التقسيم الأول لبولندا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.8*
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح رابط (1)
سطر 3:
أعدّ [[فريدرش العظيم]] ملك بروسيا هذا التقسيم لمنع النمسا من خوض الحرب، بسبب شعورها بالغيرة من النجاحات الروسية ضد الإمبراطورية العثمانية. قُسمت أراضي الكومنولث الضعيفة -بما في ذلك ما كانت تسيطر عليه روسيا بالفعل- بين جيرانها الأكثر قوة -النمسا وروسيا وبروسيا- بهدف استعادة توازن القوى الإقليمي في أوروبا الوسطى بين تلك البلدان الثلاثة.
 
أقر البرلمان البولندي (سيم) هذا التقسيم في عام 1773 فيما عُرف بسيم التقسيم (برلمان التقسيم) الذي عقدته القوى الثلاث، مستفيدين من عدم قدرة بولندا على الدفاع عن نفسها بشكل فعال، بالإضافة إلى وجود قوات أجنبية بالفعل داخل البلاد.<ref name="Pickus2001">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=David Pickus|عنوان=Dying with an enlightening fall: Poland in the eyes of German intellectuals, 1764–1800|مسار=https://books.google.com/books?id=iZYTfgZCb7cC&pg=PA35|تاريخ الوصول=4 December 2011|سنة=2001|ناشر=Lexington Books|isbn=978-0-7391-0153-7|صفحة=35| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20200830190510/https://books.google.com/books?id=iZYTfgZCb7cC&pg=PA35 | تاريخ الأرشيفأرشيف = 30 أغسطس 2020 }}</ref>
 
== خلفية ==
سطر 10:
حصل التقسيم الأول بعد اختلال توازن القوى في [[أوروبا]]، إذ أدت الانتصارات الروسية ضد [[أتراك عثمانيون|الأتراك العثمانيين]] في الحرب الروسية التركية (بين عامي 1768 و1774) إلى زيادة قوة [[روسيا]] وتعريض مصالح [[هابسبورغ]] في تلك المنطقة للخطر (خاصة في إمارة البغدان والأفلاق). بدأ الهابسبورغيين في النمسا بالتفكير في شن حرب ضد روسيا في تلك المرحلة. <ref>Polskie losy Pomorza Zachodniego, 1970, p. 149 Bogdan Dopierała</ref>
 
اقترحت فرنسا -صديقة كل من روسيا والنمسا- سلسلةً من التعديلات الإقليمية التي من شأنها تعويض [[النمسا]] بأجزاء من مقاطعة سيليزيا البروسية، وإعادة كل من بروسيا إيرملاند (فارميا) وأجزاء من الإقطاعية البولندية «دوقية كورلاند وسيميغاليا» إلى بروسيا، ولكن تحت الهيمنة الألمانية البلطيقية. لم يمتلك الملك فريدرش العظيم ملك بروسيا أي نية للتخلي عن مقاطعة سيليزيا، بعد أن كان قد كسبها لتوه في الحروب السيلزية. ومع ذلك، كان مهتمًا أيضًا بإيجاد حل سلمي، إذ كان خائفًا من الدخول في حرب محتملة مع النمسا بسبب تحالفه مع روسيا (التحالف الروسي البروسي)، بالإضافة إلى إدراكه أن حرب السنوات السبع قد أضعفت خزينة بروسيا وجيشها. اهتم فريدرش العظيم أيضًا بحماية [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] الضعيفة، والتي اعتبر أنه من الممكن الاستفادة منها بشكل أفضل في حال نشوب حرب بروسية إما مع روسيا أو النمسا. أمضى الأمير هنري شقيق فريدرش شتاء عام (1770-1771) كممثل عن المحكمة البروسية في سانت بطرسبرغ. اقترحت كاترين الثانية من روسيا ومستشارها العام إيفان تشيرنيشيوف على هنري مطالبة بروسيا ببعض الأراضي البولندية مثل إيرملاند، نظرًا إلى ضم النمسا 13 مدينة في منطقة تسيبس المجرية في عام 1769 (منتهكةً معاهدة لوبوفلا). اقترح فريدرش -بعد أن أبلغه هنري بالاقتراح- تقسيم النمسا وبروسيا وروسيا للأراضي الحدودية البولندية، مع إعطاء النصيب الأكبر للنمسا كونها الطرف الأكثر تضررًا من التغييرات الأخيرة في توازن القوى. وهكذا، حاول فريدرش تشجيع روسيا على توجيه توسعها نحو بولندا الضعيفة التي لا تؤدي وظائفها على أتم وجه بدلاً من [[الدولة العثمانية|العثمانيين]]. اقترح رجل الدولة النمساوي فينزل أنتون أمير كاونيتز-ريتبرغ أن تأخذ بروسيا الأراضي من بولندا مقابل التنازل عن سيليزيا لصالح النمسا، ولكن رفض فريدرش هذه الخطة.<ref name="lwk">Jerzy Jan Lerski, Piotr Wróbel, Richard J. Kozicki, ''Historical Dictionary of Poland, 966–1945'', Greenwood Publishing Group, 1996, {{ISBNردمك|0-313-26007-9}}, [https://books.google.com/books?id=S6aUBuWPqywC&pg=PA466&dq=Adam+Poni%C5%84ski+bribed&sig=UMTRdzAO_OSc9ytZnQ-_WIOVXZM Google Print, p. 466] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200830190514/https://books.google.com/books?id=S6aUBuWPqywC&pg=PA466&dq=Adam+Poniński+bribed&sig=UMTRdzAO_OSc9ytZnQ-_WIOVXZM |date=30 أغسطس 2020}}</ref>
 
دمرت الحرب الأهلية بولندا، إذ حاولت قوات اتحاد بار -التي تشكلت في بار- إيقاف السيطرة الروسية على بولندا، على الرغم من اعتبار روسيا –منذ جلسة السيم الصامت ولعدة قرون بعدها- بولندا الضعيفة محميةً خاصةً بها. أدت انتفاضة فلاحي كولييفشينا [[قوزاق|والقوزاق]] الأخيرة في أوكرانيا إلى إضعاف الموقف البولندي أيضًا. علاوةً على ذلك، كان يُنظر إلى الملك البولندي المدعوم من روسيا، ستانيسواف أغسطس بونياتوفسكي، على أنه ضعيف ومستقل للغاية في التفكير. قررت المحكمة الروسية في نهاية المطاف تضاؤل فائدة بولندا كمحمية تابعة لها. بررت القوى الثلاث تصرفاتها رسميًا على أنها تعويض للتعامل مع "جار مزعج" وإعادة النظام إلى بولندا الفوضوية؛ في الواقع، كانت القوى الثلاث مهتمةً بالمكاسب الإقليمية.
 
أقنع هنري شقيقه فريدرش وأرشيدوقة النمسا ماريا تيريزا بأن التقسيم الثلاثي للكومنولث البولندي الليتواني بدلاً من أخذ روسيا للأرض من العثمانيين من شأنه أن يحافظ على توازن القوى، وذلك بعد احتلال روسيا لإدارات الدانوب. وافقت القوى الثلاث على تقسيم بولندا الأول، بضغط من بروسيا، التي أرادت ضم مقاطعة بروسيا الملكية الشمالية البولندية منذ فترة طويلة. حصل كل ذلك في ضوء التحالف النمساوي العثماني المحتمل، مع وجود اعتراضات شكلية فقط من [[النمسا]]، التي كانت تفضل الحصول على المزيد من الأراضي العثمانية في البلقان بدلاً من ذلك، فهي المنطقة التي لطالما طمعت ملكية هابسبورغ بها. انسحب الروس من إمارة البغدان بعيدًا عن الحدود النمساوية. أعطت محاولة اتحاديي بار لاختطاف الملك بونياتوفسكي في 3 نوفمبر من عام 1771 لمحاكم الدول الثلاث ذريعةً أخرى لإظهار "الفوضى البولندية" وضرورة تدخل جيرانها و"إنقاذ" البلاد ومواطنيها. <ref>{{citeاستشهاد webويب
| url = httphttps://www.quirinale.it/qrnw/statico/simboli/inno/inno.htm
| title = L'Inno nazionale
| date =