حيفا: الفرق بين النسختين

 

تقع المدينة على دائرة عرض 32.49 شمالاً وخط طول 35 شرقاً وهي نقطة التقاء [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]] بكل من السهل و[[جبل الكرمل]]، وهذا جعلها نقطة عبور إجبارية، إذ يقل اتساع السهل الساحلي عن 200 متر، وترتفع عن سطح البحر بمعدل 450 م.<ref>[https://www.israelweather.co.il/forecast/week_en5.html دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200403213707/https://www.israelweather.co.il/forecast/week_en5.html |date=3 أبريل 2020}}</ref> كما أن موقعها جعل منها ميناءً بحرياً من أهم الموانئ في [[إسرائيل]]، كما جعل منها بوابة للمنطقة عبر البحر المتوسط، وهي ذات أهمية تجارية وعسكرية طوال فترة تاريخها، ولهذا تعرضت إلى الأطماع الاستعمارية بدءاً من [[الحملة الصليبية السادسة|الغزو الصليبي]] وحتى تاريخ [[النكبة]]، وتعد الآن مقر سكة الحديد الإسرائيلية الرئيسية.<ref>كتاب: حيفا، جارة الكرمل وعروس فلسطين - [[محمد حسن شراب|محمد حسن شرّاب]]، الأهلية للنشر والتوزيع، عمان، 2006</ref><ref>كتاب: حيفا التاريخ والذاكرة - حسين اغبارية</ref>

يعود زمن استيطان البشر بالمنطقة إلى عشرات الآلاف من السنين حيث عثر منقبون على بقايا هياكل بشرية تعود إلى [[العصر الحجري]] وآثار حضارات العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث (نصف مليون سنة إلى 15 ألف سنة قبل الميلاد). ولقد تأسست حيفا في بادئ الأمر كقرية صغيرة في القرن الرابع عشر ق.م على يد [[كنعانيون|الكنعانيين]]. فُتِحت المدينة في عهد الخليفة [[عمر بن الخطاب]] عام 633 م، ونتيجة لذلك بدأت القبائل العربية بالاستقرار في فلسطين، وعلى وجه الخصوص في مناطق الساحل الفلسطيني، وبقيت حيفا جزءاً من الدولة الإسلامية طيلة العهد الأموي والعباسي. إلا أن حيفا الحديثة، قد تأسست عام 1761 في مكان البلدة القديمة على يد القائد [[ظاهر العمر]]، والذي أسس إمارة شبه مستقلة عن العثمانيين في الجليل.<ref>[http://www.panet.co.il/article/371918 افتتاح احتفالية 250 عامًا على إقامة حيفا الجديدة - Palnet] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200403213719/http://www.panet.co.il/article/371918 |date=3 أبريل 2020}}</ref> وفي [[الدولة العثمانية|العهد العثماني]]، ازدهرت مدينة حيفا، وتأسس فيها أول مجلس بلدي عام 1873.<ref>[[:en:Najib Effendi al-Yasin|نجيب أفندي الياسين - ويكيبديا الإنجليزية.]]</ref><ref>الشام قبل مائة عام، تأليف: خليل سركيس ط1 1898 بيروت</ref><ref>[http://www.webgaza.net/background/Palestine1948/District_of_Haifa/index.htm نبذة عن قضاء حيفا.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160422191159/http://www.webgaza.net/background/Palestine1948/District_of_Haifa/index.htm |date=22 أبريل 2016}}</ref>

 

على الرغم من تعدد مسميات مدينة "حيفا" وظهور اسمها بعدة أشكال ولغات، إلا أن التسمية الدارجة والمتعارف عليها هي التسمية العربية حيفا {{لات|HAIFA}}، وهي التسمية التي داوم العرب على استعمالها، بلفظ واحد وثابت، والتي أطلقت على "حيفا الجديدة" التي بناها ظاهر العمر الزيداني.<ref>[http://www.sdc-haifa.com/index2ac9.html?cat_id=25&art_id=18 حيفا، الاسم والمعنى - جمعية التطوير الاجتماعي- حيفا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305084326/http://www.sdc-haifa.com/index2ac9.html?cat_id=25&art_id=18 |date=5 مارس 2016}}</ref><ref>الموسوعة الفلسطينية - ص 185</ref><ref>محمد سّراب، معجم بلدان فلسطين، ص 308</ref><ref>د. ألكس كرمل، تاريخ حيفا في عهد الأتراك، ص 28</ref>

 

== التاريخ ==

=== العصور القديمة ===

إلا أن حيفا الحديثة، قد تأسست عام 1761 في مكان البلدة القديمة على يد القائد [[ظاهر العمر]]، والذي أسس إمارة شبه مستقلة عن العثمانيين في الجليل.<ref>Wolf-Dieter Hütteroth and Kamal Abdulfattah (1977). Historical Geography of Palestine, Transjordan and Southern Syria in the Late 16th Century. Erlanger Geographische Arbeiten, Sonderband 5. Erlangen, Germany: Vorstand der Fränkischen Geographischen Gesellschaft. p. 158.</ref><ref>Haifa in the Late Ottoman Period, 1864-1914: A Muslim Town in Transition By Mahmud Yazbak BRILL, 1998</ref>

 

ويشار بالذكر إلى أنه نتيجة للتقارب العثماني - الألماني في تلك الفترة، فقد بدأ في عام 1868 م الاستيطان الإلماني في حيفا، من قبل مجموعة عائلات ألمانية قادمة من جنوب غرب [[ألمانيا]]، وقد أقام هؤلاء مستوطنة لهم في القسم الغربي من المدينة، حيث زودوها بكل وسائل الرفاه والتنظيم، فأقاموا المدارس الخاصة بهم وعبدوا الطرق وبنوا الحدائق، ووفروا كل مرافق الخدمات العامة فيها، ونتيجة لذلك بدأ عدد سكان المستعمرة في التزايد.

وتلاحق بناء المستوطنات الألمانية في منطقة الساحل، حيث أقيمت مستعمرة ثانية عام 1869م في حيفا، ثم مستعمرة ثالثة بجوار سابقتها أطلق عليها اسم شارونا، وقد مهدت هذه المستوطنات في النهاية إلى إقامة أول حي ألماني على الطراز الحديث في المدينة، وهو حي "كارملهايم" في جبل الكرمل. لا شك أن الألمان ساهموا في تطور مدينة حيفا، من خلال ما جلبوه من وسائل وأساليب زراعية حديثة.<ref>Alex Carmel: The History of Haifa Under Turkish Rule. Hajfa: Pardes, 2002, s. 14.</ref>