الطهارة في المسيحية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:التعريب V4
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح رابط (1)
سطر 57:
 
وقد فسّر [[قائمة المفكرين المسيحيين في العلم|العلماء المسيحيون]] التعميد عن طريق غمر الجسد أو قسم منه بالماء ضمن طقوس كنسيّة، عبر ربطهم المياه بخلق الحياة، فقد جاء في [[سفر التكوين]]: {{اقتباس مضمن|وَقَالَ اللهُ: "لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الارْضِ..."}} وجاء أيضاً في وصف الأرض قبل الخليقة: {{اقتباس مضمن|وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ}}، وقال المفسّرون أنّ الحياة خرجت من الماء على هذا الشكل، وأنّ هناك ربطًا ما بين الماء وروح الله.<ref name="موقع القديسة تقلا">[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-16-CH02-Baptism-13-Why-Water.html موقع القديسة تقلا: كتاب اللاهوت المقارن لقداسة البابا شنودة الثالث؛ أهمية الماء ورموزه في المعمودية.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170818064553/http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-16-CH02-Baptism-13-Why-Water.html |date=18 أغسطس 2017}}</ref> ويستند المسيحيّون إلى ما ورد في [[إنجيل يوحنا]] من أنّ التعميد بالمياه ضروري للميلاد الثاني، أي دخول الشخص في المسيحية، فقد ورد في هذا المجال: {{اقتباس مضمن|إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ}}، وفسّر العلماء ذلك بأنّ الولادة المذكورة هنا إنّما ذكرت صراحة وليس رمزيّاً.<ref name="موقع القديسة تقلا1">[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-15-CH02-Baptism-12-Water.html موقع القديسة تقلا: كتاب اللاهوت المقارن لقداسة البابا شنودة الثالث؛ ما هو مركز الماء في الخلاص والميلاد الثاني؟] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170810134925/http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-15-CH02-Baptism-12-Water.html |date=10 أغسطس 2017}}</ref> كذلك، يعدّ التبرّك [[ماء مقدس|بالماء المقدّس]] من الأمور ذات الأهمّيّة والمكانة عند أغلب الكنائس المسيحيّة.<ref>Theiler, Henry (1909). ''Holy Water and Its Significance for Catholics''.
Ratisbon, New York: F. Puster & Co. Reprint: Sophia Institute Press, 2016. {{ISBNردمك|0-7661-7553-7}} pp. 13-15.</ref>
 
=== غسل اليدين والوجه والقدمين قبل الصلاة ===
سطر 97:
تلتزم [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] في شريعة الطهارة الموجودة في [[العهد القديم]] والتي تحث على ضرورة الاغتسال للتطهر قبل تأدية فرائض دينية معينة، وبعد أي شيء يسبِّب النجاسة. فضلًا على ضرورة غسل اليدين قبل الأكل أو الصلاة، وبعد الإستيقاظ من النوم، وبعد زيارة المدافن أو دخول دورة المياه، وكذلك مراسيم الطهارة بعد ال[[جماع]].<ref>[http://www.eotc.faithweb.com/liturgy.htm The Liturgy of the Ethiopian Orthodox Tewahedo Church] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171104083845/http://www.eotc.faithweb.com/liturgy.htm |date=04 نوفمبر 2017}}</ref>
 
تمنع [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] المرأة التي تكون في فترة [[حيض|الحيض]] والأشخاص غير الطاهرين وفقًا للشريعة من دخول [[كنيسة|الكنيسة]] (على سبيل المثال لا يدخل الرجال الكنيسة في اليوم واليوم التالي بعد أن كان هناك جماع مع الزوجة).<ref>[https://pwtwakademiakatolicka.pl/wp-content/uploads/wst/12-2/Pedersen.pdf IS THE CHURCH OF ETHIOPIA A JUDAIC CHURCH ?] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304115645/http://pwtw.pl/wp-content/uploads/wst/12-2/Pedersen.pdf |date=04 مارس 2016}}</ref> يُذكر أن منع المرأة التي تكون في فترة الحيض من دخول الكنيسة حتى نهاية فترة الحيض موجود أيضًا من قبل الكنائس المسيحية الشرقية الأخرى.<ref>[https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/032-About-Menstruating-n-Entering-the-Altar.html هل يجوز للمرأة الطامث أن تتناول؟]؛ الأنبا تقلا {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170706011631/http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/032-About-Menstruating-n-Entering-the-Altar.html |date=06 يوليو 2017}}</ref> وتلتزم كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية في تنظيم قواعد ال[[حبل]] وال[[ولادة]] المذكورة في [[سفر اللاويين]] وكيفية الطهور بعدها إذ إن المرأة الحامل والحائض تعتبر نجسة.<ref name="مولد تلقائيا4"/> ويعتبر شهر باغمي من الشهور المقدسَّة حسب معتقدات [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]]، ومن طقوس الشهر يقوم أتباع الكنيسة الإثيوبية بالاغتسال لمدة ستة أيام في الأنهار، حيث يعد الاغتسال في الأنهار «غسلاً وتطهراً من الذنوب».<ref>[https://aawsat.com/home/article/1021456/%D9%85%D8%AA%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D9%86-8-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85-2009 متأخرين 8 سنوات عن العالم... الإثيوبيون يودعون عام 2009] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171120202056/https://aawsat.com/home/article/1021456/متأخرين-8-سنوات-عن-العالم-الإثيوبيون-يودعون-عام-2009 |date=20 نوفمبر 2017}}</ref>
 
تفرض [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] إلى جانب [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية]] و[[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] شريعة [[الختان في المسيحية|الختان على الذكور]] وتعطيه [[طقوس العبور|بُعد ديني]].<ref name=Christian>عادةً ختان الذكور في الكنائس القبطيّة والكنائس الأخرى:
سطر 122:
في حين وضعت [[المسيحية]] دائمًا تركيزًا قويًا على [[نظافة|النظافة]]؛<ref name=" Squatriti ">{{استشهاد بكتاب|الأخير= Warsh |الأول= Cheryl Krasnick |المحاور=Veronica Strong-Boag |عنوان=Children’s Health Issues in Historical Perspective |سنة=2006 |ناشر=Wilfrid Laurier Univ. Press|اقتباس=... From Fleming's perspective, the transition to Christianity required a good dose of personal and public hygiene...|isbn=9780889209121|صفحة=315}}</ref> كانت [[ثرمي|الحمامات العامة الرومانيَّة]] مختلطة الجنسين، حيث يستحم الرجال والنساء عراة سويًة مما جعل [[مسيحية مبكرة|رجال الدين المسيحيين في وقت مبكر]] التنديد والشجب بنمط الإستحمام المختلط بين الجنسين في الحمامات العامّة الرومانية، حيث انتقد العديد من اللاهوتيين المسيحيين عادة استحمام المرأة إلى جانب الرجال، ولكن هذا لم يمنع الكنيسة من حث أتباعها للذهاب إلى الحمامات العامَّة للإستحمام من أجل النظافة والصحة. حثَّ اللاهوتي [[كيرلس الأورشليمي]] على الاهتمام والإستحمام، وأشار إلى أن [[يسوع]] كان يتردد على الحمامات العامة في [[القدس]] من أجل الإسترخاء. وكان يعتبر الإستحمام عادة جيدة للصحة. وأعتبر [[بندكت النيرسي]] الإستحمام علاجًا صحيًا وكان [[ترتليان]] يتردد على الحمامات العامة، وفي حين نددَّ [[إكليمندس الإسكندري]] على التجاوزات الأخلاقية التي قد تحدث في الحمامات، الأ أنه حث أتباعه على الإستحمام كعادة تساهم على الصحة الجيدة والنظافة من خلال تقديمه لمبادئ توجيهية للمسيحيين الذين يرغبون في الذهاب إلى الحمامات العامة.<ref name=" Robin M. Jensen ">{{استشهاد بكتاب|الأخير= M. Jensen |الأول= Robin |المحاور=|عنوان=Baptismal Imagery in Early Christianity: Ritual, Visual, and Theological Dimensions|سنة=2012 |ناشر=Baker Books|اقتباس=... Thus bathing also was considered a part of good health practice. For example, Tertullian attended the baths and believed them hygienic. Clement of Alexandria, while condemning excesses, had given guidelines for Christians who wished to attend the baths...|isbn= 9780801048326|صفحة=44}}</ref> وتتضمن ال[[ديدسكاليا]] أحد [[مصادر التشريع المسيحي]] إرشادات موجهة خاصة إلى الأزواج والزوجات، وتُحذّر من الآداب الوثنية والاختلاط بين الرجال والنساء في الحمامات العامة،<ref name="مولد تلقائيا19">{{استشهاد بكتاب |تاريخ=2009 |الأخير=Stewart-Sykes |الأول=Alistair |عنوان=The Didascalia Apostolorum: An English Version |ناشر=Brepols Publishers |series=Studia Traditionis Theologiae: Explorations in Early and Medieval Theology |isbn=978-2-503-52993-6 |مسار=id=}}</ref> وتَحُثَ ال[[ديدسكاليا]] المسيحيين على الإستحمام كعادة تساهم على الصحة الجيدة والنظافة، وتُقدم مبادئ توجيهية للمسيحيين الذين يرغبون في الذهاب إلى الحمامات العامة.<ref name="مولد تلقائيا19" />
 
[[ملف:Agkistro Byzantine bath.jpg|يسار|200بك|تصغير|مجمع حمامات أجكيسترو في اليونان، ويعود تاريخه إلى [[الإمبراطورية البيزنطية|العصر البيزنطي]].<ref>{{citeاستشهاد webويب|title=Unbekanntes Griechenland: Das besondere Erlebnis|url=http://www.minpress.gr/minpress/gr.aktuell.98.pdf|publisher=Griechenland Aktuell|accessdate=3 May 2012|pages=6|date=January 13, 2011|url-status=dead|archiveurl=https://web.archive.org/web/20111118065330/http://www.minpress.gr/minpress/gr.aktuell.98.pdf|archivedate=18 November 2011}}</ref>]]
تفرض [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] إلى جانب [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية]] و[[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] شريعة [[الختان في المسيحية|الختان للذكور]] وتُعطيه [[طقوس العبور|بُعد ديني]].<ref name=Christian/> في التقاليد [[الأرثوذكسية المشرقية]] القديمة يقوم أتباع [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] و[[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية]] و[[الكنيسة المسيحية السريانية اليعقوبية|كنيسة مالنكارا السريانيَّة الأرثوذكسية]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] بغسل أيديهم ووجوههم وأقدامهم قبل [[صلوات الساعات]] (''[[أجبية]]'')؛ وهي سبع صلوات تُقام على مدار اليوم من الفجر وحتى الغروب.<ref name="Amherst1906"/><ref name="Tadros2015"/> خلال القرن الثاني ظهرت طائفة من الرهبان الزهاد الذين يُمارسون العبادة الصارمة المتزمتة في عزلة عن الناس وبطريقتهم الخاصة و[[تبتل|التَّبَتُّلَ]]، وكان المتطرفون في تقواهم ينبذون العالم ويعيشون في صوامع منعزلة يمارسون فيها حياة تقشف مبالغا فيه، حيث تخلى البعض منهم عن النظافة الشخصية مثل عدم الكشف عن أنفسهم من تحت ملاءات الاستحمام خلال أخذ حمامات الغطس، واعتماد أسلوب حياة خشنة.<ref name="مولد تلقائيا17">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Andrew Jacobs |محرر=Hans-Ulrich Weidemann|عنوان=Asceticism and Exegesis in Early Christianity: The Reception of New Testament Texts in Ancient Ascetic Discourses|مسار=|سنة=2013|ناشر=Vandenhoeck & Ruprecht|isbn=978-3-525-59358-5 |صفحة=}}</ref><ref name="مولد تلقائيا21">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Evert Peeters|مؤلف2=Leen Van Molle|مؤلف3=Kaat Wils|عنوان=Beyond Pleasure: Cultures of Modern Asceticism |مسار= |سنة=2011| ناشر=Berghahn |isbn=978-1-84545-987-1 |صفحات=}}</ref> يذكر أن الكنيسة نددت بهذه الممارسات.<ref name="مولد تلقائيا17" /><ref name="مولد تلقائيا21" />
 
خلال عصر [[الإمبراطورية البيزنطية]] بُنِيَت العديد من الحمامات العامة من أجل النظافة؛ وتم بناء حمامات عامة كبيرة في المراكز الحضرية البيزنطية مثل [[القسطنطينية]] و[[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]]،<ref name="مولد تلقائيا9">{{استشهاد | editor-first = Alexander | editor-last = Kazhdan |editor-link=Alexander Kazhdan | عنوان = Oxford Dictionary of Byzantium | ناشر = Oxford University Press | سنة = 1991 | isbn = 978-0-19-504652-6}}</ref> وتبعت هذه الحمامات الهيكليَّة الأصليَّة والنموذجيَّة للحمامات الرومانية، والتي كان فيها حمام ساخن في كل الغرف.<ref name="مولد تلقائيا9" /> لكن على خلاف الحمامات الرومانية تم بناء أقسام منفصلة بين الرجال والنساء تأثرًا [[أخلاق مسيحية|بالأخلاقيات المسيحيَّة]]. وأشتهرت مدينة [[القسطنطينية]] في [[حمام عام|حماماتها]] الشعبيَّة الفاخرة مثل [[حمامات زاكبيكوس]].<ref>Bryan Ward-Perkins ''The Cambridge Ancient History: Empire and Successors, A.D. 425-600''. Cambridge University Press, 2000.</ref><ref>John Bagnell Bury ''A History of the Later Roman Empire from Arcadius to Irene (395 A.D. -800 A.D.) '' Adamant Media Corporation, 2005. {{ISBNردمك|1-4021-8369-0}}</ref><ref>Pierre Gilles ''The Antiquities of Constantinople''. Italica Press, Incorporated, 1998. {{ISBNردمك|0-934977-01-1}}</ref><ref>{{citationاستشهاد | editor-first = Alexander | editor-last = Kazhdan |editor-link=Alexander Kazhdan | title = [[قاموس أكسفورد لبيزنطة]] | publisher = Oxford University Press | year = 1991 | isbn = 978-0-19-504652-6}}</ref> ومنذ أوائل العصور الوسطى بَنيت الكنيسة حمامات عامة للإستحمام تفصل بين الرجال والنساء بالقرب من الأديرة و[[مواقع مقدسة مسيحية|مواقع الحج المسيحيَّة]].<ref name="Paolo Squatriti "/>
بحسب [[تقاليد مسيحية|التقاليد المسيحية]] تعتبر [[القديسة فيرينا]] [[قديس شفيع|شفيعة]] [[نظافة|النظافة الشخصية]]؛<ref>J. Huber, ''Das Leben der heiligen Jungfrau Verena'' (1878).</ref> حيث وفقًا للتقاليد المسيحيَّة علّمت فيرونا أهل [[سويسرا]] النظافة، منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا.<ref>[https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1327.html القديسة فيرينا: موقع تقلا]؛ الأنبا تقلا {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170918114243/http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1327.html |date=18 سبتمبر 2017}}</ref>
 
سطر 134:
واصل الباباوات بناء [[حمام عام|الحمامات العامة]] الواقعة داخل كنائس ال[[بازيليكا]] والأديرة منذ أوائل العصور الوسطى.<ref name="Mary Thurlkill ">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Thurlkill |الأول= Mary |المحاور= |عنوان=Sacred Scents in Early Christianity and Islam: Studies in Body and Religion |سنة=2016 |ناشر=Rowman & Littlefield|اقتباس=... Clement of Alexandria (d. c. 215 CE) allowed that bathing contributed to good health and hygiene... Christian skeptics could not easily dissuade the baths' practical popularity, however; popes continued to build baths situated within church basilicas and monasteries throughout the early medieval period... |isbn=0739174533 |صفحة=6–11}}</ref> وخصصَّ [[بابوية كاثوليكية|الباباوات]] لأهل [[روما]] [[حمام عام|حمامات عامة]] في ''[[الدياكونيا]]'' ([[اللغة اللاتينية|باللاتينيَّة]]: Diaconia)، أو في حمامات [[قصر لاتيرانو]] الخاصة، أو حتى في عدد لا يحصى من الحمامات الرهبانية التي كانت تعمل في القرنين الثامن والتاسع. كما وحافظ [[بابوية كاثوليكية|الباباوات]] على ثقافة الحمامات المُترفة في مساكنهم، ودُمجت الحمامات العامة بما في ذلك [[ثرمي|الحمامات الساخنة]] في مباني الكنيسة المسيحيَّة أو تلك الموجودة في الأديرة، والتي كانت تُعرف باسم "الحمامات الخيرية" بسبب خدمتها لرجال الدين والفقراء المحتاجين.<ref name=ArthurAshpitel1851>{{استشهاد | الأول = Arthur |الأخير=Ashpitel | سنة = 1851 | عنوان = Observations on baths and wash-houses | صفحة=| oclc=501833155 |jstor=60239734}}</ref> وبنى العديد من البابوات حمامات في بلدة [[فيتيربو]] والتي دُعيت لاحقًا باسم «حمامات البابوات» ([[اللغة الإيطالية|بالإيطاليَّة]]: Terme dei Papi)،<ref name="Mack, 1992, 46">Mack, 1992, 46</ref> ويُعد «حمام البابا» ([[اللغة الإيطالية|بالإيطاليَّة]]: Bagno del Papa) الذي بُني خلال حبريَّة البابا [[نقولا الخامس]] في [[القرن 15|القرن الخامس عشر]] أبرزها وأفخمها،<ref name="Mack, 1992, 46"/> وقد وصفه نيكولا ديلا توتشيا بأنه مبنى متشابك، يشبه القلعة مع أبراج عالية في زوايا الواجهة الجنوبية.
 
في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، كان الاستحمام ضروريًا [[الطبقة العليا|للطبقة العليا]] في [[أوروبا الغربية]]: كانت أديرة كلونياك التي لجأوا إليها مزودة دائمًا بحمامات ساخنة، وحتى الرهبان كانوا مطالبين بأخذ حمامات غطس كاملة.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأول=Julia|الأخير= Barrow|chapter=Ideology of the Tenth-Century English Benedictine 'Reform'|عنوان=Challenging the Boundaries of Medieval History: The Legacy of Timothy Reuter|editor-first= Patricia|editor-last= Skinner|ناشر= Brepols|مكان=Turnhout, Belgium|سنة= 2009|isbn=978-2-503-52359-0|صفحة=}}</ref> على عكس الصورة النمطية الخاطئة المتواجدة اليوم حول العصور الوسطى؛ فقد كان الإستحمام خلال [[العصور الوسطى]] منتشراً في المجتمعات الأوروبية، خاصًة في الصباح كما أنّ [[صابون|الصابون]] كان منتشرًا.<ref name="ReferenceA"/> كما لم تفقد أوروبا مظاهر الاستحمام و[[الصرف الصحي]] مع انهيار [[الإمبراطورية الرومانية]].<ref>[http://www.vlib.us/medieval/lectures/black_death.html The Great Famine (1315–1317) and the Black Death (1346–1351)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201228082649/http://www.vlib.us/medieval/lectures/black_death.html |date=28 ديسمبر 2020}}</ref><ref>[http://www.middle-ageslordsandladies.org.uk/middle-ages-hygiene.htm Middle Ages Hygiene] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201105232057/http://www.lordsandladies.org/middle-ages-hygiene.htm |date=5 نوفمبر 2020}}</ref> كانت الحمامات العامة شائعة في المدن والبلدات الكبرى في [[العالم المسيحي]] القرسوطي مثل [[باريس]] و[[ريغنسبورغ]] و[[نابولي]]، وتُشير وثائق تاريخية إلى وجود اثنان وثلاثون حماماً عاماً في مدينة [[باريس]] [[القرن 13|بالقرن الثالث عشر]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Middle Ages: Facts and Fictions|الأول=Winston |الأخير= Black|سنة= 2019| isbn= 9781440862328| صفحة =61 |ناشر=ABC-CLIO|اقتباس=Public baths were common in the larger towns and cities of Europe by the twelfth century.}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Perception and Action in Medieval Europe|وصلة=https://archive.org/details/perceptionaction00klei|الأول=Harald|الأخير= Kleinschmidt|سنة= 2005| isbn= 9781843831464| صفحة =[https://archive.org/details/perceptionaction00klei/page/n71 61] |ناشر=Boydell & Brewer|اقتباس=The evidence of early medieval laws that enforced punishments for the destruction of bathing houses suggests that such buildings were not rare. That they ... took a bath every week. At places in southern Europe, Roman baths remained in use or were even restored ... The Paris city scribe Nicolas Boileau noted the existence of twenty-six public baths in Paris in 1272}}</ref> كما وتواجدت [[حمام عام|الحمامات العامة]] وثقافتها في [[إيطاليا]]،<ref>Andrews, Cath. “Ancient Roman Baths: Cleanliness and Godliness under one roof.” Explore Italian Culture.</ref> و[[ألمانيا]]، و[[المجر]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=A History of Hungary|محرر=Peter F. Sugar|ناشر=Indiana University Press|تاريخ=22 November 1990|isbn=978-0-253-20867-5|صفحة=|مسار=https://books.google.com/books?id=SKwmGQCT0MAC&pg=PA9| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201021145429/https://books.google.com/books?id=SKwmGQCT0MAC | تاريخ أرشيف = 21 أكتوبر 2020 }}</ref> و[[روسيا]]،<ref name="The Russia Reader: History, Culture, Politics">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Russia Reader: History, Culture, Politics|isbn = 978-0822346487|مسار=https://books.google.com/books?id=B-jWhJMt_9EC|تاريخ الوصول=3 December 2014|الأخير1 = Barker|الأول1 = Adele|تاريخ = 12 July 2010| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200726152215/https://books.google.com/books?id=B-jWhJMt_9EC | تاريخ أرشيف = 26 يوليو 2020 }}</ref> و[[فنلندا]] وغيرها من الدول خلال [[العصور الوسطى]].<ref>[http://www.vlib.us/medieval/lectures/black_death.html The Great Famine (1315-1317) and the Black Death (1346-1351)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171213101119/http://www.vlib.us/medieval/lectures/black_death.html |date=13 ديسمبر 2017}}</ref><ref>[http://www.lordsandladies.org/middle-ages-hygiene.htm Middle Ages Hygiene] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131021230028/http://www.middle-ages.org.uk/middle-ages-hygiene.htm |date=21 أكتوبر 2013}}</ref> وبُنيت [[حمام عام|الحمامات العامة]] والتي دُعيت ([[اللغة الإسبانية|بالإسبانيَّة]]: Baño) في مختلف مدن [[المسيحية في إسبانيا|إسبانيا المسيحيَّة]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان= Jews, Christians and Muslims in Medieval and Early Modern Times: A Festschrift in Honor of Mark R. Cohen|الأول= Uriel|الأخير= Simonsohn|سنة= 2014 | isbn= 9789004267848| صفحة =257 |ناشر=BRILL|اقتباس=hot water, and communal atmosphere of a public bath house (a ḥammām in al-Andalus or a baño in Christian lands }}</ref> وفرَضت القوانين الحضرية على الرجال والنساء، [[مسيحيون|المسيحيون]] و[[يهود سفارديون|اليهود]]، بزيارة الحمامات العامة للإستحمام في أوقات مختلفة ومنفصلة.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان= Jews, Christians and Muslims in Medieval and Early Modern Times: A Festschrift in Honor of Mark R. Cohen|الأول= Uriel|الأخير= Simonsohn|سنة= 2014 | isbn= 9789004267848| صفحة =257 |ناشر=BRILL|اقتباس= }}</ref> بالإضافة إلى ذلك، خلال [[عصر النهضة]] و[[إصلاح بروتستانتي|الإصلاح البروتستانتي]]، كان يعتقد أن نوعية وحالة الملابس تعكس روح الفرد، وكانت تعكس الملابس النظيفة أيضَا الوضع الاجتماعي للفرد. وظلّت ثقافة [[ساونا|الساونا]] ظاهرة شائعة في [[فنلندا]] و[[إسكندنافيا|الدول الإسكندنافيَّة]]، حتى أنها توسعت خلال فترة [[إصلاح بروتستانتي|الإصلاح البروتستانتي]].<ref>{{استشهاد بكتاب |مؤلف=Häkkinen, Kaisa |عنوان= Nykysuomen etymologinen sanakirja |سنة= 2005|سنة النشر الأصلية=2004 |ناشر= WSOY|لغة= Finnish |isbn= 951-0-27108-X|صفحة= }}</ref> وفقاً للباحث إيان برادلي، لعبت [[المسيحية]] [[البروتستانتية]] دوراً بارزاً في تطوير [[منتجع صحي|المنتجعات الصحيَّة]] البريطانية.<ref name="ASpiritualHistory"/>
[[ملف:Bagno del Papa.jpg|يسار|200بك|تصغير|«حمام البابا» في مدينة [[فيتيربو]]: بُني خلال حبريَّة البابا [[نقولا الخامس]].]]
أصبحت صناعة [[الصابون]] في البداية تجارة راسخة خلال ما يُسمى بـ "[[العصور المظلمة]]". استخدم الرومان الزيوت المعطرة (معظمها من [[مصر]])، من بين بدائل أخرى. بحلول [[القرن 15|القرن الخامس عشر]]، أصبحت صناعة الصابون في [[العالم المسيحي]] شبه صناعية، مع وجود مراكز لها في [[أنتويرب]] و[[قشتالة (منطقة تاريخية)|قشتالة]] و[[مارسيليا]] و[[نابولي]] و[[البندقية]].<ref>Anionic and Related Lime Soap Dispersants, Raymond G. Bistline Jr., in ''Anionic Surfactants: Organic Chemistry'', Helmut Stache, ed., Volume 56 of Surfactant science series, CRC Press, 1996, chapter 11, p. 632, {{ISBNردمك|0-8247-9394-3}}.</ref> في [[القرن 17|القرن السابع عشر]]، تسبب [[صابون قشتالي|الصابون القشتالي]] حالة من الجدل الطائفي في [[إنجلترا]]، بعدما أحتكر واشترى المصنعون الكاثوليك الإسبان من حكومة [[تشارلز الأول ملك إنجلترا]] صناعة الصابون القشتالي. وقد تسببت علاقة الشركات مع الكاثوليكية إلى قيام حملة علاقات ظهور شرك للصابون محلي يديرها بروتستانت التي تُبين كيف أنها أكثر فعالية بكثير من [[صابون قشتالي|الصابون القشتالي]]. أثار احتكار وبيع الصابون القشتالي في إنجلترا [[البروتستانتية]] لشركة كاثوليكية ضجة كبيرة، والتي أدّت في نهاية المطاف إلى تجريد الشركة الكاثوليكية من الاحتكار.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان = King Charles I|الأخير = Gregg|الأول = Pauline|ناشر = |سنة = 1981|الرقم المعياري = |مكان = London|صفحات = 218}}</ref>
 
منذ العصور الوسطى ظهرت في التقاليد [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] وخاصًة [[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]] مظاهر الغطس والإستحمام خلال [[عيد الظهور الإلهي]] أو عيد الغطاس و[[أحد الشعانين]]؛ حيث أنّ من مظاهر العيد في المجتمعات والدول ذات الطابع الأرثوذكسي مثل [[روسيا]] و[[بلغاريا]] و[[اليونان]] و[[القسطنطينية]] الغطس في بِرك المياه المتجمدة والتي غالباً ما تكون على شكل [[صليب مسيحي]].<ref>James Hall, ''A History of Ideas and Images in Italian Art'', 1983, John Murray, London, pp. 70–71; ISBN 0-7195-3971-4</ref><ref>[https://arabic.sputniknews.com/?utm_source=redirect_sputnik&utm_medium=redirect&utm_campaign=redirect/2013_01_19/101658393/ البرد القارس لم يمنع أكثر من مليوني روسي من الاحتفال بعيد الغطاس] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141129024417/http://arabic.ruvr.ru/2013_01_19/101658393/ |date=29 نوفمبر 2014}}</ref> اذ يَرمز العيد ومظاهره إلى التطهر من الخطايا وغَسلها.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://ww1.antiochian.org/node/18690|عنوان=The Winter Pascha, Chapter 34: The Great Blessing of Water|ناشر=Antiochan Orthodox Christian Archdiocese of North America|تاريخ الوصول=December 25, 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160710184926/http://www.antiochian.org/node/18690 | تاريخ أرشيف = 10 يوليو 2016 }}</ref> وتشير العديد من المصادر التاريخية أنه في عصور [[الدولة العباسية]] و[[الدولة الفاطمية]] كان العديد من [[مسلم|المسلمين]] يُشاركون [[مسيحيون|المسيحيين]] في الاحتفال بالأعياد المسيحية كعيد الغطاس وأحد الشعانين، ويقومون أيضًا بطقوس الغطس في البرك المخصصة للمناسبة جنبًا إلى جنب المسيحيين الشرقيين.<ref name=" Cynthia ">{{استشهاد بكتاب|الأخير= Kosso |الأول= Cynthia |المحاور=Anne Scott |عنوان=The Nature and Function of Water, Baths, Bathing, and Hygiene from Antiquity Through the Renaissance|وصلة= https://archive.org/details/naturefunctionwa00koss |سنة=2009 |ناشر=illustrata|اقتباس= |isbn=9789004173576|صفحة=[https://archive.org/details/naturefunctionwa00koss/page/n62 54]}}</ref>