فقه مقارن: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 2:
 
==مقدمة==
الاختلاف الواقع في شريعة الإسلام بين المذاهب الفقهية الإسلامية، فبين [[مذهب (فقه)|المذاهب السنية المشهورة]] الإختلافالاختلاف محصور في مسائل الفقه الفرعية، وبين المذاهب السنية و [[مدارس الشيعة|المذاهب الشيعية]] في بعض مسائل [[عقيدة|العقيدة]] ومسائل [[فقه إسلامي|الفقه]] الأصلية والفرعية.
 
وسبب الإختلافالاختلاف يرجع إلى أصول [[اجتهاد (إسلام)|الإستنباط]] التي يعتمدها كل عالم [[اجتهاد (إسلام)|مجتهد]] صاحب [[مذهب]] أو [[طريقة (صوفية)|طريقة]].
 
وحسب [[تاريخ إسلامي|التاريخ الإسلامي]] فقد أدى [[التعصب المذهبي]] إلى التباغض والفرقة في القلوب والأبدان،<ref>[http://www.alukah.net/sharia/0/33877/ التعصب المذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170702182748/http://www.alukah.net/sharia/0/33877 |date=02 يوليو 2017}}</ref> فتكلّم العلماء على آداب الإختلافالاختلاف.
 
ففي القديم كانوا يتكلمون عن آداب الطالب وآداب المحدث أو القارئ غير مفصول عن مواضيعه مثل: آداب معلم القرآن وآداب معلم الفقه وآداب معلم الحديث وغيرها ففي كل فن من فنون [[شريعة إسلامية|الشريعة الإسلامية]] لها آداب في تلقينها وتلقيها، وألف [[ابن تيمية]] في هذا السياق كتاب [[رفع الملام عن الأئمة الأعلام]] ذكر فيه أسباب إختلافاختلاف الأئمة أصحاب [[مذهب (فقه)|المذاهب الفقهية]].
 
ثم في هذا العصر الحديث ألف الناس في آداب الإختلافالاختلاف كتبا مستقلة عن مسائل الفقه، مثل كتاب أدب الإختلافالاختلاف في الإسلام للمؤلف: طه جابر العلواني. وكتاب آداب الاختلاف في الإسلام للمؤلف الشيخ صلاح نجيب الدق.
 
وإذا درسنا الإسلام بتدقيق وإمعان وجدنا الإسلام يقسم الإختلافالاختلاف إلى نوعين:
# مقبول : وهو الاختلاف النابع عن تباين في الفهم بسبب إشكال لفظي ،لفظي، أو تعدد دلالات التعابير المتداولة ،المتداولة، أو اختلاف في فهم الأدلة الشرعية والعقلية.
# مذموم : وهو ما كان ناشئا من : هوى أو جحود أو تعصب، وهو خلاف يؤدي إلى نزاع وصراع.<ref>[http://www.startimes.com/?t=23011553 أرشيف: الدراسة والمناهج التعليمية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170813142507/http://www.startimes.com/?t=23011553 |date=13 أغسطس 2017}}</ref>
== اختلاف الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ==
 
لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمكن أن يؤدي إلى الاختلاف بالمعنى الذي ذكرناه، ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجع الجميع باتفاق، و مردهم في كل أمر يحزبهم، ومفزعهم في كل شأن، وهاديهم من كل حيرة؛ فإذا اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في شيء ردوه إليه عليه الصلاة والسلام فبين لهم وجه الحق فيه، وأوضح لهم سبيل الهداية، وأما الذين ينزل بهم من الأمور ما لا يستطيعون رده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعدهم عن [[المدينة المنورة]]، فكان يقع بينهم الاختلاف كاختلافهم في تفسير ما يعرفونه من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتطبيقه على ما نابهم من أحداث، وقد لا يجدون في ذلك نصاً فتختلف اجتهاداتهم... هؤلاء ذا عادوا إلى المدينة، والتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم عرضوا عليه ما فهموه من النصوص التي بين أيديهم أو ما اجتهدوا فيه من القضايا، فإما أن يقرهم على ذلك فيصبح جزءاً من سنته صلى الله عليه وسلم ،وسلم، وإما أن يبين لهم وجه الحق والصواب فيطمئنون لحكمه صلى الله عليه وسلم ،وسلم، ويأخذون به، ويرتفع الخلاف، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
 
* ما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب: "لا يصلين أحد العصر إلاّ في بني قريظة " فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، أي: ديار بني قريظة.
 
وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك. فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ،وسلم، فلم يعنف واحداً منهم. وظاهر من هذا الحديث الشريف أن الصحابة رضوان الله عليهم انقسموا إلى فريقين في موقفهم من أداء صلاة العصر: فريق أخذ بظاهر اللفظ (كما يقول المناطقة ) أو بما يسميه أصوليو الحنفية بـ "عبارة النص ". وفريق استنبط من النص معنى خصَّصه به.
 
وتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم للفريقين دليل على مشروعية كل من المذهبين.
 
فالمسلم: له أن يأخذ بظاهر النص، وله أن يستنبط من المعاني ما يحتمله النص، ويمكن التدليل عليه، ولا لوم على من بذل جهده، وكان مؤهلاً لهذا النوع من الجهد. فالفريق الثاني من الصحابة، رضوان الله عليهم، فهموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد أن يأمرهم بالمبالغة في الإسراع، ولذلك اعتبروا أن أداءهم الصلاة قبل الوصول إلى بني قريظة لا ينافي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة في بني قريظة، ما دامت الصلاة لن تؤخرهم عن الوصول. ومن الطريف أن ابن القيم رحمه الله أورد اختلاف الفقهاء في تصويب أن من الفريقين، وبيان الأفضل من فعل كل منهما، فمن قائل: إن الأفضل فعل من صلى في الطريق فحاز قصب السبق في أداء الصلاة في وقتها وتلبية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن قائل: إن الأفضل فعل من أخرها ليصليها في بني قريظة.
 
وما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعنف واحداً منهما، فكان على الفقهاء رحمهم الله أن يسعهم ذلك من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألا يخوضوا في أمر قد تولى، عليه الصلاة والسلام، حسمه والانتهاء منه.
سطر 31:
* ومن أمثلته كذلك ما أخرجه أبو داود والحاكم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: (احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل. فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ " فأخبرته بالذي ((وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً )) [النساء:29]. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً).<ref>[http://library.islamweb.net/NEWLIBRARY/display_umma.php?lang=&BabId=4&ChapterId=4&BookId=209&CatId=201&startno=0 المكتبة الإسلامية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170813010704/http://library.islamweb.net/NEWLIBRARY/display_umma.php?lang=&BabId=4&ChapterId=4&BookId=209&CatId=201&startno=0 |date=13 أغسطس 2017}}</ref>
 
== إختلافاختلاف الصحابة بعد وفاة الرسول ==
الخلاف الذي وقع بين الصحابة بعد موته صلوات الله وسلامه عليه، فهو إنكار بعضهم موته، وشكهم في ذلك، حتى ثبتهم الله بخطبة [[أبو بكر الصديق|الصديق]] رضي الله عنه، ثم اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة وحضور الصديق وعمر إليهم، وقد حمى الله المسلمين من فتنة التفرق والاختلاف، وعصمهم بخطبة الصديق رضي الله عنه في السقيفة، فبايعه الصحابة رضي الله عنهم فيها، ثم بايعوه في المسجد.<ref>[http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=13989 مركز الفتوى] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171121164104/http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=13989 |date=21 نوفمبر 2017}}</ref>