يمثل فضاء الاختيار في ظل عدم اليقين جوهر نظرية القرار. وهو معروف من القرن السابع عشر (استشهد به بليز باسكال في رهانه الشهير الموجود في كتابه الذي حمل عنوان أفكار عام 1670)، تقول القيمة المتوقعة أنه عند الاختيار من بين عدد من الإجراءات يمكن لكل منها أن يؤدي إلى أكثر من نتيجة محتملة مختلفة فإن السلوك العقلاني هو تحديد جميع النتائج المحتملة وتحديد قيمها (إيجابية أو سلبية) وتحديد الاحتمالات التي ستنتج عن كل مسار عمل، ودمج النتائج لإعطاء قيمة متوقعة أو متوسط توقعات النتيجة، يجب أن يكون الإجراء الذي سيقع عليه الاختيار هو الإجراء الذي يؤدي إلى أعلى قيمة إجمالية متوقعة. نشر دانييل برنولي في عام 1738 ورقة مؤثرة بعنوان نظرية جديدة عن قياس المخاطر حيث استخدم مفارقة سانت بطرسبرغ لإظهار أنَّ نظرية القيمة المتوقعة خاطئة من وجهة نظر معيارية.<ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|vauthors=Schoemaker PJ|titleعنوان=The Expected Utility Model: Its Variants, Purposes, Evidence and Limitations|journalصحيفة=Journal of Economic Literature|volumeالمجلد=20|yearسنة=1982|pagesصفحات=529–563}}</ref>
أُعيدت دراسة الفائدة في القرن العشرين في أبحاث [[أبراهام والد]] 1939،<ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|titleعنوان=Contributions to the Theory of Statistical Estimation and Testing Hypotheses|lastالأخير=Wald|firstالأول=Abraham|authorlinkوصلة مؤلف=Abraham Wald|journalصحيفة=[[Annals of Mathematical Statistics]]|volumeالمجلد=10|issueالعدد=4|pagesصفحات=299–326|yearسنة=1939|doi=10.1214/aoms/1177732144|mr=932|doi-access=free}}</ref> الذي أشار إلى أنَّ الإجراءين الأساسيين في النظرية الإحصائية القائمة على أخذ العينات وتوزيعها (وهما اختبار الفرضيات وتقدير العوامل) هما حالة خاصة من عملية اتخاذ القرار العام. جددت ورقة والد ونشرت العديد من مفاهيم النظرية الإحصائية بما في ذلك تابع الخسارة وتابع المخاطرة وقواعد القرار المقبول وإجراءات بايزي وإجراءات الحد الأدنى. استخدمت عبارة نظرية القرار نفسها في عام 1950 بواسطة [[إريك ليو ليمان]].<ref>{{citeاستشهاد journalبدورية محكمة|vauthors=Lehmann EL|authorlinkوصلة مؤلف=E. L. Lehmann|titleعنوان=Some Principles of the Theory of Testing Hypotheses|journalصحيفة=[[Annals of Mathematical Statistics]]|yearسنة=1950|volumeالمجلد=21|issueالعدد=1|pagesصفحات=1–26|jstor=2236552|doi=10.1214/aoms/1177729884|doi-access=free}}</ref>
أدّى إحياء نظرية الاحتمالية الموضوعية لفرانك رامزي وبرونو دي فينيتي وليونارد سافاج وآخرين إلى توسيع نطاق نظرية المنفعة المتوقعة لتشمل المواقف التي يمكن فيها استخدام الاحتمالات الذاتية. أثبتت نظرية فون نيومان ومورجنسترن حول المنفعة المتوقعة في ذلك الوقت أنَّ زيادة المنفعة المتوقعة<ref>{{Citeاستشهاد bookبكتاب|titleعنوان=Theory of Games and Economic Behavior|editionإصدار=third|lastالأخير=Neumann|firstالأول=John von|last2الأخير2=Morgenstern|first2الأول2=Oskar|name-list-format=vanc|publisherناشر=Princeton University Press|yearسنة=1953|origyear=1944|isbn=|locationمكان=Princeton, NJ|pagesصفحات=}}</ref> إلى الحد الأعظمي ينبع من الافتراضات الأساسية حول السلوك العقلاني.
أظهرت دراسة [[موريس آلياس]] [[دانيال إلسبيرغ|ودانيال إلسبيرغ]] أنَّ سلوك الإنسان يشمل تغيرات منهجية مهمة أحيانًا لزيادة المنفعة المتوقعة إلى الحدود العظمى.<ref>{{Citeاستشهاد bookبكتاب|titleعنوان=Expected Utility Hypotheses and the Allais Paradox: Contemporary Discussions of the Decisions Under Uncertainty with Allais' Rejoinder|lastالأخير=Allais|firstالأول=M.|last2الأخير2=Hagen|first2الأول2=G. M.|dateتاريخ=2013-03-14|publisherناشر=Springer Science & Business Media|isbn=9789048183548|locationمكان=Dordrecht|pagesصفحات=333}}</ref> جددت نظرية الاحتمال [[دانيال كانمان|لدانيال كانمان]] [[عاموس تفيرسكي|وعاموس تفيرسكي]] الدراسة التجريبية للسلوك الاقتصادي مع التركيز بشكل أقلّ على الافتراضات المسبقة عن العقلانية. وصفت النظرية طريقة يتخذ الناس من خلالها القرارات عندما تحمل جميع النتائج خطرًا محتملًا.<ref>{{Citeاستشهاد bookبكتاب|titleعنوان=Judgment Under Uncertainty: Heuristics and Biases|lastالأخير=Morvan|firstالأول=Camille|last2الأخير2=Jenkins|first2الأول2=William J.|dateتاريخ=2017-07-05|publisherناشر=Macat International Ltd.|isbn=9781912303687|locationمكان=London|pagesصفحات=13}}</ref>
=== الاختيار الزمني ===
{{Mainمفصلة|اختيار زمني}}يتعلق [[اختيار زمني|الاختيار الزمني]] بنوع الاختيار الذي يؤدي إلى نتائج تتحقق في مراحل مختلفة بمرور الوقت.<ref>{{Citeاستشهاد bookبكتاب|titleعنوان=Essays In Decision Making: A Volume in Honour of Stanley Zionts|lastالأخير=Karwan|firstالأول=Mark|last2الأخير2=Spronk|first2الأول2=Jaap|last3الأخير3=Wallenius|first3الأول3=Jyrki|dateتاريخ=2012|publisherناشر=Springer Science & Business Media|isbn=9783642644993|locationمكان=Berlin|pagesصفحات=135}}</ref> يوصف أيضًا بأنه عملية اتخاذ القرار من حيث التكلفة والفائدة لأنها تتضمن الخيارات بين المكافآت التي تختلف وفقًا لحجمها ووقت وصولها.<ref>{{Citeاستشهاد bookبكتاب|titleعنوان=Aging and Decision Making: Empirical and Applied Perspectives|lastالأخير=Hess|firstالأول=Thomas M.|last2الأخير2=Strough|first2الأول2=JoNell|last3الأخير3=Löckenhoff|first3الأول3=Corinna|author3-link=Corinna Löckenhoff|dateتاريخ=2015|publisherناشر=Elsevier|isbn=9780124171558|locationمكان=London|pagesصفحات=21}}</ref> إذا حصل شخص ما على ربح مقداره عدة آلاف من الدولارات يمكنه إنفاقها في عطلة باهظة الثمن مما يمنحه متعة فورية، أو يمكنه استثمارها لمعاشات التقاعد، مما يمنحه دخلًا في وقت ما في المستقبل. ما هو أفضل خيار تتخذه؟ تعتمد الإجابة جزئيًا على عوامل مثل معدلات الفائدة والتضخم المتوقعة، والعمر المتوقع للشخص، ومدى ثقته في المعاشات. ولكن يمكن مع أخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار أن يختلف السلوك البشري مرة أخرى كثيرًا عن تنبؤات نظرية القرار الإلزامي.
