إيطاليا في الحرب العالمية الثانية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
This contribution was added by Bayt al-hikma 2.0 translation project
سطر 1:
{{مصدر|تاريخ=فبراير 2016}}
{{تاريخ إيطاليا}}
اتسمت مشاركة '''إيطاليا في الحرب العالمية الثانية''' بإطار معقد من الأيديولوجيا والسياسة والدبلوماسية، بينما تأثرت أعمالها العسكرية بشكل كبير بالعوامل الخارجية. انضمت إيطاليا إلى الحرب كواحدة من [[دول المحور]] في عام 1940، بالتزامن مع استسلام الفرنسيين، ووضع خطة لتركيز القوات الإيطالية في وضع هجومي كبير ضد [[الإمبراطورية البريطانية|الامبراطورية البريطانية]] في أفريقيا والشرق الأوسط، وذلك لتوقع انهيار المملكة المتحدة في [[المسرح الأوروبي للحرب العالمية الثانية|المسرح الأوروبي]]. [[القصف الإيطالي على فلسطين|قصف الإيطاليون فلسطين الانتدابية]]، [[الغزو الإيطالي لمصر|وغزوا مصر]] [[الغزو الإيطالي للصومال البريطاني|واحتلوا أرض الصومال البريطانية]] بنجاح مبدئي. ولكن، أدت الإجراءات الألمانية واليابانية في عام 1941 إلى دخول [[الاتحاد السوفيتي]] [[الولايات المتحدة|والولايات المتحدة]]، على التوالي، في الحرب، ما أدى إلى تدمير الخطة الإيطالية وتأجيل هدف إجبار بريطانيا على التفاوض والموافقة على تسوية سلمية إلى أجل غير مسمى.<ref name="MacGregor Knox 1999. Pp. 122-123">MacGregor Knox. Mussolini unleashed, 1939–1941: Politics and Strategy in Fascist Italy's Last War. Edition of 1999. Cambridge, England, UK: Cambridge University Press, 1999. Pp. 122–123.</ref>
خلال [[الحرب العالمية الثانية]] (1939-1945)، امتلكت [[مملكة إيطاليا (1861-1946)|مملكة إيطاليا]] [[تاريخ عسكري|تاريخاً عسكرياً]] مختلفاً وصاخباً. في حين ينظر إلى القوات الإيطالية على نطاق واسع من قبل الدول المنتصرة على أنها ضعيفة، فإن المؤرخون يعتقدون أن هذا يرجع إلى حد كبير إلى الظروف السيئة مثل المعدات والقيادة السياسية غير الفعالة، وليس الدونية المتأصلة في القوات.
 
كان الديكتاتور الإيطالي [[بينيتو موسوليني]] يدرك أن إيطاليا (التي تواجه نقصًا في الموارد بسبب التدخلات العسكرية السابقة [[الحرب العالمية الثانية|للحرب العالمية الثانية]]، وإن كانت هذه التدخلات في إسبانيا [[الحرب الإيطالية الإثيوبية الثانية|وإثيوبيا]] [[الغزو الإيطالي لألبانيا|وألبانيا]]؛ ناجحة) ليست مستعدة لنزاع طويل. اختار موسوليني البقاء في الحرب لأن الطموحات الاستعمارية للنظام الفاشي، التي كانت تتطلع إلى استعادة [[الإمبراطورية الرومانية|الامبراطورية الرومانية]] في البحر الأبيض المتوسط ​​(ماري نوستروم «بحرنا»)، قد تحققت جزئيًا في أواخر عام 1942. عند هذه المرحلة، امتد التأثير الإيطالي في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. [[إخماد الثورة الليبية|أخمد الفاشيون الثورة الليبية]]، وخضعت البلاد للاستيطان الإيطالي. تثبّت نظام قومي عسكري ودّي في [[إسبانيا الفرانكوية|إسبانيا]]،<ref>{{Cite web
بدأت الحرب العالمية الثانية عندما غزت ألمانيا النازية بولندا في 1 سبتمبر 1939، ولكن إيطاليا ظلت محايدة خلال الأشهر العشرة التالية على الرغم من أنها كانت واحدة من [[دول المحور]].
| url = https://fnff.es/historia/990353076/era-franco-fascista.html
| title = ¿Era Franco fascista?, por José Javier Esparza
| date = 2018-07-05
| website = fnff.es
| language = es
| last = Franco
| first = Fundación Nacional Francisco
| last2 = FNFF
| first2 = Redacción
| access-date = 2019-12-13
}}</ref> ووُضع [[دولة كرواتيا المستقلة|نظام عميل في كرواتيا]] بعد الغزو الألماني الإيطالي [[غزو يوغسلافيا|ليوغوسلافيا]]. ضُمّت [[المملكة الألبانية (1939–1943)|ألبانيا]]، وليوبليانا، ودالماسيا الساحلية، [[محافظة الجبل الأسود الإيطالية|والجبل الأسود]] مباشرة إلى الدولة الإيطالية. احتلت إيطاليا معظم اليونان بعد [[الحرب اليونانية الإيطالية]] [[معركة اليونان|ومعركة اليونان]]، وكذلك الأراضي الفرنسية في كورسيكا وتونس في أعقاب انهيار نظام فيشي الفرنسي واحتلالها من قبل القوات الألمانية. وأخيرًا، حققت القوات الإيطالية الألمانية انتصارات كبيرة ضد المتمردين في يوغسلافيا، واحتلت أجزاء من مصر التي كانت تحت سيطرة البريطانيين في طريقها إلى العلمين بعد فوزها في [[معركة عين الغزالة]].
 
ولكن، كانت الغزوات الإيطالية دائمًا تتعرض لمعارضة كبيرة، من قبل كل من التمردات المختلفة (وأبرزها [[المقاومة اليونانية]] [[بارتيزان يوغوسلاف|وجيش التحرير الوطني اليوغوسلافي]]) والقوات العسكرية المتحالفة، التي شنت [[معركة البحر المتوسط]] ​​مع مشاركة إيطاليا وبدونها. في نهاية المطاف انهارت الامبراطورية الإيطالية بعد هزائم كارثية في حملات أوروبا الشرقية [[حملة شمال أفريقيا|وشمال أفريقيا]]. في يوليو 1943، بعد [[غزو صقلية|غزو الحلفاء لصقلية]]، أُلقي القبض على موسوليني بأمر من الملك [[فيكتور إيمانويل الثالث]]، ما أثار [[حرب أهلية|حربًا أهلية]]. انهار الجيش الإيطالي خارج شبه الجزيرة الإيطالية نفسها، ووقعت الأراضي التي احتلتها وتلك المُرفقة [[عملية آش|تحت السيطرة الألمانية]]. [[الهدنة بين إيطاليا وقوات الحلفاء|استسلمت إيطاليا للحلفاء]] في 3 سبتمبر 1943.
تشير التقديرات إلى أن إيطاليا ربما لا يمكن أن تكون مستعدة لمثل هذه الحرب على الأقل حتى أكتوبر [[1942]]. وقد جعل هذا واضحا خلال المفاوضات الإيطالية الألمانية للحلف حيث كان يشترط ان لا جعل الحرب دون غيرها في وقت سابق من عام [[1943]]. على الرغم من أنها تعتبر قوة عظمى، كان القطاع الصناعي الإيطالي ضعيف نسبيا مقارنة إلى غيرها من القوى الأوروبية الرئيسية. والصناعة الإيطالية لا تساوي أكثر من 15 ٪ من نظيره في [[فرنسا]] أو [[المملكة المتحدة|لبريطانيا]] عسكريا مثل إنتاج السيارات. أدلى غياب صناعة السيارات صعبا على إيطاليا لتزويد جيشها. إيطاليا كان لا يزال الاقتصاد القائم على الزراعة، مع التركيبة السكانية هي أقرب إلى بلد من البلدان النامية من الأمية المرتفعة، والفقر، والنمو السكاني السريع وارتفاع نسبة المراهقين، ونسبة من الناتج القومي الإجمالي المستمدة من الصناعة أقل من [[تشيكوسلوفاكيا]] [[المجر|والمجر]] [[السويد|والسويد]]، بالإضافة إلى القوى الكبرى الأخرى. أما من حيث المواد الإستراتيجية، في عام 1940، أنتجت إيطاليا 4.4 مليون طن من الفحم، و0.01 مليون طن من النفط الخام و1.2 مليون طن من خام الحديد و2.1 مليون طن من الصلب. على سبيل المقارنة، تنتج بريطانيا العظمى 224.3 مليون طن من الفحم و11.9 مليون طن من النفط الخام، 17.7 مليون طن من خام الحديد، و13.0 مليون طن من الصلب وألمانيا تنتج 364.8 مليون طن من الفحم، 8.0 مليون طن من النفط الخام، و29.5 مليون طن من خام الحديد و21.5 مليون طن من الفولاذ، ويمكن الوفاء باحتياجات معظم المواد الخام عن طريق الاستيراد فقط، وكان يبذل أي جهد لتخزين المواد الأساسية قبل دخول الحرب.، قرر موسوليني لدخول الحرب، وثمة عقبة في وجود عدد كبير من الأسلحة والإمدادات التي قدمتها إيطاليا مجانا إلى القوات الإسبانية للقتال تحت فرانسيسكو فرانكو خلال [[الحرب الأهلية الإسبانية]]. كما بعث الإيطاليون "فيلق قوات المتطوعين" (هيئة للقتال من أجل فرانكو. التكلفة المالية لهذه الحرب هي بين 6 و8.5 مليار ليرة، حوالي 14 إلى 20 ٪ من النفقات السنوية. وكان موقف إيطاليا حرج للغاية من الديون المتراكمة. بنيتو موسوليني عندما تولى منصبه في عام 1921 كانت ديون الحكومة 93 مليار ليرة. بعد عامين فقط، هذا الدين ارتفع إلى 405 مليار ليرة.
 
احتل الألمان النصف الشمالي من البلاد بمساعدة الفاشيين وأنشأوا [[الجمهورية الإيطالية الاشتراكية|دولة عميلة متواطئة]] (مع جمع أكثر من 500,000 جندي لصالح المحور)، بينما كانت القوات الملكية تحكم الجنوب، وقد دافعت هذه القوات عن قضية الحلفاء وكذلك الجيش الإيطالي المشارك في القتال أو المعروف باسم جيش الجنوب (الذي ضم في أوجه أكثر من 50,000 رجل)، وساعده نحو 350,000 جندي<ref>Gianni Oliva, ''I vinti e i liberati: 8 settembre 1943-25 aprile 1945 : storia di due anni'', Mondadori, 1994.</ref> من حركة المقاومة الإيطالية (معظمهم من جنود الجيش الملكي الإيطالي السابق)، وذلك مع انتشار الأيديولوجيات السياسية المتباينة في جميع أنحاء إيطاليا. في 28 أبريل 1945، أُعدم بينيتو موسوليني من قبل أعضاء حركة المقاومة الإيطالية، وذلك قبل يومين من انتحار أدولف هتلر.
{{شريط بوابات|تاريخ|إيطاليا|الحرب العالمية الثانية}}
 
== خلفية ==
 
=== طموحات إمبريالية ===
{{Main|الإمبريالية الإيطالية في ظل الفاشية}}خلال أواخر عشرينيات القرن العشرين، تحدث رئيس الوزراء الإيطالي [[بينيتو موسوليني]] بإلحاح متزايد عن التوسع الإمبريالي، بحجة أن إيطاليا بحاجة إلى منفذ لـ«الفائض من سكانها»، وبالتالي سيكون من مصلحة البلدان الأخرى أن تساعد في هذا التوسع.{{sfn|Mack Smith|1982|p=170}} كان التطلع الفوري للنظام هو «الهيمنة السياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​- الدانوب – البلقان». تصوّر موسوليني بشكل أكثر عظمة احتلال «<nowiki/>[[الإمبراطورية الاستعمارية الإيطالية|امبراطورية]] تمتد من مضيق جبل طارق إلى مضيق هرمز».{{sfn|Martel|1999|pp=184 and 198}} كانت الهيمنة البلقانية والمتوسطية مستوحاة من الهيمنة الرومانية القديمة في هذه المناطق نفسها. كان هناك تصاميم لوضع ألبانيا تحت الوصاية وضم دالماسيا، وكذلك السيطرة الاقتصادية والعسكرية على يوغوسلافيا واليونان. كما سعى النظام إلى إقامة علاقات حماية زبائنية مع النمسا والمجر ورومانيا وبلغاريا، والتي تقع جميعها على الحواف الخارجية لمجال نفوذها الأوروبي. على الرغم من أنه لم يكن من بين أهدافه المعلنة، فقد كان موسوليني يرغب في تحدي هيمنة بريطانيا وفرنسا في البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي اعتُبر حيويًا من الناحية الاستراتيجية، نظرًا لأن البحر الأبيض المتوسط ​​كان معبر إيطاليا الوحيد للمحيطين الأطلسي والهندي.{{sfn|Mack Smith|1982|p=170}}
 
== مراجع ==
{{مراجع|1}}{{شريط بوابات|تاريخ|إيطاليا|الحرب العالمية الثانية}}
{{تصنيف كومنز|Italy in World War II}}
{{تاريخ الحرب العالمية الثانية حسب الدولة}}