أسامة بن زيد: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط ←‏موقفه من الفتنة الكبرى: اضافة موقع دفنه وتعديل اخطاء املائية في المقالة.
ط بوت: تعريب V2.1
سطر 37:
فرسول الله دخل مكة يوم الفتح العظيم ورديفه هذا الأسود الأفطس (أسامة بن زيد). ثم دخل الكعبة في أكثر ساعات الإسلام روعة وعن يمينه ويساره بلال بن رباح وأسامة بن زيد رجلان تكسوهما البشرة السوداء الداكنة.
 
ذات يوم تلقى أسامة من رسول الله درس حياته؛ فقبل وفاة رسول الله بعامين بعث أسامه أميرا على سرية خرجت للقاء بعض المشركين الذين يناوئون الإسلام والمسلمين. وكانت تلك أول إمارة يتولاها أسامة، ولقد أحرز في مهمته النجاح والفوز، وسبقته أنباء فوزه إلى رسول الله ففرح وسر بها. وعن هذا قال أسامة بن زيد: {{اقتباس مضمن | فأتيت النبي وقد أتاه البشير بالفتح، فإذا هو متهلل وجهه، فأدناني منه ثم قال: حدثني. فجعلت أحدثه وذكرت له أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت إليه بالرمح، فقال لا إله إلا الله؛ فطعنته فقتلته. فتغير وجه رسول الله وقال: ويحك يا أسامة! فكيف لك بلا إله إلا الله؟ . فلم يزل يرددها علي حتى لو وددت أني انسلخت من كل عمل عملته، واستقبلت الإسلام يومئذ من جديد. فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا إله إلا الله بعد ما سمعت رسول الله.}}
فهذا الرجل الذي أسف النبي لمقتله، وأنكر على أسامة بن زيد قتله، كان مشركا ومحاربا؛ وهو حين قال لا إله إلا الله قالها والسيف في يمينه تتعلق به مزع اللحم التي نهشها من أجساد المسلمين؛ قالها لينجو بها من ضربة قاتلة أو ليهيء لنفسه فرصة يغير فيها اتجاهه ثم يعاود القتال من جديد. ومع هذا فلأنه قال الشهادة، وتحرك بها لسانه يصير دمه حراما وحياته آمنة في نفس اللحظة ولنفس السبب.
 
وفي سن مبكرة لم تجاوز العشرين أمر رسول الله أسامة بن زيد على جيش من بين أفراده وجنوده [[أبو بكر الصديق]] [[عمر بن الخطاب|وعمر بن الخطاب]]. وسرت همهمة بين نفر من المسلمين تعاظمهم الأمر، واستكثروا على الفتى الشاب (أسامة بن زيد) إمارة جيش فيه شيوخ الأنصار وكبار المهاجرين، وبلغ همسهم رسول الله، فصعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: {{اقتباس مضمن | إن بعض الناس يطعنون في إمارة أسامة بن زيد، ولقد طعنوا في إمارة أبيه من قبل، وإن كان أبوه لخليقا للإمارة، وإن أسامة لخليق لها، وإنه لمن أحب الناس إلي بعد أبيه، وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرا. }}
 
وتوفي رسول الله قبل أن يتحرك الجيش إلى غايته ولكنه كان قد ترك وصيته الحكيمة لأصحابه: (أنفذوا بعث أسامة). وهكذا قدس الخليفة أبو بكر هذه الوصية، وعلى الرغم من الظروف الجديدة التي خلفتها وفاة الرسول، فإن [[أبو بكر الصديق]] أصر على إنجاز الوصية وأمره، فتحرك جيش أسامة إلى غايته، بعد أن استأذنه الخليفة في أن يدع له عمر بن الخطاب ليبقى إلى جواره بالمدينة المنورة. وبينما كان إمبراطور الروم ([[هرقل]]) يتلقى خبر وفاة رسول الله، تلقى في نفس الوقت خبر الجيش الإسلامي الذي يغير على تخوم الشام بقيادة الشاب أسامة بن زيد، فتحسر هرقل أن يكون المسلمون من القوة بحيث لا يؤثر موت رسولهم في خططهم ومقدرتهم الحربية. وهكذا انكمش الروم ولم يعودوا يتخذون من حدود الشام نقط وثوب على مهد الإسلام في الجزيرة العربية؛ وعاد الجيش منتصرا بلا ضحايا، وقال عنه المسلمون يومئذ: {{اقتباس مضمن |ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة }}.
سطر 47:
قال أسامة: " كان النبي {{صلى الله عليه وسلم}} يأخذني فيُقعدني على فخذه، ويقعد [[الحسن بن علي|الحسن]] و[[الحسين بن علي|الحسين]] على فخذه اليسرى، ثم يضمنا، ثم يقول: "''' اللهم إنّي أرحمهما فارحمهما '''" وفي رواية: "''' اللهم أنّي أحبهما فأحبهما '''". وقد حمله أبوه [[زيد بن حارثة|زيد]] من [[مكة]] إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] مع أمه [[أم أيمن]] بعد [[الهجرة النبوية]] إليها، إذ بعثه [[محمد|الرسول]] {{صلى الله عليه وسلم}} مع مولاه أبي رافع لإحضار من خلّف في [[مكة]] من أهله.
 
ولّاه [[محمد|النبي]] قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو [[رومان (توضيح)|الروم]] في [[بلاد الشام|الشام]] الذي كان في [[صفر (توضيح)|صفر]] [[11 هـ|سنة إحدى عشرة من الهجرة]]، وقد تأخر أسامة بالجيش لما بلغه نبأ مرض [[محمد|الرسول]]، وانتظر حتى وصل الخبر بوفاة [[محمد|الرسول]]، فلما استُخلف [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]]، سار إلى الجرف، فأمر أسامةَ أن يسير بالجيش إلى الوجهة التي وجهه إليها [[محمد|الرسول]] ومشى معه [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] يودعه، وأسامة راكبٌ فرسه، فقال: '''يا [[خليفة]] [[محمد|رسول الله]]، إما أن تركب، وإما أن أنزل'''. فقال [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]]: '''والله لا تنزل ولا أركب. وما عليَّ أن أغبر قدميَّ ساعةً في سبيل الله'''. ثم ودع أسامةَ وأوصاه بوصية جامعة تصلح أن تكون أساساً لقوانين الحرب والجهاد، حيث قال له: '''سيروا على بركة الله، واغزوا باسم الله، وقاتلوا من كفر بالله، ولا تغدروا ولا تغلُّوا، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا امرأةً ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرةً، ولا تذبحوا شاةً إلا للأكل'''. وقد رجع أسامة من تلك الغزوة ظافراً منتصراً، وشارك بعد ذلك في [[حروب الردة]]، و<nowiki/>[[فتوحات إسلامية|الفتوحات]] التي تلت.
 
== أزواجه وأولاده ==
* زوجته [[فاطمة بنت قيس الفهرية]] .
* ولده [[محمد بن اسامه بن زيد]] .
 
== موقفه من الفتنة الكبرى ==
سطر 57:
عندما نشبت الفتنة الكبرى بين الصحابي الخليفة علي وأنصاره من جانب، والصحابي معاوية بن أبي سفيان وأنصاره من جانب آخر، التزم أسامة بن زيد موقف الحياد المطلق .
 
كان يحب عليا أكثر الحب، وكان يبصر الحق في جانبه؛ ولكن كيف يقتل بسيفه مسلما يؤمن بالله ورسله وهو الذي لامه الرسول لقتله مشركا محاربا قال في لحظة انكساره وهروبه "لا إله إلا الله". هنالك أرسل إلى الخليفة على رسالة قال فيها :
{{اقتباس مضمن|إنك لو كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أدخل معك فيه . و لكن هذه المرة لم أره }}.
و لزم أسامة بن زيد داره طوال هذا النزاع وتلك الحروب؛ وحين جاءه بعض أصحابه يناقشونه في موقفه قال لهم : {{اقتباس مضمن|لا أقاتل أحد يقول لا إله إلا الله أبدا }}. فقال له أحدهم : {{اقتباس مضمن|إألم يقل الله ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) }}. فأجابهم أسامة قائلا : {{اقتباس مضمن| أولئك هم المشركون ، و لقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة و كان الدين كله لله }}.
سطر 63:
== وفاته ==
 
اعتزل أسامة بن زيد الفتن بعد مقتل [[عثمان بن عفان]]، وعِندما قتل الخليفة [[علي بن أبي طالب]] تنازل [[الحسن بن علي|الحسن بن علي بن أبي طالب]] عن الخلافة لِ[[معاوية بن أبي سفيان]] عندئذٍ بايع أُسامة معاوية مع عدد كبير من الصحابة مثل [[سعد بن أبي وقاص]] و[[محمد بن مسلمة]]. وكان قد سكن [[المزة]] غرب [[دمشق]] ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى [[المدينة المنورة]] فمات بِها بالجرف ودفن [[البقيع|بالبقيع]]<ref>{{Citeاستشهاد bookبكتاب|title=إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين|date=|publisher=|author1مؤلف1=أبي الفيض محمد بن محمد الحسيني/مرتضى الزبيدي|author2مؤلف2=|editor1محرر1=|language=العربية|place=|first=|via=|العمل=}}</ref>. وصحح [[ابن عبد البر]] أنه مات سنة [[54 هـ]]، وقيل ظل حياً حتى أواخر خلافة [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] وقيل انه مات سنة [[61 هـ|61 هجرية]].<ref>[http://rasoulallah.net/subject2.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=11&sub_id=1248 أسامة بن زيد، على موقع رسول الله.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080920143214/http://www.rasoulallah.net/subject2.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=11&sub_id=1248 |date=20 سبتمبر 2008}}</ref>
 
== المصادر ==
سطر 71:
{{صحابة}}
{{شريط بوابات|صحابة|الخلافة الراشدة|التاريخ الإسلامي|أعلام|العصور الوسطى|التاريخ|محمد|العرب|الإسلام}}
 
[[تصنيف:أهل البيت]]
[[تصنيف:صحابة وصحابيات]]