الرسالة (مجلة): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تنسيق
وسوم: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم
تنسيق
وسوم: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم
سطر 28:
ملأتْ المجلة فراغًا، وحلّت أزمة، لقد كانت ثمة أزمة عند القُراء بأنهم لم يجدوا ما يقرؤونه، وأزمة للكُتّاب بعدم وجود صحيفة أدبية متخصصة تنشر إنتاجهم وتذيعه على الناس، يتناقشون على صفحاتها، ويختصمون، ويتفقون. فقد كان هؤلاء الأدباء رهن إشارة مجلة الرسالة، ففي أول ظهور لها وقفوا معها، وأيّدوها. وتشجيعهم هذا لم يكن لمجرد صداقتهم للزيات، وإنما كان تحقيقًا لأمنياتهم الأدبية.
 
==قيل عنها==
ومن بين الكلماتٍ التي سطّرها هؤلاء الأدباء إجلالاً وشكرًا لها -شعرًا ونثرًا-:
يقول الدكتور [[شكري فيصل]]: {{مض|كانت مقالات الزيات أو الرافعي في مجلة الرسالة تُرصد رصدًا وتُترقب ترقبًا في بلاد الشرق العربي}}<ref>انظر:الزيات والرسالة: د.[[محمد سيد محمد]]، ص 201، دار الرفاعي، الرياض، ط1، 1402هـ.
</ref>.
السطر 43 ⟵ 44:
وأشرقَت بشعاعِ الفكر ناضرةً تُسبي القلوب وتَجري في حناياها<ref>السابق: ص204.</ref>
 
==تأثير المجلة==
ويصعب هنا حصر أقوال قُراء هذه التحفة الأدبية، ولكن حسبنا أن نستنتج من اهتمامهم بها أن جملة "كلام جرايد" لا ينطبق على الرسالة أبدًا؛ لأن تأثير الرسالة على قُرائها يختلف عن تأثير المجلات الأخرى التي تحتال على طلبهم بألوان المسابقات واليانصيب. وإن كانت الرسالة ضعيفة المظهر من ناحية الطباعة والتصميم، فإنها كانت قوية التحرير، متقدمة الاتجاهات والرأي متعمقةً فيما تنشره، فأشبعت بذلك رغبات الباحثين عن الجوهر لا المظهر<ref>انظر: السابق، ص206.</ref>.
ويلحق بتأثيرها على قُرائها أن مدرّسي المرحلة الأساسية - وهم من عشاق الرسالة- كانوا يستخرجون موضوعات الإنشاء من هذه المجلة ويدرّسونها لطلابهم. وبما أن وسائل الإعلام لم تكن قد تطورت خلال عمر الرسالة فإن القُراء كانت عندهم فسحة من الوقت لاقتناء الرسالة...<ref>انظر: السابق، ص207.</ref>.
===الأثر الأدبي ===
 
أما الأثر الأدبي لها، فنقسمه قسمين:
 
السطر 65 ⟵ 67:
* خامسًا: صنعت عُشاقًا للتعبير العربي السليم<ref>الزيات والرسالة: ص209-211-213-214.</ref>.
 
كما أنها لم تكتفِ بأن تترك أثرًا أدبيًا وحسب بل أثّرت فكريًا وثقافيًّا أيضًا في مجالات عدة:
 
أما===مجال الاتجاه الإسلامي===
في مجال الاتجاه الإسلامي: فإن طابَع الرسالة هو طابَع إسلامي، فلقد كانت في كل ما تنشره تقريبًا تخدم الفكر الإسلامي<ref>انظر: السابق، ص214-215.</ref>.
 
===مجال العروبة===
وفي مجال العروبة: لم يكن دورها نظريًا فقط، بل طبّقت عمليًًّا لما تدعو إليه في مجال العروبة وقضية الوحدة العربية، ويَبرُز هذا التطبيق في توزيعها في مصر والبلدان العربية. وأيضًا يتّضح في مداومتها نشر مقالات وقصائد الأدباء العرب من غير المصريين<ref>الزيات والرسالة: ص215.</ref>.
 
ولم تنسَ أن تترك بصمتها الخاصة في المجتمع، فقد كان لها دور في الرأي العام المصري والعربي، وكانت تعرِض المشاكل الاجتماعية وتعرض لها الحلول<ref>انظر: السابق:ص216-217.</ref>.
===مجال الفكر والفن والعلوم والفلسفة===
 
أما أثرها في مجال الفكر والفن والعلوم والفلسفة: فيكفي أنها أغنت المكتبة العربية بما نشرته من فصول عديدة جُمعت في كتب، وأوضح الأمثلة: وحي الرسالة للزيات، والبرج العاجي لتوفيق الحكيم، وترجمات [[دريني خشبة]]، وحي القلم للرافعي.
 
لاسيما أنها أتاحت الفُرص للظواهر الأدبية والفكرية الجديدة كالشعر الحُر والشعر المنطلق...<ref>انظر: ص217-218.</ref>.
 
==احتجاب الرسالة==
وكما أن بعد كل ليل صبح، فإن بعد كل صبح ليل..
 
السطر 83 ⟵ 88:
ومن تلك الخواطر تَبرز خاطرة الأستاذ العقاد الحزينة حيث يقول: "ولم يكن يدور بخلدي حين كتبتُ هذا أن مجلتين في طليعة مجلاتنا الأدبية تضطران للاحتجاب عن قُرائهما قبل أنقضاء شهرين، فبدأت السنة الحاضرة باحتجاب (الثقافة)، وقد مضى على ظهورها (ست عشرة سنة)، ولم ينقضِ الشهر الثاني من السنة حتى أعلنت زميلتها (الرسالة) أنها تختم أعدادها، وتودع قُراءها، وقد مضى على ظهورها أكثر من عشرين سنة، ولا شك أنهما حادثان سيُذكران من حوادث هذه السنة عند الكتابة عن تاريخ الأدب العربي الحديث"<ref>سلسلة اقرأ، 367، 1981م، أحمد حسن الزيات ومجلة الرسالة: د.[[علي محمد الفقي]]، ص 189-190.</ref>.
 
==عودة الظهور==
وتعود الرسالة للظهور عام1963م، باسم (الرسالة الجديدة)، ويُسند تحريرها إلى الزيات، ولكنه حاول جاهدًا أن يوقفها في وجه الآلام والأماني، ولكنه لم يستطع أن يشحذ همتها وسط عوامل التجديد والسرعة، وعوامل الثقافة المذبذبة، أو أدب الساندويتش، أو طغيان العامية على الفصحى... فتوقفت الرسالة كما توقفت أخت لها من قبل<ref>المصدر السابق:ص192.</ref>.