آل خليفة: الفرق بين النسختين

ما إن تولى علي بن خليفة الحكم في عام 1284هـ/ 1867م حتى غادر محمد البحرين إلى الكويت.الكويت، فتدخل آل الصباح للصلح بين الشقيقين.الشقيقين، فكتب حاكم الكويت عبد الله الصباح إلى علي يسأله أن يُعيد أخاه إلى الحكمالحكم، فقبل علي ذلكذلك، فجاءفتوجه محمد إلى البحرين بصحبة أمير الكويتالكويت، ولكنهم قبل أن ينزلوا إلى البحرين علموا أن علياًعليًّا رجع في تعهده لأمير الكويت.الكويت، فعاد محمد ونزل في دارين وتأهب للقتال.للقتال، فدخل في جيش ناصر بن مبارك بن عبد الله بن أحمد، غزاوغزا به البحرينالبحرين، وقتل الشيخ ناصر الشيخ علي بن خليفة للحكم عام 1286هـ/ 1869م.

عاد للحكم للمرة الثانيةالثانية، ولكن أبناء عبد الله آل خليفة انقلبوا عليه وسجنوه في قلعة أبي ماهر في البحرينالبحرين، ونادوا بأحدهم وهو محمد بن عبد الله حاكماً للبحرينللبحرين، عام 1286هـ/ 1869م1869م، وأبعد محمد بن خليفة إلى بومباي ثم إلى عدن.عدن، فشفع له السلطان عبد الحميد لدى الحكومة البريطانيةالبريطانية، فذهب إلى مكة عام 1305هـ/ 1888م1888م، وتوفي بها سنة 1307هـ/ 1890م.

عندما علم الإنجليز بما حل بمحمد بن خليفة تدخل الوكيل السياسي الإنجليزي مرة أخرى وخلع محمد بن عبد اللهالله، الذي لم يحكم إلاّإلَّا لمدةلأشهر شهور فقط.معدودة، واستشار أهالي البحرين في من يختارون ليتولى أمرهمأمرهم، فاختاروا عيسى بن عليعلي، وهو ابن أخي محمد بن خليفة بن سلمان.

عندما اختار أهالي البحرين عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان حاكماًحاكمًا كان يقيم في قطر نازلاًنازلًا عند قبيلة النعيمالنعيم، فعاد إلى البحرين في آخر شعبان سنة 1286هـ/ 1870م1870م، في أفراد من قبيلة النعيمالنعيم، ونزلوا في المحرقالمحرق، وكان عيسى كريماًكريمًا؛ أنعم على القبائل التي كانت معه في قطر بمبالغ كبيرة يوم تقلد الإمارة. بدأ عيسى في تأسيس المدارس في البحرينالبحرين، ووضع أول حجر في مدرسة بيدهبيده، وأنشأ الشيخ عيسى محجراًمحجرًا صحياًصحيًّا عام 1327هـ/ 19091909م، كما أمر ببناء مرفأ على ساحل المنامة عام 1330هـ.

وبعد أن وطد الشيخ عيسى الحكمالحكم، وسيطر على الأمور الداخلية في البلادالبلاد، فكر أن يستعين ببريطانيا صاحبة النفوذ الأول في الخليجالخليج، من أجل حمايته ومساعدته ضد أطماع الدول المحلية المجاورة وقتذاكوقتذاك، ويأتي على رأسها دولة فارس وسلطنة مسقطمسقط، فوقع مع بريطانيا معاهدة عام 1286هـ / 1880م1880م، وجددت تلك الاتفاقية بمعاهدة ثانية عام 1310هـ / 1892م1892م، ومعاهدة ثالثة عام 1311هـ / 1893م1893م، وتعهد الشيخ عيسى بموجبها للإنجليز بما أدخله في جملة محمياتهممحمياتهم، وكبلته هو ومن يأتي بعده من حكام البحرين بقيود جعلت بريطانيا تسيطر على البحرين سيطرة أكيدةأكيدة؛ من هذه القيود والشروط أنه: لا يحق لشيخ البحرين أن يتنازل عن أي جزء من أرضه إلى أيأية جهة سوى بريطانيابريطانيا، ولا يحق له أن يعقد أي اتفاق أو يقيم علاقة مع دولة أخرى دون علم بريطانيا. وأبعد من ذلكذلك؛ التزم الشيخ عيسى بتعهد للحكومة البريطانية، يتم بمقتضاه أن يؤكد شيخ البحرين ويلتزم بأنه في حال احتمال وجود النفط في بلاده البحرين فإنه لن يستثمره بنفسهبنفسه، وليس له الحق أن يفاتح أحدأحدًا بخصوصهبخصوصه، بدون استشارة المستشار البريطاني في البحرينالبحرين، وبعد الحصول على موافقة الحكومة البريطانية السامية.

وقد حاولت الدولة العثمانية في عام 1296هـ/ 1879م أن تحصل من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على موافقة بإنشاء مستودع للفحم في بلادهبلاده، وعندما علم بذلك المقيم البريطاني روبرتسون أبلغ حكومته بالأمربالأمر، وتم إقناع الحكومة العثمانية بالعدول عن هذا المشروعالمشروع، لإبعاد النفوذ العثماني عن البحرين. وتم توقيع معاهدة بين بريطانيا والبحرين.

وكان الإمام عبد الرحمن بن فيصلفيصل، والد الملك عبد العزيزالعزيز، قد لجأ إلى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في عام (1309هـ/ 1891م)، وكان بصحبته ابنه عبد العزيزالعزيز، الذي لم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره وقتذاكوقتذاك، عندما كان الإمام عبد الرحمن يبحث له ولأسرته عن مأوى آمن يلجأ إليه بعد مغادرته نجد إلى الصحراء فقطرفي قطر ثم البحرين.البحرين، وقد سمح له الشيخ عيسى بالإقامة في البحرين.

وخلال فترة حكم الملك عبد العزيزالعزيز، ملك المملكة العربية السعوديةالسعودية، التي امتدت فشملت جزءاًجزءًا كبيراًكبيرًا من حكم الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفةخليفة، وابنه حمد وحفيده سلمانسلمان، تبودلتبودلت الزيارات بين حكام ومسئوليومسؤولي البلدينالبلدين؛ توثيقاًتوثيقًا لعرى الصداقة والمودة بين الطرفينالطرفين، وللتشاور فيما يجد من أحداث.

وظل عيسى بن علي مخلصاًمخلصًا للإنجليز طوال حكمهحكمه، لكنهم لم يقابلوا هذا الوفاء بمثلهبمثله؛ بلإذ عمدوا إلى إهانته والتضييق عليهعليه، ومن أمثلة ذلك:

* في عام 1311هـ/ 1893م ثار الجلاهمة وآل علي وبنيوبنو هاجر في الزبارةالزبارة، وعزموا على حرب آل خليفة الذين اتصلوا بالوكيل السياسي البريطاني المقيم في بوشهربوشهر، يطلبون أذنهإذنه بالتصدي لهذه الثورةالثورة، فرفض السماح لهم بإعداد جيش لذلكلذلك، بل وهددهم من نقضبنقض الاتفاق الموقع مع بريطانيا. وعندما طلبوا منه تحمل مسؤولية الدفاع عن البحرين اشترط عليهم شروطاًشروطًا لم يجدوا بداًبدًّا من الموافقة عليهاعليها، ومنها إقامة وكالة في البحرين للإشراف على شؤون الرعايا البريطانيين.البريطانيين، فوافقوا مكرهينمكرهين، ونظيرومقابل ذلك قامت البوارج البريطانية بإخماد ثورة الزبارة.

* في عام 1321هـ/ 1903م أهان خادم ألماني ابن أخي عيسى بن عليعلي، فضربه فشكا الخادم إلى رئيسهرئيسه، فرفع الرئيس الأمر إلى الوكيل السامي البريطاني وإلى الحكومة الألمانيةالألمانية، فاعتذرت حكومة البحرينالبحرين، ودفعت للخادم ثلاثة آلاف روبية. لكن هذه التسوية لم تكن مرضية في نظر الوكيل السامي السياسي البريطاني برسي كوكسكوكس؛ فجاء في بوارجه الحربية إلى البحرينالبحرين، وعرض لائحة بما تطلبه الحكومة البريطانية جزاء ضرب الألمانيالألماني، ومنها حرق ما تبقى من سفن البحرين الحربيةالحربية، ونَفْي ابن أخي عيسى إلى الهند لمدة خمس سنواتسنوات، وإحالة النظر في شؤون الأجانب إلى الوكالة البريطانية في البحرين.

* في عام 1341هـ/ 1923م حدث أن سرقت ساعة من بيت تاجر نجدينجدي، فاتُهم بالسرقة رجل من الفرسالفرس، فقام أهل بلاده يدافعون عنهعنه، فأدى ذلك إلى خلاف بين النجديين والفرس. ولما كان الطرفان من الأجانبالأجانب، فإن الحكومة اكتفت بحفظ الأمنالأمن، فأبرقت الوكالة البريطانية إلى برسي كوكس بالخبر فجاء مسرعاًمسرعًا إلى البحرينالبحرين، وكان أول طلباته عزل عيسى بن علي من الحكمالحكم، وتولية ابنه حمد. ثم تبعأتبع ذلك بسلسلة من الأوامر.الأوامر؛ منها إلغاء المحاكم الوطنيةالوطنية، وتحديد رواتب لمحمد وأفراد أسرة آل خليفة من واردات الجمارك تحول إلى بنك بريطاني في المنامةالمنامة، وتأسيس ديوان تحت مسمىاسم: "مركز الحكومة" ليقوم مقام المحاكم الوطنية. وهكذا تحولت البحرين من دولة ذات سيادةسيادة، لها أسطول حربيحربي، إلى محمية تابعة لبريطانيالبريطانيا، يحكمها الوكيل السياسي البريطاني المقيم في بوشهر.

إلا أن بعض المؤرخين يروونيرْوُون أن الشيخ حمد بن عيسى بن علىعلي حفظ حق أبيه في مباشرة الحكمالحكم، ولم يباشر هو الحكم إلا بعد وفاة والده الشيخ عيسى بن على في عام 1351هـ،1932م1351هـ،1932م، وأقام عيسى في البحرين بقية حياته إلى أن توفىتوفي بها عام 1932م.