تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
مقالة جديدة عن اهمية العمل التطوعي
 
انتبه! تمّ استبدال المحتوى بـ '{{صمخ}}'
وسم: استبدل
سطر 1:
{{صمخ}}
= '''العمل التطوعي: ركيزة المجتمع''' =
ارتبط تاريخ [[تطوع|العمل التطوعي]] بتاريخ  البشرية منذ الأزل باعتباره نشاط يتميّز بكونه جهد إنساني قائم على رغبة حرة أو دافع ذاتي بغية الإرتقاء بالمجتمع. يتّسم بصفة المجانية كونه لا يبتغي أي شكل من أشكال [[ربح|الربح]] المادي.
 
هناك نوعين من العمل التطوعي: الفردي والجماعي.
 
يُعرف العمل الفردي بالمبادرات الفردية التي يمارسها المرء من تلقاء نفسه والقائمة على قيم وسمات أخلاقية وإنسانية يتمتع بها الفرد على الصعيد الشخصي تدفعه للقيام بأعمال لمؤازرة من غافلهم الزمن وأضنتهم المحن. مثال على ذلك: قيام معلم بدورة تدريس مجانية ل<nowiki/>[[محو الأمية]] في محيطه، أو قيام طبيب بيوم طبي مجاني لمداواة المرضى، كذلك جمع التبرعات من الميسورين بهدف تأمين الطعام لسد رمق المحتاجين.
 
من العمل الفردي إلى العمل الأكثر شمولية القائم على توحيد الطاقات وتضافر الجهود لمجموعة متطوعين الذي يُعرف بالعمل المؤسسي او الجماعي ويشمل [[جمعية (توضيح)|الجمعيات]] والمنظمات الأهلية والأندية الاجتماعية.
 
عندما نتحدث عن جمعيات العمل التطوعي فنحن حتمًا لا نقصد الجمعيات التي تتهافت على صغائر الدنيا كالمال والسلطة وتُغرِق جوهر الحياة في غياهب الطمع والجشع؛ إنّما عن جمعيات تغرس في نفوس ذويها بذور العطاء لتُزهرَ محبة تعبقُ بعطرٍ يأسرنا، فيحمِلنا أريجها ويتربّع بنا على عرش الانسانية.
 
على الصعيد الشخصي، وكما ورد في القرآن الكريم "من تطوّع خيرًا فهو خير له"<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|title=الجمال في القران الكريم|url=http://dx.doi.org/10.35156/1174-000-022-020|journal=الأثر|date=2015|pages=201|DOI=10.35156/1174-000-022-020|first=خضرة|last=بلحيارة}}</ref>، يحقق المرء مكاسب لا تقدّر بأثمان، حيث انه بالعمل الاجتماعي يكتشف مكامن قوّته. قوةٌ عتادُها التعاون، سيفُها الضمير، قنابلها القيم الاجتماعية، مغاويرها الأبرار وأعداؤها الجهل، الضعينة والكسل. فيبقى وحده عمل الخير كفيلٌ بمزج حب المساعدة بشغاف القلب حيث لا سبيل للحقد.
 
يعزز هذا النوع من العمل مبدأ الشفافية والمساواة بعيدًا عن التمييز والتحيّز، حيث أن المتطوع أثناء تأدية مهامه التطوعية لا يميّز بين متلقيّ الخدمة مهما كان عرقهم، أو مذهبهم، أو انتمائهم.
 
يوقظ في النفوس المواهب الكامنة كذلك يفعّل طاقات المتطوعين بشكل منظم من خلال استغلال الوقت بشكل صائب واستثماره في أعمال مجتمعية بعيدًا عن الأنماط السلوكية الغير سليمة، لا سيما لدى الشباب كتعاطي الكحول والمخدرات، أو التعلّق المفرط بالألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
 
يعدّ العمل الاجتماعي من أبرز العوامل التي تعزز الثقة بالنفس وذلك من خلال المهام  الموكلة إلى المتطوع التي من شأنها تعليمه كيفية تحمل المسؤولية بوعي تام، بالتالي تُمكنه من مواجهة كافة العراقيل التي تشكل حجرة عثرة في مسيرته إلى النجاح. كذلك ينعتق الفرد من سجن الصمت والملل ويسعى لمشاركة رأيه وايصاله في مجالات مختلفة.
 
لا تقتصر فوائد العمل الاجتماعي على الصعيد الفردي بل يتعداه ويتسامى نحو خيرٍ يمسّ المجتمع بأسره.
 
فالعمل التطوعي يعزز القدرة على التواصل وتبادل الآراء بشكل حضاري، كما يُمكّن المرء من تقبل رأي الآخر برحابة صدر بمنْأى عن الأنانية التي من شأنها أن تصرعه دون أن تصارعه، مما ينمّي روح الفريق ويقوي الروابط الاجتماعية.
 
يعتبر ركيزة أساسية في مجال التنمية الشاملة للمجتمع كونه يمدّ المتطوع بسلوكيات مجتمعية سليمة تعزز الاستقرار. هذا ما دفع بعض الدول إلى دمج العمل التطوعي ضمن البرامج التعليمية والنشاطات المدرسية باعتبار أن الرسالة التربوية اسمى وارقى من ارتباطها بكتب ودروس لا تمت بصلة وثيقة الى حياتنا الاجتماعية.
 
مهما نسهِبُ بالشرح سنبقى مقصرين أمام عظمة العلاقات الإنسانية المكرّسة التي ستواصل مساعيها الرامية إلى تحقيق وعيٍ شامل لا تشوبه من المكر شائبة ولا يدنّسه الجهلاء بجهلهم. ونختم بقول [[محمد|رسول الله]] "خير الناس أنفعهم للناس ".