امرؤ القيس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط v2.03b - باستخدام ويكيبيديا:فو (مرجع قبل علامة الترقيم)
سطر 43:
| أقارب = [[عدي بن ربيعة]] (خال) [[كليب بن ربيعة]] (خال)
}}
'''جندح بن حُجر بن الحارث الكندي '''([[500]] - [[540]] م)<ref name=":0">[https://ia600908.us.archive.org/19/items/loga11/105.pdf الجامع في تاريخ الأدب العربي لحنا الفاخوري]، ص176. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180622140138/https://www.m-a-arabia.com/vb/showthread.php?t=2538|date=22 يونيو 2018}}</ref> اشتُهر بلقب '''إمْرئ القَيْس'''، هو [[شاعر]] [[عرب]]ي ذو مكانة رفيعة، بَرز في فترةِ [[جاهلية|الجاهلية]]، ويُعد رأس شعراء العرب وأحد أبرزهم في التاريخ.<ref name="E. Luebering p.38">J. E. Luebering ''The 100 Most Influential Writers of All Time'' p.38 The Rosen Publishing Group, 2009 ISBN 1-61530-005-8</ref> اختلفت المصادر في تسميته، فورد باسم جندح وحندج ومليكة وعدي، وهو من [[كندة (قبيلة)|قبيلة كندة]].<ref name=":1">{{استشهاد بكتاب|مسار=https://archive.org/download/FP0112/0112.pdf|عنوان=شرح المعلقات السبع|تاريخ=1993م|موقع=|ناشر=الدار العالمية|مكان=|تاريخ الوصول=|الأخير=أبو عبد الله|الأول=الحسين بن أحمد الزوزني|via=}}</ref>. يُعرف في كتب التراث العربية بألقاب عدة، منها: ''المَلكُ الضِّلّيل'' و''ذو القروح''<ref name=":0" />''<ref>Suzanne Pinckney Stetkevych ''Reorientations: Arabic and Persian Poetry'' p.43 Indiana University Press, 1994 ISBN 0-253-35493-5</ref>''، وكُني بأبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث.<ref name=":1" />.
 
== النشأة ==
سطر 51:
كان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية، وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين أدخلوا الشعر إلى مخادع النساء، سلك امرؤ القيس في [[شعر (أدب)|الشعر]] مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، فاتخذ لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك، كما يذكر [[ابن الكلبي]] حيث قال: كان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من [[طيء]] و[[كلب (قبيلة)|كلب]] و[[بكر بن وائل]] فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب [[مشروبات كحولية|الخمر]] وسقاهم وتغنيه قيانة، لا يزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير وينتقل عنه إلى غيره. التزم نمط حياة لم يرق لوالده فقام بطرده ورده إلى [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] بين أعمامه وبني قومه أملا في تغييره. لكن حندج (امرؤ القيس) استمر في ما كان عليه من مجون وأدام مرافقة صعاليك العرب وألف نمط حياتهم من تسكع بين أحياء العرب والصيد والهجوم على القبائل الأخرى وسلب متاعها.
 
ابتدأت مرحلة جديدة في حياته بعد أن ثار بنو أسد على والده وقتلوه، فجاءه الخبر بينما كان جالساً يشرب الخمر فقال: «رحم الله أبي، ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً. لا صحو اليوم ولا سُكْرَ غداً، اليوم خمر وغداً أمر'''»'''<ref name=":1" /><ref name=":0" />، فأخذ على عاتقه مسؤولية الثأر لأبيه، واسترجاع كفة حكم كندة، فحلف ألا يغسل رأسه وألا يشرب خمراً، فجمع أنصاره واستنجد بقبائل أخواله بكر وتغلب، وقتل عدداً غفيراً من بني أسد، فطلبوا أن يفدوه بمئة منهم فرفض، فتخاذلت عنه قبائل بكر وتغلب، وقد نظم شعراً كبيراً في هذه الأحداث.<ref name=":1" /><ref name=":0" />.
 
اضطر أن يواجه [[المنذر]] ملك [[الحيرة]]، الذي استعان ب[[كسرى]] ملك [[فرس (قومية)|الفرس]] عليه، ففر امرؤ القيس مستنجداً بالقبائل دون جدوى فسُمي بالملك الضليل، حتى قرر أن يستنجد [[سموأل|بالسموأل]] في [[تيماء]]، وسأله بأن يكتب مرسولاً إلى [[الحارث بن شمر الغساني]] ليتوسط له لدى قيصر الروم في [[القسطنطينية]] ليستنجده، وليعززه بحلفائه من قبائل العرب.<ref name=":1" /><ref name=":0" />.
 
توجه إلى تيماء واستودع دروعاً كان يتوارثها ملوك كندة لدى السموأل، وقصد القسطنطينية بغرض لقاء القيصر [[جستينيان الأول]]، مع [[عمرو بن قميئة]]، أحد خدم أبيه الذي تذمر من مشقة الرحلة وقال لامرئ القيس: «غَرَّرتَ بنا»، فأجابه بقصيدة شجعه فيها، ووصف أحوال تلك الأحداث، ولما وصل إلى القيصر أكرمه وقربه منه، وأرسل معه جيشاً لاستعادة مُلك أبيه، إلا أنه غُرر به عند قيصر فحقد عليه وأرسل إليه جبةً مسمومة، وما إن لبسها حتى تسمم جسمه وتقرح ومات ودفن في [[أنقرة]]<ref name=":1" />، وتشير مصادر آخرى إلى أن القيصر لم يفِ بوعده معه، ولكن لم يسممه؛ بل إن موته كان بسبب إصابته [[جدري|بالجدري]] في أثناء عودته، فتقرح جسده كله ومات نتيجةً لذلك ولذلك سُمي ''بذي القروح''.<ref name=":0" />.
 
وقال ابن قتيبة: هو من أهل كندة من الطبقة الاُولى. كان يعدّ من عشّاق العرب، ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت العبيد التي قال فيها في معلّقته الشهيرة<ref>الموجز في الشعر العربي -الجزء الأول صفحة28 - فالح الحجية</ref> ومنها:
سطر 126:
 
== نهاية حياته ==
لم تكن حياة امرئ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة جدا بمقياس تراكم الأحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طاف في معظم أرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى [[القسطنطينية]] ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو [[جدري|الجدري]] بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وإن كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك [[أنقرة|بأنقرة]].<ref >{{استشهاد ويب|مسار= https://www.alanba.com.kw/ar/last/96343/23-02-2010-%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%81-%d9%82%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%85%d8%b1%d8%a6-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%86%d9%82%d8%b1%d8%a9/|عنوان=جريدة الأنباء|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200309211305/http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/last2010.aspx?a=96343&z=29&m=0|تاريخ أرشيف=2020-03-09}}</ref>.
 
هناك قصة تقول أن الإمبراطور [[جستينيان الأول|جستنيان]] غضب من إمرئ القيس بعد مغادرته [[القسطنطينية]]، لأنه اكتشف أنه أغوى واحدة من أميراته، وأرسل رسولا مع سترة مسمومة قدمت في شكل هدية، وأن إمرأ القيس ارتدى السترة واشتد به المرض من جراء السم.
 
ويقال بأن [[رومان (توضيح)|الروم]]، أي [[بيزنطة|البيزنطيين]]، نصبوا له تمثالاً بعد مماته، كان قائماً حتى سنة 1262 <ref>[https://books.google.com/books?id=g_IJCIT8CdAC&pg=PA60 Arabic theology, Arabic philosophy: from the many to the one, Richard M. Frank,James Edward Montgomery. p.60] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126112801/https://books.google.com/books?id=g_IJCIT8CdAC&pg=PA60 |date=26 يناير 2020}}</ref> وهذا ما أورده [[ابن العديم]] بأن الخليفة [[عبد الله المأمون|المأمون]] قد مر بتمثال امرئ القيس بالقرب من [[أنقرة]] أثناء غزوه للصافئة، وكذلك أخبر [[الحسين بن أحمد الزوزني|الزوزني]] في كتابه شرح المعلقات السبع.<ref>[http://www.fehrestcom.com/kotarapp/index/Page.aspx?nBookID=99288064&nTocEntryID=99289863&nPageID=99288223 امرئ القيس<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180627145023/http://www.fehrestcom.com/kotarapp/index/Page.aspx?nBookID=99288064&nTocEntryID=99289863&nPageID=99288223 |date=27 يونيو 2018}}</ref>.
 
لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه. وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.