موناليزا: الفرق بين النسختين

تُظهر اللوحة صورة لشخصية -''والتي هي موضوع اللوحة''- في مركزِ التكوين الهندسي، جالسةٌ في إطارٍ لمقصورة بشكلٍ جانبيّ، وباعتدال على كرسي بلا مسند للظهر، مع صدرها ووجهها ملتفين قليلًا باتجاهِ الناظرالمُشاهد. وضعية جلوسها هذه مستمدة من [[تكوين هرمي (فن)|التكوين الهرمي]] الذي استخدمه دا فينشي ليُضفي على لوحتهِ إيحاء بجلوسِ [[مادونا (فن)|مادونا]]. ووجود الشخصية في مركز التكوين (المركز الهندسي) يعكس المكان الرئيسي الذي تضع فيه الإنسانية الفُردة، ونرى أيضًا أن تقاطع القُطرين يقع في قلبِ الشخصية.

ويظهر أنّ ذراعها اليسرى مرتاحةٌ على مسندِ ذراعِ الكرسي حيث تُعانقها يدها اليمنى التي تشُق طريقها عبر منتصف جسدها. وضعية ذراعيها والعلاقة بينهما وبين مسند ذراع الكرسي، تخلق نوعًا مِن الإحساس بوجود مسافة بين الشخصية الجالسة والناظروالمُشاهد. كما تبدو خبرة دا فينشي في [[تشريح|التشريح]] واضحة عندَ النظر إلى اليدين، هذا لأنّ دا فينشي عاش في المستشفى ليدرس الهياكل العظمية وعلم التشريح على ما يزيد عن 30 جثة.<ref name=book>{{استشهاد بكتاب

"تأثير نظرة الموناليزا" هي ظاهرة يبدو فيها أن بعض اللوحات تُحدق في المُشاهد مهما كان موقع المُشاهد بالنسبة للّوحة، ويعتمد هذا التأثير على موضع القزحية داخل صلبة عين الشخصية الناظرة في اللوحة، كما يعتمد أيضًا على اتجاه رأس الشخصية الناظرة بالنسبة للمشاهدللمُشاهد. وبالاعتماد على ما سبق، يصبح من الصعب على المشاهد لهذا النوع من اللوحات الهرب من نظرة اللوحة، والعكس صحيح؛ أي أنه في حال كانت اللوحة لا تنظر إلى المشاهد فإنه من الصعب على المشاهد أن يضع نفسه في مجال رؤيتها. ويعود السبب في ذلك إلى أن هذا النوع من اللوحات ثنائية الأبعاد، وبالتالي فإن ملامحها لا تتغير مهما تغير موقع المشاهد أو تغيرت طريقة نظره إليها، على عكس التماثيل مثلًا التي تتغير ملامحها عندما يتغير موقع المشاهد.<ref group="ملاحظة">على سبيل المثال إن قام المشاهد بالنظر إلى تمثال معين من الجانب الأيسر مثلًا؛ فإن بعض ملامح التمثال ستختفي (العين اليمنى مثلًا) ويعضها الآخر سيظهر (الأذن اليسرى مثلًا) وهذا عكس ما يحدث عند النظر إلى اللوحات ثنائية الأبعاد التي تبقى ملامحها كما هي مهما تغيرت وجهة النظر بالنسبة للمشاهد.</ref><ref name=oxford>Todorović, Dejan, 'The Mona Lisa Gaze Effect' in Arthur G. Shapiro, and Dejan Todorovic (ed.), The Oxford Compendium of Visual Illusions (New York, 2017; online edn, Oxford Scholarship Online, June 2017), http://dx.doi.org/10.1093/acprof:oso/9780199794607.003.0092, accessed 14 Jul. 2020. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200822020714/https://oxford.universitypressscholarship.com/view/10.1093/acprof:oso/9780199794607.001.0001/acprof-9780199794607-chapter-92/|date=2020-08-22}}</ref>

* '''اللون:''' استخدمت الألوان الحارة لتصوير الشخصية، والألوان الباردة للطبيعة، إلا أنه من الصعب ملاحظة ذلك بسبب عتمة الألوان بمرور الزمن.<ref name="fr book">{{استشهاد بكتاب|الأخير= Arasse|الأول=Daniel |تاريخ=2 février 2006 |عنوان=Histoires de peintures |مسار=https://www.amazon.fr/Histoires-peintures-Daniel-Arasse/dp/2070320812 |ناشر=folio |isbn=9782070320813 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190829142121/https://www.amazon.fr/Histoires-peintures-Daniel-Arasse/dp/2070320812 | تاريخ أرشيف = 29 أغسطس 2019 }}</ref> والألوان الأساسية المستخدمة فيها هي الأخضر، والمصفّر، والبني، والأزرق بدرجة ألوان ترابية تعطي شعور بالحيادية، حيث لا يشعر الناظرالمُشاهد بوجود سعادة أو حزن في اللوحة.

** '''التوازن المتماثل:''' التوازن بادٍ في وجه الشخصية، حيث يبدو أن الوجه مقسوم إلى نصفين متعادلين على جانبي الأنف، ولكن عند رسم خط طويل من منتصف الوجه حتى نهاية اللوحة، سيُلاحَظ أن الوجه لم يوضع في منتصف اللوحة، بل قليلا إلى اليسار، لذلك فإن التوازن هنا ضعيف بشكلٍ ما. وقد استخدم هذا التكنيك في هذه النقطة لإبراز الوجه باتجاه الناظرالمُشاهد مما أعطاه تأثيرًا أكبر.<ref name="balance">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.liveabout.com/elements-of-composition-balance-2578092 |عنوان=Elements of Composition: Balance |الأخير= Boddy-Evans |الأول=Marion |تاريخ=May 05, 2017 |موقع=ThoughtCo. |تاريخ الوصول=July 24, 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190417010336/https://www.thoughtco.com/elements-of-composition-balance-2578092 | تاريخ أرشيف = 17 أبريل 2019 }}</ref>

:* '''طبقات التوازن:''' تتواجد طبقات التوازن في الخلفية كما تتواجد في المناطق التي استُخدِم فيها خطوط قوية، حيث توجد ثلاث مجموعات من الخطوط القُطرية القوية في الشخصية الرئيسية، وتبدأ هذه الخطوط من اليدين والساعدين؛ حيث يتجلى بوضوح لون بشرتها الفاتح والذي يتصل مع انعكاس الضوء على تجاعيد أكمامها وسط ظلام ثوبها ويشكلان معًا خطًا مائلاً، والثانية هي الخطوط التي شكلتها الحافة العلوية من ثوبها، ثم فوقها - وهي الثالثة - هي الخطوط التي تلتقي فيها الإضاءة على ذقنها بالظلال الداكنة تحتها. في الخلفية توجد طبقة أخرى من التوازن في الأضواء والظلام مما يخلق أقطارًا تقود عين الناظرالمُشاهد خلال اللوحة.<ref name="balance"/>