رأس التين: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة بوابة (2) (بوابة:مصر)
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 9:
 
أما عن مسمى المنطقة -(رأس التين) أو ما كان يُعرف بمسمى (روضة التين)- فهو يرجع إلى ما قبل زمن (الحملة الفرنسية) على مصر عام (1798م)، حيث يصف تلك المنطقة العالم الفرنسي (جراتيان لوبير) في دراسته المفصلة عن (مدينة الإسكندرية)، وذلك من خلال العمل الموسوعي الضخم (وصف مصر)، فنجده يذكر: (أما شبه جزيرة الفنار والتي تسمى بالعربية روضة التين، إذ كانت تزرع هناك بنجاح كبير أشجار التين التي تنتج أفخر الثمار، فتغطي الميناء القديم- يقصد الميناء الغربي- بطول يبلغ 2650 متراً بالاتجاه نحو الجنوب الغربي، وتربتها الملحية الفاصلة ليست سوى صخرة جيرية يبهر ويؤذي العين لونها الأبيض الذي تجعله الشمس باهراً على الدوام، وكل شبه الجزيرة هذا محاط بشعب صخرية في مستوى سطح الماء وبخاصة إلى الغرب من جسر حصن الفنار)، ويستطرد (لوبير) عند وصفه للمنطقة، حيث نجده يضيف (ويدافع عن الرأس الواقع إلى جنوب غرب شبه الجزيرة هذه، والذي لايمكن الاقتراب منه، بطارية قريبة تتسمى باسم رأس التين)، وهكذا كان حال منطقة (رأس التين) مع نهاية القرن الثامن عشر، يزرع بها أشجار (التين) التي تنتج أفخر الثمار حيث تغطي منطقة الميناء القديم.
ويؤكد على سبب تلك التسمية كذلك (على باشا مبارك) في خططه الشهيرة، وذلك عند تأريخه لتعمير منطقة (الميناء الغربي) في الإسكندرية زمن والي مصر (محمد علي باشا)، حيث يذكر:(في الأماكن التي أنعم بها عليهم من الأراضي التي كانت إذ ذاك من زاوية خطاب من الجهة البحرية إلى البحر المالح، وكانت قبل ذلك كلها مزروعة تيناً برشوميــاً، ومقسمة إلى زربيات متنوعة، فاتسع بذلك دائر الميناء وحدَثَ بها ترسانة تشتمل على جميع ما يلزم لإنشاء وترميم المراكب الحربية وغيرها).
كان من أوائل من عمر تلك المنطقة الوالي (محمد علي باشا) ذاته، حيث أدرك أهمية الإسكندرية ومينائها، وذلك في وقت مبكر من سنوات حكمه الممتدة، وفي ذلك يذكر كذلك (علي باشا مبارك):(وحيث كان غير خفي على ذكائه أهمية موقع الإسكندرية من الديار المصرية، وأنها بالنسبة للقطر جميعه كالرأس بالنسبة للإنسان، سيما وهى من أعظم ثغور الإسلام عليها المدار في تحصين القطر وسد عوراته، صرف إليها همته العلية، واحتفل بهااحتفالاتبهاحتفالات سنية، وأجرى فيها من محاسن الترتيبات والتنظيمات ما أوجب لها العمارة وتزايد الخيرات، وكثر فيها الصادر والوارد فعاد إليها وسيم نضرتها و قديم شهرتها).
 
كان أول ما أنشأ (محمد علي) بالإسكندرية سراي (رأس التين)، حيث اختار ذلك الموقع بشبه جزيرة (الفنار)، ليشيد أعظم قصوره وأفخمها على الإطلاق، وليجعل منها قصراً صيفياً يدير منه شئون البلاد، حيث فرغ من تشييدها في 22 شعبان عام (1245هـ) (1830م)، وهو الأمر الذي توارثه خلفاءه من حكام مصر من ولاة وسلاطين وملوك من أبناء (الأسرة العلوية) وحتى قيام ثورة يوليو عام (1952م)، حيث اتخذ كل هؤلاء من ذلك القصر بالإسكندرية مقراً صيفياً لإدارة شئون البلاد.