عبد الرحمن بن مهدي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إعادة إنشاء الصفحة
 
ط إضافة وصلات داخلية+إضافة تصنيف
سطر 1:
'''عبد الرحمن بن مهدي.. '''عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري -وقيل: الأزدي مولاهم- البصري اللؤلؤي، ويُكَنَّى بـأبي سعيد رحمه الله تعالى. ولد سنة: [[135هـ]] كما قال الإمام أحمد رحمه الله. ونشأ في بيت متواضع، فلم يكن أبوه مهدي من العلماء إطلاقاً، بل ربما لم يكن شخصاً صاحب عقل، وسنأتي على قصةٍ له تبين ذلك، بل كان رجلاً عامياً بمعنى الكلمة، ولكنه خرج من صلبه -والله يصطفي من خلقه من يشاء، ويخرج من يشاء ممن يشاء- هذا الرجل العامي إمامٌ عظيمٌ من أئمة المسلمين، وهو عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله. وكَوْن بيت هذا الرجل ليس ببيت علم، ثم يخرج منه هذا العالم؛ فإنه يدل على نبوغه وعصاميته في طلب العلم.
 
==ابن مهدي وطلبه للعلم==
توجه عبد الرحمن بن مهدي إلى طلب [[علم الحديث]] وهو ابن بضع عشرة سنة، وكان مبرزاً فيه منذ صغره، وكان أول طلبه سنة: نيِّفٍ وخمسين ومائة. قال [[أبو عامر العقدي]]: "كنت سبباً في طلب عبد الرحمن بن مهدي للحديث، فقد كان يتبع القُصَّاص، فقلت له: لا يحصل في يدك من هؤلاء شيء". أي: لن يفيدك القُصَّاص؛ لأنه لا هم لهم إلا تحديث الناس بما هب ودب من غير تأكد ولا تثبت، والمهم عندهم أن يُغْرِبوا على العامة، ويأتون لهم بالطرف، وأن تشدَّ إليهم الأبصار، وتُفتح لهم الأسماع ولو أتوا بالأعاجيب، فكان يعجبه شأنهم منذ الصغر، ولكن لما نصحه أبو عامر رحمه الله، وقال له: لا يحصل في يدك من هؤلاء شيء، التفت إلى الحديث،[[الحديث]]، وتمييز صحيحه من سقيمه، وطلبه على أصوله، فصار علماً مبرزاً. وسمع عبد الرحمن بن مهدي من سفيانس[[فيان الثوري]] ، وهو من أجِلَّة شيوخه، سمع منه سنة: ([[152هـ]])، و([[153هـ]])، و([[154هـ]])، و([[155هـ]])، و[[([[156هـ]])|156هـ]].
 
== قصة تدل على نبوغه في العلم==
ومن القصص التي تدل على نبوغه في [[العلم]] منذ صغره، أنه أخبر عن نفسه، قال: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن العنبري وهو يومئذٍ قاضي البصرة، وله موضعه في قومه وقدره عند الناس، فتكلم في شيء، فأخطأ، فقلت وأنا يومئذٍ حدث: ليس هكذا، عليك بالأثر، فتزايد عليَّ الناس، لأنه وهو حدث (صغير) ينتقد العنبري قاضي [[البصرة ]]وهو رجل معظم عندهم، وقدره كبير، فالناس وقعوا في ابن مهدي ، هذا الحدث الصغير كيف يخطئ أو ينتقد هذا الشيخ الكبير. فقال عبيد الله العنبري : دعوه، وكيف هو؟ يستفهم من هذا الحدث -الغلام- يقول: ما هو الصحيح؟ فأخبرته. فقال: صدقت يا غلام، إذاً أرجع إلى قولك وأنا صاغر. وهذا الرجوع إلى الحق من تواضع العلماء رحمهم الله، ولو جاء من غلام صغير، ولو كان أمام الناس، وهذه وإن كان ظاهرها الحط من شأن هذا الكبير، لكنها في الحقيقة ذِكْرٌ وشَرَفٌ، فإن الإنسان يعظم في نفوس الناس؛ إذا رجع إلى الحق، وإن كانت المسألة في ظاهرها جهلٌ منه في هذه المسألة، أو نقص، لكن يطغى على هذا النقص رجوعه إلى الحق. وصحب عبد الرحمن بن مهدي شيخه سفيان وحج معه سنة: ([[159هـ]]) ثم رجع إلى البصرة ([[160هـ]])، فمات سفيان الثوري في دار عبد الرحمن بن مهدي ، أي: مات الشيخ في دار التلميذ.
 
==اعتنائه بممعاني الحديث==
سطر 17:
 
==فقه الإمام عبد الرحمن بن مهدي==
وأما بالنسبة لفقهه رحمه الله، فإنه بطبيعة الحال لم يكن له مذهب معين، ولكنه كان يذهب مذهب تابعي أهل المدينة ، ويقتدي بطريقتهم. يقول الإمام أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي: كان يتوسع في الفقه، كان أوسع فيه من يحيى -أي: يحيى بن سعيد القطان- وكان يحيى يميل إلى قول الكوفيين، وكان عبد الرحمن يذهب إلى بعض مذاهب الحديث، وإلى رأي المدنيين. وطريقتهم في ذلك الوقت هي الأخذ بآثار القرآن والسنة، فهم أناس عندهم فهم وعلم باللغة، يأخذون [[بالقرآن والسنة،|القرآن]][[والسنة|السنة]]، ويجمعون الأحاديث، وآثار الصحابة، يفتون بها ويتبعونها، هذا هو المذهب.
 
==وفاته==
توفي عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله بعد حياة حافلة بالعلم والعبادة في جمادى الآخرة، سنة ([[198هـ]])، وكان له من العمر (63) سنة. رحمه الله رحمة واسعة، وأثابه خيراً جزيلاً وأجراً عظيماً على ما نافح عن دينه، وأبان من الحق، ونقل من [[السنة]]. فالله يرفع درجته، ويغفر ذنبه، ويلحقه بالرفيق الأعلى. ونسأله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بعلم ذلك الرجل وما روى. والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
 
==المراجع==
*كتاب [[سير أعلام النبلاء]][[ الحافظ الذهبي| للحافظ الذهبي]]
 
[[تصنيف:مواليد 135هـ]]
[[تصنيف:وفيات 198هـ]]
[[تصنيف:علماء المسلمين]]
[[تصنيف:شخصيات تاريخية]]