رحمة الله الكيرانوي: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 5.45.140.7 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة JarBot
تدقيق وإزالة ألفاظ التفخيم، استبدل: رحمة الله ← (2)، أزال: <nowiki/> (12)، استبدل: . ← . (3)
سطر 92:
== دراسته وأساتذته ==
{{الإسلام في الهند}}
نشأ الشيخ رحمت الله في كنف أسرة واسعة الثراء والجاه، وفي السادسة من عمره بدأ تعليمه في بلدته على يد والده وكبار أفراد العائلة المشهورين بالعلم والفضل والدين حسب النظام المتبع في ذلك العهد، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره حفظ [[القرآن الكريم]] وأتقن [[اللغة الفارسية في الهند|اللغة الفارسية]] وقرأ كتب الشريعة الإسلامية و<nowiki/>[[اللغة العربية]] على يد آبائه، ثم ارتحل إلى دلهي عاصمة العلم وملتقى الفطاحل لطلب التعليم العالي، فالتحق بمدرسة الأستاذ [[محمد حيات السندي|محمد حيات]]، وسكن في مبناها حتى أخذ حظا وافرا من العلوم أبانت عن ذكائه وقدمته على أقرانه ثم سافر إلى [[لكهنو]] مدينة العلم والحضارة، فتتلمذ على المفتي سعد الله المراد آبادي، وتخصص في آداب اللغة الفارسية على يد الشيخ إمام بخش الصهبائي الدهخلوي المقتول سنة 1857، كما درس الطب على يد الطبيب البارع محمد فيض ودرس العلوم الرياضية والهندسية، على يد الأستاذ صاحب نظرية (لوكارثم) وصاحب المؤلفات الرياضية الشهيرة.
ولما ظهر نبوغه وتفوقه في العلوم الشرعية تصدر مجالس الدرس والإفتاء ولما ازداد إقبال الطلاب على دروسه أسس مدرسة شرعية في كيرانه، تخرج منها كبار المدرسين والمؤلفين ومؤسسي المدارس في أرجاء الهند. ولكنّ ازدياد النفوذ [[التنصير]]ي في الهند شغله عن مواصلة التدريس في مدرسته فتفرغ للتأليف والرد على المنصرين، وقد ألف في ذلك مؤلفات كثيرة نترك ذكرها الآن.
 
== اشتراكه في الثورة وقيادته لفرق الجهاد ==
كان للعلماء في الهند دور كبير في إشعال [[ثورة الهند سنة 1857|الثورة]] ضد [[الاحتلال البريطاني|الإنجليز]] سنة 1857 هـ، وكانوا يُفتون بوجوب الجهاد وأن الإنجليز يُعدون محاربين للإسلام، وقد أصدروا في ذلك البيانات الكثيرة، وألقوا الخطب ووزعوا المنشورات الداعية لذلك. كان الشيخ رحمت الله الذي انتصر على المنصرين في الهند أول المجاهدين بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، لإخراج المستعمر من أرض الهند، فقام بإعلان الثورة على الإنجليز وحث المسلمين على بذل أرواحهم وأموالهم، ولما ثار الجنود في حامية (ميرت) بسبب إجبار الضباط الإنجليز لهم على استعمال دهن الخنزير والبقر في تشحيم البنادق (لأن [[المسلمين في الهند|المسلمين]] يحرمون الخنزير، و<nowiki/>[[الهندوس]] يحرمون البقر فثاروا معا ضد الإنجليز) اتصل بهم الشيخ رحمت الله ووضع لهم خطة الوصول إلى دلهي، وكان يعاونه في ذلك د/محمد وزير خان ومولوي فيض أحمد بدايوني، كما كان يعاونه العالم العلامة إمداد الله الفاروقي لتنظيم الثورة في مديرية (شاملي وكيرانه).
 
لما تضايق الثوار في دلهي تحرك إليها الشيخ رحمت الله من معسكره في (نجيب آباد) ومعه مئتا جندي، وكان له دور كبير في قيادة مجاهدي (شاملي وكيرانه) حيث نظمت فرق الجهاد ووزعت الأسلحة وأقيمت التحصينات القوية في وجه الجيش الإنجليزي، وكان مساعده فيهما (عظيم الدين) لأن الحاج إمداد الله تولى قيادة المجاهدين في منطقة (تهانة بهون) بمساعدة الأستاذ عبد الحكيم التهانوي. كانت أسلحة المجاهدين بسيطة لا تقاس بأسلحة الإنجليز، لكن أعنف المعارك وأكثرها خسارة في الجيش الإنجليزي تلك المعارك التي خاضها المجاهدون والعلماء، باذلين أرواحهم دفاعا عن دينهم، وقد اعترف الإنجليز بذلك في كتاباتهم وفي رسائلهم لأهليهم، وقد كان (حنقهم شديدا على المسلمين وأهل الخطر منهم، ومن له شأن في المجتمع الهندي، يعلقونهم على المشانق، ويقتلونهم بتعذيب وإهانة، ويبحثون عن كل من كان له كلمة مسموعة أو نفوذ في المجتمع، وكان من ضمنهم وفي مقدمتهم الشيخ رحمت الله الكيرانوي الذي انتصر عليهم في المعركة الدينية، وأسهم في الكفاح ضدهم.
سطر 108:
بينما كان الشيخ رحمت الله في طواف [[العمرة]] التقى بالحاج إمداد الله الذي وصل إلى مكة قبله فأكملا السعي معا، ثم اصطحبه إلى سكنه في رباط داود قرب باب العمرة وأقام معه. وكانا يترددان على الحرم للعبادة ولسماع دروس العلم، وكان الشيخ رحمت الله يفتي على [[المذهب الحنفي]]، فسمع الشيخ رحمت الله الشيخَ [[أحمد بن زيني دحلان]] (إمام وخطيب المسجد الحرام آنذاك) ينتصر [[المذهب الشافعي|لمذهب الشافعي]] ويضعِّف أدلة غيره، فسأله بتواضع طلاب العلم عن سبب انتصاره لمذهب الشافعي وطال النقاش بينهما فأدرك الشيخ دحلان أن السائل من كبار العلماء، فأخذ بيده وطلب منه التعرف عليه، فاختصر له ظروفه وسبب مجيئه إلى مكة، ثم اصطحبه إلى بيته وعمل وليمة كبيرة دعا إليها العلماء وطلب من الشيخ رحمت الله الحديث عن المناظرة وما يلاقيه المسلمون في الهند من جور الإنجليز، ثم أعطاه إجازة التدريس في [[المسجد الحرام]] وسجل اسمه في السجل الرسمي لعلماء الحرم.
 
وفي مكة طلب الأستاذ العلامة السيد أحمد بن زيني دحلان من الشيخ رحمت الله أن يترجم للعربية مسائل المباحث الخمسة السابقة جامعا إياها من الكتب والرسائل التي ألفها في هذا الباب. ولما رأى الشيخ أن الدراسة في المسجد الحرام ليس لها منهاج ثابت وأنها تقتصر على العلوم الدينية واللغة العربية، أراد إدخال علوم جديدة كالهندسة والرياضيات و[[علم المناظرة]] والعلوم الفكية، وأحضر الكتب اللازمة من الهند، وكان يوما مشهورا في تاريخ التدريس في المسجد الحرام عندما أخذ الشيخ رحمت الله يدرس كتاب حجة الله البالغة في حكمة التشريع، وشرح الجغميني في علم الفلك، و<nowiki/>[[مقدمة ابن خلدون]]، وقد فصل في تدريسه بين علمي [[النحو]] و<nowiki/>[[الصرف]] بعد أن كانا يدرسان معا، وكان يقوم بتدريس هذه العلوم في داره حتى تخرج على يديه كثير من العلماء والقضاة وكبار الموظفين الذين كان لهم دور كبير فيما بعد تاريخ مكة والجزيرة.
 
== تأسيسه للمدرسة الصولتية ==
سطر 120:
هذا وقد حاولت القنصلية الإنجليزية في جدة إغلاق المدرسة بإيحائهم إلى [[الوالي]] [[العثماني]] أنها تشكل حركة أجنبية تعمل داخل البلاد، وبذلوا كل جهد لإيقافها فلم يفلحوا لأن الخطة التي رسمها الشيخ للمدرسة ضمنت استمرارها. وملخص هذه الخطة وجوب ابتعاد الطلاب والمدرسين عن الأمور السياسية والخلافات المذهبية والعصبيات القومية، وكانت لهذه الخطة التي ما زالت المدرسة سائرة عليها إلى اليوم الأثر الفعال في إبعاد الطلاب عن كل ما يشغلهم عن العلم، مما ساعد على دوامها رغم أنقراض غيرها من المدارس التي أنشئت بعدها.
 
كان يتبع [[للمدرسة الصولتية]] قسم داخلي للطلاب الفقراء والغرباء يوفر لهم المسكن والمأكل مجانا، كما يتبع لها مسجد بناه الشيخ رحمت الله من حجارة [[مكتبة الحرم المكي الشريف|مكتبة الحرم]] سنة 1302 هـ، عندما هدمتها الحكومة العثمانية لقربها من [[زمزم]] ومضايقتها للحجاج، وكان الشيخ قد طلب الحجارة من والي مكة [[عثمان نوري باشا]]، ولما وافق باع الشيخُ داره لإتمام بناء المسجد والقسم الداخلي، وللمدرسة مكتبة علمية كبيرة تضم آلاف الكتب [[لغة عربية|العربية]] و<nowiki/>[[الفارسية]] و<nowiki/>[[الأردية]] و<nowiki/>[[الإنجليزية]].
 
بتخرج الفوج الأول من طلاب هذه المدرسة زادت حلقات العلم في المسجد الحرام، كما زاد عدد القراء والعلماء الذين تخرجوا منها ورجعوا إلى بلادهم يؤسسون المدارس الدينية ودور القرآن الكريم في [[إندونيسيا]] و<nowiki/>[[الهند]] و<nowiki/>[[ماليزيا]] ومختلف أنحاء [[العالم الإسلامي]]، وقد شغل المتخرجون منها من جميع الأفواج مناصب هامة في مختلف الوزارات والدوائر الحكومية.
 
جعل الشيخ رحمت الله خليفته ونائبه في إدارة المدرسة الشيخ محمد سعيد ابن أخيه علي أكبر، وفي عهده زار الملك [[عبد العزيز آل سعود]] هذه المدرسة في 28 [[جمادى الآخرة (شهر)|جمادى الآخرة]] سنة [[1344 هـ]] وبرفقته الشيخ محمد نصيف والشيخ يوسف ياسين وتفقد فصولها وأقسامها وبناياتها وأثنى على القائمين عليها وقال: (إن الصولتية هي [[الأزهر|أزهر]] بلادي).
ولما توفي الشيخ محمد سعيد في 17/11/1357هـ خلفه ابنه الشيخ محمد سليم وفي عهده تمت معادلة شهادة المتخرجين التي تمنحها هذه المدرسة واعترف بها الأزهر بتاريخ 17/7/1964م، وهي تعادل [[الثانوية العامة]] وتؤهل المتخرجين للالتحاق بالجامعات السعودية و<nowiki/>[[جامعة الأزهر|الكليات الأزهرية]]، وقد توفي الشيخ محمد سليم في 2/8/1397هـ فخلفه ابنه الشيخ محمد مسعود المولود عام 1352 هـ وفي عهده قال الأستاذ عبد الوهاب أحمد عبد الواسع وكيل وزارة المعارف السعودية:(وإذا أردنا أن نقرر واقع الحركة التعليمية رغم سوئه، فإن بداية القرن التاسع عشر كانت بداية إرهاصات تعليمية ظهرت في الأفق على يد أبناء البلاد وبعض الجاليات الإسلامية وأهمها [[المدرسة الصولتية]] بمكة). وقد توفي الشيخ محمد مسعود في 27/8/1412هـ فخلفه ابنه الشيخ ماجد سعيد وما زال مديرا للمدرسة وهو يبذل جهده وعمره في خدمة أبناء المسلمين وفقه الله.
 
== رحلاته الثلاث إلى القسطنطينية ==
سطر 138:
أقام الشيخ في دار الخلافة مدة التقى فيها بالسلطان عدة مرات تبادلا فيها الرأي في الأمور الدينية والسياسية الهامة، وقد اقترح على السلطان أن يمنع دخول الإنجليز إلى [[عدن]] خشية تغلغلهم في البلاد الإسلامية، ولما أراد العودة إلى مكة أراد السلطان تقرير هبة مالية سنوية للمدرسة الصولتية لإعانتها على أداء رسالتها، لكن الشيخ اعتذر بكفاية إعانات المحسنين لنفقاتها، فودعه السلطان وداعا رسميا واستقبله أهل مكة وعلى رأسهم أميرها عثمان نوري الذي اعتذر للشيخ عما بدر منه، ودامت المراسلات بينه وبين السلطان عبد الحميد بالعربية والفارسية.
 
أما الأوسمة والألقاب فلم يستعملها الشيخ طيلة حياته زهدا منه وورعا، وترفعا عن الظهور بمظهر يؤثر على مكانته الدينية والعلمية. ولما علم السلطان بأن الشيخ أصيب بضعف في بصره حتى عجز عن القراءة والكتابة، طلبه على عجل للعلاج، فكانت رحلته الثالثة سنة 1304 هـ استجابة لرغبة السلطان رغم المرض وصعوبة السفر، ورافقه في هذه الرحلة تلميذه الأستاذ (عبد الله جي) الذي قيد أحوال الرحلة مشيرا إلى التكريم الذي لقياه وأنهما كانا يفطران مع السلطان وبصليان معه العشاء والتراويح، وأن السلطان دعا خمسة أطباء مع طبيبه الخاص لفحص عيني الشيخ، فقرروا إجراء عملية جراحية بعد شهرين ريثما يخف نزول الماء في عينيه، لكن الشيخ اعتذر عن إجراء العملية لصعوبتها في ذلك الزمان، كما اعتذر عن طلب السلطان الإقامة بجواره، لأنه يريد أن يموت في مكة، فودعه السلطان ووصل الشيخ إلى مكة في [[ذي القعدة]] سنة 1305 هـ وبعد شهور من وصوله إليها عمل له أحد أطباء مكة العملية الجراحية ولم تنجح، وكان حفيده محمد سعيد _ المدير الثاني للمدرسة الصولتية - يقرأ له الرسائل الواردة ويكتب له الردود عليها بإملائه رحمهما الله.
 
== تلامذته في مكة وكتبه ==
سطر 151:
لرحمت الله الهندي عدة مؤلفات باللغة الفارسة والأردية والعربية ذكر بعضها ضمن كتاب إظهار الحق، وذكر السيد عبد الله الهندي في وقائع المناظرة بعضها أيضا، فهي: ـ
 
* [[إظهار الحق]]، وهو من أهم الكتب المؤلفة في بابه، يتضمن الكلام عن المسائل الخمس: التحريف والنسخ و<nowiki/>[[تثليث (مسيحية)|التثليث]] وحقية القرآن ونبوة [[محمد]] صلى الله عليه وسلم، وكذلك عن كتب [[العهد القديم]] و<nowiki/>[[العهد الجديد|الجديد]].ولها عدة طبعات ومن طبعاتها طبعة الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، [[الرياض]] [[المملكة العربية السعودية]]، وعرف أيضا عن هذا الكتاب أن من قرأه صار مسلما وارتد عن دينه السابق، وقد كان هذا الكتاب هو نقطة البداية التي جعلت الشيخ [[أحمد ديدات]] يبحث في كتب النصارى.
* إزالة الشكوك.
* إعجاز عيسوي.