أبو الحجاج يوسف الأول: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
بوت:أضاف 1 تصنيف
ط بوت:أضاف 1 تصنيف
سطر 39:
تولى الإمارة بعد مقتل أخيه السلطان محمد الرابع في يوم الأربعاء 13 ذي الحجة 733 هـ (الموافق 25 أغسطس 1333م) ولم تكن سنه يومئذ قد تجاوزت 16 عاما.وقتل من شارك بقتل أخيه عام 733 للهجرة واستدعى السلطـان أبـو الحجـاج السلطان أبا الحسن ملك [[المغرب]] وأنجده وقاتل [[إسبانيا|الأسبان]] معه ثم عاد السلطان أبو الحسن عام 741 للهجرة بكافة أهل المغرب لنصرة أهل [[الأندلس]] وسلطانها أبو الحجاج فنزل مدينة طريف بالأندلس وزحف إليه ملك [[إسبانيا]] وأنهزم فيها [[مسلم|المسلمون]] وقتل الكثير منهم وهلك فيها نساء السلطان وفسطاطة من معسكره وكان يوم عظيم على أهل [[الأندلس]] وتغلب ملك الأسبان على [[قلعة|القلعة]] ثغر غرناطة ونزل [[الجزيرة الخضراء (إسبانيا)]] وأخذها صلحـا عام 743 للهجرة ولم يزل السلطان أبو الحجاج في سلطانه إلى أن قتل سنة 755 للهجرة حيث طعن فـي سجـوده أثناء صلاة العيـد.
 
== نسبه وولادته ==
هو سابع ملوك بني الأحمر « يوسف بن إسماعيل ابن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر بن [[قيس بن سعد بن عبادة]] الخزرجي الأنصاري » فهو بهذا يتصل نسبه بأمير الخزرج [[سعد بن عبادة]] من سادة الأنصار بالمدينة.
 
سطر 46:
ولد أبو الحجاج ب[[قصر الحمراء]] بغرناطة في الثامن والعشرين من ربيع الثاني عام 718 هجرية / 28 يونيو 1318م .
 
أمه تدعى « بهارا النصرانية » ، حظية والده السلطان [[أبو الوليد إسماعيل الأول|أبي الوليد إسماعيل الأول]] (713 ـ 725 هـ / 1314 ـ 1325م) .
وكان قد استولدها فأنجبت يوسف هذا، أما اخوته محمد، وفرج، وفاطمة، ومريم فمن الحظية « علوة »، وأما إسماعيل فمن الحظية قمر .
 
== صفاته ونشأته وثقافته ==
يذكر صفات السلطان يوسف معاصره ووزيره [[لسان الدين بن الخطيب]]، فيذكر أنه: « كان أبيض، أزهر، أيدا، مليح، جميل الصفات، براق الثنايا، أنجل رجل الشعر أسوده، كث اللحية، وسيما، عذب الكلام، يفضل الناس بحسن المرأى وجمال الهيئة، كما يفضلهم مقاما ورتبة، وافر العقل، كثير الهيبة إلى ثقوب الذهن، وبعد الغور، والتفطن للمعارضين، والتبريز في كثير من الصنائع العلمية، مائلا إلى الهدنة، مزجها للأمور، كلفا بالمباني والأثواب، جماعة للحلي والذخيرة، مستميلا لمعاصريه من الملوك .
 
سطر 57:
وهكذا تأثر أبو الحجاج بخلاصة من المربيين العلماء، والمحنكين من رجالات السياسة، أمثال الحاجب أبي النعيم رضوان، والشيخ الرئيس أبي الحسن علي بن الجياب، والمؤرخ لسان الدين ابن الخطيب، وغيرهم ممن حفل بهم بلاط والده أبي الوليد إسماعيل الأول (713 ـ 725 هـ / 1313 ـ 1324م) ثم بلاط شقيقه السلطان [[أبو عبد الله محمد الرابع]] (725 ـ 733 هـ / 1324 ـ 1333 م) .
 
== العلم والفن والادب بعهده ==
ويتمثل ذلك فيما قام بتشييده في مجال المعمار الهندسي، وخاصة ما أضفاه على أجنحة [[قصر الحمراء]] مثل باب الشريعة وبهو السفراء والحمامات السلطانية، وماتزال حتى يومنا هذا شاهد صدق على الروح السامية، المنطلقة في آفاق الجمال لما انفرد به هذا القصر الخالد من زخارف خطية، ونقوش ذات هندسة إبداعية، في سحر أخاذ .
 
سطر 71:
وقال القاضي شهاب الدين بن فضل الأندلسي عن أبي الحجاج « أن له يدا في [[توشيح (توضيح)|الموشحات]] التي لم تقتصر انتشارها على المحترفين من أهل الأندلس فحسب، بل تعداه إلى ملوكهم، فتعاطوه أيضا، حتى طبقت للأندلس في هذا شهرة فاقت شهرة غيرهم .
 
== علاقاتة الخارجية ==
لم تكن علاقة غرناطة بالممالك النصرانية الإسبانية تتسم بالصفاء، تبعا لمخطط النصاري في حروب الاسترداد La Riconquista المعروفة، وكان معاصره على [[مملكة قشتالة]] يومئذ [[ألفونسو الحادي عشر]] )1312 ـ 1350م( الذي عول على الإجهاز على آخر معاقل المسلمين أملا منه أن تسقط غرناطة نفسها على يديه فيتوج تلك الحروب التي بدأها أسلافه مع [[عرب|العرب]] الفاتحين، وعرف يوسف الأول نوايا معاصره القشتالي، فاستنجد كسابقيه من أمراء الأندلس ب[[المغرب]]، الذي كان يحكمه السلطان [[أبو الحسن علي بن عثمان|أبو الحسن المريني]] )697 ـ 753هـ( فأيده بجيش عظيم، عقد عليه لولده الأمير أبي مالك، وكان الأمير يبلغ ذروة انتصاراته في أراضي النصارى يومئذ، لولا أن هؤلاء كانوا قد أعدوا له كمينا، وفاجأوه فقضوا عليه وعلى كثير من حراسه، وعادت بقايا الجيش العربي إلى مواقعها الأندلسية، ولكن ما كادت تبلغ السلطان أبا الحسن مأساة ولده حتى بادر بإرسال جيش أعظم وأقوى، قبض له الظفر على الجيوش الإسبانية، بيد أنه لم تكن هذه المعركة حدا فاصلا بين الفريقين، إذ ما لبث الأسبان أن خاضوا ضد المغاربة والأندلسيين ـ بعدئذ ـ المعركة العظمى [[معركة طريف]] ( أو معركة سالادو Batalla de salado 7 جمادى الأخرى 741 هـ )30 أكتوبر عام 1340م(، تلك المعركة التي يؤرخ بها الأسبان لانتصاراتهم في حروب الاسترداد، فقد أحرزوا فيها انتصارا ساحقا، بفضل خدعة حربية محكمة، سقطت على أثرها كل من طريف و[[الجزيرة الخضراء (توضيح)|الجزيرة الخضراء]] وقلعة بني سعيد، واستولى الأسبان عقب المعركة على علم المقاتلين المغاربة، وما زال حتى اليوم في كنيسة [[طليطلة]] العظمى، وقد نجا السلطان أبو الحسن من الموت بأعجوبة، ولحق أبو الحجاج بغرناطة على رأس فلول الجيش الأندلسي .
وبذلك انكسرت شوكة بني مرين تجاه الأسبان أثر هذه المعركة، ولم يتسن للمغرب بعدها أن يعود إلى الأندلس أرض الجهاد مرة أخرى، كما أن سلطان غرناطة أثر بعدئذ مهادنة جيرانه النصارى، فلم تقع بينه وبينهم وقائع حربية تذكر، وذلك حتى نهاية حكمه ووفاته .
 
== إصلاحاته ==
يشيد المؤرخون المعاصرون بعصر أبي الحجاج، فقد ابتنى المصانع في كثير من مدن الأندلس كان بعضها قائما للصناعات المحلية، والبعض للاحتياجات الحربية. ففي مدينة [[ألمرية|المرية]] ذات المرفأ الحربي الهام ـ كانت تقوم « دار الصناعة » هذا إلى جانب صناعة الحرير التي اشتهرت بها المدينة، بالإضافة إلى صناعة الحديد والنحاس والزجاج، لما عرفت به أجوازها من وفرة المعادن والخامات .
كذلك اشتهرت مدينة [[مالقة]] بصناعة الفخار الذهب العجيب، والثياب الموشاة بالخيوط الذهبية، تصدر من هذا كله كميات وافرة إلى الخارج، حسبما يروي [[ابن بطوطة]] في رحلته حيث زار الأندلس على عصر السلطان يوسف الأول .
سطر 83:
أما الزراعة والتجارة في عصر يوسف فقد بلغت شأوا عظيما، وكانت لغرناطة علاقات تجارية بكثير من الدول، وفي كتاب ابن الخطيب - معيار الاختيار في وصف المعاهد والديار - إشاد بالرخاء الذي عم الأندلس على عهد هذا الملك خاصة .
 
== الوباء الهائل ==
في عصر السلطان يوسف الأول حدث وباء خطير ومروع ، اجتاح منطقة حوض البحر المتوسط يومئذ (749 ـ 750 هـ / 1347 ـ 1348م) فقد سقطت جمهرة عظيمة من الأندلسيين بسببه. في مقدمتهم المشاهير من رجالات السياسة والأدب والعلم، أمثال الرئيس أبي الحسن علي بن الجياب، رئيس ديوان الإنشاء في بلاط أبي الحجاج هذا، وقاضي الجماعة الشيخ أحمد بن برطال في هذا العهد أيضا، الذي تحدث عنه ابن الخطيب في إحاطته، ذاكرا أنه « توفي ـ رحمه الله، وعفا عنه ـ أيام الطاعون الغريب بمالقة، في منتصف ليلة الجمعة خامس صفر من عام خمسين وسبعمائة (14 يناير عام 1349)، وخرجت جنازته في اليوم التالي لوفاته، في ركب من الأموات يناهز الآلف، وينيف بمائتين، واستمر ذلك مدة .
وقد أرخ الوزير المعاصر لسان الدين ابن الخطيب لهذه الكارثة، وكتب عنها رسالة خاصة، أسماها: « مقنعة السائل عن المرض الهائل »، وصف فيها ظهور المرض وملابساته، وكيف انتشر بصورة مروعة على أوسع نطاق بالبلاد الأندلسية، كما تحدث عن عوارض هذا الوباء، وسبل التوقي منه، وكيفية علاجه، وأنهى الرسالة بدعاء واستغاثة بالله من شره .
وتحدث عن هذا المرض شاعر المرية أحمد بن علي بن محمد ابن خاتمة الأنصاري 724 ـ 770هـ ـ بعد أن عصف الوباء نفسه بثغر المرية في رسالة خاصة، أسماها: « تحصيل غرض القاصد، في تفضيل المرض الوافد .
 
== وفاته ==
قضى السلطان أبو الحجاج يوسف الأول يوم العيد الأصغر في مسجد الحمراء بيد مخبول ومجهول ، عاجله بطعنة نافذة، بعد أن هجم عليه وهو ساجد، أثناء أدائه سنة عيد الفطر من عام 755 هـ / 19 أكتوبر عام 1354م، ولم يتجاوز عمره السابعة والثلاثين إلا بأشهر قلائل .
 
== أولاده ==
كان له من الأبناء محمد وعائشة من حظيته بثينة وإسماعيل وقيس وفاطمة ومؤمنة وخديجة وشمس وزينب من حظيته مريم، وأكبر الذكور محمد، يليه إسماعيل، وأصغرهم قيس .
وقد تولى الملك من الأبناء فور مصرع أبي الحجاج كبيرهم محمد الخامس المكنى بأبي عبد الله، والمعروف بالغني بالله، وذلك حتى عام 760 هـ (1359م) ثم ثار عليه أخوه إسماعيل الثاني، الذي استرد محمد الخامس ملكه من جديد، وبقي متربعا على العرش حتى توفي عام 793 هـ (1392م) .
أما قيس أصغر أولاد السلطان يوسف الأول فقد مات مقتولا .
 
== انظر أيضاأيضًا ==
* [[قائمة ملوك بني نصر]]
* [[بنو نصر]]
* [[مملكة غرناطة]]
 
== مراجع ووصلات خارجية ==
{{مراجع}}
* [http://www.genealogics.org/pedigree.php?personID=I00477221&tree=LEO&display=standard&generations=4 www.genealogics.org]
سطر 109:
{{تعاقب-سبقه وتبعه
|سبقه = [[أبو عبد الله محمد الرابع|محمد الرابع]]
|عنوان اللقب= [[ملف:COA of Nasrid dynasty kingdom of Grenade (1013-1492).svg|30px|centerمركز]][[قائمة ملوك بني نصر|حاكم غرناطة]]
|الأعوام = [[1333]] - [[1354]]
|تبعه = [[أبو عبد الله محمد الخامس|محمد الخامس]]
سطر 120:
{{ضبط استنادي}}
{{روابط شقيقة}}
 
[[تصنيف:أندلسيون في القرن 14]]
[[تصنيف:القرن 14 في الأندلس]]
[[تصنيف:سلاطين من غرناطة]]