استعراقية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 50:
ويستمد هذا التصور في أذهان المسلمين حمولاته من التمركزية الدينية، باعتبارها البؤرة التي تنبثق منها قيم الحق المستمدة من الله. وما دام الحق ينبثق من دار الإسلام فهي المركز بكل المعاني الدينية والثقافية والجغرافية والأخلاقية، ووجدت هذه التمركزية الإسلامية تعبيراتها في التواريخ والآداب والفلسفات. وكانت الجغرافيا الوسيلة الأكثر فاعلية في تحديد أطرها الرمزية، حيث انطلق الجغرافيون من التسليم بها كحقيقة، حيث جعلوها موجهاً لتصوراتهم وفرضياتهم، وهذا ما ذهب إليه [[ابن حوقل]] حين جعل ديار العرب قلب الكرة الأرضية، كونها تضم الكعبة ومكة أم القرى، فيما جعل ممالك الكفار ضيقة وليس فيها أية قيمة مميزة، وكذلك فعل [[ابن خرداذبة|ابن خرداذبه]] و[[أبو الفداء]]. {{بحاجة لمصدر|تاريخ=أبريل 2019}}
 
ومع [[الدولة العباسية|العصر العباسي]] نشأت مركزية [[العراق]]، حيث نظر إليه كأفضل الأقاليم، واعتبرت بغداد المركز الذي يستقطب الجميع، ف[[المسعودي]] قدم في كتبه براهين على هذه التمركزية، فوضع العراق في وسط الأقاليم السبعة التي اقترحها. وفي سياق هذه التمركزية تشكلت الصور الإكراهية للآخر، ولعبت فكرة العلاقة بين الأقاليم والطبائع التي ورثها المسلمون عن اليونان دوراً في الحكم القيمي بحق الآخر، من هنا يجيء تقسيم المسعودي للأجناس البشرية: بين شرقي مذكر، وغربي مؤنث، وشمالي غبي، وجنوبي متوحش.<ref>علي بن الحسين بن علي المسعودي، التنبيه والإشراف، دار تحقيق التراث، بيروت، 1986، ص (21)</ref> هذا التنميط حسب الأقاليم يقوم على تقسيم جنسي وأخلاقي وعقلي وشكلي، يهدف إلى ربط الأجناس بسمات وطبائع ثابتة، تحمل سمات دونية للآخر المختلف. ويمكن العثور على صورة أهل الشمال عند الحدود التي رسمها الرحالة من أمثال: [[أبو بكر الطرطوشي|الطرطوشي]]، و[[أحمد بن فضلان|ابن فضلان]]، و[[سلام الترجمان]]، و[[ابن بطوطة]]، و[[أبو حامد الغرناطي|أبي حامد الغرناطي]]، و[[أبو دلف الينبوعي|أبي دلف الخزرجي]]، حيث ارتسم الشمال في أذهان القدماء باعتباره »بلاد الظلام« بناء على حكم اختزالي، وتكونت صورته بشكل متدرج، وهي تعنى بالجوانب البشرية أكثر من غيرها.
 
تناول [[أبو حيان التوحيدي]] خصائص الفرس والروم وغيرهما من الأمم في كتاب [[الإمتاع والمؤانسة (كتاب)|الإمتاع والمؤانسة]]، ومما قاله أبو حيان بهذا الصدد (بشكل مختصر):