الدولة السعودية الثالثة: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف |
||
سطر 327:
{{مفصلة|معركة تربة}}
[[ملف:معركة تربة.JPG|تصغير|200بك|معركة تربة [[15 مايو]] [[1919]]م، حدثت في [[تربة (مدينة)|تربة البقوم]]، على [[وادي تربة]]]]
أدى النزاع على الحدود بين [[نجد]] و[[الحجاز]]، خاصة حول واحتي تربة والخرمة إلى وقوع الحرب بين الطرفين في وقعة تربة [[1337 هـ|1337هـ]]، أوائل عام [[1919]]م <ref name="ency.kacemb.com">[http://ency.kacemb.com/الدولة-السعودية-الثالثة/#12 الدولة السعودية الثالثة- معركة تربة - ضم المنطقة الغربية (الحجاز)] {{Webarchive|url=
اعتقد الملك حسين، أنه بما لديه من قوات وذخائر، يمكن أن يستولي على واحتي [[تربة]] و[[الخرمة]]. وكانت الحكومة [[المملكة المتحدة|البريطانية]]، قد شجعته على ذلك، وأرادت أن تشغله عن الوضع في [[بلاد الشام]] و[[فلسطين]]. فقرر مسؤولوها عن [[شبه الجزيرة العربية|شبه جزيرة العرب]]، تشجيع الملك حسيناً على الاستيلاء على الواحتين، على الرغم من تحذير موظفهم، [[جون فيلبي]]، الذي كان يرى عدم قدرة الملك حسين على مقاومة أتباع السلطان عبد العزيز آل سعود <ref name="مولد تلقائيا20">[http://www.mukatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia3/sec06.doc_cvt.htm موسوعة مقاتل من الصحراء - الفصل الخامس / ضم الحجاز والمخلاف السليماني] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151231183851/http://www.mukatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia3/sec06.doc_cvt.htm |date=31 ديسمبر 2015}}</ref>.
سطر 359:
كان الحماس الديني لدى الاخان يتسهدف طاعة الله ويخدم بالطبع أولياءه في الأرض. وكان من المنتظر الثواب عل جهودهم الدينية والدنيوية ، كما في السابق عن طريق غنائم الحرب ولكن ليس بشكل غزو بعض القبائل لبعضها الآخر أو النهب في الطرقات ، بل في الجهاد ضد المشركين. واقترنت الضرورة الاقتصادية والاجتماعية لاستقرار البدو والانتقال إلى الزراعة بالتفاني الديني والحاجات العسكرية ، الا أن هذه المهمات يمكن ان تتعارض ، ولذا دمرت بعض القرى "الهجر". بديهي أن من المستبعد توقع تخلص البدو بسرعة من عاداتهم البدوية السابقة وتحولهم إلى زراع جيدين. ففي غالب الأحيان لم يكن الحماس الديني يكفيهم من أجل التوحيد أكثر مما يرغبون في الزراعة.
سعى الأمير [[عبد العزيز آل سعود|عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود]] إلى الاستفادة من قوة البادية، بالسيطرة عليها، وتهذيبها، وتوجيهها إلى الأعمال النافعة. وسعى، أيضاً، إلى هدف ديني سامٍ، هو رفع الوعي الديني لدى هذه الفئة، التي لا تتيح لها حياة البداوة فرصة للتفقه في أمور الدين. وقد بدأ يبعث الدعاة إلى القبائل، في مواطنها، ليحثوهم على هجر ما كانوا عليه، من أمور لا تتفق مع أحكام الدين. وشجعوهم على الاستيطان في أماكن قريبة من البلدان والقرى، يسهل الوصول إليها. وكانت أولى نتائج هذه الجهود، قدوم جماعة من قبيلة حرب، للاستقرار في بلدة حَرْمة، عام [[1330]]هـ - [[1912]]م <ref name="دحر «الإخوان»: أهم أحداث الدولة السعودية الثالثة! - ناصر الصرامي- العربية نت">[http://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2013/09/22/دحر-الإخوان-أهم-أحداث-الدولة-السعودية-الثالثة-.html دحر «الإخوان»: أهم أحداث الدولة السعودية الثالثة! - ناصر الصرامي- العربية نت] {{Webarchive|url=
# القضاء، إلى حدّ ما، على العداء، الذي كان يثور بين القبائل، بين الفينة والأخرى.
# التخفيف من حدّة الولاء القبلي لزعماء القبائل، لحساب القيادة الدينية، المتمثلة في الحكومة المركزية.
سطر 396:
=== فتح الأحساء ===
[[ملف:خارطة الدولة السعودية الثالثة - 1916.jpg|thumb|فتوحات الدولة السعودية الثالثة حتى عام [[1916]]|يسار]]
كان [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] قد استردوا حكم [[الأحساء (توضيح)|الأحساء]]، وهي المنطقة التي تعرف اليوم بالمنطقة الشرقية، في عهد ولاية مدحت باشا على العراق عام [[1288 هـ|1288هـ]]، [[1871]]م <ref>[http://ency.kacemb.com/الدولة-السعودية-الثالثة/#12 الدولة السعودية الثالثة- أسترداد المنطقة الشرقية] {{Webarchive|url=
فبعد سيطرة الأمير عبد العزيز بن سعود على [[منطقة القصيم|القصيم]]، وتثبيت حكمه في نجد، تحول اهتمامه إلى منطقة الأحساء، منتهزاً فرصة انشغال الدولة العثمانية بحرب [[البلقان]]، وضعفها بعد هزيمتها أمام [[إيطاليا]]، في طرابلس الغرب. وفي تلك الفترة، عجز المتصرف العثماني في الأحساء، عن حفظ الأمن للحاضرة، في تلك المنطقة الحيوية، وأصبحت عُرضةً لهجمات البادية. فكتب أهل الحل والعقد في منطقة الأحساء إلى الأمير عبد العزيز بن سعود، ليخلصهم من تلك الفوضى. وهنا، بدأ اتصالاته مع مؤيديه، في الأحساء والقطيف، ممهداً لما سيقوم به من عمل عسكري ضد العثمانيين، في هاتَين المنطقتين. وبعد أن قام بكل الإجراءات الاحتياطية، زحف بجيشه إلى الأحساء، من الرياض. ورتب أمره مع قبيلة العجمان، لتغزو معه، ولا تنقلب عليه. وقصد بلدة الهفوف، في جمادى الأولى سنة [[1331]]هـ - [[أبريل]] [[1913]]م <ref name="مولد تلقائيا1"/>، وهيأ له أنصاره، في داخل البلدة، الوسائل التي تسهل دخوله إليها. وقسم الأميرعبدالعزيز جيشه إلى قسمَين. قسم أبقاه خارج بلدة [[الأحساء (توضيح)|الأحساء]]، بقيادة عبد الله بن جلوي بن تركي، وقوامه أربعمائة رجل، ليحموا ظهور الداخلين إليها من أي هجوم، تشنه القبائل عليهم. وقسم، بقيادته، يدخل البلدة، ويستولي عليها. ثم وُضعت سلالم بجانب السور، فصعد عليها بعض جنده، وأدلوا الحبال، فتسوره الآخرون، وانتشروا، بسرعة، داخل البلدة، واستولوا على كل المراكز العسكرية فيها، وفُتحت فتحة في سور البلدة، فدخل منها [[عبد العزيز آل سعود]] مع باقي رجاله، ممن كانوا خارج البلدة. وتحصنت الحامية التركية، ومعها المتصرف العثماني، بقصر إبراهيم. وأقبل الناس على عبد العزيز، مرحبين، وبايعوه. واستسلمت الحامية التركية، والمتصرف، وأمنهم على أرواحهم، وخرجوا من القصر، في [[28 جمادى الأولى]] عام [[1331]]هـ - [[6 مايو]] [[1913]]م، وقام الأمير عبد العزيز بترحيلهم إلى العُقير، ومنها إلى البحرين.
==== التخطيط ====
اهتم [[عبد العزيز آل سعود|عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود]] بأمر المنطقة الشرقية، وأخذ يخطط لاسترجاعها من يد [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] [[ترك|الأتراك]]، فكانت المنطقة تابعة للدولتين السعوديتين: [[الدولة السعودية الأولى|الأولى]] و[[الدولة السعودية الثانية|الثانية]] ولآل سعود جذور تاريخية فيها، وها هو [[عبد العزيز آل سعود|عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود]] يحاول أن يفك الحصار الشرقي عن دولته عن طريق إخراج العثمانيين [[ترك|الأتراك]]، حتى يكون لدولته منفذ بحري يسهم في إنعاش اقتصاد البلاد، وبوابة تطل منها الدولة السعودية الثالثة، ويجعل إتصالها ب[[الكويت]] ومشيخات الخليج أقوى وأكثر سهولة، ويتيح لها أن تقوم بدور أساسي في منطقة الساحل الخليجي، وتصبح مجاورة للنفوذ البريطاني صاحب الثقل السياسي والعسكري في منطقة الخليج، كما تستطيع الدولة السعودية الثالثة من هذا المركز القضاء على حركات التمرد وقطع الطريق التي تعيث فسادًا في الأجزاء الشرقية من [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]]. وخلال الفترة التي سبقت قيام [[الحرب العالمية الأولى]] كانت الأحوال العامة في الأحساء تخدم أهداف عبد العزيز آل سعود وموقفه، و'''أهم العوامل التي هيأت الجو ليقوم عبد العزيز بمغامرته في استعادة الأحساء هي'''<ref>[http://ency.kacemb.com/الدولة-السعودية-الثالثة/#12 الدولة السعودية الثالثة- التخطيط ] {{Webarchive|url=
# أن الاستراتيجية التي اتبعتها الدولة [[الدولة العثمانية|العثمانية]] في منطقة [[الأحساء (توضيح)|الأحساء]]، تفضيل المنافع الشخصية على المنافع العامة مما جعل أسلوب الحكم [[الدولة العثمانية|العثماني]] يتسم بالظلم والاستبداد، ويعتمد في بقائه على القوة العسكرية.
# أن [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] كانت تعمل على إضعاف [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] خاصة أن الدولة العثمانية بدأت تميل في علاقاتها إلى دول الوسط لاسيما [[ألمانيا]]، وهو أمر يقلق [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]، لأنه يخل بمبدأ المحافظة على التوازن الدولي.
سطر 408:
==== اتصالات سرية ====
[[ملف:Sharqiyya arabic.jpg|تصغير|250بك|منطقة [[الأحساء (توضيح)|الأحساء]]|يسار]]
حاول عبد العزيز آل سعود إجراء اتصالات سرية مع [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] عن طريق ممثليها في كل من [[الكويت]] و[[البحرين]]، لضمان تأييدها لمشروعه الرامي إلى استرجاع الأحساء من العثمانيين، ومع أن [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] لم توافق [[عبد العزيز آل سعود|عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود]] على التدخل في شؤون الأحساء قبيل نشوب [[الحرب العالمية الأولى]]،ولم تقدم له أي دعم ضد العثمانيين الأتراك في [[الأحساء (توضيح)|الأحساء]]، إلا أنه أخذ على عاتقه مغامرة استرداد الأحساء من العثمانيين معتمداً على قوته الذاتية، وقواته النجدية وإمكاناته المحدودة <ref>[http://ency.kacemb.com/الدولة-السعودية-الثالثة/#12 الدولة السعودية الثالثة- اتصالات سرية] {{Webarchive|url=
==== إسترداد الأحساء ====
زحف [[عبد العزيز آل سعود|عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود]] بقواته صوب الأحساء، وأحاط تحركاته العسكرية بالسرية التامة، ولما وصل إلى بعد كيلومترين من السور الغربي لمدينة الهفوف، وضع خطة حربية شاملة لدخول المدينة وإجلاء الحامية [[الدولة العثمانية|العثمانية]] التركية منها. فقسم قواته إلى ثلاثة أقسام، وعمل السلالم من جذوع النخيل والحبال ليتسلق الجند السعودي بها الأسوار ليلاً. وهنا نلحظ الطرق الحربية البدائية التي كانت تسلكها القوات السعودية في حروبها وقتذاك، فالسلاح تقليدي، وأسلوب القتال تقليدي بسيط يعتمد في المقام الأول على عامل المفاجأة أكثر من اعتماده على نوع السلاح والخطط العسكرية. وبالمقابل فإن الحامية العثمانية التركية في الأحساء كانت أيضا قليلة العدد، وأسلحتها محدودة، ولم تكن في وفاق مع أهالي المنطقة، وكان يعتريها الملل، وهي في حالة نفسية سيئة ومتدهورة، على الرغم من أن الجند العثماني كان يخضع لنظام الخدمة المحدودة في المنطقة، إذ كان الجند العثماني يبدل كل سنتين <ref>[http://ency.kacemb.com/الدولة-السعودية-الثالثة/#12 الدولة السعودية الثالثة- استرداد الأحساء] {{Webarchive|url=
نجح الجند السعودي في تسلق الأسوار، ودخلوا مدينة [[الهفوف]]، وتدفقوا صوب الحصون والقلاع التي يقيم فيها الجند العثماني، ونادى المنادي: “الملك للّه ثم لابن سعود، من أراد السلامة فليلزم مكانه”. وقد قاوم الجند العثماني مقاومة محدودة لكنهم شعروا بعدم جدواها، فاستسلموا ورحلهم عبد العزيز آل سعود بعد أن أمنهم على أرواحهم وأسلحتهم، وقدم لهم الركائب، وساعدهم على الجلاء مع عائلاتهم وأمتعتهم إلى ميناء العقير ومنه إلى [[البحرين]] ثم إلى [[البصرة]] في [[العراق]]، وتم ذلك في [[5 جمادى الأولى]] [[1331]]هـ، [[13 أبريل]] [[1913]]م.
|