سورة التحريم: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: إزالة قالب مكرر
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 7:
جعل الله طبيعة هذا الدين الانطلاق بالحياة إلى الأمام : نموًّا وتكاثرًا، ورفعة وطهرًا. في آن واحد. فلم يعطل طاقة بانية، ولم يكبت استعداداً نافعًا. بل نشط الطاقات وأيقظ الاستعدادات وحافظ على حركة الاندفاع إلى الأمام مع حركة الارتفاع إلى الأفق الكريم الذي يعدالمخلوق الفاني في الأرض للحياة الباقية في دار الخلود.
 
وعندما جرى قدر الله أن يجعل قدر هذه العقيدة هكذا جرى كذلك باختيار رسولها - –إنساناً تتمثل فيه هذه العقيدة بكل خصائصها، وتتجسم فيه بكل حقيقتها، ويكون هو بذاته وبحياته الترجمة الصحيحه الكاملة لطبيعتها واتجاهها. إنساناً قد اكتملت طاقاته الإنسانية كلها، ظليعضليع التكوين الجسدي، قوي البنية، سليم البناء، صحيح الحواس، يقظ الحس، يتذوق المحسوسات تذوقاً كاملاً سليماً وهو في ذات الوقت ضخم العاطفة، حيي الطباع، سليم الحساسية، يتذوق الجمال، متفتح للتلقي والاستجابة. وهو في الوقت ذاته كبير العقل، واسع الفكر، فسيح الأفق، قوي الإرادة، يملك نفسه ولا تملكه.. ثم هو بعد ذلك..النبي..الذي تشرق روحه بالنور الكلي، والذي تطيق روحه الإسراء والمعراج، والذي ينادي من السماء، والذي يري نور ربه، والذي تتصل حقيقته بحقيقة كل شيء في الوجود من وراء الأشكال والظواهر، فيسلم عليه الحصى والحجر، ويحن له الجذع وترتجف به أحد (الجبل)..! ثم تتوازن في شخصيته هذه الطاقات كلها. فإذا هو التوازن المقابل لتوازن العقيدة التي اختير لها.
 
وجعل الله حياة الرسول الخاصة والعامة كتاباً مفتوحاً لأمته وللبشرية كلها، تقرأ فيه صور هذه العقيدة، وترى فيه تطبيقاتها الواقعية ومن لايجعل فيه ستراً مخبؤاً ولاستراً مطوياً . بل يعرض جوانب كثيرة منها في [[القرآن]]، ويكشف منها ما يطوى عادة في حياة الإنسان العادي. حتى مواطن الضعف البشري الذي لا حيلة فيه لبشر. بل إن الإنسان ليكاد يلمح القصد في كشف هذه المواضع في حياة الرسول – – للناس ! إنه ليس له في نفسه شيء خاص. فهو لهذه الدعوة كله فعلام يخبئ جانب من حياته – . وقد نقل أصحاب الرسول للناس من بعده أدق تفصيلات هذه الحياة، فكان هذا إلى جانب ما سجله القرآن الكريم من هذه الحياة السجل الباقي للبشرية إلى نهاية الحياة.