الدولة الغزنوية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.9
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 49:
'''الدولة الغزنوية''' {{فار|'''غزنويان'''}} هي دولة إسلامية حكمت [[بلاد ما وراء النهر]]، وشمال [[الهند]] و[[خراسان (توضيح)|خراسان]]، في الفترة ما بين سنتي [[961]]م و[[1187]]م.<ref name="ReferenceA">Bosworth, The Ghaznavids. Edinburgh, 1963</ref><ref>Bosworth, "Ghaznavids", in Encyclopaedia Iranica, Online Edition 2006, ([https://www.iranicaonline.org/articles/v10f6/v10f608.html LINK]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190402072035/http://www.iranicaonline.org/articles/v10f6/v10f608.html |date=2 أبريل 2019}}</ref><ref name="ReferenceB">Bosworth, Ghaznavids, Encyclopaedia of Islam, Online Edition; Brill, Leiden; 2006/2007</ref> وهي دولة [[اللغة التركية|تركية]].<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993">"Gazneliler". Temel Britannica Ansiklopedisi. 7. Cilt. İstanbul: Ana Yayıncılık. 1993. ss. sf. 98-99.</ref><ref>"Gazneliler". Büyük Larousse Sözlük ve Ansiklopedisi. 9. Cilt. İstanbul: Milliyet A.Ş.. 1991. ss. sf. 4442-4443</ref><ref name="britannica.com">[https://www.britannica.com/EBchecked/topic/531266/Sebuktigin "Encyclopedia Britannica - Ghaznavid Dynasty"] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141008113328/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/531266/Sebuktigin |date=08 أكتوبر 2014}}</ref> وقد قام الغزنويون بتسمية عاصمتهم باسمهم، وهي مدينة [[ولاية غزني|غزنة]] التي تقع الآن داخل حدود دولة [[أفغانستان]]. ودولة الغزنويين قبل أن يحكموها كانت خاضعة لحكم [[الدولة السامانية|السامانيين]] [[إيران|الإيرانيين]]، وقد كان لهم تأثيرٌ كبيرٌ على ثقافة وسياسة تلك المنطقة، وقد أدى هذا التأثير إلى ذوبان الأتراك الغزنويين في تلك المنطقة مع [[فرس (توضيح)|الفارسيين]] بمرور الوقت.<ref name="ReferenceA"/><ref name="ReferenceB"/><ref name="Ansiklopedisi. 9. Cilt 1991">"Gazneliler". Büyük Larousse Sözlük ve Ansiklopedisi. 9. Cilt. İstanbul: Milliyet A.Ş.. 1991. ss. sf. 4442-4443.</ref><ref>M.A. Amir-Moezzi, "Shahrbanu", Encyclopaedia Iranica, Online Edition, ([https://www.iranicaonline.org/newsite/articles/ot_grp7/ot_shahrbanu_20050131.html LINK]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200406110120/http://www.iranicaonline.org/newsite/articles/ot_grp7/ot_shahrbanu_20050131.html |date=6 أبريل 2020}}</ref><ref>[https://www.iranicaonline.org/newsite/articles/v13f3/v13f3001b.html Encyclopaedia Iranica, Iran: Islamic Period - Ghaznavids, E. Yarshater] {{وصلة مكسورة|date= أكتوبر 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190402042839/http://www.iranicaonline.org/newsite/articles/v13f3/v13f3001b.html |date=2 أبريل 2019}}</ref>
 
يعد [[ألب تكين]] مؤسس دولة الغزنويين، وقد كان من قواد الجيش الساماني، إلا أن أسرته لم تصبح أسرة حاكمة إلا في عهد [[سبكتكين|أبو منصور سبكتكین]] (977-997م) وقد كان من عبيد ألب تكين، وقام بتحويل مدينة غزنة إلى عاصمة للغزنويين، وقد أنقذهم من سيادة حكام السامانيين عليهم.<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/><ref name="britannica.com"/><ref>Encyclopedia Britannica, Ghaznavid Dynasty, Online Edition 2007 ([https://www.britannica.com/EBchecked/topic/232579/Ghaznavid-dynasty LINK]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150511203947/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/232579/Ghaznavid-dynasty |date=11 مايو 2015}}</ref> وقد قام ابن سبكتكين [[محمود الغزنوي]](998–1030م) في عهده بتوسيع حدود الدولة الغزنوية من نهر [[جيحون (نهر)|جيحون]] حتى [[نهر السند]]، ومن هناك حتى [[المحيط الهندي]]، وقد شمل هذا التوسع [[الري (إيران)|الري]] و<nowiki/>[[همدان (محافظة)|همدان]]. وفي عهد [[مسعود بن محمود الغزنوي]] فقدت الدولة الغزنوية الكثير من قوتها وجزءًا كبيرًا من أراضيها. وقد سيطرت [[الدولة السلجوقية]] على المناطق الجنوبية للدولة الغزنوية بعد [[معركة دانداناقان|معركة داندقان]]. وقد بقيت في يد الغزنويين - بعد تلك المعركة - المناطق التي كانت لهم في [[أفغانستان]]، و[[بلوشستان (توضيح)|بلوشستان]]، و[[بنجاب (الهند)|البنجاب]]. ولم يكن تشتت السلاجقة في عام [[1157]]م ذا نفع كبير للدولة الغزنوية. وفي هذه الأوضاع المتضاربة بدأت قوة دولة [[غوريون|الغوريين]] الناشئة في التصاعد، حتى قاموا بهزيمة [[بهرام شاه]] في عام [[1151]]م. وسيطروا على مدينة غزنة عاصمة الغزنويين، ومن بعدها بدأ حكم الغزنويين الذين قاموا بنشر [[إسلام|الإسلام]] داخل [[الهند]]،<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/> وانسحبوا إلى [[لاهور]] في الإنهيارالانهيار. وقد وقع [[خسرو مالك|حوسرف ماليك]] -أخر حكام الغزنويين- في أسر الغوريين عام [[1186]]م، وكان هذا هو تاريخ سقوط الدولة الغزنوية بشكلٍ نهائي.
 
== أصل الغزنويين ==
سطر 60:
لقد تأسست دول عديدة منذ [[القرن 2|القرن الثاني]] [[قبل الميلاد]] في [[أفغانستان]] حتى وقتنا هذا، ومن تلك الدول دولة الغزنويين (تأسست في 963م)، وقد ذُكرت دولة الغزنويين بأسماء عديدة في التاريخ منها ''اليمينين''، و''السبكتكيين''.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1">Merçil, Gazneliler Devleti, s.1</ref> وفي عصور دولة السامانيين اللامعة إنتقلت مجموعات كبيرة من الأتراك إلى [[بلاد ما وراء النهر|بلاد ماوراء النهر]] لنشر الإسلام فيها. وعندما بدأ الضعف يتسرب إلى الدولة السامانية، قام العديد من القادة والعائلات التركية بإنشاء مناطق حكم لهم في مناطق مختلفة من أفغانستان، ومن تلك العائلات السمجوريين، وكرا تكين إسفجابي، وبيطوز.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1"/> وكان من بين هؤلاء القادة ألب تيكين الذي قام بتأسيس دولة الغزنويين فيما بعد.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1"/> ويحتمل بأنه ولد في عام 890 أو 891.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1"/> وقد بيع ألب تيجين بعد ولادته كعبد إلى أمير السامانيين، وقد أدخله بين حرسه الخاص.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.2">Merçil, Gazneliler Devleti, s.2</ref> وقد أعتقه السامانيون بعدما أُعجبوا بالصفات التي يمتلكها، وعُين قائدا لبعض الوحدات العسكرية.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.2"/> ثم تمت ترقيته بعد ذلك لحاجب الحجباء(يعنى القائم على رئاسة كل أعمال القصر).<ref name="Gerdîzî, s.381">Gerdîzî, s.381</ref>
 
وقد ظل نفوذ ألب تيكين (تيجين) في التصاعد حتى وصل إلى أعلى مرتبة عسكرية في الدولة في [[10 فبراير]] [[961]] وهي قيادة الجيش في خرسان. وعندما تولى هذا المنصب استمر نفوذه في القصر لأن الحاجب الذي أتى مكانه كان من [[غلام|غلمانه]].<ref name="Gerdîzî, s.381"/><ref>Nazım, s.24</ref> وقد ظهرت مجموعة في القصر تريد إبعاد ألب تيكين عن المسؤلية لأنه كان صاحب تأثير في إختياراختيار من سيتولى الحكم، ويتدخل في كل أمور وأعمال الدولة. وقد عين الجيش الساساني منصور بن نوح حاكما للدولة الساسانية إلا أن ألب قد حاول إنزاله من على العرش، ولكن لإنعداملانعدام ثقته في الجيش انسحب هو وغلمانه من القصر إلى [[بلخ]]، وسيطر عليها. ثم أقنع قواد جيش منصور بمواجهة ألب وردعه والأمساك به. وأرسل منصور جيشا من 16 ألف جندي إلى ألب لمواجهته فتمركز ألب بين بلخ وخلم في منطقة تسمى ''بوابة خلم'' بجيش مكون من ثلاثة ألاف جندي. وقد انتصر جيش ألب في الموقعة التي حدثت بينها في [[أبريل|إبريل]] -[[مايو]] 962.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.37">Bosworth, The Ghaznavids, s.37</ref> واتجه نحو مدينة غزنه، وبعد جُهد دام أربعة أشهر سيطر على غزنه في [[12 يناير]] [[963]]. وكانت أساس دولته.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.37"/>
 
وقد توفي ألب عندما بدأ بتنظيم جيش لغزو [[الهند]]، في [[13 سبتمبر]] [[963]].<ref>Bosworth, The Ghaznavids, s.38</ref> وبعد وفاته حل مكانه ابنه [[أبو إسحاق إبراهيم (الغزنوي)|أبو إسحاق إبراهيم]] وبفترة قصيرة فقد سيطرته على مدينة غزنه، وبمساعدة [[أمير]] السامانيين إستطاعاستطاع السيطرة على المدينة من جديد. وعندما توفي جاء [[بيلجا تكين]] خلفا له في 12 نوفمبر 966، وأعلن أنه مرتبطا بالدولة السامانية.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.6</ref> وبعد موت بيلجه تكين في عام 975 جاء بوري تكين وقد كان عبدا، وبسبب معارضة الناس له ورفضهم لحكمه أُنزل من على العرش في [[20 أبريل|20 إبريل]] [[997]]، وحل محله سبكتكين الذي تم إختيارهاختياره من قبل القواد والنبلاء الأتراك. وعلى الرغم من تصرف سبكتكين الظاهري بأنه تابع للسامانيين إلا أنه تم في عهده وضع حجر الأساس لدولة الغزنويين المستقلة.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.7</ref> ولم يمر الكثير حتى انتشر النفوذ التركي باتجاه الشرق حتى وصل إلى ''زبلستان'' التي في [[أفغانستان]]. واتسعت الأراضي الغزنوية حتى شملت [[باختر]] وزمين دفر، و[[بلوشستان (توضيح)|بلوشستان]]، وكوزدر. وقام أيضا بهزم ''رجاسي(تعني أمير) شاه الهند'' الذي كان سببا في عرقلة نشر الإسلام هناك، وتقدم على طول [[نهر كابل]] حتى وصل إلى [[بيشاور]].<ref>العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 386.</ref><ref>سير أعلام النبلاء (17/ 484).</ref> وقد طلب أمير السامانيين العون من سبكتكين في عام [[994]] عندما خرج أبو على السيجوري وفائق لمواجهته. وعندما قام سبكتكين وابنه [[محمود الغزنوي]] بهزيمة المتمردين والإنتصاروالانتصار عليهم، أطلق أمير السامانيين لقب ''سيف الدولة'' على محمود الغزنوي، ومنحه قيادة الجيش.<ref>Merçil, Simcûrîler IV, s.554-557</ref> وقد توفي سبكتكين الذي قام بتوسعة رقعة الدولة الغزنوية في [[أغسطس]] عام [[997]].
 
بعدما مات سبكتكين وانتشر خبر وفاته، جاء ابنه الصغير [[إسماعيل الغزنوي|إسماعيل]] إلى [[بلخ]] وأعلن نفسه حاكما للدولة الغزنوية وذلك لوصية والده، ولكن محمود الغزنوي الذي كان في [[نيسابور]] في هذا الوقت كان أكثر خبرةً وتجربةً وقوةً من إسماعيل.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.12">Merçil, Gazneliler Devleti, s.12</ref> ولأن محمود كان أكبر من إسماعيل وأحق بالحكم منه عرض على إسماعيل أن يترك الحكم ويتولى [[خراسان (توضيح)|خرسان]] و[[بلخ]] إلا أن إسماعيل لم يوافق، حتى وقعت بينهما معركة حربية في [[مارس]] [[998]] وانتصر فيها جيش محمود الغزنوي.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.12"/><ref>الدكتور علي الصلابي: دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي، الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006م، 1/ 25- 29.</ref><ref>سير أعلام النبلاء (16/ 500)</ref>
سطر 72:
[[ملف:Ghaznavid invasion of Gharchistan.jpg|300px|تصغير|يسار|حملة السلطان محمود إلى كارجيستان]]
[[ملف:Mahmud in robe from the caliph.jpg|300px|تصغير|يسار|السلطان محمود الغزنوي في ثوب الخليفة]]
أول ما فعله محمود الغزنوي فور توليه الحكم وحلفه اليمين، هو عقد معاهدة مع جيرانه الشماليين من [[قراخانيون|الكراخاننيين]]. وبدأ على إثر تلك المعاهدة في حروبه ناحية الهند. وقد قام بما يقرب من سبعة عشر معركة ضد الهنود في الفترة من 1001 إلى1027إلى 1027. وكان الهدف الرئيسي لتلك الحروب هو نشر الإسلام، وزيادة عدد الجيش الغزنوي، وجمع الغنائم.<ref>البداية والنهاية (15/ 628).</ref><ref name="ReferenceC">Merçil, Hindistan Siyaseti, s.547-561</ref> وقد خرج السلطان محمود في أول حرب له إلى الهند في سبتمبر سنة ألف. وقد سيطر وقتها على عدة قلاع هندية.<ref name="ReferenceC"/> وقد خرج محمود الغزنوي في ثاني حملة له إلى الهند في جيش مكون من 15 ألف بالخيول، وقد وقعت المعركة بينه وبين جيبال في 27 نوفمبر 1001، وإنتصر فيها محمود الغزنوي، وغنم فيها غنائم كثيرة كانت الفيلة من ضمنها.<ref name="ReferenceC"/> وقد كانت حملة محمود الغزنوي الثالثة إلى منطقة بهتيا التي لم تدعمه في حملته الثانية، وقد كانت تلك المنطقة تحت قيادة باجي راي، وعندما تمت هزيمة باجي راي في تلك المعركة أصبحت تلك المنطقة في يد الغزنويين. وفي عام 1006 كانت حملة محمود الغزنوي الرابعة ضد أبو الفاتح داود زعيم حركة [[روحيات|الباطنية]]، وقد استولى على [[ملتان]] و[[البنجاب (توضيح)|البنجاب]].<ref name="مولد تلقائيا7">Merçil, Gazneliler Devleti, s.17-28</ref>
 
وقد توقفت حملات محمود الغزنوي إلى الهند فترة من الزمن أثناء انشغاله بحروبه في الشمال مع الكراخانيين، وعندما علم صوبحال وإلى ملتان استغل هذا الوضع وارتد عن الإسلام وعاد إلى [[هندوسية|الهندوسية]] دينه القديم. وقد علم محمودالغزنوي بهذا في [[يناير (شهر)|يناير]] [[1008]]، وعلى الفور قام بحملته الخامسة إلى الهند وأعاد ملتان إلى حكمه مرة أخرى. وكانت حملة محمود الغزنوي السادسة إلى الهند في 31 ديسمبر 1008، لإخضاع الرجا (معناها أمير عند الهنود) الذين رفضوا الإسلام في أنحاء البنجاب. وقد أتم هذه الحملهالحملة بالنصر في أغسطس -سبتمبر 1009، وأخضع المناطق الشمالية وقلت سيطرة الأمراء الهنود على ولاياتهم. وقد كانت الحملة السابعة نحو الهند لتوقيع اتفاقية تجارية. ثم خرج محمود الغزنوي في حملته الثامنة في أكتوبر 1010، وفي تلك المرة لم يواجه محمود الغزنوي أية صعوبات وضم ملتان تحت حكمه بشكل قطعي. أما الحملة التاسعة فكانت إلى ''سلط رنجا'' التي في منطقة ''ناندانا''. وقد هزم الأمراء الذين لم يرغبوا في أن يكونوا تابعين له في ناندانا. وعلى أصداء إنتصاراتانتصارات محمود الغزنوي بدأ الدين الإسلامي ينتشر في [[شمال]] [[الهند]].<ref name="مولد تلقائيا7" />
 
كانت حملات محمود الغزنوي في الهند إلى مدينة ''زان ور'' التي تبعد عن [[شمال]] [[دلهي]] نحو 150 كم. وقد كانت تلك المدينة مقدسة بالنسبة للهنود، وفيها العديد من الأصنام، ومن أهمهم وأكبرهم صنم يُسمى ''شكراص فامي''. وكان سبب قيام الحملة العاشرة في أكتوبر - نوفمبر 1014، لهدم هذا الصنم، وجمع الغنائم، وبعد إنتصارهانتصاره في تلك المعركة أخذ الصنم إلى غزنة ليراه الغزنويين هناك.<ref name="مولد تلقائيا7" /> وكانت الحملة الحادية عشر في أواخر عام 1015، أما الثانية عشر فكانت في 1018، وقد جائه من [[تركستان]] نحو 20 ألف شخص ليشتركوا في جيشه تطوعاً، وليزيد بذلك تعداد جنوده. ولم تقف أي قوة أو مقاومة في وجه محمود الغزنوي حتى توسعت أراضيه ووصل إلى [[أغرة]].<ref name="ReferenceC"/> وقد قام بحملته الرابعة عشر في أكتوبر 1021، واتجه نحو كشمير التي لم يستطع دخولها من قبل أو السيطرة عليها، إلا أنه بسبب شدة البرودة في الشتاء لم يستطع السيطرة على قلعة لوكهوت.
 
كانت الحملة الخامسة عشر في عام 1022 إلى قلعة قلين جار التي كان قد هزم أميرها من قبل، ولكنه لم يدخل تحت طاعة محمود الغزنوي بشكل قاطع، إلا أنه ربطها بالجزية ولم يستولى عليها، وعاد إلى غزنة في مارس-إبريل 1023. وكانت حملة محمود الغزنوي السادسة عشر من أهم الحملات التي عرفت في التاريخ، وكانت إلى صومنت. وقد وقعت صومنت في يد الغزنوي بعدما حاصرها في 8 أكتوبر 1026، ثم قام بإزالة صنم [[شيفا]] المقدس عندهم، وأذن في معبده.<ref name="مولد تلقائيا7" /> وقد كانت أخر حروب الغزنوي السبعة عشر في [[الهند]] عندما هاجمه ''الجاتيين'' أثناء عودته من غزو صومنت، ولكنه قام بهزيمتة، وتوسع في تلك الحملة حتى وصل إلى [[نهر الغانج]]، وألقى أساس حكم [[ترك|الأتراك]] الذي سيستمر لسنوات عديدة في [[الهند]].<ref name="ReferenceC"/><ref name="مولد تلقائيا7" /><ref>Bayur, s.176-179</ref>
سطر 94:
==== حروب السلطان محمود الغزنوي الخارجية ====
===== حروب السلطان محمود مع السامانيين =====
قام السامانيون باحتلال [[خراسان (توضيح)|خرسان]] أثناء إنشغالانشغال محمود الغزنوي بالحرب ضد أخيه إسماعيل على العرش في عام 998، وفي تلك الأثناء أعلن منصور الثاني أنه لن يُعيد خرسان التي قام باحتلالها إلى محمود الغزنوي. وعلى إثر هذا قام الغزنوي بالتوجه نحو [[نيسابور]]. وفي تلك الفترة لم يرغب الغزنوي في مهاجمة والي [[خراسان (توضيح)|خرسان]] بيتوزون والذي أتى منصور الثاني لمساعدته ومعه قوات فائق، ورضي بالإنتظاربالانتظار لتفويت الفرصة على الكرخانيين الذين إقتربوا من [[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]].<ref>Bosworth, The Ghaznavids, s.45</ref><ref>Merçil, Simcûrîler V, s.129</ref> وقد قام فائق ومعه بيتوزون بعزل منصور الثاني لعدم ثقتهم فيه، وجلبوا مكانه عبد المليك بن نوح الذي كان في عُمر صغير وقتها.<ref>Nazım, s.42-43</ref><ref name="مولد تلقائيا8">Kafesoğlu, İslam Ansiklopedisi, Mahmud Gaznevî mad. s.174</ref>
 
وقد قام الغزنوي بهزيمة الاتحاد الذي قام به بيتزون وفائق ومعهم أبو القاسم السيمجوري في 16 مايو 999. وسيطر على خرسان من جديد، وعين أخوه نصر واليا عليها.<ref>Merçil, Simcûrîler V, s.130-131</ref> وفي تلك الأثناء استفاد الكرخانيون من وضع السامانيون الذين دب فيهم الضعف وقاموا بإسقاط الدولة السامانية، وقد حقق ذلك للغزنوي أن أصبحت دولته مستقلة بشكل تام، وسقطت تبعيتها لإي دولة.<ref name="مولد تلقائيا8" />
 
===== السلطان محمود وحروبه مع الكرخانيين =====
كانت العلاقات بين الغزنويين والكرخانيين ودية في عهد ناصر بن علي، وقد استمرت تلك العلاقات الودية بينهما بتزوج محمود الغزنوي من ابنة ناصر بن علي في 1001.<ref name="مولد تلقائيا4">Merçil, Gazneliler Devleti, s.32-36</ref> إلا أن تلك العلاقة لم تدم طويلا بسبب رغبة ناصر بن علي بالسيطرة على كل الأراضي المتبقة من [[الدولة السامانية|السامانيين]]، وقد قام ابن علي بإرسال جيش إلى [[خراسان (توضيح)|خرسان]] في الوقت الذي كان فيه الغزنوي يحارب في [[الهند]]. وعندما علم الغزنوي بهذا قام بتقوية جيشة بالخلاجيين والأفغان، وقام بإبعاد قوات ابن علي عن المدينة في سبتمبر -أكتوبر 1006. إلا أن ابن علي لم يتراجع، وفي 5 يناير 1008، قام بالتقدم نحو 20 كم طوليا في [[بلخ]]، وإلتقى الجيش الكرخاني بجيش الغزنويين ولم يستطع الكرخانيين مهاجمة الجيش الغزنوي بسبب وجود الفيلة أمامه، وفقدوا قدرتهم على تبادل الإصطدامالاصطدام. وكان هذا أخر أمل كبير قام به الكرخانيين للسيطرة على [[خراسان (توضيح)|خرسان]].<ref name="مولد تلقائيا4" /><ref name="Şebânkâreî, s.57-58">Şebânkâreî, s.57-58</ref>
 
حدثت نزاعات بين الكرخانيين على العرش، وقد استولى أبو منصور أرسلان خان على العرش، ولم يختر أن تسير الأمور بشكل جيد مع محمود الغزنوي. إلا أن يوسف قادر خان بدأ بصراع جديد على العرش، وطلب المساعدة من الغزنوي. وبينما كان الغزنوي يحارب في الهند، رأى المتصارع على الحكم أن هذا موقف جيدا للسيطرة على خرسان، وأنشئ جيشا متحدا من الكرخانيين، إلا أن الغزنوي قام بهزيمة هذ الجيش في 1019-1020 وعاد مرة أخرى إلى الهند.<ref name="مولد تلقائيا4" />
سطر 130:
[[ملف:MassudOfGhazniCoin.jpg|300px|تصغير|يسار|قطعة نقود صُكت باسم السلطان مسعود الأول]]
[[ملف:Mas'udIGhaznavidCoin.jpg|300px|تصغير|يسار|عملة ذهبية مصكوكة باسم السلطان مسعود]]
قام [[محمود الغزنوي]] قبل موته بتقسيم دولته إلى قسمين، وقد كان للسلطان محمود خمسة أولاد هم مسعود ومحمد وسليمان وشجاع وعبد الرشيد،<ref>Bosworth, The Ghaznavids: Their Empire in Afghanistan and Eastern Iran 994–1040, Soy Kütüğü Tablosu</ref> وقد حصل مسعود ومحمد على حكم الدولة الغزنوية، وقد قسم السلطان محمود لمحمد [[بلخ]] وخرسان و[[شمال]] [[الهند]]، أما مسعود فقد حصل على مدينة [[الري (إيران)|الري]] و[[أصفهان (مدينة)|أصفهان]] وجبيل الذين تمت السيطرة عليهم حديثا ومجهولي المستقبل،<ref>Şebânkâreî, s.64</ref> وبعدما توفي محمود الغزنوي في 30 إبريل 1030، تم إختياراختيار ابنه محمد الغزنوي الذي كان في الثالثة والثلاثين من عمره ليحكم العرش من قبل أعضاء الأسرة.<ref name="Gerdîzî, s.194">Gerdîzî, s.194</ref> ولم يكد [[محمد الغزنوي]] بتولى العرش حتى بدأت المنازعات في القصر وهرب بعض العبيد والقواد إلى مسعود، وفي تلك الأثناء كان خبر وفاة والد مسعود الذي كان في أصفهان حينها قد وصل إليه في 26 مايو 1030، فترك إدارة الجزء الغربي من البلاد لإخيه وذهب إلى [[الري (إيران)|الري]]،<ref>Bosworth, s.74</ref> وقام بإرسال خطابا إلى أخيه طلب منه أن تقرأ الخُطبة باسمه، وأن تُصَّك النقود أيضا باسمه، الأمر الذي رفضه أخوه محمد.<ref>Bayur, s.185</ref>
 
وقد حصل مسعود على الاعتراف به خليفة لوالده من الخليفة العباسي [[أحمد القادر بالله|أبو القادر]]، وحصل أيضا على الدعم من حاكم الكراخانيين. وقام بإعطاء الإذن لعودة قبائل التركمان التي قد طردها والده إلى البلاد مره أخرى.<ref>Köymen, s.175-176</ref> وبعدما مرت أربع شهور كان فيها محمد الغزنوي هو السلطان قام بالمسير لمحاربة أخيه إلا أنه أثناء سيره أخبره قواد الجيش قبل وصولهم إلى مدينة الري أنهم تابعين للسلطان مسعود وقاموا بحبسه في قلعة على الطريق.<ref name="Gerdîzî, s.194"/>
 
وفي أكتوبر 1030 قُرأت الخطبة باسم السلطان مسعود وأصبح هو الحاكم للغزنويين. وأول شئ قام به السلطان مسعود بعدما أصبح الخليفهالخليفة هو كيّ عيّنيّ أخيه بالنار.<ref>Gerdîzî, s.196</ref><ref>Bosworth, The Ghaznavids, s.232</ref> ثم قام بتعيين عمه يوسف واليا على كوسدار، وعندما كان السلطان مسعود في بلخ أتى إلى الجاوسيس من كرمان وأخبروه أن تلك المنطقة فيها بعض المشاكل. وتوجه السلطان مسعود إلى كرمان صاحبة الموقع الإستراتيجي المهم بالنسبة له وسيطر عليها وضمها بشكل قطعى إلى حكمه في عام 1031.<ref>Merçil, Kirman Hâkimiyeti, s.36-44</ref>
 
وقد علم السلطان مسعود بمكاتبات عمه والكرخانيين بفضل جواسيسه، وعلى الفور قام مسعود بالقبض عليه وحبسه في قلعه. وقد مات عمه محبوسا في تلك القلعة في 1032. وقد قابل الغزنويون السلطان مسعود بالترحاب في 2 يونيو 1031، وعلى إثر هذا قام السلطان محمود بعدد من التعينات. وبعد فترة قام بالتوجه في حملة عسكرية نحو الهند في 17 أغسطس 1031.<ref name="Gerdîzî, s.194"/>
 
=== حرب دبيوسة ===
أخبر الجواسيس الذين في بخارى السلطان مسعود بالتجهيزات العسكرية للحرب التي سيقوم بها الكرخانيين. وقد علم السلطان مسعود بهذا الوضع بينما كان في بلخ، وقد عُين حرزم شاه ألتنتاش لمحاربة الغزنوين ثم أرسل ألتنتاش إليه 15 ألف جندي كدعم له، وقد سار في طريق بخارى وسمرقند وتلاقي الجيشان في منطقة تسمى دبيوسة، ولم يحقق أي من الطرفين إنتصاراانتصارا على الأخر. وقاما بتوقيع معاهدة. وقد توفي ألتونتاش على الفور بعد هذا المعاهدة، فأسرع السلطان مسعود بتعين ابنه هارون على خوارزم.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.58</ref>
 
=== الأحداث الأخرى ===
بدأت العلاقات بين السلطان مسعود وقبائل [[تركمان|التركمان]] تفسد بالتدريج. وفي عام 1034 أعلن حاكم خوارزم عصيانه وتمرده على الدولة الغزنوية. وكان السبب الظاهري لهذا التمرد موت أخو حاكم خوارزم والذي كان موجودا كرهينة في قصر الخليفة الغزنوي.أما السببب الحقيقي فكان الإستفادةالاستفادة من الإرتباكالارتباك الواضح نتيجة لإخراج التركمانيين من خرسان والرغبة في الاستقلال.<ref name="Köymen, s.196-197">Köymen, s.196-197</ref><ref>Bosworth, s.121</ref> وقد إتفق السلاجقة والكراخانيين وقاموا بإغلاق الطريق إلى غزنه، وأعلنوا أنفسهم حكام على تلك المنطقة وقد أعلم حاكم خوارزم السلطان المسعودي بهذا الوضع في 29 يوليو 1034. وقد ذهب العديد من الأمراء مثل [[طغرل بك]] و[[جغري بك]] ومعهم العديد من الجنود والخيام والقطعان لمساعدة حاكم خارزم. إلا أن حاكم خارزم قد جُرح من قبل الرجال الذين اشتراهم الحاكم الغزنوي. وتوفي في 18 إبريل 1035. وقد تراجع الحلفاء (السلاجقة والكرخانيين وطغرل بك وجغري بك) عن مهاجمة غزنة بعد موت حاكم خوارزم.<ref name="Köymen, s.196-197"/> وبناء على تلك الأحداث قام خارزم ألتنتاش بمنع الاضطرابات التي كان مركزها خوارزم.
 
وفي عام 1032-1033 حدث صراح بين الحاكم المحلي لأراضي الهند القاضي أبو الحسن الشيرازي وقائد جيوش الهند أحمد يِنال تكين، وعلى إثر هذا إدعى أحمد ينال تكين أنه ابن محمود الغزنوي، وعندما علم مسعود الغزنوي بهذا أرسل جيشا في سبتمبر-أكتوبر 1034، وقتل أحمد ينال تكين.<ref>Köymen, s.186-187</ref> وقام مسعود الغزنوي بتنظيم حملة إلى [[غلستان (محافظة)|غلستان]] في 25 يناير 1035، وقد وصل حتى [[جرجان]]. وقد أراد السلاجقة عدة ولايات من الغزنويين، ولصد السلاجقة تحرك السلطان مسعود في 29 يونيو 1035، وعلى الرغم من تميزه عن الجيش السلجوقي بميزة الأفيال إلا أنه هُزم في تلك المعركة. وبعد ذلك قام الطرفان بعقد معاهدة بينهما، وحصل السلاجقة على عدة ولايات من [[كلستان (توضيح)|غلستان]] وخرسان. وبعدما إنتصر السلاجقة على الغزنويين تشجَّع [[تركمان|التركمان]] وقاموا بالتمرد وسيطروا على مدينة الري، وفي فبراير-مارس عام 1038 خرجت الري وجوارها عن السيطرة تماماً. وقد كان السلطان مسعود قد أخذ عدة تدبيرات لصد هجمات [[تركمان|التركمان]] في عام 1037 بإنشائه علاقات جيدة مع الكرخانيين.
 
أعلن السلطان مسعود الغزنوي تجهيزه لحرب جديدة باتجاه الهند، وفي هذا المرة وقف ضده الولاة والوزراء بسبب الاضطرابات التي كانت في [[خراسان (توضيح)|خرسان]]، ولكن السلطان مسعود لم يستمع إليهم وإنطلق من غزنه في 6 أكتوبر 1037، وقد تقدم في [[الهند]] واستولى على العديد من القلاع حتى عام 1038.<ref name="مولد تلقائيا6">Merçil, Gazneliler Devleti, s.66-67</ref> وبينما كان السلطان مسعود في الحرب، قام التركمان بنهب مدينتين، وألحقوا هزيمة ثقيلة بالجيش الذي أرسله مسعود على إثر تلك الأحداث في مايو 1038، وفقد الغزنويون [[نيسابور]].<ref name="مولد تلقائيا6" /><ref>Gerdîzî, s.200-201</ref> ثم سائت العلاقات مع الكرخانيين من جديد، وقد إنتصر السلطان مسعود في المعركة التي وقعت بينه وبين الكرخانيين في 6 إبريل 1039، وقد وجد في جيشه ما يقرب من 30 [[فيل]]، وعاد بعد الإنتصارالانتصار إلى مدينة [[بلخ]]. وقد وقعت معركة أخرى بين [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] والغزنويين في يونيو من نفس السنة، ولكن لم يحقق أي طرف إنتصارانتصار في المعركة وقاموا بتوقيع معاهدة بينهما.<ref>Köymen, s.286-298</ref> وقد قام السلطان مسعود بالإستعدادات لعدم ثقته في [[تركمان|التركمان]] وإنطلق نحو مدينة [[نيسابور]]، ثم دخل المدينة في 16 يناير 1040. إلا أن التركمان قاموا بتخريبات مفرطة في المدينة مما أدى إلى حدوث نقص في الطعام. ولإحضار الأطعمة من المناطق المجاورة تقدم السلطان مسعود ناحية أراضي السلاجقة. وعندما لم يجد السلطان المؤنة اللازمة أخذ قرارا بالسير نحو [[مرو (مدينة)|مرو]]. وفي 22 مايو 1040 وقعت معركة بين الجيش الغزنوي الذي تقدم في أراض السلاجقة والتركمان بالخيول، وقد نتج عن ذلك قطع خطوط الإمداد، إلا أن جيش السلطان مسعود إنتصر في تلك المعركة.<ref>Gerdîzî, s.203</ref>
 
=== معركة داندقان ===
[[ملف:Gaznaly-seljuk Dandanaqan.jpg|300px|تصغير|يسار|منظر مصغر لحرب الداندقان]]
بدأت تلك المعركة في 24 مايو 1040، وقد وقعت عندما هاجم [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] الجيش الغزنوي أثناء ذهابه إلى قلعة داندقان. وعلى الرغم من هذا الهجوم إلا أن الجيش الغزنوي إستطاعاستطاع الوصول إلى القلعة قرب الظهيرة. وقد انسحب من الجيش الغزنوي 375 [[غلام]] من غلمان القصر بعد أحد قرارات السلطان مسعود، واستطاعوا الهرب وإنضموا إلى الجيش السلجوقي، وباتحادهم مع الجيش السلجوقي تغيرت معطيات المعركة، وبعد هجوم الجيش السلجوقي تفرق الجيش الغزنوي الذي كان مرهقا وبلا هدف.<ref>Köymen, s.321-339</ref><ref>الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 25.</ref>
 
وقد كانت تلك المعركة بداية فترة [[الدولة السلجوقية]]، والاعتراف بها كدوله.<ref name="مولد تلقائيا3">Merçil, Gazneliler Devleti, s.75-76</ref><ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.11-12</ref><ref>مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية، ص 29.</ref>
سطر 160:
بعدما أعلن محمد الغزنوي نفسه حاكما على العرش للمرة الثانية لم يذهب مباشرة إلى مدينة غزنة عاصمة دولته، بل قضى الشتاء في [[بيشاور]]. وعندما علم [[مودود الغزنوي]] بوفاة أبيه واستيلاء عمه على العرش ذهب إلى غزنة مباشرة وأعلن نفسه الحاكم. وعندما جاء [[ربيع|الربيع]] إنطلق إليه عمه، وفي 8 إبريل 1041 وقعت المعركة بينهما في جلال آباد، وقد إنتصر مودود في تلك المعركة، وقام بقتل عمه محمد الغزنوي.<ref name="Gerdîzî, s.204-206"/><ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.22-24</ref>
 
لم يستطع السلطان مودود أن يكون حاكما بالمعنى الكامل على الدولة الغزنوية. لأن أخاه مجدود قد سار إليه بجيشه من [[الهند]] للسيطرة على الحكم. إلا أن مجدود وجد ميتا في خيمته التي في [[لاهور]] في 10 أغسطس 1041. وبفضل هذا أعلن مودود نفسه حاكما بالمعنى التام وعمل على السيطرة على [[سيستان]] وضمها لحكمه. بيد أنه لم ينجح في ذلك تمامًا. وفي 1043-1044 أعلن أمراء الهند التمرد على الدولة الغزنوية إلا أن السلطان مودود إستطاعاستطاع السيطرة على هذا التمرد وأرسل إليهم مجموعة من الرجال النبلاء.<ref>Bayur, s.206</ref>
 
وعلى الرغم من تزوج مودود بابنة [[جغري بك]] حاكم [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] إلا أنه عندما علم بمرضه أراد استعادة الأراضي التي خسرها الغزنويون بسبب حروبهم مع السلاجقة، وقام بإرسال جيش إلى خرسان. وعلى إثر هذا قام جغري بك بتعين [[ألب أرسلان]] لمواجهة جيش مودود، وبالفعل صد الهجمات في أغسطس-سبتمبر 1043، وغنم غنائم كثيرة من الجيش الغزنوي وعاد إلى جانب والده جغري بك مرة أخرى. وعندما أدرك مودود أن لن يتمكن من هزم السلاجقة بمفرده سعى إلى عقد عدة إتفاقات إلا أن لم يستطع تنفيذ أي شئ بسبب مرضه وفقد حياته في 19 ديسمبر 1049.<ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.26-27</ref>
 
وقد استولى على العرش [[مسعود الثاني الغزنوي]] بعد وفاة والده مودود، وقد أنجبت ابنه [[جغري بك]] مسعود الثاني، ولإنه كان صغيرًا اهتمت أمه بأعمال الدولة لفترة قصيرة في ذلك العهد، إلا أن زعماء الدولة قاموا بتنحية السلطان مسعود الثاني في 29 ديسمبر 1049، وحل محله السلطان [[على بن مسعود]]. وفور تولى السلطان علي الحكم قام بحبس عمه عبد الرشيد، وعين وزريه قائدًا للجيش وأرسل جيشا إلى [[سيستان]]. إلا أن الوزير قام بإخراج [[عبد الرشيد بن محمود]] أكبر أعضاء الأسرة من السجن وأعلنه الحاكم. وعندما رأي السلطان على أن الجيش في صالح عمه حاول الهرب ولكن تم الإمساك به ووضع في الحبس.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.81</ref> وبعدما تولى السلطان عبد الرشيد الحكم عمل على تعزيز وضع الغزنويين في [[الهند]] وتحسينه، وقام السلطان عبد الرشيد بتعين [[طغرل بوظان]] قائدا للجيش، وأوكل إليه مهمة إيقاف السلاجقة، وقد هزم طغرل السلاجقة في 1051 واستولى على سيستان، وبعدها إتجه نحو غزنه وقام بقتل عبد الرشيد ومعه أحد عشر وليًا للعهد، وأصبح حاكم الغزنويين، وقد استطاع ثلاثة من الأمراء النجاة من تلك المذبحة وهم فرروح زاد، وإبراهيم وشجاع.<ref name="مولد تلقائيا5">Merçil, Gazneliler Devleti, s.82-83</ref> وعندما إستطاعاستطاع أحد غلمان مسعود قتل طغرل بالخنجر أصبح الأمراء الثلاثة في أمان. وقد بقى طغرل حاكما للغزنويين ما بين 40 إلى 57 يوم تقريبا.<ref name="مولد تلقائيا5" /> وبعد ذلك اجتمع القادة الغزنويون وإختاروا الأمير فرروح زاد للحكم. وقد تم فتح تحقيق وقُبض على الأشخاص الذين لعبوا دورًا في قتل السلطان عبد الرشيد وتم كشفهم وقتلوا.<ref>Şebânkâreî, s.85</ref>
 
وعندما علم السلاجقة بما يدور في الدولة الغزنوية توجهوا لمحاربتها إستغلالًا لتلك الفرصة إلا أن فرروح زاد إستطاعاستطاع التغلب على الجيش السلجوقي. وانسحب جغري بك على إثر هذا إلى خرسان. وقد طلب [[ألب أرسلان]] الإذن من والده لمهاجمة الغزنويين بعدما قام جيش غزنوي كبير بهزيمة جيش السلاجقة في [[باختر]]. وقام بهزيمة الغزنويين في 1053. وقد حل [[ظهير الدولة أبراهيم بن مسعود|إبراهيم بن مسعود]] محل أخوه في حكم الغزنويين بعد وفاته في 4 إبريل 1059.<ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.51-52</ref>
 
إنتهت حروب [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] مع الغزنويين والتي قد استمرت لفترة في عهد السلطان إبراهيم، وقد وقع الطرفان معاهدة تم فيها إعلان الحدود التي بين الطرفين وهي سلسلة جبال [[هندوكوش]] التي في [[شمال]] [[أفغانستان]]. وقد حاول إبراهيم الإستفادةالاستفادة من هذا العصر الهادئ وعمل على تنظيم دولته من جديد، إلا أنه بعد موت ألب أرسلان في 24 نوفمبر 1072 حل محله ابنه [[جلال الدولة ملك شاه]]، وقد أدى هذا إلى سوء العلاقة من جديد مع الغزنويين. وقد سار إبراهيم على نهج أجداده وقام بتنظيم الحملات إلى الهند، وقد استولى على بعض القلاع في 1079-1080 بعد حروبه مع [[غوريون|الغوريين]]، وقد تفوق عليهم. وقد توفي إبراهيم في سبتمبر- أكتوبر عام 1099.<ref name="مولد تلقائيا3" /> وقد جاء خلفا له ابنه [[مسعود بن إبراهيم الغزنوي]]، وقد تزوج بابنة سلطان السلاجقة جلال الدولة ملك شاه. وقد حقق عدة نجاحات في [[الهند]]، وتوفي في فبراير-مارس عام 1115، وهو في 54 من عمره. وحل محله ابنه [[شرزاد]]. وقد استمر فترة قصيرة في الحكم ثم نُحي عن العرش وقتل من قبل أخوه [[أرسلان شاه]].<ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.90</ref> وفي هذه المنازعة على العرش وقتل شرزاد قام أرسلان شاه بقتل بعض إخوته وحبس البعض الأخر، وقد إستطاعاستطاع بهرام شاه فقط النجاهالنجاة.
 
[[ملف:الأتراك في عام 1100.jpg|300px|تصغير|يسار|الغزنوين وقت إنهيارهم]]
قام [[بهرام شاه]] بإنشاء علاقات جيدة مع سلطان السلاجقة [[أحمد سنجر]]، وقد أقنعه بمحاربة أرسلان شاه. وقد دخل أحمد سنجر إلى غزنه في 25 فبراير 1117، وعين بهرام شاه حاكما على الغزنويين، وقام بإنشاء معاهدة معه. وقد نصت تلك المعاهدة على أن تُقرأ الخطبة باسم الخليفة [[العباسي (توضيح)|العباسي]] ومن بعده السلطان [[محمد بن ملكشاه]] ومن بعهده أحمد سنجر، ومن بعدهم اسمه. بالإضافة إلى قبوله بإعطائه عطية سنوية. ولم يستطع أرسلان شاه هزيمة أحمد سنجر أثناء تركه لغزنه لمساعدة بهرام شاه له. وقُتل في سبتمبر- أكتوبر 1118.<ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.95-98</ref> وعندما أعلن والي الهند تمرده في 1119 ذهب بهرام إليه وقتله هو و17 ابن من أبنائه، وأعاد سيطرته على الهند. وعندما خرج بهرام من طاعته لأحمد سنجر، عاد أحمد سنجر إلى غزنه في 1135، وعلى إثر هذا هرب بهرام شاه إلى الهند، واستولى أحمد سنجر على خزينة الدولة. إلا أن بهرام عندما أعلمه بأنه سيطيعه من جديد عاد مرة أخرى إلى العرش.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.88-91</ref>
 
فسدت العلاقات الغزنوية الغورية عندما اشتبه في موت حاكم غوري إلتجأ إلى غزنه عندما كان هناك صراع على العرش بين الغوريين. وعلى إثر هذا قام الغورييون بالسيطرة على غزنه في سبتمبر-أكتوبر 1148. وقد إبتعد العزنويون عن المدينة وأرسل رسالة سرية إلى بهرام شاه، إلا أنه هُزم عندما واجه الغوريين وهرب إلى [[الهند]]. وفي عام 1151 قام الغورييون بنهب مدينة غزنه وإتلافها بشكل كبير، وفي عام 24 يونيو 1152 قام أحمد سنجر بهزيمة الغوريين، وعندما انسحب الغوريون من المدينة عاد بهرام شاه إليها مرة أخرى. وقد تُوفي بهرام شاه في بدايات عام 1157 في غزنه. وقد جاء ابنه [[خسرو شاه|حوسرف شاه]] خلفًا له. وعندما وقع السلطان سنجر في الأسر من قبل الأغوز، إستفاداستفاد [[غوريون|الغوريون]] من هذا الوضع وسيطروا على عدة مدن غزنوية في عام 1157. وبعد هذا كان حوسرف شاه أخر حكام الغزنويين الذين إستطاعوا أن يعيشوا في العاصمة [[لاهور]]، وقد حكم ابنه أيضا [[خسرو مالك|حوسرف ماليك]] بعض نواحي [[البنجاب (توضيح)|البنجاب]]. وفي عام 1186 وقع حوسرف ماليك وأبنائه في أسر الغوريين، وبهذا تنتهي الدولة الغزنوية.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.52-53"/><ref name="islamstory.com"/><ref>Şebânkâreî, s.87-88</ref>
 
== نظام الدولة ==
سطر 183:
إذا ما تتبعنا سياسة توسع الدولة الغزنوية، ونظرنا إلى وضع الجيش الغزنوي نجد أنه كان دائمًا في وضع الإستعداد. وكانت القوة العسكرية للدولة الغزنوية تتكون من الغلمان والجنود التابعين للدولة و[[تركمان|التركمان]] وقوات المناطق والأفيال. إلا أن القوة الأساسية في الجيش كانت من الغلمان.<ref>Palabıyık, s.17</ref> وكانت أصغر رتبة في الجيش (هيلاتاش) وهو قائد لعشرة من الفرسان. أما قائد المئة فارس فيسمي (قائد)، وقائد الخمسمائة فارس يُسمى (سرهناك). أما قائد الألف شخص فيسمى (صالار) أو (سيباح صالار). أما القائد في الجيش فيطلق عليه (حاجب).<ref>Nazım, s.141</ref>
 
كان عدد الغلمان في القصر حوالي 4 ألاف أو 6 ألاف شخص. ثم إنضم الغلمان بعد ذلك إلى [[هنود (شعب)|الهنود]] و[[طاجيك|الطاجيك]]. ويعرف قُوَادُهم (بصالار الغلمان). أما القوات الخاصة للحاكم من الغلمان فكان يُطلق عليهم (الغلمان الخاصين). أما الجنود القادمين من الشمال مثل (الياغما-القارلوق-الخلج) فكان يُطلق عليهم الجنود المساعدين وكانوا يحصلون على راتب. أما الولاة المحليين فكانوا يستخدمون جنودًا من القبائل بهدف الدفاع عن ولاياتهم وحفظ الأمن فيها. بالإضافة إلى الأفيال التي كانوا يأخذونها من [[الهند]]. وكان عدد الأفيال في الجيش ما يقرب من 1700 فيل. بالإضافة إلى أنه كان يتم الإستفادةالاستفادة من الجنود الذين ينضمون إلى الجيش كمجاهدين متطوعين.<ref>Merçil, Erdoğan (1996). "Gazneliler". İslam Ansiklopedisi. 13. Cilt. İstanbul: Türkiye Diyanet Vakfı. ss. sf. 482-485.</ref>
 
=== النظام القضائي ===
سطر 189:
 
== الدين ==
كان من المعلوم أن الشعب الغزنوي مرتبط بدين حاكمه، وقد كانوا تابعين [[الدولة العباسية|للدولة العباسية]] في الداخل والخارج، ومن بعد جلوس [[محمود الغزنوي]] على العرش وإرتباطهوارتباطه إلى حد كبير بالخليفة العباسي أبو القادر، وحصوله على عدة ألقاب منه، بدأت العقيدة [[أهل السنة والجماعة|السنية]] في الإنتشارالانتشار في جميع أنحاء الدولة، وحاول بكل شكل إتخاذ كافة التدبيرات اللازمة لتدمير ومحو العقيدة [[الشيعة|الشيعية]].<ref>Köprülüzade, Türkiye Tarihi, s.122-123</ref> بالإضافة إلى ان الغزنويين قاموا بتطبيق تقاليد السامانيين في اللقاءات الدبلوماسية التي عُقدت مع العباسيين، وقاموا بعمل استقبال أكثر فخامة من ممثلي الدول الأخرى، وأصبحوا جديرين بالاحترام.<ref>Merçil, Erdoğan (2002). "Gazneliler Devleti Tarihi". Türkler Ansiklopedisi. 4. Cilt. Ankara: Yeni Türkiye Yayınları. ss. sf. 515.</ref> وبالإضافة إلى قراءة الخُطبة باسم الخليفة العباسي والسلطان الغزنوي، تم استخدام اسم الخليفة بجانب السلطان على [[نقود معدنية|النقود]] التي تُصك.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.15-16</ref>
 
== الفن والثقافة ==
سطر 202:
كانت اللغة الرسمية للدولة الغزنوية هي [[لغة فارسية|اللغة الفارسية]]، إلا أن الجيش كان يستعمل [[اللغة التركية]].<ref name="مولد تلقائيا1">Köprülü, Türk Dili ve Edebiyatı, s.26-32</ref> وقد كانت الثقافة الغزنوية مثل الثقافة السامانية مُقتبسة من الثقافة الإيرانية. وقد قام الغزنويون بدعم الأدب الفارسي أيضًا. وقد كان في القصر الغزنوي الأدباء الفارسيين الكبار الذين تركوا أثارًا عظيمة. فقد كان في القصر الغزنوي [[أبو قاسم الفردوسي]] صاحب كتاب [[الشاهنامه|شاهنامه]]، وكذلك العالم [[أبو الريحان البيروني]]. وكانت فترة الغزنويين أحد ألمع فترات الأدب الفارسي.<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/><ref name="Gazneliler Dönemi İran Edebiyatı">Yıldırım, Nimet (2008-02-17). "[https://nyildirim.wordpress.com/2008/02/17/5-gazneliler-donemi-iran-edebiyati-erzurum-1999/ Gazneliler Dönemi İran Edebiyatı]" (Türkçe). NyildirimWordpress.com. Erişim tarihi: 2009-08-13. ([https://www.webcitation.org/5sjhi5MR4 WebCite®]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150224150042/https://nyildirim.wordpress.com/2008/02/17/5-gazneliler-donemi-iran-edebiyati-erzurum-1999/ |date=24 فبراير 2015}}</ref> وقد قام الحكام الغزنويون بحماية الشعراء الذين يكتبون الشعر بالفارسية، وقد ورثوا ما تركه [[الدولة السامانية|السامانيين]] في المجال الفكري. وقد أحيا السلطان محمود الملاحم الإيرانية، وفي نفس الوقت اهتم بالعادات التركية. وقد كتب أول شعر تركي إسلامي في عهده.<ref name="مولد تلقائيا1" /> وقد قام الفردوسي الشاعر الكبير بإعادة إحياء الفارسية والثقافة الفارسية من جديد، حيث كتب تاريخ جميع العصور الأدبية في تحفته الأدبية التي كتبها [[الشاهنامه|شاهنامه]]. وفي تلك الفترة كسبت العاصمة (غزنة) الميزة التي جعلتها مركزًا ثقافيا، ومحط أنظار الكثير من الشعراء والكتاب من مناطق عديدة.<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/><ref name="Gazneliler Dönemi İran Edebiyatı"/>
 
وقد عكس الشعراء في تلك الفترة تأثرهم بأعمال الشعراء السابقين، وبالأخص في المشاعر القومية، وقد بدأ الإبتعادالابتعاد عن الإرتباطالارتباط بالعادات في تلك الفترة أيضًا. وقد رُصد وجود عدد قليل جدًا من الشعراء الذين تحدثوا عن المشاعر القومية وعادات وتقاليد الشعب الإيراني.<ref>Yıldırım, s.27</ref> وقد تأثر الأدب الغزنوي أيضا بالجهود التي بذلها السلطان محمود لنشر الإسلام في [[الهند]]. وعلى الرغم من كون أغلب الآثار النثرية المكتوبة هي باللغة العربية؛ إلا أنه توجد أيضًا آثار نثرية فارسية داخلها.<ref>Lombard, s.55-56</ref>
 
وقد كانت للقوة السياسية التي تملكها الدولة الغزنوية أثرٌ كبير في الإنتاج المعرفي للأداب والعلوم. وقد بلغت الأعمال التي قام بها العالم [[أبو الريحان البيروني]] في [[علم الفلك|الفلك]] و[[رياضيات|الرياضيات]] والذي أسره الغزنويون ذروتها في فترة العشر سنوات التي أمضاها في العاصمة غزنة.
سطر 238:
وقد لعب الغزنويون أهم دور لتشر الإسلام إلى داخل [[الهند]]،<ref name="Ansiklopedisi. 9. Cilt 1991"/><ref>Gazneliler". Temel Britannica Ansiklopedisi. 7. Cilt. İstanbul: Ana Yayıncılık. 1993. ss. sf. 98-99.</ref> ويعتقد بعض المؤرخيين أن الغزنويين هم من أسسوا الدولتين المنفصلتين الآن [[الهند]] و[[باكستان]].<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/>
 
ويعتقد المؤرخ [[محمد فؤاد الكوبريللي|محمد فؤاد كوبريلي]] أن تلك الدولة لم تعتمد على القوة العسكرية فقط في نشر [[إسلام|الإسلام]]، وأنها خلقت نقطة إرتكازارتكاز وقوة عظيمة بنشرها الإسلام حتى [[البنجاب (توضيح)|البنجاب]]، وبفعلهم هذا أعدوا أرض خصبة للمسلمين والدول الإسلامية القادمة من بعدهم.<ref>Köprülüzade, Türkiye Tarihi, s.123-124;</ref>
 
== مصادر ==