العادل زين الدين كتبغا: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
TXiKiBoT (نقاش | مساهمات)
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط سايفربوت - تنسيق الوصلات الداخلية ذات الـ التعريف
سطر 1:
'''الملك العادل زين الدين كتبغا بن عبد الله المنصورى التركى المغلى''' (ولد ح 1245 - توفى [[حماة|بحماة]] عام 1302) . عاشر سلاطين الدولة المملوكية<ref> بعض المؤرخين يعتبرون شجر الدر أولى سلاطين المماليك. في تلك الحالة يكون العادل كتبغا حادى عشر سلاطين المماليك و ليس عاشرهم (قاسم, 22 ). </ref>. تولى الحكم [[1294]] - [[1296]]. كان مغوليا الأصل<ref>ابن اياس, 98 </ref><ref name="الشيال, 2/178">الشيال, 2/178</ref>.
[[ملف:Bahri Dynasty 1250 - 1382 (AD).PNG|تصغير|300px|السلطنة المملوكية بأوج عزها]]
 
سطر 6:
[[ملف:Mongol soldiers by Rashid al-Din 1305.JPG|thumb|left|180px|محاربون مغول]]
 
كان كتبغا جنديا في جيش مغول فارس ([[إلخانات]]) عندما أخذه الجيش المملوكى أسيرا أثناء [[معركة حمص الأولى]] في ديسمبر عام 1260 <ref name="ابن تغرى, سلطنة الملك الناصر محمد">ابن تغرى, سلطنة الملك الناصر محمد</ref> فاشتراه الأمير [[المنصور قلاوون|قلاوون الألفى]] و جعله من مماليكه ثم لما صار سلطانا عتقه و أنعم عليه بالامارة فأصبح أميرا<ref>المقريزى, الخطط, 3/388 </ref> . بعد وفاة السلطان قلاوون قبض ابنه السلطان الأشرف خليل عليه و أودعه السجن ثم أفرج عنه<ref>المقريزى, السلوك, 2/218 و 222 </ref>.ولما أغتيل السلطان خليل في عام 1293 ونصب أخيه الصغير الناصر محمد سلطانا على البلاد تقلد كتبغا منصب نائب السلطنة و مدبر الدولة و أصبح مع وزير السلطان الأمير سنجر الشجاعى الحاكم الفعلى للبلاد نظرا لصغر سن الناصر محمد الذى كان في تلك الأثناء في التاسعة من عمره<ref name="ابن تغرى, سلطنة الملك الناصر محمد"/><ref>المقريزى, السلوك, 2/249 </ref>.
 
كانت العلاقة بين كتبغا و الشجاعى علاقة توجس و منافسة وعندما تطورت إلى عداء كامل خطط الشجاعى بمساندة المماليك البرجية للقبض على كتبغا و اغتيال أمراءه. الا أن خطة الشجاعى وصلت إلى علم كتبغا عن طريق رجل مغولى وافدى اسمه كنغر فقام كتبغا بمحاصرة قلعة الجبل<ref>المقريزى, السلوك, 2/-2252 </ref><ref> قلعة الجبل : مقر سلاطين المماليك بالقاهرة و كانت فوق جبل المقطم حيث يوجد الآن مسجد محمد على و أطلال قلعة صلاح الدين. </ref> بمعاونة ال[[أكراد|الأكراد]] الشهرزورية و رفاقه من المغول المقيمين بالقاهرة<ref name="ابن تغرى, سلطنة الملك الناصر محمد"/><ref>المقريزى, السلوك, 2/253 </ref><ref>الشهرزورية كانوا من الأكراد الفارين من منطقة مابين النهرين بعد اجتياح جيش هولاكو لها في عام 1258( المقريزى, السلوك, 1/500) </ref> الا ان المماليك البرجية التابعة للشجاعى هزمت قواته ففر إلى مدينة [[بلبيس]] حيث بقى لبعض الوقت ثم عاد إلى القاهرة و حاصر القلعة مرة أخرى بعد انكسار المماليك البرجية. لسبعة أيام استمر الصراع الدامى بين قوات كتبغا والمماليك السلطانية و أتباع الشجاعى
إلى أن بدأ مماليك الشجاعى ينقلبون عليه و ينضمون إلى قوات كتبغا. ثم اتصل أمراء كتبغا بأم السلطان محمد داخل القلعة و أكدوا لها أن الصراع الدائر ليس بينهم و بين ابنها و لكنه بينهم وبين الشجاعى فما كان منها الا أن أغلقت أبواب القلعة ليجد الشجاعى نفسه محصورا في بيته خارج القلعة و أعداءه بينما مماليكه أخذين في الفرار إلى صف غريمه كتبغا. و بينما الشجاعى الذى لم يكن محبوبا لدى عامة المصريين <ref name="ابن تغرى, سلطنة الملك الناصر محمد"/> في طريقه إلى القلعة لمناقشة وسيلة لانهاء الصراع الدائر تم اغتياله وفتحت أبواب القلعة و دخل كتبغا و أمراءه و أطلقوا سراح أتباعه الذين كان الشجاعى قد أسرهم أو قبض عليهم. و تم ابعاد مماليك الشجاعى إلى ثكنات بعيدة و أودع بعضهم في السجون. و تبع ذلك الاستيلاء على ممتلكات الشجاعى وا لقبض على نوابه في [[شام (توضيح)|الشام]]<ref>المقريزى, السلوك,2/255-252 </ref> .
 
تمردت المماليك البرجية التي أبعدها كتبغا من القلعة وهى المماليك الأشرفية خليل <ref>المماليك الأشرفية خليل: مماليك السلطان الأشرف خليل. </ref> و خرجت إلى الشوارع ثائرة بعد ظهور [[حسام الدين لاجين]] في القاهرة دون محاكمته على تهمة ضلوعة في مؤامرة اغتيال أستاذهم [[الأشرف صلاح الدين خليل|السلطان الأشرف خليل]] <ref name="ابن تغرى, سلطنة الملك الناصر محمد"/>. و أنتهى تمردالمماليك بقتل بعضهم في الشوارع وتم اعدام بعض الذين قبض عليهم <ref>المقريزى, السلوك, 2/259 </ref>.
 
== السلطنة ==
كان كتبغا مدبر السلطنة و الحاكم الفعلى للبلاد نظرا لصغر سن السلطان الناصر محمد و بعد مقتل منافسه و غريمه الشجاعى توطد مركزه و زادت قوته و تمكن حسام الدين لاجين - الذى كان يدرك أن مماليك الأشرف خليل و فيما بعد السلطان الناصر ذاته سيثأروا منه - من اقناع كتبغا بضرورة خلع السلطان الناصر و الاستيلاء على تخت السلطنة<ref>ابن تغرى, سلطنة العادل كتبغا</ref><ref>الشيال,2/177</ref>. . بعد انكسار المماليك البرجية جمع كتبغا الأمراء بدار النيابة و قال لهم: " قد انخرق ناموس المملكة, و الحرمة لا تتم بسلطنة الناصر لصغر سنه" فوافق الأمراء على خلع الناصر و اقامة كتبغا سلطانا و حلفوا له و تم ابعاد الناصر محمد و أمه إلى إحدى قاعات القلعة <ref>المقريزى, السلوك, 2/260-259 </ref> ثم إلى الكرك. كتبغا أصبح سلطانا متلقبا بالملك العادل و معه لاجين نائبا للسلطنه.
 
== وصول الأويراتية ==
في عام 1296 وصلت إلى الشام أعداد ضخمة من المغول الوافدية تنتمى إلى قبيلة تعرف باسم الأويراتية<ref> لم يكن الأويراتية أول من وفد على السلطنة من المغول ولكنهم كانوا الأضخم عددا. في عام 1262, في عهد السلطان الظاهر بيبرس, أعداد كبيرة من أفراد [[القبيلة الذهبية]] الفارين من هولاكو وفدت على مصر وتبعهم غيرهم من المغول في السنوات اللاحقة. بيبرس رحب بهم و ألحقهم بالجيش. كانت لهم فرقة عسكرية خاصة بهم عرفت باسم "الفرقة الوافدية". خلال العصر المملوكى تمتع الوافدية بالحرية ولم تطبق عليهم النظم المملوكية. بيبرس أسكن الوافدية في القاهرة و ألحق أفرادها بوظائف الدولة المختلفة. (الشيال ،2/144)</ref><ref> كان عددالأويراتية الوافدين 10.000 تترى بخيولهم و ماشيتهم (ابن تغرى, سلطنة العادل كتبغا ) وكان عدد قواد هذه الفرقة يتراوح حسب المراجع المختلفة بين 113 و 200 و 300. (الشيال ،2/144)</ref>. كان هؤلاء المغول فارين من [[محمود غازان]] و كان يقودهم طغراى زوج ابنة من بنات [[هولاكو خان|هولاكو]]<ref> يشير أبو الفدا إلى أن تغراى كان زوج ابنة ل[[منكوتمر]] ابن هولاكو. ( أبو الفدا, 695 ه) </ref>. وقد رحب بهم كتبغا - و هو مغولى الأصل - ترحيبا حارا و أسكن بعضهم في حى الحسينية بالقاهرة و بعضهم الأخر في مدن على سواحل الشام. لم يكن هؤلاء الوافدين مسلمين كما كان حال مغول [[القبيلة الذهبية]] الذين وفدوا على مصر في عهد السلطان بيبرس البندقدارى, و كانت لهم عادات غريبة اشمئز منها المصريون<ref> يقول المقريزى عن الأويراتية وعاداتهم : " و بقوا على كفرهم, ودخل شهر رمضان فلم يصم منهم أحد, و صاروا يأكلون الخيل من غير ذبحها, بل يربط الفرس ويضرب على وجهه حتى يموت فيؤكل. فأنف الأمراء من جلوسهم معهم بباب القلة في الخدمة, وعظم الناس اكرامهم, وتزايد بعضهم في السلطان, و انطلقت الألسنة بذمه حتى أوجب ذلك خلع السلطان فيما بعد." ( المقريزى ، السلوك, 2/265-266) </ref>, و لكنهم اختلطوا بالسكان و تزاوجوا. الأويراتية الذين سكنوا مصر اشتهروا بالجمال و ألحق الكثيرون منهم بالخدمة في فرق الأمراء. الا أن استقبال كتبغا الحار للأويراتية و المبالغة في اكرامهم جعل الشك في مآربه و مراميه يتسلل إلى نفوس الكثير من الأمراء و كان ذلك إحدى أسباب سقوط كتبغا فيما بعد <ref> الشيال ،2/145-144 </ref><ref> المقريزى ،الخطط, 3/36-32 </ref>.
 
== الخلع ==
خلال عهد السلطان كتبغا عانت مصر و الشام من نقص حاد في المياة و الطعام إضافة إلى انتشار الوباء الذى أودى بحياة أعداد هائلة من السكان. كتبغا لم يكن محبوبا من قبل عامة المصريين وكانوا يعتبرونه نحسا على البلاد<ref name="الشيال, 2/178"/><ref>المقريزى, السلوك, 2/260</ref><ref> يصف المقريزى عهد كتبغا بالتالى :" فكانت أيامه شر أيام من الغلاء و الوباء وكثرة الموتان." ( المقريزى, السلوك, 2/260</ref>. و قد شعر المصريون بالغبن حين رأوه -وهو مغولى الأصل- يفرط في كرمه و عطائه للمغول الأويراتية الغير مسلمين بينما هم يعانون من ارتفاع أسعار الطعام و صعوبات اقتصادية جامة.
 
بينما كان كتبغا في الشام أجمع الأمراء على ضرورة التخلص منه فذهبوا اليه و قابلوه و هو في طريق عودته إلى مصر. كتبغا أظهر سخطه على الأمير بيسرى بسبب اعتقاده أنه قد اتصل بالمغول فخاف الأمراء و من ضمنهم لاجين من أن يقوم كتبغا بالقبض عليه و هو من كبار الأمراء فحملوا أسلحتهم و توجهوا إلى الدهليز السلطانى حيث كان كتبغا يقيم فأصطدموا بمماليكه و قتلوا و جرحوا عددا منهم. عندما أحس كتبغا بما يجرى خرج من المخرج الخلفى للدهليز و أمتطى فرسا و فر نحو دمشق مع خمسة من مماليكه ولم يتمكن الأمراء من اللحاق به. وقام الأمراء بتنصيب لاجين سلطانا على البلاد <ref> المقريزى ،السلوك,2/274 -273 </ref>. كتبغا تحصن داخل قلعة دمشق لبعض الوقت ثم لم يجد مناصا من التنحى والاعتراف بسلطات لاجين السلطانية قائلا: " السلطان الملك المنصور خوشداشى, وأنا في خدمته و طاعته, و أنا أكون في بعض القاعات بالقلعة إلى أن يكاتب السلطان و يرد جوابه بما يقتضيه في أمرى" <ref>المقريزى, السلوك, 2/277</ref> . وبذللك تنحى كتبغا بعد أن بقى على تخت السلطنة حوالي سنتين و عينه لاجين نائبا على [[صلخد|صرخد]]<ref>شفيق مهدى, 99</ref>.
 
في عام 1299, بينما كان السلطان الناصر محمد في طريقه إلى سوريا على رأس الجيش لمواجهة جيش محمود غازان الذى هاجم الشام, تآمر بعض الأويراتية مع بعض المماليك السلطانية على اغتيال نائب السلطان سلار و أستادار السلطان [[بيبرس الجاشنكير]], و كانا الحاكمان الفعليان في تلك الفترة, من أجل اعادة كتبغا إلى الحكم و لكن المؤامرة فشلت و عوقب المتآمرين<ref>المقريزى, السلوك, 2/318-317</ref>. وبعد هزيمة الناصر محمد ( [[معركة وادي الخزندار|معركة وادى الخزندار]]) و انسحاب جيشه إلى مصر فر كتبغا مع الفارين إلى مصر و دخل في خدمة سلار<ref>المقريزى, السلوك, 2/326</ref> وبقى في مصر إلى أن انسحب غازان من سوريا و عينه الناصر محمد نائبا عنه في حماه<ref>المقريزى, السلوك, 2/329</ref> فظل هناك إلى ان وافته المنية يوم العيد الأضحى عام 1302<ref>الشيال، 2/179</ref> بعد أن مرض<ref>المقريزى, السلوك, 2/367</ref>.
سطر 31:
في عهد السلطان كتبغا و لأول مرة يحدث في مصر تقرر أن توزن الفلوس قبل دفعها فأصبحت قيمة الفلوس في وزنها و ليس في عددها.
 
وقد نقشت على نقود كتبغا أسماءه و ألقابه كما يلى : السلطان الملك العادل زين الدنيا و الدين المنصورى قسيم أمير المؤمنين ، السلطان الملك العادل ناصر الأمة المحمدية زين الدنيا و الدين ، السلطان الملك العادل ، الملك العادل. و يقصد بالمنصورى أنتمائه لأستاذه المنصور قلاوون و يقصد بأمير المؤمنين الخليفة العباسى الذى كان يقيم في القاهرة <ref> شفيق مهدى, 100 </ref><ref>بعد سقوط بغداد في براثن المغول وقتل الخليفة العباسى في عام 1258, قام السلطان الظاهر بيبرس باحياء خلافة عباسية اسمية في القاهرة. </ref>.
 
----مصطلحات مملوكية وردت في المقال :