الفيكونت دوشاتوبريان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 31:
[[ملف:François-René de Chateaubriand by Anne-Louis Girodet de Roucy Trioson.jpg|تصغير|يسار|فرانسو رينيه الفيكونت دوشاتوبريان]]
 
ولد شاتوبريان يوم 4 سبتمبر 1768م بسانب[[سان مالو،مالو]]، وسط عائلة لفها الحزن فقد كان أصغر اخوته الستة, إلا أن أربعة منهم ماتوا تباعا, وكان والده رينيه أوجست مثالا لأرستقراطية القرن الثامن عشر, فقد جاب البحار وسافر كالمستكشفين إلى أمريكا, وحمل أنواط سلاح البحرية, وجمع ثروة كبيرة من التجارة عبر المحيطات, ومن ضمنها ــ طبعا ــ تجارة الزنوج الأفارقة, وقد أثرت توجهات هذا الوالد على ابنه شاتوبريان أبلغ تأثير, كما أثر عليه الجو المحموم العام في فرنسا النصف الثاني من القرن الثامن عشر, حين كان مخاض [[الثورة الفرنسية]], والغليان (الثوري) يسيطران على المشهد الاجتماعي والحياتي العام.
 
وقد عاش طفولة منعمة ومتقلبة أيضا بين مسقط رأسه ومدن مختلفة, وبفعل انتمائه الارستقراطي بدأت اهتماماته السياسية تتنامى مع اندلاع الثورة الفرنسية يوم 14 يوليو 1789م، وقد صور سقوط سجن الباستيل حين تحدث عن الغوغائيين الذين مروا من تحت شرفته وهو يتلقفون رأس وزير المالية فولون (لنتوقف هنا مليا أيها القارئ, كان علي ان أشهد على زخات الدم الأولى التي ستتحول إلى أنهار بفعل الثورة, كانت هذه الرؤوس, ورؤوس أخرى سأصادفها فيما بعد تدفعني دفعا إلى التفكير لأول مرة, بمغادرة فرنسا, بحثا عن بلاد قصية, بلاد بدأت الآن ترتسم في مخيلتي), وقبل تنفيذ هذه الرغبة نشر أول نصوصه (حب الريف) وقد جاء نصا كلاسيكيا, وتعمد نشره باسم مستعار هو (شفالييه), وإن لم تكن هذه المحاولة هي أول ما كتب في الحقيقة, فقد أفاد في مقدمة مجموعة شعرية 1829م أنه يكتب الشعر منذ أيام المدرسة الإعدادية.
 
ووقع اختيار شاتوبريان على أمريكا لتنفيذ هجرته الاختيارية, وأعلن انه يسعى من وراء هذه الرحلة لتحقيقإلى تحقيق غايتين علمية وشعرية,. اماأما العلمية فهي البحث عن استكشاف طريق ممكن بين المحيطين [[المحيط الأطلسي|الأطلسي]] و[[المحيط والهادئالهادئ|الهادئ]] من جهة الشمال الشرقي, وأما الشعرية فهي الوقوف عن كثب على حياة الإنسان الطبيعي ممثلا في الهنود الحمر, الإنسان البعيد عن صخب وانحطاط وظلامية الحضارة, المتصالح مع الطبيعة, البسيط الشاعري الشفاف, بكلمة واحدة الإنسان الملهم الذي أيقظ نيام أوروبا من سباتهم العميق, فانطلقوا ينادون بالحرية والتنوير والمحبة بعدما عاينوا مجتمع الهنود الحمر الفطري المتصالح مع ذاته البعيد كل البعد عن الجشع والاستحواذ ومذابح ومسالخ الحضارة الغربية وبعدها عن الإنسانية.
 
وفي يوم 8 أبريل 1791م أبحر من سان مالو بفرنسا ووصل بالتيمور في أمريكا 9 يوليو من ذات السنة وقد طاف بجميع أنحاء القارة الأمريكية الشمالية, من فيلادلفيا إلى بوسطن ونيويورك ومنطقة البحيرات, ثم اتجه لأوهايو, ولنتذكر ان مثل هذه الأسفار وقتها كانت مغامرة حقيقية, لصعوبة المواصلات, ما صوره مستكشفا وبطلا في نظر الكثيرين, وهذا ما جعل الرئيس جورج واشنطن يستقبله بحفاوة.