فرقة (إسلام): الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
صالح (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن 12 تعديلا معلقا من هدى الليثي و JarBot إلى نسخة 52916059 من صالح.: غير موسوعية، سبق الإشارة إلى ذلك!
وسم: استرجاع يدوي
سطر 22:
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2020-10-06
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20201006132852/https://dorar.net/firq/7/المبحث-الأول:-تعريف-الافتراق-لغة-واصطلاحا/|تاريخ أرشيف=2020-10-06|حالة المسار=live}}</ref> ويحكم بالمفارقة على كل من خرج عن سبيل أهل السنة والجماعة في أصل مما عدوه من أصول الدين، أو قاعدة من قواعده أو خالف في فروعٍ كثيرة وجزئيات متعددة مخرجة عن سمة أهل السنة وهديهم؛ كبدع الشعائر والعبادات إذ كثرت.<ref>::تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة لعفاف بنت حسن بن محمد مختار – 1/46</ref> وستفترقوسيفترق أمة الإسلام إلى ثلاث وسبعين فرقةفرقة؛ كماوقد قالتفترق رسولالفرقة اللهمنهم صلىإلى اللهفرق عليهأخرى وسلم: ((وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقةوالفرق كلها في النار إلا واحدة))<ref>  رواه ابن ماجه (3993)، وأحمد (3/120) (12229)، وأبو يعلى (7/32)، كلهم بلفظ: (ثنتين وسبعين فرقة والطبرانيواحدة فيوهي ((الأوسط))"[[الفرقة (8/22)الناجية]]" واللفظعن له. منالنبي حديث أنس بن مالك رضي{{صلى الله عنه.عليه قال العراقي في ((الباعث على الخلاص)) (16)وسلم}}: إسناده صحيح, وقال ابن كثير في ((نهاية البداية والنهاية)) (1/27): إسناده جيد قوي على شرط الصحيح. وقال السخاوي في ((الأجوبة المرضية)) (2/569): رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)). والحديث روى شطره الأول أبو داود (4596)، والترمذي (2640) وابن ماجه (3991)، وأحمد (2/332) (8377). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ:{{اقتباس ((مضمن|افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةفرقة، وتفرقتوافترقت النصارى على إحدىاثنتين أووسبعين ثنتينفرقة، وسبعينوستفترق فرقةهذه وتفترق أمتيالأمة على ثلاث وسبعين فرقة)) والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وقال الألبانيكلها في ((صحيحالنار سننإلا ابنواحدة، ماجه))قيل: حسن صحيح. والحديث روي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه بلفظ: ((وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول اللهالله؟ قال ما أنا عليه وأصحابي)) رواه الترمذي (2641) وقال: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. وقال البغوي في ((شرح السنة)) (1/185): ثابت. وحسنه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)). ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بلفظ: ((وإن هذه الأمة ستفترقكان على ثلاثمثل وسبعينما ملةأنا يعنيعليه الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة))وأصحابي}}. رواهويجدر أبوالإشارة داودإلى (4597)،أن وأحمدالبعض (4/102)يظن (16979)،بأن والطبرانيالمذاهب (19/376)،الفقهية والحاكمهي (1/218).الفرق والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الحاكم: هذه أسانيد تقام به الحجة فيغير تصحيحأن هذا الحديث.خاطئ وصححهإذ أحمدأن شاكرالفرقة فيتخالف ((عمدةأصل التفسير))من (1/400)أصول الدين كماأو أشارتخالف لذلكفروع فيكثيرة المقدمةمنه، -.والمذاهب وقالالفقهية شعيبإنما الأرناؤوطتتعلق محققبالفقه ((المسند)):والمسائل إسنادهالفقهية حسنتتعلق وحديث افتراق الأمة منه صحيح بشواهده. وحسنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)). وعوف بن مالك رضي الله عنه بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسبعون في النار)). رواه ابن ماجه (3992)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (63). قال ابن كثير في ((نهاية البداية والنهاية)) (1/27): إسنادهبالاختلاف لا بأس بهبالافتراق. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.</ref>
 
== الفرق بين [[فقه الخلاف|الاختلاف]] [[فقه الخلاف|والافتراق]] ==
 
* الاختلاف يكون في الفقه، أما الافتراق فيكون في العقيدة، فالافتراق هو أشد أنواع الاختلاف بل هو من ثمار الخلاف، إذ قد يصل الخلاف إلى حد الافتراق وقد لا يصل، فالافتراق اختلاف وزيادة لكن ليس كل اختلاف افتراق.
 
* الافتراق يكون عن علم، وموضوعه الأصول الاعتقادية والقطعيات التي لا يسع الخلاف فيها، أما الاختلاف فيكون عن اجتهاد وحسن نية، وقد يؤجرالمخطئ فيه
* الاختلاف قد يكون رحمةً وأهله ناجون إن شاء الله تعالى، والفرقة عذاب وأهلها متوعدون، يقول شيخ الإسلام : والنزاع في الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شرٍ عظيم من خفاء الحكم <ref>((مجموع الفتاوى)) (14/159)</ref>
 
== حديث افتراق الأمة ==
السطر 41 ⟵ 34:
 
وسيفترق أمة الإسلام إلى ثلاث وسبعين فرقة؛ وقد تفترق الفرقة منهم إلى فرق أخرى والفرق كلها في النار إلا فرقة واحدة وهي "[[الفرقة الناجية]]".
 
== تحذير الوحى من الافتراق ==
[[الإسلام|الدين الاسلامى]] يدعو إلى الاعتصام بحبله المتين، والتمسك بالعروة الوثقى<ref>هى الإسلام وسميت عروة وثقى لانها توصل الى الجنة قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "فتاوى نور على الدرب" ( الصلاة/1218)</ref> مجتمعين، قال الله تعالى [[سورة آل عمران|﴿واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا ﴾]], وقد نهى الله تعالى عن [[فرقة (إسلام)|التفرق]] والاختلاف في سبع آيات من [[القرآن|القرآن الكريم]] <ref>وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق – جمال بن أحمد بادي – ص: 29</ref> , ثم اختص آية الشورى بالبيان والتفصيل وذكر الأسباب والآثار والعلاجات، حيث قال تعالى [[سورة الشورى|﴿وما تَفَرَّقُوا إلّا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهم ولَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّكَ إلى أجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾]] والمعنى أن مجيء العلم إليهم يؤذن بأن رسلهم بينوا لهم مضار التفرق من عهد نوح عليه السلام، أى أنهم تفرقوا عالمين بمضار التفرق غير معذورين بالجهل، غير محافظين على وصايا رسلهم .لأجل العداوة بينهم<ref>التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»-ج25-ص56 المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : ١٣٩٣هـ) الناشر : الدار التونسية للنشر - تونس سنة النشر: ١٩٨٤ هـ عدد الأجزاء : ٣٠ (والجزء رقم ٨ في قسمين) [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] تاريخ النشر بالشاملة: ٨ ذو الحجة ١٤٣١</ref>.ثم قال الله تعالى :[[سورة الشورى|﴿وإنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفي شَكٍّ مِنهُ مُرِيبٍ﴾]] والمعنى أن الذين صار اليهم علم الكتاب الذى اختلف فيه سلفهم تفرقوا عن تردد وشك دون بذل الجهد في تحصيل اليقين فلم يزل الشك دأبهم<ref>التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»-ج25ص56 المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : ١٣٩٣هـ) الناشر : الدار التونسية للنشر - تونس سنة النشر: ١٩٨٤ هـ عدد الأجزاء : ٣٠ (والجزء رقم ٨ في قسمين) [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] تاريخ النشر بالشاملة: ٨ ذو الحجة ١٤٣١</ref>.
 
=== '''التحذير من ترك موعظة المفترقين''' ===
قال الله تعالى: ﴿وإذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنهم لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهم أوْ مُعَذِّبُهم عَذابًا شَدِيدًا قالُوا مَعْذِرَةٌ إلى رَبِّكم ولَعَلَّهم يَتَّقُونَ﴾ فهى أمة قامت بالموعظة ثم أيِسَتْ مِنَ اتِّعاظِ المَوْعُوظِينَ وأيْقَنَتْ أن قد حقت على المَوْعُوظِينَ المُصِمِّينَ آذانَهم كلمة العذاب، فذكر الله تعالى حكمه فيهم ﴿فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أنْجَيْنا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وأخَذْنا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَيِسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ ﴿فَلَمّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ﴾ فجعل الناس فريقين، فَعَلِمْنا أن القائلين من الفريق الناجى، لأنهم ليسوا بظالمين، وعلمنا أنهم ينهون عن السوء.ثم أكد بقوله بعدها ﴿فَلَمّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ﴾ لتهويل النسيان والعتو<ref>التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» ج٩ص١٥١</ref>.
 
== منهج [[أهل السنة والجماعة|السلف]] حال [[خلاف الأولى|الاختلاف]] ==
 
=== إن السلف يعتقدون أن الرد على المخالف من أصول الإسلام: ===
فا<nowiki/>[[القرآن|لقرآن]] مليء بالرد على أهل الكتاب: اليهود والنصارى، مليء بالرد على الديانات الأخرى، مليء بالرد على الأمم وعلى الشبهات التي صدرت عن المشركين وغيرهم من الجماعات، بل وحتى من الأفراد، كقول [[الله (إسلام)|الله]] عز وجل: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ)[[سورة يس]]<ref>يس 78</ref> ، هذا الوليد بن الوليد، فرد واحد.
 
==== الاعتماد على الدليل الشرعي الثابت:[http://www.saaid.net/Minute/26.htm] ====
وتأييده بالحجة العقلية الفطرية، والتزام المنهج السليم في الاستدلال؛ فأول ما خرجت الفرق في هذه الأمة كان بسبب الخلل الموجود عندها في منهج الاستدلال كما فعلت الخوارج؛ واستدلت بآيات الوعيد على غير وجهها، وعلى غير منهج سليم، ولم ترجع إلى أهل الذكر وإلى الراسخين من الصحابة.
 
== آثار الافتراق ==
 
=== تسلط الأعداء ===
يقول شيخ الإسلام [[ابن تيمية]] : "وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله [[تتار|التتر]] عليها، كثرة التفرق والفتن بينهم في [[مذهب (فقه)|المذاهب]] وغيرها"<ref>مجموع الفتاوى، ابن تيمية،: (22/ 254).</ref>ويقول أيضاً: "وهذا التفرق الذي حصل من الأمة، علمائها ومشائخها وأمرائها وكبرائها، هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله،...فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به، وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب"<ref>المصدر السابق: (3/ 421).</ref>.
 
-تداعى الأمم على المسلمين كما أخبرالنبى محمد صلى الله عليه وسلم (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدورعدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)<ref>رواه أبو داود (4297)، وأحمد (5/278) (22450). من حديث ثوبان رضي الله عنه. بلفظه
 
والحديث سكت عنه أبو داود, وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))</ref>.
 
=== أثر الفرقة على الفرد المفارق ===
 
* يقول الله تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا )<ref>[النساء: ١١٥]</ref> والمعنى أن من يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم ويعانده فيما جاء به {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} بالدلائل القرآنية والبراهين النبوية.{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} وسبيلهم هو طريقهم في عقائدهم وأعمالهم {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} أي: نتركه وما اختاره لنفسه، ونخذله فلا نوفقه للخير، لكونه رأى الحق وعلمه وتركه، فجزاؤه من الله عدلا أن يبقيه في ضلاله حائرا ويزداد ضلالا إلى ضلاله<ref>تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص ٢٠٢
 
المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: ١٣٧٦هـ)الطبعة: الأولى ١٤٢٠هـ -٢٠٠٠ م</ref>.
 
* وقال الله تعالى متوعدا المفارقين (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )<ref>[الأنفال: ١٣]</ref>ذلك العقاب الشديد بسبب مشاقتهم لله تعالى ورسوله وكل من يشاقق الله ورسوله كائناً من كان فله بذلك عقاب شديد<ref>: فتحُ البيان في مقاصد القرآن ج٥ص١٤٤
 
المؤلف: أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (المتوفى: ١٣٠٧هـ)</ref>
 
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد))<ref>رواه الترمذي (2165) وأحمد (1/26) (177) والنسائي في ((الكبرى)) (5/387) وابن حبان (10/436) (4576) والحاكم (1/197) (387)، قال الترمذي حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال الحاكم صحيح على شرطهما ومثله قال الذهبي، وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (7/120) إسناده صحيح، وصححه الألباني.</ref>
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجما<ref>[الأنفال: 45-46].</ref>عة، فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الشاة ذئب الغنم))<ref>رواه الطبراني (1/186) (492) وقال الهيثمي في ((المجمع)) (5/218) فيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف.</ref>
 
=== أثر الفرقة على المجتمع ===
 
* قال الله تعالى:( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) <ref>[الأنعام: 65].</ref>فاستجاب الله دعاء نبيه وأعاذه من الأمرين الأولين، ولم يجبه في الأمرين الآخرين وهو أن يجعلهم فرقا مختلفين، ويذيق بعضهم بأس بعض بالحروب والقتل <ref>((زاد المسير)) لابن الجوزي (3/59).</ref> .إن الفرقة متى ما دبت في الأمة قاتل بعضهم بعضا، وصار كل يريد الغلبة لنفسه، والسيادة لملكه، وتحقيق مصلحة نفسه، حتى لو قتل أخاه المسلم، وسبى أهله واعتدى على أرضه وماله.
 
* قال الله عز وجل:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )أي : تذهب قوتكم وبأسكم ووحدتكم، وتنقطع دولتكم، ويدخلكم الوهن والخلل <ref>((تفسير الطبري)) (10/11)، ((زاد المسير)) لابن الجوزي (3/365)، ((تفسير ابن كثير)) (2/303).</ref> ، والضعف عن جهاد العدو والانكسار له<ref>((تفسير الطبري)) (10/12).</ref>
 
== منهج القرآن في توقى الافتراق: ==
قال الله تعالى:﴿فَلِذَلِكَ فادْعُ واسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهم وقُلْ آمَنتُ بِما أنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتابٍ وأُمِرْتُ لِأعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا ورَبُّكم لَنا أعْمالُنا ولَكم أعْمالُكم لا حُجَّةَ بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وإلَيْهِ المَصِيرُ﴾<ref>سورة الشورى آية 15</ref>أيْ إذا كانَ اَلْأمْرُ كَما ذُكِرَ فَلِأجْلِ ذَلِكَ اَلتَّفَرُّقِ ولِما حَدَثَ بِسَبَبِهِ
 
1-'''﴿فادْعُ﴾''' إلى اَلِائْتِلافِ والاتفاق على الملة الحنيفية القديمة<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني|ناشر=دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى، ١٤١٥ هـ
عدد الأجزاء: ١٦ (١٥ ومجلد فهارس)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]تاريخ النشر بالشاملة: ٨ ذو الحجة ١٤٣١|مؤلف1=شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: ١٢٧٠هـ)|editor1=علي عبد الباري عطية}}</ref>.<ref>روح المعانى ج13ص25</ref>
 
2-'''﴿واسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾'''وهو اعتدال الأمور النفسانية من [[التقوى]] ومكارم الأخلاق، وإنما أمر [[الاستقامة|بالاستقامة،]] أي الدوام عليها، للإشارة إلى أن كمال الدعوة إلى الحق لا يحصل إلا إذا كان الداعي مستقيما في نفسه.والكاف في كما أمرت لتشبيه معنى المماثلة، أي دعوة واستقامة مثل الذي أمرت به، أي على وفاقه، أي وافية بما أمرت به<ref>التحرير والتنوير ج25ص61</ref>
 
3-'''﴿ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهُمْ﴾''' والأهواء: جمع هوى وهو المحبة، وغلب على محبة ما لا نفع فيه، أي ادعهم إلى الحق وإن كرهوه،.<ref>التحرير والتنوير ج25ص62</ref>
 
4-'''﴿وقُلْ آمَنتُ بِما أنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتابٍ﴾''' هذا إظهار لما تشتمل عليه دعوته من [[الإنصاف]].<ref>التحرير والتنوير ج25ص63</ref>.
 
5-'''﴿وأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾''' أي أمرني الله تعالى بما أمرني به لأعدل بينكم في تبليغ [[الشريعة الإسلامية|الشرائع]] والأحكام فلا أخص بشيء منها شخصا دون شخص وقيل: لأعدل بينكم في الحكم إذا تخاصمتم، وقيل: بتبليغ الشرائع وفصل الخصومة واختاره غير واحد، وقيل: لأسوّي بيني وبينكم ولا آمركم بما لا أعمله ولا أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ولا أفرق بين أصاغركم وأكابركم في إجراء حكم الله عزّ وجلّ<ref>روح المعانى ج13 ص 36</ref>
 
6-'''﴿اللَّهُ رَبُّنا ورَبُّكم لَنا أعْمالُنا ولَكم أعْمالُكم لا حُجَّةَ بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وإلَيْهِ المَصِيرُ﴾''' والمعنى أن إله الكل واحد، وكل واحد مخصوص بعمل نفسه، فوجب أن يشتغل كل واحد في الدنيا بنفسه، فإن الله يجمع بين الكل في [[يوم القيامة في الإسلام|يوم القيامة]] ويجازيه على عمله، والمقصود منه المتاركة واشتغال كل أحد بمهم نفسه، فإن قيل كيف يليق بهذه المتاركة ما فعل بهم من القتل وتخريب البيوت وقطع النخيل والإجلاء؟ قلنا هذه المتاركة كانت مشروطة بشرط أن يقبلوا الدين المتفق على صحته بين كل الأنبياء، ودخل فيه [[التوحيد في الإسلام|التوحيد،]] وترك [[عبادة الأصنام]]، والإقرار [[نبي|بنبوة الأنبياء]]، وبصحة [[البعث والحساب في الإسلام|البعث]] والقيامة، فلما لم يقبلوا هذا الدين، فحينئذ فات الشرط، فلا جرم فات المشروط<ref>مفاتيح الغيب = التفسير الكبير ج27ص589</ref>
 
7-'''اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا الحَشْرُ لِفَصْلِ القَضاءِ، فَيَوْمَئِذٍ يَتَبَيَّنُ المُحِقُّ مِنَ المُبْطِلِ'''<ref>مفاتيح الغيب = التفسير الكبيرج27ص589</ref>.
 
وهذا كلام منصف. ولما كان مثل هذا الكلام لا يصدر إلا من الواثق بحقه كان خطابهم به مستعملا في المتاركة والمحاجزة، أي سأترك جدالكم ومحاجتكم لقلة جدواها فيكم وأفوض أمري إلى الله يقضي بيننا يوم يجمعنا، فهذا تعريض بأن القضاء سيكون له عليهم<ref>التحرير والتنوير ج25ص64</ref>
 
8-'''﴿والَّذِينَ يُحاجُّونَ في اللَّهِ﴾''' في دِينِهِ. '''﴿مِن بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ﴾''' من بعد ما استجيب له من بعد ما استجاب له الناس ودخلوا فيه، أو من بعد ما استجاب الله لرسوله فأظهر دينه بنصره يوم بدر، أو من بعد ما استجاب له أهل الكتاب بأن أقروا بنبوته واستفتحوا به.﴿حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ عند ربهم زائلة باطلة. ﴿وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ﴾لمعاندتهم. ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ على [[الكفر في الإسلام|كفرهم]]<ref>أنوار التنزيل وأسرار التأويل -ج5ص79</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=: أنوار التنزيل وأسرار التأويل-[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
تاريخ النشر بالشاملة: ٨ ذو الحجة ١٤٣١|ناشر=الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت
الطبعة: الأولى - ١٤١٨ هـ|مؤلف1=ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: ٦٨٥هـ)|editor1=المحقق: محمد عبد الرحمن المرعشلي}}</ref>
 
== مؤلفات عن افتراق الأمة ==