معركة كربلاء: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{يحرر}}
{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = معركة كربلاء
السطر 17 ⟵ 16:
| جزء_من = الصراعات الإسلامية الداخلية، والفتنة الثانية|
}}
'''معركة كربلاء''' وتسمى أيضاً '''واقعة الطف''' هي ملحمةمعركة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق [[12 أكتوبر]] [[680|680م]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|title=تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك)|تاريخ=|ناشر=دار المعارف بمصر|مؤلف1=أبي جعفر محمد بن جرير الطبري|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=|الأول=|بواسطة=|عمل=|طبعة=الثانية|صفحة=400|المجلد=الجزء الخامس}}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.bbc.com/arabic/art-and-culture-49637126
| عنوان = كيف تعاد مسرحة واقعة كربلاء في عاشوراء?
السطر 32 ⟵ 31:
| تاريخ الوصول = 2020-12-09
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191104122158/https://raseef22.net/article/77614-سبعة-أمور-لا-تعرفونها-عن-واقعة-كربلاء
|تاريخ أرشيف=2019-11-04}}</ref><ref>[http://www.phys.uu.nl/~vgent/islam/islam_tabcal.htm Western-Islamic Calendar Converter<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110605001555/http://www.phys.uu.nl/~vgent/islam/islam_tabcal.htm |date=05 يونيو 2011}}</ref> وكانت بين [[الحسين بن علي|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]] ابن [[فاطمة الزهراء|بنت النبي محمد]]، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب "[[سيد الشهداء (توضيح)|سيد الشهداء]]" بعد انتهاء المعركة، ومعه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع ل[[يزيد بن معاوية]].
 
تعدّ واقعة الطف من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار [[سياسة|سياسية]] ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعدّ هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين ال[[أهل السنة والجماعة|سنة]] و[[الشيعة]] عبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم [[10 محرم]] أو يوم [[عاشوراء]]، يوم وقوع المعركة، رمزاً من قبل الشيعة "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف".<ref>[http://www.aimislam.com/ashura/ Karbala: The Everlasting Stand - Muharram 1427<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090130051830/http://www.aimislam.com/ashura/ |date=30 يناير 2009}}</ref>
السطر 97 ⟵ 96:
== حركة الحسين من مكة إلى الكوفة ==
 
=== عمرة الحسين واصحابهوأصحابه ===
 
شاع في الوسط المكي ما عزم الحسين من السفر إلى الكوفة فجاءه عبد الله بن عمر ومحمد بن الحنفية لصرفه عن سفره هذا،
السطر 154 ⟵ 153:
 
== الحسين في كربلاء ==
ذكرت أكثر المصادر التاريخية أن ركب [[الحسين بن علي]] وصل إلى [[كربلاء]] يوم الخميس المصادف للثاني من [[محرم (توضيح)|المحرم]] سنة إحدى وستين للهجرة.<ref>ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج5، ص83؛ الشيخ المفيد؛ الإرشاد، ج2، ص84؛ محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك(تاريخ الطبري)، ج5، ص409؛ أبوعلي مسكويه، تجارب الامم، ج2، ص68؛ علي بن ابي الكرم ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص52؛ وابن شهر آشوب؛ مناقب آل أبي طالب، ج4، ص96.</ref> الاإلا الدينوري حيث ذهب إلى القول بانّ الحسين وصل إلى كربلاء يوم الأربعاء المصادف لأول يوم من شهر محرم.<ref>أبوحنيفهأبو حنيفة أحمد بن داوود الدينوري،الاخبار الطوال، ص53.</ref> وليسولم ذلكيزل ببعيدالحرّ يساير الحسين، وكلمّا أراد المسير، يمنعونه تارة ويسايرونه اُخرى حتّى بلغ كربلاء، فلمّا وصلها، قال: ما اسم هذه الأرض؟ فقيل: كربلاء. فقال: اللهمَّ، إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء. وكان [[علي بن أبي طالب]] قد مرَّ بهذا المكان عند مسيره إلى [[وقعة صفين|صفّين]]، فوقف فسأل عنه، فأُخبر باسمه، فقال: ها هنا محطّ ركابهم، وها هنا مهراق دمائهم! فَسُئل عن ذلك، فقال: ثقل لآل بيت محمّد {{صلى الله عليه وسلم}}، ينزلون هاهنا!.<ref>عبد الرزاق الموسوي المقرم، مقتل الحسين، ص192.</ref>
 
وقال الحسين : انزلوا، فها هنا مَحطُّ رحالنا، وسفك دمائنا، ومقتل رجالنا.<ref>السيد ابن طاوس؛ اللهوف على قتلى الطفوف، ص68؛ الأربلي، المصدر السابق، ج2، ص47 وابن شهر آشوب؛ المصدر السابق، ج4، ص97.</ref> ثمّ أمر الحسين بأثقاله، فحُطَّت بذلك المكان يوم الخميس الثاني من المحرم من سنة إحدى وستين<ref>الكوفي، المصدر السابق، ص83؛ ابن الأثير، المصدر السابق، ص52؛ فتال النيشابوري، المصدر السابق، ص181؛ الشيخ المفيد، المصدر السابق، ص84؛ الطبري، المصدر السابق، ص409؛ ابن مسكويه، المصدر السابق، ص68 وابن شهر آشوب، المصدر السابق، ص96.</ref> وقيل يوم الأربعاء، غُرّة المحرّم من سنة إحدى وستين.<ref>الدينوري، المصدر السابق، ص53.</ref> وروي أنّ الحسين جمع ولده وإخوته وأهل بيته، ثم نظر إليهم فبكى ساعة، ثم قال: «اللهم إنا عترة نبيك [[محمد]] {{صلى الله عليه وسلم}} وقد أخرجنا وطردنا وأزعجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو أمية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا، وأنصرنا على القوم الظالمين». ثم أقبل على أصحابه، فقال: «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون».<ref>الموسوي المقرم، المصدر السابق، ص193.</ref> وجاء في بعض الروايات إن أبا عبد الله اشترى الأرض المحيطة بقبره من أهل نينوى والغاضرية بمبلغ ستّين ألف درهم، ودفعها لهم صدقة بشرط أن يدلّوا الناس على قبره ويضيّفون القادم لزيارة قبره لثلاثة.<ref>الموسوي المقرم، المصدر السابق ص196.</ref>
ولم يزل الحرّ يساير الحسين، وكلمّا أراد المسير، يمنعونه تارة ويسايرونه اُخرى حتّى بلغ كربلاء، فلمّا وصلها، قال: ما اسم هذه الأرض؟ فقيل: كربلاء. فقال: اللهمَّ، إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء.
 
ولما نزل الحسين وأصحابه كربلاء في الثاني من المحرم <ref>محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك(تاريخ الطبري)، ج5، ص409؛ الكوفي، ابن أعثم؛ الفتوح، ج5، ص83 والشيخ المفيد؛ الإرشاد، ج2، ص84.</ref> كتب الحرّ بن يزيد الرياحي إلى عبيد الله بن زياد بالخبر<ref>ابن أعثم، المصدر السابق، ص84 والموفق بن أحمد الخوارزمي، مقتل الحسين، ج1، ص239.</ref> فكتب عبيد الله بن زياد كتاباً إلى الحسين يقول فيه: أما بعد، إنّ يزيد بن معاوية كتب إليَّ أن لا تغمض جفنك من المنام، ولا تشبع بطنك من الطعام أو يرجع الحسين على حكمي، أو تقتله والسلام. فلما ورد الكتاب قرأه الحسين ثم رمى به ثم قال: «لا أفلح قوم آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق». فقال له الرسول: «أبا عبد الله! جواب الكتاب؟». قال: «ما له عندي جواب، لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب». فأخبر الرسول ابن زياد بذلك، فغضب من ذلك أشدّ الغضب وأمر بإعداد الجيش لمحاربة الحسين.<ref>ابن أعثم، المصدر السابق، ص85؛ الخوارزمي، المصدر السابق، ج1، ص239 وابن شهرآشوب؛ مناقب آل أبي طالب،ج4، ص98.</ref>
وكان [[علي بن أبي طالب]] قد مرَّ بهذا المكان عند مسيره إلى [[وقعة صفين|صفّين]]، فوقف فسأل عنه، فأُخبر باسمه، فقال: ها هنا محطّ ركابهم، وها هنا مهراق دمائهم! فَسُئل عن ذلك، فقال: ثقل لآل بيت محمّد {{صلى الله عليه وسلم}}، ينزلون هاهنا!.<ref>عبد الرزاق الموسوي المقرم، مقتل الحسين، ص192.</ref>
 
وقال الحسين : انزلوا، فها هنا مَحطُّ رحالنا، وسفك دمائنا، ومقتل رجالنا.<ref>السيد ابن طاوس؛ اللهوف على قتلى الطفوف، ص68؛ الأربلي، المصدر السابق، ج2، ص47 وابن شهر آشوب؛ المصدر السابق، ج4، ص97.</ref> ثمّ أمر الحسين بأثقاله، فحُطَّت بذلك المكان يوم الخميس الثاني من المحرم من سنة إحدى وستين<ref>الكوفي، المصدر السابق، ص83؛ ابن الأثير، المصدر السابق، ص52؛ فتال النيشابوري، المصدر السابق، ص181؛ الشيخ المفيد، المصدر السابق، ص84؛ الطبري، المصدر السابق، ص409؛ ابن مسكويه، المصدر السابق، ص68 وابن شهر آشوب، المصدر السابق، ص96.</ref> وقيل يوم الأربعاء، غُرّة المحرّم من سنة إحدى وستين.<ref>الدينوري، المصدر السابق، ص53.</ref>
 
وروي أنّ الحسين جمع ولده وإخوته وأهل بيته، ثم نظر إليهم فبكى ساعة، ثم قال: «اللهم إنا عترة نبيك [[محمد]] {{صلى الله عليه وسلم}} وقد أخرجنا وطردنا وأزعجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو أمية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا، وأنصرنا على القوم الظالمين». ثم أقبل على أصحابه، فقال: «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون».<ref>الموسوي المقرم، المصدر السابق، ص193.</ref>
 
وجاء في بعض الروايات إن أبا عبد الله اشترى الأرض المحيطة بقبره من أهل نينوى والغاضرية بمبلغ ستّين ألف درهم، ودفعها لهم صدقة بشرط أن يدلّوا الناس على قبره ويضيّفون القادم لزيارة قبره لثلاثة.<ref>الموسوي المقرم، المصدر السابق ص196.</ref>
 
ولما نزل الحسين وأصحابه كربلاء في الثاني من المحرم <ref>محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك(تاريخ الطبري)، ج5، ص409؛ الكوفي، ابن أعثم؛ الفتوح، ج5، ص83 والشيخ المفيد؛ الإرشاد، ج2، ص84.</ref> كتب الحرّ بن يزيد الرياحي إلى عبيد الله بن زياد بالخبر<ref>ابن أعثم، المصدر السابق، ص84 والموفق بن أحمد الخوارزمي، مقتل الحسين، ج1، ص239.</ref> فكتب عبيد الله بن زياد كتاباً إلى الحسين يقول فيه: أما بعد، إنّ يزيد بن معاوية كتب إليَّ أن لا تغمض جفنك من المنام، ولا تشبع بطنك من الطعام أو يرجع الحسين على حكمي، أو تقتله والسلام.
 
فلما ورد الكتاب قرأه الحسين ثم رمى به ثم قال: «لا أفلح قوم آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق».
 
فقال له الرسول: «أبا عبد الله! جواب الكتاب؟».
 
قال: «ما له عندي جواب، لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب».
 
فأخبر الرسول ابن زياد بذلك، فغضب من ذلك أشدّ الغضب وأمر باعداد الجيش لمحاربة الحسين.<ref>ابن أعثم، المصدر السابق، ص85؛ الخوارزمي، المصدر السابق، ج1، ص239 وابن شهرآشوب؛ مناقب آل أبي طالب،ج4، ص98.</ref>
 
=== وصول عمر بن سعد إلى كربلاء ===