فاعل: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
SHBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إصلاح خطأ فحص ويكيبيديا 61
سطر 360:
=== تبعية الفعل للفاعل من حيث العدد ===
 
أمّا من حيث العدد، فيظل الفعل على حاله من الإفراد ولا تدخل عليه علامة التثنية أو الجمع، سواء كان الفاعل الظاهر اسم مفرد، مثل: «كَتَبَ <u>الْكَاتِبُ</u>»، أو كان اسم مثنى، مثل: «كَتَبَ <u>الْكَاتِبَان</u>» فلا يقال: «كَتَبَا الكَاتِبَان»، أو كان جمع مذكر سالم أو مؤنث سالم أو جمع تكسير، مثل: «كَتَبَ <u>الكَاتِبُون</u>» فلا يقال: «كَتَبُوا الكَاتِبُون».<ref name="عبد الله النقراط، ص. 74"/><ref>''القواعد الأساسية للنحو والصرف''، ص. 86</ref>. ويلاحظ أنَّ الفعل يُجَرَّد من ضمائر التثنية والجمع إذا كان الفاعل اسم ظاهر مثنى أو جمع.<ref>''النحو الأساسي''، ص. 320</ref> وتفسير ذلك لدى بعض النحاة هو أنَّ الفعل لا يسند إلّا إلى فاعل واحد فقط، فإذا - فرضاً - دخلت علامة التثنية على الفعل كألف الأثنين، سيكون الفعل عندها قد أُسند إلى الضمير المتصل وإلى الاسم الظاهر المثنى في الوقت نفسه، وهو أمر غير مقبول.<ref name="أحمد الهاشمي، ص. 114-115">أحمد الهاشمي، ص. 114-115</ref><ref>جرجي عطية، ص. 205-206</ref>
 
وهذا هو المتعارف عليه، إلّا أن هناك لغة من العربية تثنّي وتجمع الفعل تباعاً للفاعل، وهي لغة ضعيفة يعبرون عنها بلغة «[[أكلوني البراغيث]]»، مثل: «حَضَرَا الصَدِيْقَانِ». والأمر نفسه ينطبق على الجمع، حيث يقال: «حَضَرُوا الأَصْدِقَاءُ» وأيضاً «حَضَرنَ الصَدِيقَاتُ».<ref name="محمد أبو العباس، ص. 63"/> وينسب البصريون هذه اللغة إلى قبيلتي [[طيء]] و[[أزد شنوءة|أزدَ شنوءة]].<ref name="محمد عيد، ص. 400">محمد عيد، ص. 400</ref> وهي لغة يرى البعض أنَّها فصيحة، غير أنها ليست شائعة،<ref name="محمد النادري، ص. 495">محمد النادري، ص. 495</ref><ref>عباس حسن، ج. 2، ص. 74</ref> ووصفها [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]] بالشذوذ.<ref name="كاملة الكواري، ص. 256">كاملة الكواري، ص. 256</ref> يرفض أغلب النحاة هذه اللغة تماماً، وتؤول شواهد في حالات مشابهة بتآويل تناسب السياق، مثل الآية الثالثة من سورة الأنبياء: «وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا»، فيرفض النحاة أن يكون الفعل قد أُسند إلى واو الجماعة وإلى الاسم الموصول «الَّذِينَ»، وعوضاً عن هذا يعرضون احتمالية [[بدل (نحو)|إبدال]] الاسم الموصول من واو الجماعة، أو أنَّ «الَّذِينَ» مبتدأ مؤخر وجملة «وَأَسَرُّوا النَّجْوَى» خبر مقدم.<ref name="جرجي عطية، ص. 206"/><ref name="أحمد الهاشمي، ص. 114-115"/>{{ عنوان مرجع|ملاحظة:7|ملاحظة:7}} ويرى نحاة آخرون أنَّ ألف الإثنين وواو الجماعة ونون النسوة الداخلة على الفعل لتثنيته أو جمعه، هي في الواقع ليست ضمائر على الإطلاق وإنما مجرد علامات جمع أو تثنية لا محلَّ لها من الإعراب. فيكون «الَّذِينَ» في الآية السابقة هو الفاعل، وواو الجماعة علامة جمع لا محل لها من الإعراب. وهذا الرأي يعود بداية إلى [[سيبويه]]، وأخذ به نحاة كوفيون مثل [[محمد بن القاسم الأنباري|أبو بكر الأنباري]].<ref>حمدي الجبالي، ص. 139</ref> أمَّا [[أبو زكريا الفراء|الفراء]] فلا يقبل زيادة حروف جمع أو تثنية على الفعل، فهو يراها ضمائر متصلة في محل رفع على الفاعلية، أمَّا الأسماء التي تليها فهي أيضاً مرفوعة على الفاعلية وإنما لعامل مضمر غير ظاهر. أمّا في الوقت الحاضر، فيكثر استعمال هذه اللغة في اللهجات الدارجة المتعامل بها في المحادثات اليومية، مع استعمال نون النسوة وألف الاثنين بدلاً من واو الجماعة.<ref name="شوقي ضيف، ص. 35">شوقي ضيف، ص. 35</ref> ويتخذ محمد عيد من استعمال العوام لهذه اللغة دليل على عدم صحة نسبتها إلى العربية الفصيحة.<ref>محمد عيد، ص. 402</ref>
سطر 393:
=== مفعول + فعل + فاعل ===
 
قد يُقَدَّم المفعول به على الفعل، وبهذا فهو يُقدم على الفاعل، مثل: «كِتَاباً قَرَأَ مُحَمَّدٌ». ويأتي هذه التقديم بمعنى التخصيص أو الحصر، أي أنَّ محمداً في الجملة السابقة قرأ كتاباً فقط، فيُستبعد مما قيل أنَّ محمداً قرأ أيضاً مقال أو صحيفة. وقد يأتي أيضاً لإزالة الوهم من ذهن المخاطب، فمن الممكن أنَّ المتكلِّم ألقى الجملة السابقة ليصحح فكرة خاطئة في ذهن المخاطب، ليبيّن له مثلاً أنَّ محمداً قرأ كتاباً ولم يقرأ مقال كما كان يظنُّ.<ref>فاضل السامرائي (معاني النحو)، ج. 2، ص. 51</ref> وغالباً ما يكون تقديم المفعول على الفعل والفاعل جائزاً تحت تصرّف المتكلم، فله أن يقدّمه وله أن يؤخّره، إلَّا أنَّ هناك حالات يوجب فيها تقديم المفعول به على الفعل والفاعل. حيث يوجب تقديم المفعول به عندما يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كاسم شرط، مثل: «<u>أيَّاً</u> تَفْعَلْ أَفْعَلْ». أو إذا كان المفعول به اسم استفهام، مثل: «<u>كَمْ</u> صَفْحَةً قَرَأْتَ؟»، ويُوجب تقديمه على الفعل عندما يكون مضافاً إلى اسم له الصدارة، مثل: «سَيَّارَةَ مَنِ استَعَرتَ؟». ويوجب تقديم المفعول به عندما يكون ضميراً منفصلاً يراد به التخصيص بحيث لو تأخر عن فعله لأصبح متصلاً، مثل «<u>إِيَّاكَ</u> نَعْبُدُ» فإن تأخّرَ المفعول به ستصير الجملة: «نَعبُدُكَ» وفي هذا تغيّراً في المعنى وضياعاً للمعنى البلاغي وهو كما سبق الحصر والتخصيص. ويقدَّم المفعول به وجوباً عندما يقع فعله بعد فاء الجزاء التي تدخل على جملة الجواب لأسلوب شرط أداته «أمَّا» الظاهرة أو المقدّرة، وليس للفعل حينها أي مفعول آخر مقدم، مثل: {{قرآن مصور|الضحى|9}} أو «أمَّا قَوَانِينَ المُرُورِ فَالتَزِم». ويُقَدَّم المفعول به هنا وجوباً ليفصل بين «أمَّا» والفعل، لكون الأداة لا يلحقها أيُّ فعل وخاصة الأفعال المقرونة بفاء الجزاء، فلا يقال مثلاً: «أمَّا فَالتَزِم قَوَانِينَ المُرُورِ». فإذا وقع فاصل غير المفعول به بين «أمَّا» والفعل، فيجوز عندها تأخير المفعول به، فيجوز القول على سبيل المثال: «أمَّا أَثنَاءَ [[ساعة الذروة|وَقتِ الذَروَةِ]] فَالتَزِم قَوَانِينَ المُرُورِ».<ref name="محمد أبو العباس، ص. 64"/><ref name="أحمد الهاشمي، ص. 118"/><ref>عباس حسن، ج. 2، ص. 89-90</ref><ref>محمد عيد، ص. 409</ref><ref>كاملة الكواري، ص. 262</ref>.
 
في مقابل الحالات التي يوجب فيها تقدّم المفعول به على فعله، فهناك حالات أخرى يُمنع فيها ذلك ويُوجب تأخّره. وجميع الحالات التي يُمنع فيها تقدّم المفعول به على الفاعل، وقد سبق ذكرها، يُمنع فيها أيضاً تَقدّمه على الفعل، ما عدا وقوع الفاعل ضميراً متصلاً والمفعول به اسماً ظاهراً فيجوز عندها تقديمه على الفعل ولا يجوز تقديمه على الفاعل. ويمنع تقدّم المفعول به عندما يكون عامله هو فعل التعجب من صيغة «مَا أَفعَلَهُ»، مثل: «مَا أَصدَقَ كَلَامَهُ» برفع «كَلَامَ» على المفعولية. ويمنع ذلك أيضاً إذا كان المفعول به مصدراً مؤولاً من أنَّ ومعموليها، سواءً المشددة أو المخففة، مثل: «كَرِهتُ أنَّ السَماءَ سَتُمطِر» فلا يقال «أنَّ السَماءَ سَتُمطِر كَرِهتُ»، أمَّا إذا سُبقت الجملة بأداة شرط فيجوز ذلك، مثل: «إذا أنَّ السَماءَ سَتُمطِر كَرِهتُ». ويُمنع تَقدُّم المفعول به على عامله عندما يكون عامله واقع في صلة حرف مصدري ناصب للفعل، والحروف المصدرية الناصبة للفعل هي «أَنْ» و«كَي»، مثل: «يُزعِجُنِي أَنْ يَبغَضَ النَّاسُ بَعضَهُم» بنصب «بَعضَ» على المفعولية ومنع تقدّمه على فعله، أو مثل: «اصرُخ كَي يَسمَعَ النَّاسُ كَلَامَكَ» حيث «كَلَامَ» مفعول به مؤخر وجوباً، أمَّا إذا كان الحرف المصدري غير ناصب فيجوز تقدّم المفعول به. ولا يُقَدّم المفعول به عندما يتصل بآخر فعله نون التوكيد، وعندما يتصل بأول فعله لام الابتداء بدون أن يتقدّم على الفعل الحرف «إِنَّ». ولا يُقَدَّم المفعول به عندما يسبق فعله لام القسم، أو «قَد»، أو «رُبَّمَا»، أو «قَلَّمَا»، أو «سَوفَ». وعندما يكون الفعل مجزوم بأحد حروف الجزم التي تجزم فعلاً واحداً، مثل: «لَا تَبغَضْ أَخَاكَ» فلا يجوز تقدّم المفعول به ووقوعه بين أداة الجزم والفعل، فلا يقال: «لَا أَخَاكَ تَبغَضْ» ولكن يجوز تقدّمه على الفعل بشرط تَقدّمه على الأداة أيضاً، فيقال: «أَخَاكَ لَا تَبغَضْ»، وحروف الجزم التي تجزم فعلاً واحداً هي: لَم، لَا الناهية، لام الأمر. أمَّا إذا جُزِمَ الفعل بأحد الحروف التي تجزم فعلين، فيجوز تقدم المفعول به على الإطلاق. والأمر نفسه ينطبق على حروف نصب الفعل، فلا يجوز للمفعول به أن يتوسّطَ بين الفعل والأداة، ولكن يمكن أن يسبق كلاهما. وتجدر الإشارة إلى أنَّ حروف النصب والجزم لا تدخل إِلَّا على الفعل المضارع، فهو الوحيد الذي يُعرَب من بين الأفعال.<ref>عباس حسن، ج. 2، ص. 90-93</ref> ويمنع تقدُّم المفعول به على اسم الفعل وفاعله عندما يعمل فيه، وذلك على الإطلاق، فلا يقال: «كِتَاباً هَاكَ».<ref name="محمد النادري، ص. 332"/>