حنفية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات Firas.hi21 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة JarBot
وسم: استرجاع
ط وصل بصفحة تنقيح
سطر 18:
يقول [[الموفق المكي]] مبيناً طريقة أبي حنيفة في تدريس أصحابه: "فوضع أبو حنيفة مذهبه شورى بينهم، لم يستبد فيه بنفسه دونهم؛ [[اجتهاد]]اً منه في الدين، ومبالغة في النصيحة لله ورسوله والمؤمنين، فكان يُلقي مسألة مسألة، يقلبهم ويسمع ما عندهم، ويقول ما عنده، ويناظرهم شهراً أو أكثر من ذلك حتى يستقر أحد الأقوال فيها، ثم يُثبتها القاضي [[أبو يوسف]] في الأصول، حتى أثبت الأصول كلها". وبناء على ذلك فإن تلاميذ أبي حنيفة كانوا مشاركين في تأسيس هذا البناء الفقهي، ولم يكونوا مجرد مستمعين، مُسلّمين لما يطرح عليهم. ولم يكن أبو يوسف وحده هو الذي يقوم بتدوين ما استقر عليه الرأي، بل كان يوجد في حلقة أبي حنيفة عشرة يقومون بالتدوين، على رأسهم الأربعة الكبار: ([[أبو يوسف]]، [[محمد بن الحسن الشيباني]]، [[زفر بن الهذيل]]، [[الحسن بن زياد اللؤلؤي]]).<ref>انظر: المذهب عند الحنفية، ص: 48.</ref>
 
ولقد قام هؤلاء الأصحاب - خاصة الصاحبين: (أبا يوسف ومحمد بن الحسن) - بعد وفاة شيخهم بجهود كبيرة في تطوير المذهب وتنقيحه؛ فقاموا بتنقيحب[[تنقيح]] تلك الآراء التي اعتمدوها على عهد شيخهم، وأعادوا النظر فيها، وراجعوها في ضوء ما استُجد من أدلة وما حصل من تغيُّر في حياة الناس ومشاكلهم، ولذا وجدنا أبا يوسف ومحمد بن الحسن قد تراجعا عن كثير من الآراء التي اعتمدها إمامهم لمّا اطلعا على ما عند أهل [[الحجاز]].<ref>انظر: المذهب عن الحنفية، ص: 49، وتاريخ الفقه الإسلامي لمحمد على السايس، ص: 110.</ref> وكان من آثار ذلك أن خالفوا إمامهم في جملة من المسائل الأصلية والفرعية، ومع ذلك فهم [[مجتهد]]ون ومنتسبون إلى الإمام؛ لأنهم اعتمدوا قواعده، وساروا على طريقته في [[الاجتهاد]].<ref>انظر: تاريخ الفقه الإسلامي، ص: 110.</ref> ولذلك دُوّنت آراؤهم مع آراء أبي حنيفة، وعُدّ الجميع مذهباً للحنفية، بل أحياناً تكون الفتوى عندهم على رأي أبي حنيفة، وأحياناً على رأي الصاحبين أو غيرهما.<ref>انظر: المذهب عند الحنفية، ص: 49-50.</ref>
 
== التوسع والنمو والانتشار ==