معركة كورتي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
تعديلات بسيطة في أسلوب الكتابة
سطر 25:
 
== خلفية تاريخية ==
بعد وصول [[محمد علي باشا]] لسدة الحكم في [[مصر]] اتجهت أنظاره لضم [[النوبة|'''بلاد النوبة''']] ('''[[السودان]]''') إلى حكمه، فقام بإرسال [[حملة محمد علي باشا على السودان|حملة للسودان]] بقيادة ابنه [[إسماعيل كامل باشا|إسماعيل باشا]]، فتقدمت جيوش الحملة في النوبة السفلى ثم بدايات النوبة العليا ولم تلق مقاومة تذكر حتى وصلت جنوباً إلى حدود [[مملكة الشايقية]]، فطلب منهم إسماعيل باشا تسليم السلاح والخيل وأداء الجزية، فأجابه الشايقية: «أما الجزية فنؤديها بلا حرب، أما خيولنا وسلاحنا فما نسلمها إلا بالحرب»، فأرسل إسماعيل باشا مئة فارس لاستطلاع أمرهم، فأحاط بهم فرسان الشايقية وانقضوا عليهم، فقتلوا منهم 75 رجلاً ورجع الباقون لإسماعيل باشا فعزم على حربهم.<ref name=":0">تاريخ السودان- [[نعوم شقير]]، ص197.</ref>
 
== أحداثموقعة المعركةكورتي ==
في عصر 4 نوفمبر تقدم إسماعيل باشا بجيشه بمحاذاة الضفة الغربية للنيل، حتى وصل مشارف [[كورتي]] وهناك التقى بجيوش الشايقية المجتمعة ب"حلة أم بقر"، وكان في جيش الشايقية حوالي ألف فارس و2500 من المشاة الذين من ضمنهم النوبيين المرغمين على القتال.<ref name=":1">تاريخ السودان- [[نعوم شقير]]، ص198.</ref> أما إسماعيل باشا فجعل البدو والمغاربة في المقدمة والمؤن والجمال في الخلف استعدادا للمعركة.<ref name=":2">السودان عبر القرون- مكي شبيكة، ص102.</ref> وكانت جيوش إسماعيل باشا مجهزة بالأسلحة النارية، أما الشايقية فكانوا يحملون [[سلاح أبيض|الأسلحة البيضاء]] البسيطة وهي [[رمح|الحراب]] و<nowiki/>[[سيف|السيوف]]، وارتدى ملوكهم وقادتهم وبعض فرسانهم الدروع وحملوا البنادق والسيوف والدرق.<ref name=":2" /><ref name=":1" /> وفي صفوف جيش الشايقية كانت هناك فتاة تجلس على [[هودج]] فوق جمل مزدان بالحلي تدعى"[[مهيرة بت عبود]]"، وهي بنت '''الشيخ عبود''' شيخ بادية السواراب أحد فروع [[شايقية|الشايقية]]، وكانت مهيرة تنشد الأشعار الحماسية لتلهب حماس جنود الشايقية أثناء المعركة. واصطف الشايقية تحت قيادة [[الملك جاويش الصغير|الملك جاويش]] و<nowiki/>[[الملك صبير]] والملك عمر وعدة زعماء آخرين.<ref>السودان عبر القرون- مكي شبيكة، ص98.</ref>
 
=== موقعة كورتي ===
في عصر 4 نوفمبر تقدم إسماعيل باشا بجيشه بمحاذاة الضفة الغربية للنيل، حتى وصل مشارف [[كورتي]] وهناك التقى بجيوش الشايقية المجتمعة ب"حلة أم بقر"، وكان في جيش الشايقية حوالي ألف فارس و2500 من المشاة الذين من ضمنهم النوبيين المرغمين على القتال.<ref name=":1">تاريخ السودان- [[نعوم شقير]]، ص198.</ref>
 
أما إسماعيل باشا فجعل البدو والمغاربة في المقدمة والمؤن والجمال في الخلف استعدادا للمعركة.<ref name=":2">السودان عبر القرون- مكي شبيكة، ص102.</ref> وكانت جيوش إسماعيل باشا مجهزة بالأسلحة النارية، أما الشايقية فكانوا يحملون [[سلاح أبيض|الأسلحة البيضاء]] البسيطة وهي [[رمح|الحراب]] و<nowiki/>[[سيف|السيوف]]، وكان ملوكهم وقادتهم وبعض فرسانهم يرتدون الدروع ويحملون البنادق والسيوف والدرق.<ref name=":2" /><ref name=":1" />
 
بدأت المعركة واندفع الشايقية نحو العدو اندفاعاَ قوياَ فقاموا بزحزحة طليعة الجيش التركي المكونة من البدو والمغاربة، حتى تدارك الموقف '''عبدي كاشف''' الذي تقدمهم ونجح في صد هجمات الشايقية فبدأ البدو والمغاربة في استعادة مراكزهم مرة ثانية، أما المجموعة الثانية من جيش '''إسماعيل باشا''' فكانت تطلق النيران من خلال [[بندقية (سلاح)|البنادق]] فتتراجعثم تتراجع مجموعة منهم لتقوم بتعبئة الأسلحة، ثم تحلفتحل مكانها فرقة أخرى في إطلاق النيران حتى تعود الأولى وهكذا يتناوبون في إطلاق النار على الشايقية، واستمر الشايقية في التدافع على العدو وكان القتال شديدا بين الطرفين، حتى دارت الدائرة على الشايقية وما كان من السلاح الناري إلا أن يتفوق على السيوف والرماح، فحصد الجيش التركي من جيوش الشايقية أرواحا كثيرة، قدرت ب(600-800) رجل،<ref name=":0" /><ref name=":2" /> وكان جلوجل القتلى من المشاة وعدد قليل جدا من الفرسان، أما الجيش التركي فلم يقتل منهم غير 30 رجلا.<ref name=":1" />
وفي صفوف جيش الشايقية كانت هناك فتاة تجلس على هودج فوق جمل مزدان بالحلي تدعى"[[مهيرة بت عبود|'''مهيرة بت عبود''']]"، وهي بنت '''الشيخ عبود''' شيخ بادية السواراب أحد فروع [[شايقية|الشايقية]]، وكانت مهيرة تنشد الأشعار الحماسية لتلهب حماس جنود الشايقية أثناء المعركة. واصطف الشايقية تحت قيادة [[الملك جاويش الصغير|'''الملك جاويش''']] و<nowiki/>[[الملك صبير|'''الملك صبير''']] و'''الملك عمر''' وعدة زعماء آخرين.<ref>السودان عبر القرون- مكي شبيكة، ص98.</ref>
 
=== معركة الضيقة ===
بدأت المعركة واندفع الشايقية نحو العدو اندفاعاَ قوياَ فقاموا بزحزحة طليعة الجيش التركي المكونة من البدو والمغاربة، حتى تدارك الموقف '''عبدي كاشف''' الذي تقدمهم ونجح في صد هجمات الشايقية فبدأ البدو والمغاربة في استعادة مراكزهم مرة ثانية، أما المجموعة الثانية من جيش '''إسماعيل باشا''' فكانت تطلق النيران من خلال البنادق فتتراجع مجموعة منهم لتقوم بتعبئة الأسلحة، ثم تحل مكانها فرقة أخرى في إطلاق النيران حتى تعود الأولى وهكذا يتناوبون في إطلاق النار على الشايقية، واستمر الشايقية في التدافع على العدو وكان القتال شديدا بين الطرفين، حتى دارت الدائرة على الشايقية وما كان من السلاح الناري إلا أن يتفوق على السيوف والرماح، فحصد الجيش التركي من جيوش الشايقية أرواحا كثيرة، قدرت ب(600-800) رجل،<ref name=":0" /><ref name=":2" /> وكان جل القتلى من المشاة وعدد قليل جدا من الفرسان، أما الجيش التركي فلم يقتل منهم غير 30 رجلا.<ref name=":1" />
بعد هزيمة الشايقية بكورتي انسحب الباقون منهم واجتازوا [[النيل]] إلى الضفة الشرقية، واجتمعتفاجتمعت جيوش الشايقية مجددا بقيادة [[الملك جاويش الصغير|الملك شاويش]] على منحدرات جبل الدجر، فاحتمواواحتموا بقلعة '''الضيقة''' الحصينة، فتبعهم إسماعيل باشا بجيشه وانتظر حتى أحضر المدافع، فقامت مدفعية إسماعيل باشا بقصف القلعة ودكها بالمدافع حتى انهزم الشايقية.<ref name=":1" /><ref>السودان عبر القرون- مكي شبيكة، ص103.</ref>
 
=== أسر صفية بنت الملك صبير ===
=== معركة الضيقة ===
أثناء المعركة وقعت '''[[صفية بنت الملك صبير|صفية]]''' بن الملك صبير تحت الأسر، فتم إحضارها لإسماعيل باشا،باشا فقامالذي قام بإكرامها وألبسها أفخر الثياب وردها إلى والدها معززة مكرمة، ولما رأى الملك صبير هذه المعاملة الحسنة لبنته قرر أن لا يرفع السيف في وجه رجل أحسن إليه، فجاء للباشا مسلما طائعا.<ref name=":1" /><ref>السودان عبر القرون- [[مكي شبيكة]]، ص101.</ref>
بعد هزيمة الشايقية بكورتي انسحب الباقون منهم واجتازوا [[النيل]] إلى الضفة الشرقية، واجتمعت جيوش الشايقية مجددا بقيادة [[الملك جاويش الصغير|الملك شاويش]] على منحدرات جبل الدجر، فاحتموا بقلعة '''الضيقة''' الحصينة، فتبعهم إسماعيل باشا بجيشه وانتظر حتى أحضر المدافع، فقامت مدفعية إسماعيل باشا بقصف القلعة ودكها بالمدافع حتى انهزم الشايقية.<ref name=":1" /><ref>السودان عبر القرون- مكي شبيكة، ص103.</ref>
 
=== أسر صفية بنت الملك صبير ===
أثناء المعركة وقعت '''[[صفية بنت الملك صبير|صفية]]''' بن الملك صبير تحت الأسر، فتم إحضارها لإسماعيل باشا، فقام بإكرامها وألبسها أفخر الثياب وردها إلى والدها معززة مكرمة، ولما رأى الملك صبير هذه المعاملة الحسنة لبنته قرر أن لا يرفع السيف في وجه رجل أحسن إليه، فجاء للباشا مسلما طائعا.<ref name=":1" /><ref>السودان عبر القرون- [[مكي شبيكة]]، ص101.</ref>
 
== بعد المعركة ==
بعد الهزيمة في المعركة قام ملوك الشايقية بالتسليم، ماعدا الملك جاويش الذي رفض التسلمالتسليم للجيش الغازي ففر بمئتي فارس عبر الصحراء إلى [[شندي]]، محاولا عقد حلف مع [[المك نمر]] ملك [[جعليون|الجعليين]]، ولكنه لم يفلح في تحقيق ذلك المسعى، وسار بعد ذلك جنوباً إلى [[الحلفايا]]، محاولاً إقناع العبدلاب،[[العبدلاب]]، ولكن باءت جهوده بالفشل، فاضطر إلى التسليم في 15 مايو 1821م، فاستقطبه إسماعيل باشا وعينه على رأس 140 فارس وجعله يرافقه في جيشه.<ref>تاريخ السودان- [[نعوم شقير]]، ص199.</ref>
 
== المراجع ==