التوراة في الإسلام: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط بوت: إصلاح أخطاء فحص ويكيبيديا من 1 إلى 104
سطر 8:
أهم منبع للثقافة اليهودية التوراة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم، ووُصِفت بأنها كتابٌ من كتب الله المنزلة: (أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ) *[[سورة المائدة]]:44. وورد فيه أن [[عيسى بن مريم|عيسى عليه السلام]] أتى بعد مصدَّقاً لما في التوراة: (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) *[[سورة المائدة|المائدة:4]]6. وقد نص القرآن على بعض أحكام وردت في التوراة: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلْأَنفَ بِٱلْأَنفِ وَٱلْأُذُنَ بِٱلْأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ)* المائدة:45.
 
فأما التوراة بالمعنى الصحيح فخمسة أسفار:<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=ضحى الاسلام|ناشر=الدار المصرية اللبنانية|مؤلف1=احمد امين|مكان=ج 1 317}}</ref>:
[[ملف:Bochum Synagoge 2.jpg|مركز|تصغير|488x488بك|كنيس بوخوم الجديد:مخطوطات التوراة في تابوب التوراة]]
السفر الأول: [[سفر التكوين]] أو الخلق، وقد ذُكر فيه خلق العالم، وقصة [[آدم]] و<nowiki/>[[حواء]] وأولادهما، و<nowiki/>[[نوح]] عليه السلام والطوفان وتبلبل الألسن، ثم قصة [[إبراهيم|إبراهيم عليه السلام]] وابنه [[إسحاق]] و<nowiki/>[[يعقوب]] ثم قصة [[يوسف]] عليهم السلام.
سطر 14:
والسفر الثاني: يسمّى [[سفر الخروج]]-اي خروج اليهود من [[مصر]]- وفيه قصة [[موسى|موسى عليه السلام]] من ولادته وبعثته، و<nowiki/>[[فرعون]] وخروج بني إسرائيل من [[مصر]]، وصعود [[موسى|موسى عليه السلام]] الجبل، وإيتاء الله له الألواح.
 
السفر الثالث: [[سفر اللاويين]]-أي الأخبار-وفيه حكم القُربان والطهارة وما يجوز أكله، وغير ذلك من الفرائض والحدود.
 
والسفر الرابع: [[سفر العدد]]، بعضه في الشرائع، وبعضه في أخبار [[موسى|موسى عليه السلام]] وبني إسرائيل في التيه و<nowiki/>[[سورة البقرة|قصة البقرة]].
سطر 25:
تسربت الثقافة اليهودية إلى المسلمين من طُرق أهمها: من دخل في الإسلام من اليهود، وخاصة مسلمة [[اليمن]]، [[كعب الأحبار|ككعب الأحبار]]، و<nowiki/>[[وهب بن منبه]] وكذلك دخل في الإسلام من اليهود كثيرون، كان منهم بعض الصحابة و<nowiki/>[[تابعون|التابعين]]، ومنهم محدثون وقصاص وقُرَّاء، ومنهم أخباريون. أشهرهم " [[معمر بن المثنى|أبا عبيدة معمر بن المثنى]]".
 
قد تسرَّبت الثقافة اليهودية إلى من جاورهم من العرب، فقد جاء في الحديث عن [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]]:" كان هذا الحيُّ-من الأنصار- وهم أهل وثنٍ مع هذا الحيَّ من اليهود، وهم أهل كتاب، فكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، وكانوا يقتدون بكثير من فعلهم"
 
وكان بعض المسلمين في العصور الأولى يطّلعون على الكتب الأخرى المنزّلة ويتلونها، وفي الحديث عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال: " كان أهل الكتاب يقرؤون من التوراة [[بنو إسرائيل|بالعبرانية]] ويفسرونها لأهل الإسلام بالعرببة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تصدقوا [[أهل الكتاب]] ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنّا بالذي أٌنزل إلينا وأُنزِل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد".
سطر 60:
وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابِه أن [[أهل الكتاب]] حرفوا التوراة والإنجيل وبدلوا كلام الله، فقال تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة: 75). وهذا التحريف يكون إما بتغيير اللفظ أو المعنى أوكلاهما. غير أن هذا التحريف لم يطل كل ما جاء في كتبهِم. ومما يدل على وجود أجزاء من التوراة لم يطلها التحريف حتى زمن الرسول، ما ورد عن [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|ابن عمر]] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ قَدْ زَنَيَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ يَهُودَ، فَقَالَ: ( مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَى ؟) قَالُوا: نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا، وَنُحَمِّلُهُمَا، وَنُخَالِفُ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا، وَيُطَافُ بِهِمَا، قَالَ : ( فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )، فَجَاءُوا بِهَا فَقَرَؤوهَا حَتَّى إِذَا مَرُّوا بِآيَةِ الرَّجْمِ وَضَعَ الْفَتَى الَّذِي يَقْرَأُ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، وَقَرَأَ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَمَا وَرَاءَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرْهُ فَلْيَرْفَعْ يَدَه، فَرَفَعَهَا فَإِذَا تَحْتَهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرُجِمَا ". رواه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] (7543)، [[صحيح مسلم|ومسلم]] (1699) - واللفظ له.
 
ومن نصارى العرب الذين أسلموا في عهد النبى صلى الله عليه وسلم، الجارود بن عمرو، وكان سيدًا في قومه بني عبد آلاف ورئيسًا فيهم، وكان يسكن [[البحرين]]، فقد وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع من [[الهجرة النبوية|الهجرة]]، وفرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بمقدمه، وقد كان صلبًا في إسلامه، وقد ثبت على الإسلام بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم- ومن تبعه من قومه، ولم يرتد مع من ارتدوا . <ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=الاستيعاب|مؤلف1=ابن عبد البر|مكان=1\263}}</ref>[<nowiki/>[[ابن عبد البر]]، في [[الاستيعاب في معرفة الأصحاب|كتاب الاستيعاب]] 1/263، والإصابة 1-441 ].
 
وأشير في الأحاديث إلى التوراة، وذُكرَ فيها بعض أحكامها. من ذلك ما روى [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|أبو داود عن ابن عمر]]، قال:  أتى نفر من يهود، فدعوا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى القف، فأتاهم في بيت المدارس، فقالوا : يا أبًا القاسم ! إن رجلا منا زنى بًامرأة، فاحكم بينهم، فوضعوا لرسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وسادة، فجلس عليها، ثم قال ائتوني بًالتوراة، فأتي بها، فنزع الوسادة من تحته، فوضع التوراة عليها، ثم قال : آمنت بك وبمن أنزلك، ثم قال : ائتوني بأعلمكم . فأتي بفتى شاب – ثم ذكر [[عزير|قصة الرجم]].
سطر 82:
 
=== نظرة المسلمين في تحريفها<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=ضحى الاسلام|ناشر=الدار المصرية اللبنانية|مؤلف1=احمد امين|مكان=ج1\330}}</ref> ===
وقد اختلفت أنظار المسلمين إلى التوراة على أقوال ثلاثة، فقال قوم: إنها كلها أو أكثرها مُبَّدلَّةٌ مُغيَّرة، ليست هي التوراة التي أنزلها الله على [[موسى|موسى عليه السلام]]. وتعرض هؤلاء لتناقضها، وتكذيب بعضها لبعض.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=الملل والنحل|مؤلف1=ابن حزم}}</ref>. وذهبت طائفة أخرى من أئمة الحديث والفقه والكلام إلى أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل، وذهب [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] في صحيحه:"يُحرّفُون الكلم عن مواضعه": يزيلون، وليس أحد يزيل لفظ كتابٍ من كُتب الله تعالى، ولكنهم يتأولونه على غير تأويله، وهذا هو ما اختاره [[فخر الدين الرازي|الرازي]] في تفسيره. "ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طَبَّقت مشارق الأرض ومغاربها، ولا يعلم عدد نُسخها إلا الله، ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، بحيث لا يبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة مُغيّرة، والتغيير على منهاج واحد، وهذا ما يحيله العقل ويشهد ببطلانه، قالوا: وقد بيّن الله تعالى لنبيه عليه السلام محتجَّا على اليهود بها: (قُلْ فَأْتُواْ بٱلتورى ٰةِ فَٱتْلُوهَآ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ)*[[سورة آل عمران|آل عمران]]:93 وذهبت طائفة ثالثة إلى أنه قد زيدَ فيها، وغُيَّرَ ألفاظٌ يسيرة، ولكنَّ أكثرها باقٍ على ما أُنزل عليه، والتبديل في يسيرٍ منها جدّاً. وممن اختار هذا القول [[ابن تيمية]] في كتاب"الجواب الصحيح لمن بدَّلَ دين المسيح".<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=اغاثة اللهفان في مصايد الشيطان|مؤلف1=شمس الدين ابن القيم|مكان=ص415}}</ref>. ومثّل لذلك بما جاء فيها: "إن الله سبحانه وتعالى قال لإبراهيم عليه السلام: اذبح ولدك بكرك أو واحدك إسحاف" فإسحاق زيادة منهم في لفظ التوراة.
 
== أثر التوراة على المسلمين<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=ضحى الاسلام|ناشر=الدار المصرية اللبنانية|مؤلف1=احمد امين|مكان=330 \ج1}}</ref> ==
قد عني المسلمون بنقل تاريخ بني أسرائيل وأنبيائهم، كما فعل [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] في تاريخه، وكما فعل [[ابن قتيبة]] في كتابه "المعارف". وكان لليهود أثر غير قليل في بعض المذاهب الإسلامية. ودخلت كتب الأدب نصائح يهودية تُروى عن أنبيائهم كالذي روي أن شعيا قال لبني أسرائيل: " إن الجسد إذا صلح كفاه القليل من الطعام، وإنَّ القلب إذا صلحَ كفاه قليلٌ من الحكمة!. ".<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=الوافي بالوفيات|ناشر=دار احياء التراث|مؤلف1=صلاح الدين الصفدي|مكان=ج1\ص73}}</ref>.
 
وقد واجه اليهود كثيرا من المسائل وبحثوا عنها واختلفوا فيها، فقد بحثوا في النَّسخ، وقالوا إن الشريعة لا تكون إلا واحدةً، وقد بدأت بموسى وتمت به، فلا يجوز النّسخ، لأن النّسخ في الأوامر بداءٌ، ولا يجوز البداء على الله.
 
وتكلموا في التشبيه؛ لأنهم وجدوا  التوراة مملوءة بألفاظ تشعر بالتشبيه، مثل الصورة والمشافهة، والتكلم جهرا، والنزول على [[الطور (مصر)|طور سيناء]]، وجواز الرؤية وتعرّضوا للرجعة، أي رجوع بعض الأفراد للحياة بعد الموت، وجاءهم في ذلك من أن عزيزا أماته الله مائة عام ثم بعثه. وقالوا إنه مات وسيرجع.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=الملل والنحل|مؤلف1=الشهرستاني|مكان=ص85\86}}</ref>.
 
كذلك انتقل إلى المسلمين ما دار بين اليهود في التشبيه. فقد وضِعت للبحث الآيات القرآنية التي تُشعر بذلك، مثل : ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾* [[سورة الفتح|الفتح]]:10. الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)*[[سورة طه|طه]]:5. وما ورد في الحديث كقوله: " قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن". وقد انقسم المسلمون فيها أقساماً، فقال قوم من السلف نؤمن بذلك ولا نتعرض للتأويل بعد أن نعلم قطعاً أن الله لا يشبه شيئاً من المخلوقات، ويقول الشهرستاني إنهم أجرووٌا الاحاديث الواردة في ذاك على ما يُتعارف في صفات الأجسام، وزادوا في الأخبار ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثرها مقتبس من اليهود.
 
وقد قال الرسول عن [[أبو سعيد الخدري|أبي سعيد]] رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ))؛ قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى[1]؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((فَمَن؟!))؛ رواه الشيخان[2].
سطر 99:
{{شريط بوابات|أعلام|المسيحية|الإسلام}}
[[ملف:Al-Tha`labi - Qisas al-Anbiya - Moses and Aaron.png|تصغير|صفحة من كتاب عرائس المجالس المسمى قصص الأنبياء لأبو إسحاق الثعلبي النيسابوري، يظهر فيها موسى وهارون. حوالي العام 1590م]]
 
[[تصنيف:التوراة]]
[[تصنيف:كتب إسلامية]]