بارمينيدس: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إضافة معلومات.
ط استرجاع تعديلات 145.249.54.38 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة Mr.Ibrahembot
وسم: استرجاع
سطر 61:
 
وهو كان يؤمن بال[[عقلانية]] وهو الإيمان الوطيد بعقل الإنسان، ويؤمن بأن العقل هو مصدر كل معرفة بالعالم.
== المراجع ==
{{مراجع}}
 
{{تصنيف كومنز|Parmenides of Elea}}
الموضوع الأساسي في فلسفته هو التناقض بين الحقيقة والوهم.
 
"لا يمكننا أن نفكر إلا بطريقين لبحثنا. الطريق الأول هو أن '''الوجود موجود'''، ولا يمكن ألا يكون موجودًا. الطريق الثاني هو أن '''الوجود غير موجود''' وبالضرورة ألا يكون موجودًا؛ وهذا الأخير، أقول لك، هو طريق لا يمكن لأحد أن يقنعنا به" لذلك '''"لا يبقى أمامنا سوى طريق واحد: وهو أن الوجود موجود".'''
 
لكن هذا الطريق لا يمكننا أن ندركه إلا من خلال العقل: لأن الحواس تقف أمام الظواهر، وتدّعي أن الأشياء توجد وتنعدم وتتحوّل، أي أنها تجمع بين الوجود وعدم الوجود.
 
وكأن الظواهر تجعل للإنسانِ رأسين: أحدهما يرى الوجود، والآخر يرى اللاوجود، فيترنح الإنسان بين هذا وذاك دون أن يدرك شيئًا.
 
يريد بارميندس أن يبتعد بالإنسان عن المعرفة التي تعتمد على المحسوسات، فحواس الإنسان كثيرًا ما تخدعه. لذلك على الإنسان أن يحكم على الأمور من خلال عقله، وأن يتفكر بالأمور البعيدة وكأنها حاضرة أمامه.
 
فالعقل يخبرنا فورًا أنه '''لا يمكننا أن نفكر اللاوجود ولا أن نعبِّر عنه بكلمات'''. لا يمكننا أن نفكر إلا إذا فكرنا بشيء ما؛ لأن التفكير بالعدم هو عدم تفكير، وقول اللاموجود هو عدم البوح بأي شيء.
 
'''لا بد أن يكون للفكر والقول موضوعٌ، وهذا الموضوع هو الوجود.'''
 
بهذا يحدد بارميندس بوضوح معيار المعرفة الأساسي، الذي سوف يسم كل الفلسفة اليونانية: إن القيمة الحقيقية للمعرفة تعتمد على '''حقيقة الموضوع'''، فالمعرفة الحقيقية لا بد أن تكون '''معرفة الوجود'''.
 
"الوجود موجود ولا يمكن ألا يكون موجودًا" هذه هي أطروحة بارميندس الأساسية. '''الوجود ضروري حتميّ'''. وهذا يعني:
 
·       بالنسبة للزمن: أن الوجود '''سرمدي'''.
 
·       بالنسبة للعدد: أن الوجود '''واحد'''.
 
·       بالنسبة للصيرورة: أن الوجود '''ثابت لا يتغير'''.
 
لا تعني السرمدية بالنسبة لبارميندس حقبةً زمنية ممتدّة إلى اللانهاية، بل هي '''نكران للزمن'''، فهو يقول: "الوجود لم يكن (في الماضي) ولن يكون (في المستقبل)، لأنه ببساطة موجود (في كل لحظة) بكلّيته. '''السرمدية هي حاضر كامل'''.
 
'''لا يمكن للوجود أن يولد أو أن يفنى، لا يمكنه أن يأتي من العدم أو أن يفنى في العدم،''' فهذا مستحيل لأن العدم غير موجود.
 
'''الوجود لا يمكن تجزئته'''، لأنه كله متجانس، ولا يمكن أن يكون في مكانٍ ما أكثر منه في مكان آخر.
 
'''الوجود ثابت لأنه يركن ضمن حدوده'''؛ هو محدود لأن اللامحدود ناقص، والوجود لا يمكن أن يكون ناقصًا. الوجود هو كمال، وبهذا المعنى هو محدود.
 
يشبه بارميندِس الوجود '''لكرة متجانسة'''، ثابتة، كاملة من كل جهة. لهذا فالوجود هو ملء، لأنه حاضر لنفسه حضورًا تامًا، ولا يشوبه النقصان في أي مكانٍ من ذاته. الوجود مكتفٍ بذاته.
 
لقد أظهر بارميندِس، بكل ما في المنطق من قوة، ضرورة الوجود: "لم يوجد شيء ولن يوجد شيء خارج الوجود، لأن القدر قد كبَّلَ الوجودَ فجعله كاملًا وثابتًا".
 
بارميندِس هو الفيلسوف الأول الذي طرح المعضلة الميتافيزيقية-الكيانية، كمعضلة عامًّة لا تتعلَّق بالمحسوسات الطبيعية.
 
فالسؤال عن '''ماهية الوجود''' – بالنسبة لبارميندِس – '''لا تعني''' السؤال عن '''ماهية الطبيعة'''.
 
فالوجود بالنسبة له لا يعني الطبيعة وحسب، بل كل شيء يمكن التفكير فيه: الإنسان، المجتمع، أو أي شيء يمكن للعقل البشري أن يفكر فيه.
 
'''الوجود لا يعني الموجودات'''، بل هو في أساس الموجودات المحسوسة، وهو يتجاوزها جميعها. لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال العقل.
 
الوجود ضروري وحتمي. وهذا يعني أنه علينا أن ننكر كل ما هو "ممكن"، لأن "الممكن" هو ما يمكن ألا يوجد، وبحسب بارميندِس، ما "يمكن ألا يوجد"، لا يوجد. لأنه لا شيء يمكن أن يمنع الوجود من أن يوجد، وأن يحقق ذاته في ملئها. وهنا نجد التبرير لإنكار بارميندِس للموجودات المتغيرة: لأن الموجودات المتغيرة، حسب ما هو ظاهر، ليست ضرورية، فهي يمكن أن توجد ويمكن ألا توجد، لكن الوجود حتمي، وبالتالي فإن كل ما هو متغير – حتى وإن أدركته حواسنا على أنه واضح الوجود – هو غير موجود. هو وهم.
 
== المراجع ==
{{مراجع}}Nicola Abbagnano, Storia della filosofia, vol. I, UTET1993, pp. 36-37{{تصنيف كومنز|Parmenides of Elea}}
{{فلاسفة ما قبل سقراط}}
{{ما وراء الطبيعة}}