تمرد غرناطة العسكري 1936: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات Muhends (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة JarBot
وسم: استرجاع
ط استرجاع تعديلات Memelord0 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة Muhends
وسم: استرجاع
سطر 28:
 
كان جو الإضراب مشحونًا للغاية. على مدار اليوم وقعت حوادث في جميع أنحاء المدينة. ففي الساعة 9:30 أحرق بعض العمال مبنى الفلانخي، وأضرمت مجموعات أخرى النار في عدة مباني عامة، ومقر صحيفة إيديال المحافظة التي دُمِرت آلاتها واحترق المبنى بالكامل. أثناء وقوع تلك الحوادث أطلقت مجموعات من المسلحين اليمينيين النار من فوق أسطح المنازل على المتظاهرين ورجال الشرطة الذين كانوا حاضرين.{{Sfn|Gibson|1981|p=60}} كما تم إشعال مباني [[حزب العمل الشعبي (إسبانيا)|حزب العمل الشعبي]] (AP) التابع ل[[حزب سيدا]] ومصنع شوكولاتة مملوك لزعيم CEDA محلي، ونادي التنس في غرناطة وتدمير كنائس.{{Sfn|Gibson|1981|p=60}} كان معظم مرتكبي تلك الحوادث غير معروفين، على الرغم من أن المؤرخ إيان جيبسون يشير إلى احتمال وجود بعض الاستفزازين اليمينيين بين الحرق العمد.{{Sfn|Gibson|1981|p=60}} والمؤكد أن الشرطة كانت موجودة لكنها لم تتدخل لمنع هذه حوادث.{{Sfn|Gibson|1981|p=60}} تسببت أعمال الشغب في اضطراب كبير في الطبقة الغرناطية الوسطى وتركت شعورًا بالكراهية والانتقام بين أهالي غرناطة.{{Sfn|Gibson|1981|p=61}}
 
نتيجة لتلك الاضطرابات التي وقعت في 10 مارس، اعتقلت الشرطة أكثر من ثلاثمائة شخص ووفتشت العديد من المنازل، وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة في مدينة غرناطة والمقاطعة.{{Sfn|Gibson|1981|pp=61-62}} توقفت أعمال الشغب بعد إقالة الحاكمين المدني والعسكري. وقد هدد القائد العسكري الجنرال إليسيو ألفاريز أريناس بإنزال الجيش إلى الشوارع إذا لم تنته أعمال الشغب. فاستبدل بالجنرال اليميني المتشدد يانوس مدينا، ومعه بدأت المؤامرة العسكرية.{{Sfn|Gibson|1981|p=62}}
 
في 31 مارس مع التصويت البرلماني لصالح اليسار ضد اليمين ألغى [[الكورتيس]] نتائج انتخابات فبراير في غرناطة ودعا إلى تكرار الانتخابات في شهر مايو. ففازت الجبهة الشعبية في 3 مايو، ونالت على ثلاثة عشر مقعدا اشتراكيًا وتقدميًا.{{Sfn|Thomas|1976|p=201}} ولم يحصل اليمين على أي نائب. أدى الفشل الانتخابي لليمين إلى تعزيز فلانخي غرناطة، التي ضعفت بقوة على مستوى إسبانيا بعد حظر الحزب وإلغاء قيادته. وذهب العديد من أعضاء شباب سيدا إلى الفلانخي{{Sfn|Gibson|1981|p=164}}
 
=== المؤامرة الانقلابية ===
{{مفصلة|انقلاب يوليو 1936 في إسبانيا#التجهيز للانقلاب{{!}}التجهيز للانقلاب}}
بعد انتصار الجبهة الشعبية في الانتخابات، بدأ الضباط الرجعيون والملكيون التحضير لانتفاضة عسكرية.{{Sfn|Jackson|2005|p=206}} فأمرت السلطات الجمهورية في مدريد حاكم غرناطة المدني إرنستو فيغا بوضع العديد من ضباط حامية غرناطة المعروفة بمشاعرها المناهضة للجمهورية تحت المراقبة. وأدرك هؤلاء بذلك، الأمر الذي ربما أدى إلى طرد فيغا في 25 يونيو. واستبدل بسيزار توريس مارتينيز.{{Sfn|Gibson|1981|p=67}} وعند وصوله إلى غرناطة وجد مارتينيز نفسه في وضع معقد: إضراب الترام وإضراب عمال النظافة، وخلافات بين أعضاء مجلس المدينة اليساريين، ومشاكل عديدة في بعض البلدات في المقاطعة.{{Sfn|Gibson|1981|pp=67-68}} ​​على الرغم من أنه تمكن من تحقيق استقرار الوضع في 25 يومًا فقط من استلامه المنصب، إلا أنه كان قادرًا فقط على الاتصال بالمؤامرة العسكرية والمدنية.{{Sfn|Gibson|1981|pp=67-68}}
 
في البداية كان الرئيس الظاهر للمؤامرة العسكرية في غرناطة هو الجنرال يانوس مدينا، لكن الحكومة علمت بأنشطته التآمرية واستبدلته يوم 10 يوليو بالعميد ميغيل كامبينز.{{Sfn|Gibson|1981|p=75}}، الذي تولى قيادة الحامية في 11 يوليو.{{Sfn|Gibson|1981|p=75}} لم يكن كامبينز متورطًا في المؤامرة العسكرية، وقد تم ذلك خلف ظهره. كان [[حرس الاقتحام|فيلق الأمن والاقتحام]] تحت قيادة الكابتن ألفاريز، وعددهم حوالي 150{{Sfn|Gibson|1981|p=84}}-300{{Sfn|Gibson|1981|p=111}} جندي. على الرغم من أن حرس الاقتحام لم يتورط في المؤامرة على عكس قائدهم السابق خوسيه نستاريس كويلار،{{Sfn|Gibson|1981|pp=76-77}}{{refn|group=ملحوظة|كان نستاريس رئيسًا ل[[حرس الاقتحام|فيلق الأمن والاقتحام]] في غرناطة. ولكن تم فصله بعد أعمال الشغب في 10 مارس.{{Sfn|Gibson|1981|p=76}}}}. وكان [[الحرس المدني|للحرس المدني]] حوالي 40 جنديًا في مدينة غرناطة. وقائدهم المقدم فرناندو فيدال باغان المخلص للجمهورية.{{Sfn|Gibson|1981|p=77}} ولعب فلانخي غرناطة دورًا مهمًا في المؤامرة. ولكن لم يعرف بالتحديد عدد القوات التي لديهم، إلا أن المؤكد أنها لم تتجاوز 400.{{Sfn|Gibson|1981|p=70}} كما شارك السياسيون اليمينيون الذين لم يتم انتخابهم في انتخابات مايو - على الرغم من دورهم البسيط.{{Sfn|Gibson|1981|pp=66-67}}
 
== قبيل التمرد ==
بعد ظهر يوم 17 يوليو [[تمرد مليلية العسكري 1936|ثارت حامية مليلية العسكرية]] بشكل غير متوقع.29 وبعد مليلية تبعتها مدن أخرى في [[الحماية الإسبانية على المغرب|المحمية المغربية]]، ثم - في اليوم التالي - ثارت حامية جزر الكناري بقيادة الجنرال [[فرانسيسكو فرانكو]].{{Sfn|Aróstegui|2006|pp=42-45}}
 
في 18 يوليو كانت غرناطة في جو من الانتظار المتوتر. أدان الحاكم العسكري الجنرال كامبينز انتفاضة المغرب، بينما تظاهرت منظمات الجبهة الشعبية طوال اليوم.31 وعقد كامبينز اجتماعاً مع السلطات الجمهورية المحلية في الحكومة المدنية، قائلاً إنه يثق تمامًا في الضباط تحت قيادته وأنهم جمهوريين مخلصين.{{Sfn|Cabanellas|1975|p=408}} ومع ذلك فإن موقف كامبينز هذا يتناقض مع البرقية التي أرسلها في نفس اليوم إلى الجنرال فرانكو، حيث أبلغه أنه وضع نفسه تحت قيادته.{{Sfn|Preston|2013|pp=245-246}}
 
في ذلك اليوم بدأت الانتفاضة بالتوسع في إسبانيا. ففي الساعة الثانية ظهرا، [[تمرد إشبيلية العسكري 1936|ثارت حامية إشبيلية]] ضد الحكومة. وقام الجنرال [[غونزالو كيبو ديانو]] بإلقاء القبض على ضباط إدارة المنطقة الثانية وسيطر عليها.{{Sfn|Salas|1992|pp=247-260}} على الرغم من أنه واجه مقاومة شعبية قوية في أجزاء مختلفة من المدينة، إلا أنه تمكن من السيطرة على المركز الحضري و[[مطار طبلدة]]. وبعد ساعات قليلة في مدينة قرطبة، ثار العقيد سيرياكو كاسكاجو - متبعا تعليمات كيبو ديانو - في الخامسة بعد الظهر فوج المدفعية وأعلن حالة الحرب وتمكن من السيطرة على المدينة.{{Sfn|Aróstegui|2006|p=68}}
 
في 19 يوليو كان الوضع في غرناطة لايزال في حالة سكون قاتل، مع توقف المؤامرة واستمرار عدم تسليح مليشيا الجبهة الشعبية.{{Sfn|Thomas|1976|pp=266-267}} فقد رفض الحاكم المدني توريس مارتينيز مرارًا وتكرارًا توزيع الأسلحة على منظمات العمال، حسب تعليمات رئيس الحكومة [[كاساريس كيروغا]] بعدم تسليح السكان. اتصل وزير الحرب الجنرال لويس كاستيلو على كامبينز لإبلاغه بتنظيم طابور يذهب إلى قرطبة ويضع حداً لانتفاضة العقيد كاسكاجو؛ ومع ذلك أظهر ضباط الحامية القليل من الدعم لهذه الفكرة.{{Sfn|Thomas|2006|p=266}} وتلقى فيدال باغان أيضًا أمرًا من مدريد لجمع الأسلحة لطابور قرطبة، ولكن عندما ذهب إلى ثكنات المدفعية، امتنع القادة العسكريين تزويده بالسلاح، مبررين بالعديد من الأعذار والأعذار كي لايعطوه.{{Sfn|Gibson|1981|p=89}} وأرسلت بعض القوات من حامية غرناطة إلى ألمرية، حيث ساهموا لاحقًا في فشل الانتفاضة في هذه المدينة.{{Sfn|Thomas|1976|p=277}} ذهب كامبينز إلى ثكنات المدفعية حيث تحدث إلى الضباط حول عدم جدوى التمرد العسكري.{{Sfn|Thomas|1976|p=267}} قام النقيب نستاريس من جانبه بزيارة الثكنات العسكرية المختلفة في المدينة، وحث المتآمرين على اتخاذ المبادرة.{{Sfn|Gibson|1981|pp=88-89}} في تلك الليلة أمضاه المتآمرون مستيقظين ومنسقين لخطط الثورة.{{Sfn|Gibson|1981|pp=90}}
 
== التمرد ==
تم تحديد انتفاضة الحامية أخيرًا في 20 يوليو، بقيادة العقيدين مونيوز وليون.{{Sfn|Thomas|1976|p=276}} طوال ذلك الصباح استمرت الاستعدادات للاستيلاء على المدينة في ساعة الصفر وهي الساعة 5:00 مساءً. بعد أن قام القائد رودريغيز بوزا بزيارة واختبار رئيس [[حرس الاقتحام]] الكابتن ألفاريز الذي وعد بالانضمام إلى التمرد.{{Sfn|Gibson|1981|pp=90, 95}} وكانت تلك لحظة حاسمة للمتآمرين.{{Sfn|Gibson|1981|pp=90-91}}
 
وفي الساعة 16:30 تلقى سكرتير لجنة الجبهة الشعبية المحلية أنطونيو روس روميرو مكالمة هاتفية أبلغته أن قوات ثكنات المدفعية تتشكل وأنهم على وشك المغادرة.{{Sfn|Gibson|1981|p=91}} وقد أحالها إلى توريس مارتينيز، الذي تحدث على الفور مع كامبينز، فأبلغ الجنرال لتوريس مارتينيز أنه ليس لديه سجل لهذا الأمر وأصر مرة أخرى على ولاء ضباطه؛ وخلص إلى أنه سيقوم بزيارة إلى ثكنات المدفعية، حيث كان سيطلب منهم التأكيد على عدم حدوث أي شيء.{{Sfn|Gibson|1981|p=91}} ومع ذلك عندما وصل هناك، وتأكد من أن القوات كانت بالفعل جاهزة، وأنه هناك حتى مجموعة من المدنيين المسلحين - أغلبهم من [[الفلانخي]] -{{Sfn|Gibson|1981|p=91}} نشأ نقاش قوي بينه وبين والعقيد مونيوز.{{Sfn|Gibson|1981|pp=91-92}} لأنه اكتشف بطريقة محرجة أن جميع ضباطه - من [[الحرس المدني]] و[[حرس الاقتحام]] - متورطون في مؤامرة الانقلاب. في ضوء هذا الوضع حاول المغادرة، لكن مساعديه اعترضوا طريقه. اقترح أحدهم بأن يعلن حالة الحرب والتوقيع على حزمة الأوامر العسكرية التي صاغها المتآمرون. بعد الذهاب إلى ثكنات المشاة والتأكد من وجودهم أيضًا مع المتمردين ، تم نقل كامبينز إلى القيادة العسكرية ووقع على حالة التمرد.{{Sfn|Gibson|1981|pp=92-93}}
 
=== احتلال مركز المدينة ===
[[ملف:Portadafacultad.gif|تصغير|واجهة كلية القانون في غرناطة، وهو المبنى الذي كان مقر الحكومة المدنية في 1936.]]
في الساعة 17:00 غادرت قوات الحامية ثكناتها الواقعة على مشارف المدينة بقيادة العقيد أنطونيو مونيوز، وتوجهت إلى المركز الحضري. فاعتقد بعض المدنيين أن القوات قد خرجت من ثكناتها دفاعًا عن النظام الجمهوري.{{Sfn|Gibson|1981|p=94}} فاتصل وزير الداخلية الجنرال سباستيان بوزاس هاتفيا بالحاكم المدني، وحثه على تقديم "مقاومة يائسة ودموية".{{Sfn|Thomas|1976|p=276}} وقد وضع المتمردون قطع المدفعية في أجزاء مختلفة من المدينة: أمام دار البلدية وأمام الحكومة المدنية.{{Sfn|Gibson|1981|p=94}} وتم تجهيز بطارية أخرى على الطريق السريع الذاهب إلى ضاحية الفارغ، حيث سيطر من هناك على موقع استراتيجي لقصف المدينة.{{Sfn|Gibson|1981|p=94}} وأمام ثكنة حرس الاقتحام الواقعة في غران فيا توقفت شاحنة مع جنود، فانضم إليهم حرس الاقتحام.{{Sfn|Gibson|1981|pp=94-95}}
 
ذهب المتمردون إلى المنطقة المحيطة بمبنى الحكومة المدنية، التي تحرسها سرية من 20-25 من حرس الاقتحام، وبأوامر إطلاق النار.{{Sfn|Gibson|1981|pp=95-96}} في الداخل كان توريس مارتينيز ومساعدوه على علم بأن الجيش منتشر في شوارع غرناطة. وفي الساعة 18:00 وصل الكابتن نستاريس إلى مركز الشرطة قريب جدًا من الحكومة المدنية، حيث انضمت الشرطة إلى المتمردين.{{Sfn|Gibson|1981|p=96}} وكان قد وصل من [[خاين (مدينة)|خاين]] إلى مركز الشرطة مجموعة من ستة جمهوريين لتسليم الديناميت إليهم، وبعد ذلك قاموا بتحميله في شاحنة. وبعد وصول نستاريس أدرك الجمهوريون ما يحدث، فبدأوا بإطلاق النار على المتمردين ولكن تم القبض عليهم في النهاية.{{Sfn|Gibson|1981|p=96}}{{refn|group=ملحوظة|طبقاً لإيان جيبسون، فإن هؤلاء المعتقلين كانوا من أوائل الجمهوريين الذين أعدموا، وذلك فجر يوم 26 يوليو.{{Sfn|Gibson|1981|p=96}}}}
 
ثم توجه المتمردون نحو مبنى الحكومة المدنية، فوقفوا أمام مدخل المبنى، لم يطلق حرس الاقتحام النار، ربما رأوا أنفسهم دون المستوى العددي، وتمكن المتمردون من احتلال المبنى دون صعوبة..{{Sfn|Gibson|1981|p=96}} وبعد دخول مكتب الحاكم المدني، وأسر الجيش وحرس الاقتحام توريس مارتينيز فيرجيليو كاستيلا كارمونا (رئيس مجلس المحافظة) وروس روميرو ورئيس قيادة [[الحرس المدني]] المقدم فيدال باغان. ثم نقل المعتقلين إلى مركز شرطة قريب، ماعدا توريس مارتينيز الذي ظل في مبنى الحكومة المدنية.{{Sfn|Gibson|1981|p=97}}
 
أثناء ذلك غادرت شرطة غرناطة الحضرية مبنى البلدية، واضعين أنفسهم تحت قيادة البطارية التي تم تركيبها هناك. إثناء ذلك تمكن العديد من المسؤولين الجمهوريين والبلدية من الفرار من باب خلفي لمبنى البلدية، ولكن قُبِض على جزء كبير من موظفي البلدية عندما احتل المتمردون المبنى، ومنهم رئيس البلدية مانويل فرنانديز مونتيسينوس،{{refn|group=ملحوظة|تولى المقدم ميجيل ديل كامبو روبلز رئاسة بلدية غرناطة.{{Sfn|Reig Tapia|1983|p=728}}}} عندما كان في مكتبه.{{Sfn|Gibson|1981|p=97}} ثم ذهبت مجموعة من الجنود إلى مبنى راديو غرناطة واحتلوها بلا صعوبات. في الساعة 18:30 قرأ القائد روزاليني البيان العسكري الذي وقعته كامبينز، وبعد ذلك كان البيان العسكري يقرأ كل نصف ساعة على الراديو.{{Sfn|Gibson|1981|pp=97-98}}
 
== ملاحظة ==
{{مراجع|group=ملحوظة}}
== المراجع ==
{{مراجع|3}}
{{شريط بوابات|إسبانيا}}