أبو القاسم الرافعي القزويني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:إضافة وصلة أرشيفية.
ط وصل بصفحة تنقيح
سطر 83:
 
== في البحث والاستدلال ==
يعد الرافعي من محققي المذهب الشافعي، في القرن السابع الهجري،<ref name="شرح الكوكب المنير"/> وقد أبدى اهتماماً كبيرا بدراسة المذهب الشافعي، ويعد عند [[فقيه|الفقهاء]] بدرجة مجتهد في المذهب، وحصلت اجتهاداته على القبول والإقرار في الأوساط العلمية، واعتمدت في القضاء والإفتاء والتعليم، وأصبحت كتبه ضمن المراجع المعتمدة في مذهب [[شافعية|الشافعية]]. وكان له تحقيقات إضافية في الفقه المقارن، ومسائل الخلاف المتشعبة، وجمع الأقوال المتفرقة، والطرق المختلفة، وقام بتنقيح المذهب، وتحرير الأقوال والآراء والوجوه والطرق وتحقيق القول المعتمد أو الراجح في مذهب [[شافعية|الشافعية]]، وجمع طرقه بعبارات موجزة، وكانت له استدلالات وترجيحات للأقوال وفق الأدلة التي استند إليها. ولم يقتصر على الترجيح في مسائل الخلاف، بل عمل على تحرير المذهب وتنقيحه،و[[تنقيح]]ه، ومهد الطريق لمن يأتي بعده، وقد سار على منواله [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] في منهج الترجيح والتصحيح. وكان أبو القاسم الرافعي من أول العلماء الذين استخدموا المصطلحات الفقهية، وكانت ترجيحاته واختياراته تبنى على منهج الاستدلال، والتصحيح وفق ما يقتضيه الدليل. يعد الرافعي من أوائل متأخري الشافعية، <ref group="ملاحظة">العلماء المتأخرون: الذين كانوا في حدود ما بعد القرن الخامس الهجري تقريبا، والمتقدمون هم الذين كانوا في الفترة قبل ذلك.</ref> وكان لمتقدمي الشافعية قبل فترة الرافعي مجهودات في نقل المذهب ودراسته، والبحث فيما يستجد، وكانت هناك مراجع هامة من كتب المتقدمين مثل: كتاب الأم للشافعي، ومختصر المزني، ثم بعد ذلك الحاوي الكبير للماوردي، ثم المهذب للشيرازي، ونهاية المطلب لإمام الحرمين، ثم الوسيط لأبي حامد الغزالي، وكان تعدد الأقوال يستدعي الجمع بين الطرق، وتحديد الراجح للعمل والفتوى، وقد حاول إمام الحرمين توحيد الطرق المتعددة، وتبعه تلميذه الغزالي، من خلال كتاب البسيط. وقد عمل الرافعي بعد ذلك على توحيد طريقتي العراقيين والخرسانيين،{{للهامش|10}} والطرق والأوجه المختلفة، من خلال جمع مواضع الخلاف، واستعراض أدلتها، والترجيح بحسب قوة الدليل، وتحديد مراتبها حينما يكون هناك قول ضعيف وقوي وأقوى، أو راجح وأرجح، وبيان ما هو في أصل المذهب، أو من قول الشافعي، أو من كلام الأصحاب، أو ما عليه الأكثرون، أو ما عليه الفتوى؛ ليكون العمل والفتوى على الراجح عند قوة الدليل، إذ أن تعدد الأقوال في المسألة الواحدة قد يؤدي إلى تشتيت الفكر عند العامة، ووقوعهم في إشكال أو حرج.<ref group="ملاحظة">ذكر في تحقيق كتاب شرح الكوكب المنير عنه أن الرافعي: {{اقتباس مضمن|كان متضلعاً من علوم الشريعة تفسيرا وحديثا وأصولاً، وكان ورعا تقيا زاهدا، طاهر الذيل، مراقبا لله، ويعتبر مع النووي من محرري المذهب الشافعي ومحققيه في القرن السابع.}} انظر: تحقيق كتاب شرح الكوكب المنير، محمد الزحيلي، ونزيه حماد.</ref> كان للرافعي اطلاع على كتب السابقين في المذهب، ورواية الأوجه والطرق في المذهب، والمذاهب الأخرى، وما فيها من أقوال وآراء، وجمع ما تفرق منها، وقد استفاد الرافعي من والده الذي كان متضلعا في الفقه والحديث، بالإضافة إلى مشائخه الآخرين، وإلى عمله في نقل الأقول، والتفسير وروايته للحديث، والتدريس والفتوى. قال عنه ابن الملقن: «وكان -رحمه اللهَّ- طاهر اللسان فِي تصنيفه، كثير الأدب، شديد الإحتراز فِي النقول، فلا يُطلق نقلا عن أحد إلا إِذا وقف عليه من كلامه، فإن لم يقف عليه؛ عبَّر بقوله: وعن فلان كذا.» وذكر عنه: أنه كان شديد الإحتراز في مراتب الترجيح، فيقول تارة: "على الأصح"، وتارة يقول: "عند الأكثرين" أو: "عند فلان"، وأحيانا يعبر عما هو من جهته فيقول مثلا: "الأحسن، والأعدل، والأشبه، والأمثل، والأقرب، والأنسب، أو ينبغي كذا".<ref>البدر المنير ج1 ص</ref>
 
وقد جاء النووي من بعده، وحذا حذوه في التحقيق والترجيح، وكانت له اجتهادات واختيارات إضافية، جمعها في [[مؤلفات الإمام النووي|كتبه]]، وتعد كتب الرافعي، وكتب [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] من أهم المرجع المعتمدة عند متأخري الشافعية في [[شافعية|الفقه الشافعي]] والعمدة في تحقيق المذهب، والمعتمد لدى المفتي وغيره.<ref name="شرح الكوكب المنير"/><ref>فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب ، طبعة دار البصائر ، لمحة عن الإمام الشافعي والمذهب الشافعي</ref> قال ابن النقيب، في مقدمة كتاب (عمدة السالك): «هذا مختصر على مذهب [[محمد بن إدريس الشافعي|الإمام الشافعي]] رحمة الله تعالى عليه ورضوانه، اقتصرتُ فيه على الصحيح من [[شافعية|المذهب]] عند الرافعي و[[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، أو أحدهما، وقد أذكر فيه خلافاً في بعض الصور، وذلك إذا اختلف تصحيحهما، مقدماً لتصحيح النووي جازماً به، فيكون مقابله تصحيح الرافعي.»<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1=كتاب:عمدة السالك وعدة الناسك|مؤلف2=المؤلف: أحمد بن لؤلؤ بن عبد الله الرومي، أبو العباس، شهاب الدين ابن النقيب: فقيه شافعي مصري ولد بالقاهرة سنة (702 هـ) وتوفي فيها سنة (769 هـ)|مسار=http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%83%20%D9%88%D8%B9%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83/i674&p1|عنوان=موقع نداء الإيمان|تاريخ الوصول=16/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190530021741/http://www.al-eman.com/الكتب/عمدة%20السالك%20وعدة%20الناسك/i674&p1 | تاريخ الأرشيف = 30 مايو 2019 }}</ref>