علي الرضا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إضافة وصلات داخلية
وسوم: تمت إضافة وسم nowiki تعديلات طويلة تحرير مرئي
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 62:
من أهم وأوثق ما حدث في هذا الرحلة الطويلة حديث الإمام في مدينة [[نيسابور]] المشهور بحديث [[سلسلة الذهب]].<ref>فضل الله، 1377، ص 133.</ref>
 
ذكر [[الشيخ المفيد]] أن المأمون قد أنفذ إلى جماعة من آل [[أبو طالب بن عبد المطلب|أبي طالب]]، فحملهم إليه من المدينة، وفيهم الرضا علي بن موسى ،موسى، فأخذ بهم على طريق البصرة حتى جاءوه بهم. وكان المتولي لأشخاصهم المعروف بالجلودي، فقدم بهم على المأمون، فأنزلهم داراً، وأنزل الرضا علي بن موسى داراً، وأكرمه، وعظّم، أمره.<ref>المفيد، المصدر السابق، ص 455.</ref> ويختلف الشيخ المفيد في روايته هذه مع اليعقوبي في كون رسول المأمون لجلب الإمام هو [[الجلودي]] لا الرجاء بن الضحاك.
 
== ولاية عهد المأمون ==
روى الشيخ المفيد- أنه وبعد إقامة الإمام في مرو- أنفذ إليه المأمون قائلاً: إني أريد أن أخلع نفسي من الخلافة، وأقلدك إياها، فما رأيك في ذلك؟
 
فأنكر الرضا هذا الأمر، وقال له: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا الكلام وأن يسمع به أحد. فرد عليه الرسالة: فإذا أبيت ما عرضت عليك، فلا بد من ولاية العهد من بعدي، فأبى عليه الرضا إباء شديداً، فاستدعاه إليه، وخلا به، ومعه [[الفضل بن سهل]] ذو الرئاستين ليس في المجلس غيرهم، وقال له: إني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين، وأفسخ ما في رقبتي، وأضعه في رقبتك. فقال له الرضا: الله الله يا أمير المؤمنين! إنّه لا طاقة لي بذلك و لاولا قوة لي عليه.
 
قال له: إني موليك العهد من بعدي! فقال له: اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين. فقال له المأمون كلاماً فيه كالتهدد له على الامتناع عليه، وكان مما قال فيه: إن [[عمر بن الخطاب]] جعل الشورى في ستة أحدهم جدك [[علي بن أبي طالب|أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]] ، وشرط فيمن خالف منهم أن تضرب عنقه، ولا بد من قبولك ما أريده منك فإنني لا أجد محيصاً عنه!!.
سطر 74:
فأجابه المأمون إلى ذلك كله.<ref>المفيد، المصدر السابق، صص 455-456.</ref>
 
وهكذا بايع المأمون الإمام على ولاية العهد في يوم الاثنين لسبعٍ خلون من شهر [[رمضان]] سنة 201هـ، وأمر الناس بلبس الخضرة بدلاً من السواد (وهو لباس [[أبي مسلم الخراساني]] وأصحابه تقليداً للون راية [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبيّ]] أو حزناً على شهداء [[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيت]] النبيّ ).<ref>دائرة المعارف تشيع، ج 1، 1366، صص 440-439.</ref> وكتب بذلك إلى الآفاق، وأخذ البيعة للإمام الرضا ،الرضا، وخطبوا باسمه على المنابر، وضربوا الدرهم والدينار، ولم يبق أحد إلاّ ولبس الأخضر إلّا [[إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي|إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي الهاشميّ]].<ref>اليعقوبي، المصدر السابق، ص 465.</ref>
 
وأقام المأمون حفلاً دعا فيه الخطباء والشعراء، وكان منهم [[دعبل الخزاعي|دعبل بن علي الخزاعي]] والذي كافأهُ الإمام الرضا .<ref>المفيد، المصدر السابق، صص 458-459.</ref>
 
أرسل المأمون [[عيسى الجلودي]] إلى [[مكة]] ليُبلّغ أمره ببيعة الإمام الرضا، وقد كان حينها إبراهيم بن موسى بن جعفر والياً عليها ويدعو باسم المأمون، فعندما وصل الجلودي باللباس الأخضر وبيعة الرضا أسرع لإستقباله، وبايع أهل مكة الرضا ،الرضا، وارتدوا الخضر.<ref>يعقوبي، المصدر السابق، ص 466.</ref>
 
=== تحليل ٌ لقضية ولاية العهد ===
سطر 84:
سلّم المأمون ولاية [[العراق]] إلى [[الحسن بن سهل]]، وبقي هو في مرو. حينها ثار بعض [[العلويين]] الطامعين في الخلافة، وانضمّ إليهم الكثير من أهل العراق لسخطهم على الحسن بن سهل. فاضطرب المأمون لسماعه هذا النبأ، فهرع إلى [[الفضل بن سهل]] ذي الرئاستين يستشيرهُ حيث أشار عليه باختيار الإمام الرضا وليّا للعهد علّهُ يستطيع إجبار باقي العلويين على الطاعة.<ref>دهخدا، ج 8، 1377، ص 12109، مدخل رضا.</ref>
 
إنّ قضية ولاية العهد من القضايا المهمة في الحياة السياسية للإمام الرضا. ولدراسة هذه القضية ينبغي التحقيق في التاريخ الإسلامي وتاريخ [[بني أمية]] وكيفية وصول [[العباسيين]] إلى الخلافة. لقد كانت الأوضاع العامّة للبلاد الإسلامية حتى عام 203 للهجرة (السنة التي توفي فيها الإمام الرضا ) بهذه الصورة إجمالاً: لايخفى على الجميع ظلم الأمويين؛ لأنهم لايعرفوا من الخلافة إلا الحكم إلاّ [[عمر بن عبد العزيز]] الذي لم تدُم حكومته. ولهذا ظهرت الكثير من الثورات ذات الطابع الديني ضدّ الحكم الأموي. وكان الجميع يعقدون الأمل على أولاد علي - المعروفين آنذاك بـ[[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] - بإحقاق الحق والعدل والمساواة. فإستغلّ العباسيّون هذا الرغبة والأمل والحب لأهل البيت ،البيت، وجيّروا ذلك لصالحهم، وتظاهروا بأن ثورتهم إنّما هي من أجل التخلّص من التعسّف والظلم الأموي وإعادة الحق إلى أهله تحت شعار [[الرضا من آل محمد]]، وقد مرت الثورة العباسية بعدّة مراحل:
 
1. الدعوة للعلويين حصراً في بداية الأمر.
سطر 121:
=== أسباب إقامة المناظرات ===
 
كان المأمون يهدف إلى إزالة الاعتقاد السائد لدى عامّة الأمّة حول [[الأئمة الاثنا عشر|أئمة]] [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] من أنّهم ذوو ([[علم لدني|علم لدُنيّ]])، وفي هذا يقول [[الشيخ الصدوق]]: "كان المأمون يجلب على الرضا من متكلمي الفرق و الأهواءوالأهواء المضلة كل من سمع به حرصاً على انقطاع الرضا عن الحجّة مع واحد منهم وذلك حسداً منه له ولمنزلته من العلم، فكان لا يكلم أحداً إلاّ أقرّ له بالفضل، والتزم الحجة له عليه".<ref>عيون أخبار الرضا، ج1، ص 152، نقلاً عن جعفريان، ص 442.</ref>
 
ولما أحس المأمون في نهاية المطاف بتمكن الإمام من إفحام المناظرين وأنّ الأمر بدأ ينعكس عليه سلباً أخذ بالحدّ منها، وقد أشار إلى ذلك [[عبد السلام الهروي]] حيث قال: رُفِع إلى المأمون أن أبا الحسن علي بن موسى ( يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر [[محمد بن عمرو الطوسي]] حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه، وأحضره، فلما نظر إليه المأمون زبره، واستخف به، فخرج أبو الحسن من عنده مغضباً وهو يتمتم بشفتيه..داعيا عليه.<ref>جعفريان، 1381، ص 442-443.</ref>
سطر 134:
جاء في تاريخ [[اليعقوبي]]: انطلق المأمون في عام 202 للهجره من مرو إلى [[العراق]] مصطحباً معه وليّ عهده الرضا ووزيره [[الفضل بن سهل]] ذا الرئاستين .<ref>اليعقوبي، المصدر السابق، ص 469.</ref> ولما صار إلى [[طوس]] توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بقرية يقال لها [[النوقان]] أول سنة 203، ولم تكن علته غير ثلاثة أيام، فقيل إنّ [[علي بن هشام]] أطعمه رمانا فيه سم، وأظهر المأمون عليه جزعاً شديداً. وأضاف اليعقوبي: حدثني أبو الحسن بن أبي عباد قال: رأيت المأمون يمشي في جنازة الرضا حاسراً في مبطنة بيضاء وهو بين قائمتى النعش يقول: إلى من أروح بعدك، يا أبا الحسن! وأقام عند قبره ثلاثة أيام يؤتى في كل يوم برغيف وملح، فيأكله، ثم انصرف في اليوم الرابع .<ref name="اليعقوبي، المصدر السابق، ص 471">اليعقوبي، المصدر السابق، ص 471.</ref>
 
وروى [[الشيخ المفيد]] أن [[عبد الله بن بشير]] قال: أمرني المأمون أن أطول أظفاري عن العادة، ولا أظهر لأحد ذلك، ففعلت، ثم استدعاني، فأخرج إلي شيئاً شبه التمر الهندي، و قالوقال لي: اعجن هذا بيديك جميعاً، ففعلت. ثم قام، وتركني، فدخل على الرضا ، فقال له: ما خبرك؟ قال: أرجو أن أكون صالحا. قال له: أنا اليوم بحمد الله أيضاً صالح، فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم؟ قال: لا. فغضب المأمون، وصاح على غلمانه. ثم قال: خذ ماء الرمان الساعة، فإنّه مما لا يستغنى عنه. ثم دعاني، فقال: ائتنا برمان، فأتيته به، فقال لي أعصره بيديك، ففعلت، وسقاه المأمون الرضا بيده، فكان ذلك سبب وفاته.<ref name="المفيد، المصدر السابق، ص 464"/>
 
وقد نقل [[الشيخ الصدوق|الصدوق]] روايات بهذا المضمون ذكر في بعضها أنّ المأمون دسّ إليه العنب وفي بعضها العنب والرمّان.<ref>راجع: الصدوق، ج2، 1373، صص 592 و 602.</ref>
سطر 174:
== مختارات من كلامه ==
* إن مشي الرجال مع الرجل فتنة للمتبوع ومذلة للتابع.<ref name="اليعقوبي، المصدر السابق، ص 471"/>
* صديق كلّ امرىءٍامرئٍ عقله وعدوه جهله.<ref>الصدوق، ج 2، 1373، ص 3.</ref>
* مَن جَلَسَ مَجلِسا يُحيى فيهِ أمرُنا، لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القُلوُبُ <ref>عيون أخبار الرضا، ج1، ص294</ref>
* مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْ قَلْبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ <ref>الكافي، ج2، ص200</ref>
سطر 241:
* السيوطي، جلال الدين، تاريخ الخلفاء، بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، بيتا، بلا مکان.
* العاملي، السيد جعفر مرتضى، الحياة السياسية للإمام الرضا : دراسة وتحليل، بيروت: المركز الإسلامي للدراسات، 1430ه.ق.
* المفيد، محمد بن محمد بن نعمان، الارشادالإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، قم: سعيد بن جبير، 1428 ق.
* دائرة المعارف تشيع، ج 1، تهران: بنياد إسلامي، 1366.
* دخيل، علي محمد علي، ائمتنا: سيرة الائمة الاثنيالإثني عشر، الجزء الثاني، قم: مؤسسة دار الكتاب الإسلامي، 1429ه/2008م.
* العسقلاني، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 7، بيروت: دار صادر.
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* الصدوق، عيون اخبار الرضا ، ترجمه علي أكبر غفاري، 2 جلد، تهران: نشر صدوق، 1373هـ ش.
* الطبرسي، الفضل بن الحسن، أعلام الورى بأعلام الهدى، الجزء الثاني، قم: مؤسسه آل البيت لاحياء التراث، 1417 هـ ق.
* الطبرسي، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب، الاحتجاج، تعليقات و ملاحظاتوملاحظات: السيدمحمدباقر الموسوي الخرسان، ج 2، مشهد: سعيد، 1403ه.ق.
* فضل الله، محمد جواد، مشهد: آستان قدس رضوي، بنياد پژوهشهاي إسلامي، 1377هـ ش.
* الحسيني، جعفر مرتضي، الحياة السياسية للإمام الرضا ، طهران: دفتر نشر فرهنگ إسلامي، 1381هـ.
سطر 255:
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* جعفريان، رسول، اطلس شيعه، طهران: سازمان جغرافيايي نيروهاي مسلح، 1387.
* جعفريان، رسول، حيات فكري و سياسيوسياسي امامان شيعه ، قم: انصاريان، 1381هـ ش.
* جعفريان، رسول، حيات فكري و سياسيوسياسي امامان شيعه، قم: انصاريان، 1376.
* الجوزي، يوسف بن قزاوغلي، تذكرة الخواص من الامة في ذكر خصائص الائمة، قم، منشورات الشريف الرضي، بلا تا.
* القرشي، باقر شريف، حياة الامام علي بن موسي الرضا: دراسة و تحليل،وتحليل، الجزء الثاني، الناشر: مهر دلدار، 1429ه.ق./2008م.
* عرفان منش، جليل، جغرافياي تاريخي هجرت امام رضا عليه السلام از مدينه تا مرو، مشهد: آستان قدس رضوي، بنياد پژوهشهاي إسلامي، 1374.
 
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* القمي، شيخ عباس، منتهي الآمال، تحقيق: ناصر باقري بيدهندي، قم: دليل، 1379هـ ش.
* الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج 1، تصحيح و تعلييقوتعلييق: علي أكبر غفاري، الطبعة الخامسة، 1363هـ ش.
* الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: محمد آخوندي، علي أكبر غفاري، طهران: دار الكتب الإسلامية، بلا تا، ج 1.
* مطهري، مرتضى، مجموعه آثار، ج 18، تهران: قم: صدرا، 1381.
* اليعقوبي، احمد بن ابي يعقوب، تاريخ اليعقوبي ج 2، طهران: علمي و فرهنگي،وفرهنگي، 1378.
* اليافعي، عبد الله بن آسعد، مرآة الجنان ووعبرة عبرة اليقضاناليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، ج 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 1417هـ ق.
* العطاردي، مسند الإمام الرضا، الجزء الأول، بيروت: دار الصفوة، 1413ه.، 1993م.
 
سطر 276:
* فضل الله، محمد جواد، الإمام الرضا ، مشهد: العتبة الرضوية المقدّسة، مركز البحوث الإسلامية ،1377هـ ش.
* الحسيني، جعفر مرتضى، الحياة السياسية للامام الرضا، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم المقدسة، الطبعة الثانية، 1403هـ.
* جعفريان،الحياةجعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة الشيعة عليهم السلام، قم، انصاريان1381هـ.
 
== طالع أيضاً ==