'''الزيحان المستضدي''' هي العملية التي من خلالها تندمج سلالتان مختلفتان أو أكثر من [[فيروس|الفيروسات]] لينشأ نوع فرعي بخليط من [[مولد الضد|مستضدات السطح]] للسلالتين الأصليتين. ينطبق المصطلح على [[إنفلونزا|الإنفلونزا]] خاصًة، إذ أنها المثال الأفضل لحدوثه، لكن العملية تحدث أيضًا في فيروسات أخرى مثل فيروس فيزنا في الخراف.<ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|last=Narayan|first=O|title=Antigenic shift of visna virus in persistently infected sheep|year=1977|volume=197|issue=4301|pages=376–378|journal=[[Science (journal)|Science]]|doi=10.1126/science.195339|pmid=195339|last2الأخير2=Griffin|first2الأول2=DE|last3الأخير3=Chase|first3الأول3=J}})</ref> الزيحان المستضدي هي حالة خاصة من [[إعادة تشكيل الفيروس]] أو الزيحان الفيروسي والذي يتضمن تغيرًا في [[نمط ظاهري|النمط الظاهري]].
على النقيض من الزيحان المستضدي، فإن [[انسياق مستضدي|الانسياق المستضدي]] هو [[طفرة (أحياء)|الطفرات]] الطبيعية التي تحدث مع مرور الوقت في سلالات معروفة من الإنفلونزا (أو غيرها عمومًا) والذي قد يؤدي لفقد [[مناعة (طب)|المناعة]]، أو عدم تطابق [[لقاح|اللقاح]]. يحدث الانسياق المستضدي في كل أنواع الإنفلونزا بما في ذلك [[فيروس إنفلونزا أ|إنفلونزا أ]]، و<nowiki/>[[فيروس إنفلونزا ب|إنفلونزا ب]]، و<nowiki/>[[فيروس إنفلونزا ج|إنفلونزا ج]]. على العكس، يحدث الزيحان المستضدي فقط في إنفلونزا أ لأنها لا تصيب البشر فحسب،<ref name="Treanor">{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|last=Treanor|first=John|title=Influenza vaccine--outmaneuvering antigenic shift and drift|journal=[[New England Journal of Medicine]]|date=2004-01-15|volume=350|issue=3|pages=218–220|pmid=14724300|doi=10.1056/NEJMp038238}}</ref> بل تصيب كلًا من [[ثدييات|الثدييات]] و<nowiki/>[[طائر|الطيور]]، وهو ما يعطي إنفلونزا أ فرصة لإعادة ترتيب مستضدات السطح الخاصة بها. تصيب إنفلونزا ب وإنفلونزا ج البشر بصورة رئيسية، وهو ما يقلل فرصة حدوث إعادة تشكيل الفيروس وتغيير [[نمط ظاهري|النمط الظاهري]] له.<ref name="Zambon">{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|title=Epidemiology and pathogenesis of influenza|last=Zambon|first=Maria C.|journal=[[Journal of Antimicrobial Chemotherapy]]|url= http://jac.oxfordjournals.org/cgi/reprint/44/suppl_2/3.pdf|date=November 1999|volume=44|issue=Supp B|pages=3–9|pmid=10877456|accessdate=2008-01-09|doi=10.1093/jac/44.suppl_2.3|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20081216222207/http://jac.oxfordjournals.org/cgi/reprint/44/suppl_2/3.pdf|تاريخ أرشيف=2008-12-16}}</ref>
الزيحان المستضدي مهم في ظهور سلالات فيروسية [[ممراض|ممرضة]] جديدة، إذ أنه الطريق الذي قد تسلكه الفيروسات لتدخل [[مثوى بيئي]]. قد يحدث الزيحان المستضدي في فيروسات [[رئيسيات|الرئيسيات]]، وقد يكون عاملًا لظهور فيروسات جديدة في البشر مثل [[تاريخ مرض الإيدز|فيروس نقص المناعة المكتسبة]]. بسبب تركيب الجينوم الخاص به، فإن فيروس نقص المناعة المكتسبة لا يحدث له إعادة تشكيل، ولكنه يعيد التشكل بحرية من خلال [[العدوى الإضافية بفيروس نقص المناعة البشرية|العدوى الإضافية]]، وبالتالي يستطيع [[فيروس العوز المناعي البشري|فيروس نقص المناعة المكتسبة]] أن ينتج سلالات مهجنة تختلف كثيرًا عن أسلافها.
== الدور في نقل فيروس الإنفلونزا من الحيوانات إلى البشر ==
يصيب [[فيروس إنفلونزا أ]] حيوانات مختلفة، بما في ذلك البط والدجاج والخنازير والبشر والحيتان والخيل والفقمات. تصيب إنفلونزا ب البشر بصورة رئيسية، على الرغم من أنها وُجدت مؤخرا في الفقمات.<ref>{{citeاستشهاد webويب
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20030728035341/http://news.bbc.co.uk:80/1/hi/sci/tech/744945.stm|تاريخ أرشيف=2003-07-28}}</ref> تُسمى سلالات الإنفلونزا بناءً على نوع بروتينات السطح [[راصة دموية|الراصة الدموية]] و<nowiki/>[[نورامينيداز|النورامينيداز]] (والتي يوجد منها 18 و9 أنواع على الترتيب).<ref name="Treanor" /> لذا فإن السلالة قد تكون على سبيل المثال H3N2 إذا كانت تحتوي على النوع الثالث من الراصة الدموية والثاني من النورامينيداز. يمكن لبعض سلالات الإنفلونزا في الطيور (والتي يُعتقد أن كل سلالات إنفلونزا أ انحدرت منها) أن تصيب الخنازير وبعض العوائل الأخرى من الثدييات. عندما تصيب سلالتان مختلفتان من الإنفلونزا نفس الخلية في نفس الوقت، تُزال [[قفيصة|القفيصة البروتينية]] و<nowiki/>[[ليبيد|الأغلفة الدهنية]]، كاشفةً [[حمض نووي ريبوزي|الحمض النووي الريبوزي]] والذي يُترجم إلى [[حمض نووي ريبوزي رسول|الحمض النووي الريبوزي الرسول]]. تكون الخلية العائلة فيروسات جديد بخلط المستضدات، فعلى سبيل المثال يندمج H3N2 و H5N1 ليكوّنوا H5N2 بهذه الطريقة. ولأن جهاز المناعة البشري لا يمكنه التعرف على هذه السلالة الجديدة، فإنها قد تصبح خطرة جدًا، وقد تؤدي إلى [[جائحة]] جديدة.<ref name="Zambon" />
سببت فيروسات الإنفلونزا التي حدث لها زيحان مستضدي جائحة الإنفلونزا الآسيوية في 1957، و<nowiki/>[[إنفلونزا هونغ كونغ]]، وجائحة 1968، و<nowiki/>[[إنفلونزا الخنازير]] في 1976. حتى وقت قريب، كان يُعتقد أن الزيحان المستضدي هو ما سبب جائحة [[الإنفلونزا الإسبانية]] في 1918 والتي أودت بحياة 40-100 مليون شخص عالميًا، إلا أن الآراء الحديثة تقول بأن جائحة 1918 حدثت بسبب [[انسياق مستضدي]] لفيروس في الطيور إلى سلالة بإمكانها إصابة البشر.<ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|last=Aoki|first=FY|author2مؤلف2=Sitar, DS|title=Clinical pharmacokinetics of amantadine hydrochloride|journal=[[Clinical Pharmacokinetics]]|date=January 1988|volume=14|issue=1|pages=35–51|pmid=3280212|doi=10.2165/00003088-198814010-00003}}</ref><ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|last=Johnson|first=NP|author2مؤلف2=Mueller, J|title=Updating the accounts: global mortality of the 1918-1920 "Spanish" influenza pandemic|date=Spring 2002|volume=76|issue=1|pages=105–115|journal=[[Bulletin of the History of Medicine]]|pmid=11875246|doi=10.1353/bhm.2002.0022}}</ref> كانت جائحة H1N1 في 2009 نتيجة لزيحان مستضدي وإعادة تشكيل الفيروس بين فيروسات البشر والطيور والخنازير.<ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|last=Smith|title=Origins and evolutionary genomics of the 2009 swine-origin H1N1 influenza A epidemic.|first11الأول11=J. S. M.|last11الأخير11=Peiris|first12الأول12=Y.|last12الأخير12=Guan|first13الأول13=A.|last13الأخير13=Rambaut|journal=Nature|first10الأول10=S.|year=2009|volume=459|pages=1122–1125|pmid=19516283|doi=10.1038/nature08182|issue=7250|last10الأخير10=Bhatt|last9الأخير9=Raghwani|first=G. J. D.|first5الأول5=M.|first2الأول2=D.|last2الأخير2=Vijaykrishna|first3الأول3=J.|last3الأخير3=Bahl|first4الأول4=S. J.|last4الأخير4=Lycett|last5الأخير5=Worobey|first9الأول9=J.|first6الأول6=O. G.|last6الأخير6=Pybus|first7الأول7=S. K.|last7الأخير7=Ma|first8الأول8=C. L.|last8الأخير8=Cheung|doi-access=free}}</ref> أحد السيناريوهات المقلقة هو حدوث زيحان مستضدي بين الإنفلونزا البشرية وإنفلونزا الطيور، إذ أنه في هذه الحالة قد ينتج فيروس شديد العدائية.
== في النظام البيئي البحري ==
من ناحية [[علم الفيروسات]]، فإن [[نظام بيئي بحري|النظام البيئي البحري]] ليس مدروسًا جيدًا، ولكن بسبب الحجم الهائل، والكثافة الفيروسية العالية (100 مليون فيروس لكل مل في المياه الساحلية، 3 مليون لكل مل في أعماق البحر)،<ref>{{citeاستشهاد bookبكتاب|last=Denny|first=How the Ocean Works: An Introduction to Oceanography|title=How the Ocean Works|url=https://archive.org/details/howoceanworksint0000denn|url-access=registration|publisher=Princeton University Press|year=2008|edition=illustrated|isbn=9780691126470}})</ref> ومعدل انحلال الخلية المرتفع (يصل إلى 20% في المتوسط)، فإن معدلات حدوث الزيحان المستضدي للفيروسات البحرية مرتفع.<ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|last=Suttle|first=CA|title=Marine viruses — major players in the global ecosystem|year=2007|volume=5|issue=10|pages=801–812|journal=[[Nature Reviews Microbiology]]|pmid=17853907|doi=10.1038/nrmicro1750}}</ref> نجد ذلك مدهشًا عندما نأخذ في الاعتبار أن [[تطور مشترك|التطور المشترك]] [[بدائيات النوى|لبدائيات النوى]] والفيروسات في البيئة البحرية مستمر من قبل ظهور [[حقيقيات النوى]] حتى على سطح الأرض.
