت المدن الساحلية، وأبرمت معاهدة سلام مع أكبر عدو لها. على الرغم من أنهم فشلوا في استعادة القدس، وضع النصارى بمساعدة ريتشارد أقدامهم فيفى الشام مرة أخرى.'''<ref>Madden, Thomas (2006). ''The New Concise History of the Crusades''. Lanham, Maryland: Rowman and Littlefield Publishers. p. 95. ISBN 978-0-7425-3823-8.</ref>
 
كتب كتاب مجهول المؤلف يبين الأجواء المحيطة بالحملة الصليبية الثالثة هو ''الاستمرار الفرنسي القديم لوليام الصوري'' والذي كتبت بعض فقراته بواسطة إيرنول، أمبرواز، روجر الهودني، رالف الديسيتي، و[[جيرالد الويلزي]].
 
==انظر أيضاأيضًا==
* [[حملات صليبية]]