فيكتور أدلر: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
تغيير موضع المراجع من العناوين إلى نهاية الفقرات
سطر 56:
[[ملف:ضريح فيكتور أدلر.jpg|تصغير|دفن في مقبرة فيينا المركزية في ضريح شرف مع مؤسيي الاشتراكية الديمقراطية النمساوية]]
 
== نشأته وشبابه ==
== نشأته وشبابه<ref name=":0">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Viktor und Friedrich Adler - Zwei Generationen Arbeiterbewegung|تاريخ=1965|ناشر=Verlag der Wiener Volksbuchhandlungen|مؤلف1=Braunthal|مؤلف2=|editor1=|لغة=الألمانية|مكان=فيينا|الأول=Julius|via=|عمل=}}</ref> ==
ولد فيكتور أدلر لأسرة يهودية نمساوية انتقلت من براغ إلى فيينا. والده صمويل أدلر كان تاجر نسيج ثم مضاربا في بورصة فيينا اغتنى بسرعة قياسية وهيأ لأبنائه اللآربعة فرص تعليم جامعي جيدة. بدأت اهتماماته السياسية بالظهور في مرحلة تعليمه الثانوي في الثانوية الأكاديمية في فيينا، وفيها التقى مع رفيق دربه انغلبيرت بيرنرستورفر الذي أسس معه الحزب الاشتراكي الديمقراطي لاحقا، وهناك كتب منشوره السياسي الأول ضد التمييز بحق التلاميذ اليهود. في فترة شبابه الأولى واجه أدلر اللاسلامية المتصاعدة في البلد ضد اليهود القادمين من أرجاء الامبراطورية النمساوية الذين نجحوا خلال جيل في تبوء مواقع اقتصادية واجتماعية وعلمية مهمة. مال أدلر إلى الحداثة وذوبان اليهود في المجتمع الأوروبي، وتعاطف في شبابه مع القومية الألمانية قبل أن يبتعد عنها بسبب تنامي عدائها لليهود. أنهى دراسته الجامعية عام 1887 وتزوج من [[إيما أدلر|إيما براون]] (إيما أدلر لاحقا). افتتح عيادة في الحي التاسع في فيينا كان يعالج فيها الفقراء بالمجان، وهذا جعله معروفا في فيينا كطبيب للفقراء، ومن خلال عمله هذا تعرف على الأوضاع البائسة التي كانت تعيشها الطبقة العاملة في فيينا.<ref name=":0">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Viktor und Friedrich Adler - Zwei Generationen Arbeiterbewegung|تاريخ=1965|ناشر=Verlag der Wiener Volksbuchhandlungen|مؤلف1=Braunthal|مؤلف2=|editor1=|لغة=الألمانية|مكان=فيينا|الأول=Julius|via=|عمل=}}</ref>
 
== الانضمام إلى الحركة الاشتراكية وتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي<ref name=":0" /> ==
بدأ احتكاك أدلر بالاشتراكيين في الصالون الثقافي الذي كان يديره في منزل العائلة والذي كان يزوره مثقفون من مختلف المشارب وفنانون بينهم غوستاف مالر وأدباء، وهناك تعرف على ليو فرانكل العائد من [[كومونة باريس]]، ثم على [[كارل كاوتسكي]] عام 1882، إلا أنه لم ينخرط في العمل الحزبي قبل وفاة والده عام 1886.
 
سطر 68:
شارك في تأسيس [[الأممية الاشتراكية]] الثانية في مؤتمر باريس يوم 14 تموز/يوليو 1889، وقاد في [[يوم العمال العالمي|الأول من أيار]]/مايو في العام التالي، وهو اليوم الذي اختارته الأممية يوما عالميا للمطالبة بتحديد وقت العمل بثماني ساعات أول إضراب عمالي شامل تشهده النمسا، وقد كانت فكرة آدلر هي الالتفاف على قانون الطوارئ وحظر التجمعات هي الامتناع عن العمل وعقد اجتماعات داخل المصانع، ثم خروج الطبقة العاملة في نزهات ترفيهية، وهذا ما لم تستطع الدولة النمساوية منعه.
 
حافظ أدلر على توجه إصلاحي يتجنب الصدام المباشر مع دولة هابسبورغ، إذ اعتبر الظروف ودرجة تطور الحركة العمالية غير كافية لذلك، وواجه بسبب ذلك معارضة يسارية داخل الحزب انتقدت التوجهات الحقوقية وطالبت بتبني خط أشد ثورية وكادت أن تشق الحزب، كما واجه معارضة تتعلق بأساليب مواجهة الدولة في العمل المطلبي نفسه.<ref name=":0" />
 
== موقف وسطي في جدلية الثورة والإصلاح وأزمة مراجعات الماركسية<ref name=":0" /> ==
اتخذ آدلر موقفا وسطيا يميل إلى العمل الإصلاحي والنضال المطلبي، متجنبا الدخول في مواجهة مع الدولة، ولكنه تمسك بأسس الحركة الاشتراكية الماركسية، من منظور التناقض الأساسي والتام بين الطبقة العاملة والرأسمالية، وحتمية انهيار الرأسمالية تحت وطأة تناقضاتها والوصول إلى الاشتراكية. كان آدلر يميل إلى العمل السياسي العملي ويبتعد عن التنظير، وعرف عنه مقولته الساخرة باللهجة الفييناوية: "أنا لا أفهم نظرية القيمة الفائضة، ولا أبالي بها"، ولكنه كان بالمقابل يتمسك بضرورة الحزب أداة للوصول إلى الهدف النهائي، إقامة الاشتراكية. وفي [[أزمة المراجعة]] Revisionism التي عصفت بالحركة الاشتراكية الديمقراطية عقب الأطروحات التي قدمها [[ادوارد برنشتاين]] اتخذ آدلر موقفا وسطيا، رفض فيه أطروحات بيرنشتاين التي شككت بأسس الماركسية ومست بالهدف (إقامة الاشتراكية) وطالبت الاشتراكيين بتكييف الهدف مع ممارساتهم السياسية الفعلية، الإصلاحية، فرفض التخلي عن الهدف وإن تمسك بالتكتيك الإصلاحي، أما التشكيك بحتمية قيام الاشتراكية فاعتبره آدلر دافعا إلى مزيد من العمل من أجل إقامتها. اعتبر آدلر التخلي عن الهدف الأسمى في حرب المواقع والمكاسب الصغيرة التي تخوضها القوى العمالية ضربة للوعي العمالي وإضعافا للروح الثورية في الطبقة العمالية. في المقابل، وعلى العكس من الاشتراكيين الألمان مثل كاوتسكي وبيبل، لم يتخذ آدلر موقفا حديا من بيرنشتاين ورفض القطيعة النهائية معه، وظهرت بعض آثارالمراجعة البيرنشتاينية في برنامج حزب آدلر المعدل عام 1901، حيث اسقطت التنبؤات الماركسية بحتمية سقوط الرأسمالية، واختفت التحفظات النظرية على العمل البرلماني.<ref name=":0" />
 
== النضال الإصلاحي في الإمبراطورية النمساوية والحصول على حق الانتخاب العام<ref name=":0" /> ==
اد حزب آدلر سلسلة من التظاهرات المطالبة بحق الانتخاب العام تكللت في عيد العمال 1893 بتظاهر 150 ألفا من العمال في شارع الRing في فيينا وصولا إلى مبنى البلدية، وهو ما تحول إلى المسار التقليدي السنوي للحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي في عيد العمال.
 
بخلاف الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية التي كانت على المستوى النظري معادية للدوية بوصفها دولة الطبقة الحاكمة، اعتبر آدلر دولة هابسبورغ في طور ما قبل رأسمالي يمنع أصلا تطور الطبقة العاملة وتطور الحياة السياسية والثقافية في البلاد. كان حزب آدلر يعتبر الإصلاح الديمقراطي في دولة هابسبورغ هو المخرج الوحيد الممكن من أزمة القوميات التي كانت تعصف بدولة هابسبورغ، والطريق الوحيد للحفاظ عليها كفضاء متنوع الأعراق ودرء خطر انفجارها بفعل الصراعات القومية الداخلية، ومثل خط حزب آدلر موقفا فريدا من نوعه في الطيف السياسي النمساوي الذي سادت فيه قوى الإقطاع والكنيسة التي تتعنت في تمسكها بالمنظومة القديمة، وعلى الجانب الآخر القوى اللبرالية الشعبوية التي تتعنت في مطالبها القومية الجهوية وتمنع الإصلاحات التي قد تمس بمصالحها الطبقية أو القومية، ما دعى آدلر إلى وصف حزبه الاشتراكي ب"الحزب الوطني الوحيد في هذه الامبراطورية".
 
لعب آدلر دورا هاما في إصدار برنامج برون Brünner Programm المطلبي عام 1899، والذي طالب بإصلاحات سياسية جذرية في الدولة النمساوية منها حق الانتخاب الديمقراطي العام الذي لم يكن يشمل الطبقة العاملة في ذلك الوقت. نجح آدلر في دخول برلمان مقاطعة النمسا السفلى (فيينا ومحيطها) عام 1901، ثم البرلمان النمساوي عن مقاطعة بوهيميا في العام 1905، وهذا عزز من مركزه امام السلطات النمساوية، ولعب دور وساطة معها تكلل بالحصول على حق الانتخاب العام (للرجال) عام 1907 وانتخابات عامة دخل فيها الحزب الاشتراكي البرلمان بأعلى عدد من المقاعد.<ref name=":0" />
 
== روابط خارجية ==