أبو منصور الثعالبي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 28:
''"وأبو منصور هذا يعيش إلى وقتنا هذا، وهو فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وله مصنفات في العلم ''والأدب، نشهد له بأعلى الرتب".
* وفيه يقول أبو الفتح علي بن محمد البستي:
{{بداية قصيدة}}
<br />
''{{بيت|قلبي رهَينٌ بنسابور عند أخٍ * |ما مثله حين تَستَقري البلاد أخُ''}}
{{بيت|له صحائف أخلاق مهذبةٍ|من الحِجا والعلا والظرف تُنتَسَخُ}}
<br />
{{نهاية قصيدة}}
له صحائف أخلاق مهذبةٍ * من الحِجا والعلا والظرف تُنتَسَخُ
* وقال [[ابن قلاقس]] يُطري كتابه "يتيمة الدهر" أشعارا منها:
{{بداية قصيدة}}
<br />
''{{بيت|كُتْبُ القَر يضِ لآلي * |نُظِمَتْ على جِيدِ الوجودْ}}
{{بيت|فَضلُ اليتيمة بينها|فضل اليتيمة في العقودْ}}
<br />
{{نهاية قصيدة}}
فَضلُ اليتيمة بينها * فضل اليتيمة في العقودْ''
 
ومنها:
{{بداية قصيدة}}
<br />
''{{بيت|أبيات أشعار اليتيمة *| أبيات أفكار قديمةْ}}
{{بيت|ماتوا وعاشت بعدهم|فلذاك سميت اليتيمةْ}}
<br />
{{نهاية قصيدة}}
ماتوا وعاشت بعدهم * فلذاك سميت اليتيمةْ''
* وكتب أبو يعقوب صاحب كتاب البلاغة واللغة، يقرظ كتاب "سحر البلاغة" للثعالبي:
{{بداية قصيدة}}
<br />
''{{بيت|سَحَرتَ الناس في تأليف "سحرك" * |فجاء قلادةً في جيد دهركْ}}
{{بيت|وكم لك من معانٍ في معان|شواهد عند ما تعلو بقدركْ}}
<br />
{{بيت|وُقِيتَ نوائب الدنيا جميعاً|فأنت اليوم حافظ أهل عصركْ}}
وكم لك من معانٍ في معان * شواهد عند ما تعلو بقدركْ
{{نهاية قصيدة}}
<br />
وُقِيتَ نوائب الدنيا جميعاً * فأنت اليوم حافظ أهل عصركْ''
* ورثاه الحاكم أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد النيسابوري فقال:
{{بداية قصيدة}}
<br />
''{{بيت|كان أبو منصور الثعلبي * |أبرع في الآداب من ثعلبِ}}
{{بيت|ليت الردى قدَّمني قبله|لكنه أروغ من ثعلبِ}}
<br />
{{بيت|يطعن من شاء من الناس بالـ|موت كطعن الرمح بالثعلبِ}}
ليت الردى قدَّمني قبله * لكنه أروغ من ثعلبِ
{{نهاية قصيدة}}
<br />
يطعن من شاء من الناس بالـ*ـموت [بالموت] كطعن الرمح بالثعلبِ''
 
هذه طائفة من القول تدلك على مكانة الثعالبي عند المتقدمين، نجتزئ بها، ونقف عندها. ثم لعل في هذه الطُّرفة التي جرت بينه وبين سهل بن المرزبان ما يعطيك صورة عن الثعالبي شاعرا:
 
قال الثعالبي: قال لي سهل بن المرزبان يوما: إن من الشعراء من شَلْشَل، ومنهم من سَلْسَل، ومنهم من قَلْقَل، ومنهم من بَلْبَل {يريد بمن شلشل: الأعشى في قوله:
{{بداية قصيدة}}
<br />
{{بيت|وقد أروح إلى الحانوت يتبعني * |شاوٍ مِشَلٌ شَلولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ}}
{{نهاية قصيدة}}
 
وبمن سلسل: مسلم بن الوليد في قوله:
{{بداية قصيدة}}
<br />
{{بيت|سُلَّتْ وسُلَّتْ ثم سُلَّ سَليلها * |فأتى سَليلُ سَليلها مَسْلولا}}
{{بداية قصيدة}}
 
وبمن قلقل: المتنبي في قوله:
{{بداية قصيدة}}
 
{{بيت|فقَلْقَلْتُ بالهمِّ الذي قَلْقَل الحَشا * |قَلاقل عيسٍ كلهن قَلاقِلُ}}
{{بداية قصيدة}}
 
فقال الثعالبي: إني أخاف أن أكون رابع الشعراء (أي أراد قول الشاعر: الشعراء فاعلمنَّ أربعة: {{مض|فشاعر يجري ولا يُجرى معه وشاعر من حقه أن ترفعه وشاعر من حقه أن تسمعه وشاعر من حقه أن تصفعه}}). ثم إني قلت بعد ذلك بحين:
فقال الثعالبي:
{{بداية قصيدة}}
<br />
{{بيت|وإذا البلابل أفصحت بلغاتها|فانفِ البلابل باحتساء بَلابِلِ}}
إني أخاف أن أكون رابع الشعراء { أراد قول الشاعر:
{{نهاية قصيدة}}
الشعراء فاعلمنَّ أربعة * فشاعر يجري ولا يُجرى معه
فكان بهذا رابع فحول ثلاثة لهم القدم الثابتة في الشعر، نعني [[الأعشى]] و[[مسلم بن الوليد]] و[[المتنبي]].
<br />
وشاعر من حقه أن ترفعه * وشاعر من حقه أن تسمعه
<br />
وشاعر من حقه أن تصفعه}
 
ثم إني قلت بعد ذلك بحين:
<br />
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها * فانفِ البلابل باحتساء بَلابِلِ
<br />
فكان بهذا رابع فحول ثلاثة لهم القدم الثابتة في الشعر، نعني [[الأعشى]] و[[مسلم بن الوليد]] و[[المتنبي]]:
وما دمنا قد عرضنا للثعالبي الشاعر فما أولانا أن نذكر جملا مختارة من شعره، قال، وكتب بها إلى الأمير أبي الفضل الميكالي:
<br />
لك في المفاخر معجزات جمَّة * أبدا لغيرك في الورى لم تُجمَعِ
<br />
بحران بحر في البلاغة شابه * شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي
<br />
وتَرَسُّل الصابي يزين عُلوَّه * خط بن مقلة ذو المقام الأرفعِ
<br />
كالنور أو كالسحر أو كالبدر أو * كالوشي في برد عليه موشَّعِ
<br />
وإذا تَفَتَقَ نورُ شِعرك ناضِراً * فالحسن بين مصرَّعٍ ومُرَصَعِ
<br />
أرجلت أفراس الكلام ورُضتَ أف*ـراس [أفراس] البديع وأنت أمجد مبدعِ
<br />
ونقشت في مغنى الزمان بدائعاً * تُزري بآثار الربيع المُمرعِ
 
ومنها يصف فرسا أهداه إليه:
<br />
يا واهب الطَّرفِ الجواد كأنَّما * قد أنعلوه بالرِّياح الأربعِ
<br />
لا شيء أسرع منه إلا خاطري * في وصف نائلك اللطيف الموقِعِ
<br />
ولو أني أنصفت في إكرامه * لجلال مُهديه الكريم الألمعي
<br />
أقضمته حب الفؤاد لحبِّه * وجعلت وربطه سواد الأدمعِ
<br />
وخلعت ثم قطعت غير مضيِّعٍ * برد الشباب لجُلِّهِ والبُرقُعِ
 
ومن غزلياته الرقيقة:
<br />
سقطت لحين في الفراش لزمته * أضم إلى قلبي جناح مَهيضِ
<br />
وما مرض بي غير حبّي وإنما * أُدَلِّسُ منكم عاشقا بمريضِ
<br />
وقال الباخرزي: أنشدني والدي قال أنشدني -يريد الثعالبي- لنفسه:
<br />
عَرَكَتْنِي الأيام عرك الأديم * وتجاوزن بي مدى التقويمِ
<br />
وَغَضضن اللحاظ منِّيَ إلا * عن هلال يرنو بمقلة ريمِ
<br />
لحظهُ سُقْمُ كل قلبٍ صحيح * ثَغرُهُ بُرء كل جسم سقيمِ
<br />
وله أيضا فيما يتصل بالخَمريات:<br />
هذه ليلة لها بهجة الطَّا * ووس حسنا والليل لون الغُدافِ
<br />
رقد الدهر فانتبهنا وسارقْـ*ناه [وسارقناه] حظا من السُّرور الشافي
<br />
بمُدامٍ صافٍ وخِلٍّ مُصافٍ * وحبيبٍ وافٍ وسَعدٍ موافي
<br />
وكتب إلى أبي نصر سهل بن المرزبان يحاجيه:
<br />
حاجيت شمس العلم في ذا العصر * نديم مولانا الأمير نصر
<br />
ما حاجة لأهل كلِّ مِصر * في كل دارٍ وبكل قُطر
<br />
ليست ترى إلا بُعيدَ العصر
<br />
فكتب إليه جوابه:
<br />
يا بحر آداب بغير جَزْرِ * وحظه في العلم غير نَزرِ
<br />
حزَرتُ ما قلت وكان حَزري * أن الذي عنيت دُهنُ البَزْرِ
<br />
يَعصُرُهُ ذو قوة وأزرِ
 
== مولده ووفاته ==