سقيفة بني ساعدة: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 39:
فلما سكت أراد [[عمر بن الخطاب]] أن يتكلم، وكان قد أعدّ في نفسه خطابًا يريد أن يُلقيه، فأشار إليه أبو بكر أن ينتظر، ثم قام أبو بكر فقال: {{اقتباس مضمن|أما بعد فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، وما تعرف [[عرب|العرب]] هذا الأمر إلا لهذا الحي من [[قريش]]، هم أوسط العرب نسبًا ودارًا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم}}. وأخذ بيدي [[عمر بن الخطاب]] و[[أبو عبيدة بن الجراح|أبي عبيدة بن الجراح]]، يقول عمر: «فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، إلا أن تغير نفسي عند الموت».<ref name=":0" />
 
فقال قائل من الأنصار يقال أنه [[الحباب بن المنذر]]:<ref name="الإصابة">[https://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-700 الإصابة في تمييز الصحابة - الحباب بن المنذر بن الجموح] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170412224843/http://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-700|date=12 أبريل 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن|أنا جُذَيلُها المُحَكَّك، وعُذيقُها المُرَجَّب. منا أمير، ومنكم أمير}}. فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.<ref>{{استشهاد ويب
 
{{اقتباس مضمن|أنا جُذَيلُها المُحَكَّك، وعُذيقُها المُرَجَّب. منا أمير، ومنكم أمير}}
 
. فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.<ref>{{استشهاد ويب
| url = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=60&ID=6431
| عنوان = إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - سيرة الخلفاء الراشدين - سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه - خلافة الصديق رضي الله عنه- الجزء رقم28
السطر 61 ⟵ 57:
ويؤكد [[علي الصلابي]] أن سعد بن عبادة بايع أبا بكر وعمر وبقى على العهد حتى مات وقال: {{اقتباس مضمن|ثبت بيعة سعد بن عبادة، وبها يتحقق إجماع الأنصار على بيعة الخليفة أبي بكر، ولا يعود أي معنى للترويج لرواية باطلة، بل سيكون ذلك متناقضاً للواقع واتهاماً خطيرًا، أن ينسب لسيد الأنصار العمل على شق عصا المسلمين، والتنكر لكل ما قدمه من نصرة وجهاد وإيثار للمهاجرين، والطعن بإسلامه من خلال ما ينسب إليه من قول: لا أبايعكم حتى أرميكم بما في كنانتي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي، فكان لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع بجامعتهم، ولا يقضي بقضائهم، ولا يفيض بإفاضتهم أي: في الحج. إن هذه الرواية التي استغلت للطعن بوحدة المهاجرين والأنصار وصدق أخوتهم، ما هي إلا رواية باطلة للأسباب التالية: أن الراوي صاحب هوى وهو «إخباري تالف لا يوثق به» ولا سيما في المسائل الخلافية. قال الذهبي عن هذه الرواية: وإسنادها كما ترى؛ أي: في غاية الضعف أما متنها فهو يناقض سيرة سعد بن عبادة، وما في عنقه من بيعة على السمع والطاعة، ولما روي عنه من فضائل أبي بكر الصديق.}}.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=الخليفة الأول أبو بكر الصديق، شخصيته وعمره|تاريخ=2009|ناشر=دار المعرفة|مؤلف1=علي الصلابي|مؤلف2=|editor1=|لغة=|مكان=بيروت - لبنان|الأول=|بواسطة=|عمل=|صفحة=108، 109|ISBN=9953446032|طبعة=السابعة}}</ref>
 
ثم خطب أبو بكر معتذراً من قبول [[خلافة إسلامية|الخلافة]] فقال: {{اقتباس مضمن|والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً ولا ليلةً قط، ولا كنت فيها راغباً، ولا سألتها الله عز وجل في سر وعلانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، ولكن قلدت أمراً عظيماً ما لي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله عز وجل، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني}}.<ref>المستدرك، 3/ 66، قال الحاكم: حديث صحيح وأقره الذهبي</ref> وقد ثبت أنه قال: {{اقتباس مضمن|وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين: أبي عبيدة أو عمر، فكان أميرَ المؤمنين وكنت وزيراً}}،<ref>الأنصار في العهد الراشد، حامد محمد الخليفة، ص108</ref><ref>تاريخ الخلفاء، [[جلال الدين السيوطي]]، ص91</ref> كما قال: {{اقتباس مضمن|أيها الناس، هذا أمركم إليكم تولوا من أحببتم على ذلك، وأكون كأحدكم}}، فأجابه الناس: رضينا بك قسماً وحظاً، وأنت ثاني اثنين مع رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}.<ref>الخلافة الراشدة للعمري، ص13</ref> وقد قام باستبراء نفوس المسلمين من أي معارضة لخلافته، واستحلفهم على ذلك فقال: {{اقتباس مضمن|أيها الناس، أذكركم الله أيما رجل ندم على بيعتي لما قام على رجليه}}، فقام [[علي بن أبي طالب]] ومعه السيف، فدنا منه حتى وضع رجلاً على عتبة المنبر والأخرى على الحصى وقال: {{اقتباس مضمن|والله لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله فمن ذا يؤخرك؟}}.<ref>الأنصار في العصر الراشدي، ص108</ref>
قال عمر: أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أرفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما نبايعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم فيكون فساد، فمن بايع أميرا عن غير مشورة المسلمين فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه تغرة أن يقتلا.
 
== إتمام بيعة أبي بكر ==
فلما كان صبيحة [[الثلاثاء|يوم الثلاثاء]] في [[13 ربيع الأول|13 ربيع الأوَّل]] سنة [[11 هـ|11هـ]]، المُوافق فيه [[8 يونيو]] سنة [[632]]م اجتمع الناس في المسجد، فتممت البيعة من المهاجرين والأنصار قاطبة، وكان ذلك قبل تجهيز رسول الله تسليما. وجلس أبو بكر على المنبر، وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدا عهدها إلي رسول الله، ولكني كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول: يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له، وأن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة.
 
ثم تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
السطر 81 ⟵ 78:
 
قال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعه، هذا أو معناه.
 
وقال أبو علي الحافظ: سمعت [[ابن خزيمة]] يقول: جاءني [[مسلم بن الحجاج]] فسألني عن هذا الحديث، فكتبته له في رقعة وقرأته عليه، وهذا حديث يسوي بدنة، بل يسوي بدرة.
 
== خطبة عمر عند بيعة أبي بكر ==