جوزيف كونراد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط روبوت (1.2): إضافة تصانيف معادلة + تصنيف:أشخاص من محافظة كييف
ط بوت:أضاف 1 تصنيف
سطر 57:
على الرغم من أن غالبية سكان المنطقة التي وُلد فيها كانوا أوكرانيين، وأن أغلب سكان مدينة بيردوشيف كانوا يهوديين إلا أن غالبية الريف كان مملوك من قبل الشلاختا البولندية (الطبقة النبيلة) وكان كونراد ينتمي لهذه الفئة وحاملا [[شعار النبالة|لشعار نبالة]] ناوليك Nałęcz.  وقد كان الأدب البولندي، وبالأخص الأدب الوطني، محل تقدير لدى السكان البولنديين.<ref>Jeffrey Meyers, ''Joseph Conrad: a Biography'', pp. 10–11, 18.</ref>
 
لعبت عائلة كورزينيويسكي دوراً هاماً في محاولة استعادة بولندا لاستقلاليتها.  خدم جد كونراد لأبيه (تيدور) الأمير [[يوزف أنتوني بونياتوفسكي]] خلال الغزو الفرنسي لروسيا وقد شكل كتيبته الخاصة خلال [[ثورة نوفمبر (1830)|ثورة نوفمبر 1830]].  أما والد كونراد الوطني (أبولو) فقد كان ينتمي للحزب الأحمر السياسي، والذي كان هدفه هو إعادة حدود بولندا إلى حالتها قبل التقسيم، كما كان يهدف إلى إصلاح قوانين الأراضي والتخلص من نظام [[قنانة|القنانة]] الإقطاعي.  شكل رفض كونراد لتتبع خطى والده، واختياره للنفي وعدم المقاومة شعوراً بالذنب له طوال حياته.
 
انتقلت عائلة كونراد كثيراً بسبب محاولات والده في العمل في الزراعة وبسبب نشاطه السياسي.  في عام 1861 ذهبت العائلة للسكن في [[وارسو]] حيث انضم أبولو المقاومة ضد الإمبراطورية الروسية.  أدى هذا إلى سجنه في معقل وارسو.  في 9 مايو 1862 تم نفي أبولو وعائلته إلى [[فولوغدا]] والتي تقع شمال موسكو بمسافة 500 كيلومتر وقد كانت هذه المدينة معروفة بطقسها السيء.  تم تخفيف عقوبة أبولو في يناير 1836 وتم إرسال العائلة إلى [[تشرنيغوف]] حيث كانت الأوضاع أفضل بكثير.  على أي حال، توفيت أيوا والدة كونراد بسبب [[سل|السل]].<ref name="مولد تلقائيا1">Najder, Z. (2007). ''Joseph Conrad: A Life''. Camden House. pp. 11–12. ISBN 978-1-57113-347-2.</ref>
 
بذل أبولو كل ما بوسعه لتدريس كونراد في المنزل.  تعرف من خلال الكتب التي قرأها في البداية على عنصران سيؤثران في حياته لاحقاً. أولها رواية [[عمال البحر]] للكاتب [[فكتور هوغو]] والتي تعرف فيها على عدد من الأعمال التي سوف يعمل بها لاحقاً.  أما الشخص الثاني الذي أثر به فقد كان [[وليم شكسبير|شكسبير]] والذي تعرف من خلاله على [[أدب إنجليزي|الأدب الإنجليزي]].  ولكن كان أكثر ما يقرأه هو الشعر البولندي الرومانسي.<ref name="مولد تلقائيا1" />
 
في ديسمبر1867، أخذ أبولو أبنه إلى الجانب الأسترالي من بولندا والذي كان يخضع لحكم ذاتي منذ عامان كما يتمتع بقدر من الُحرية. بعد مكوثهم لفترة قصيرة في لفيف وقرى صغيرة أخرى، انتقلوا إلى [[كراكوف]] (عاصمة بولندا حتى 1596) في تاريخ 20 فبراير 1869. وبعد مرور عدة شهور تُوفي أبولو كورزينيويسكي بتاريخ 23 مايو 1869 وقد كان السل هو سبب الوفاة مثل زوجته مما جعل كونراد يتيماً في سن الحادية عشر.<ref name=":0">{{مرجع كتاب|عنوان=Joseph Conrad: A Life. Camden House|تاريخ=2007|ناشر=|مؤلف1=Najder, Z.|مؤلف2=|editor1=|لغة=|مكان=|الأول=|via=|عمل=}}</ref>
 
أصبح بعدها كونراد الأبن تحت رعاية خاله "تادو بروفسكي".  سببت حالة كونراد الصحية وأدائه المدرسي الضعيف العديد من المشاكل المتواصلة لخاله كما أن مصروفه المالي كان كبيراً.  لم يتميز كونراد الا في مادة الجغرافيا أما في باقي المواد فقد كان ضعيفاً على الرغم من التعليم الجيد الذي حظي به.<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=Joseph Conrad: A Life. Camden House|تاريخ=2007|ناشر=|مؤلف1=najder|مؤلف2=|editor1=|لغة=|مكان=|الأول=|via=|عمل=}}</ref>
 
اعتقد الأطباء أن سبب مرض الطفل كان مصدره القلق واقترحوا أن يحظى الولد ببعض الهواء النقي وبعض العمل اليدوي لتقويته.  تمنى خاله أن تُعلمه أعباء العمل والمُهمات المحددة أن يكون مُنضبطاً. وبما أنه قد أبدى اهتماماً ضعيفاً في الدراسة فقد كان من الضروري أن يتعلم التجارة. تخيل خاله أنه سيكون بحاراً ورجل أعمال يجمع بين مهارات الإبحار وفنون التجارة. 
 
أعلن كونراد ذا الثلاثة عشرة ربيعاً في خريف عام 1871 عن نيته لأن يصبح بحاراً.  لاحقاً قال كونراد أنه قد فعل هذا بسبب قراءة كتاب للمستكشف الإيرلندي [[فرانسيس ليوبولد مكلينتوك]] عن رحلاته التي خاضها بين 1857-1859 على متن سفينة فوكس في سبيل البحث عن سفينتا ايريبوس وتيرور التي كان يمتلكها [[جون فرانكلين]].  يذكر كونراد كذلك أن قراءته لكتب من تأليف الأمريكي [[جيمس فينيمور كوبر|جايمس فينيمور كوبر]] والكابتن الإنجليزي فريدريك قد ألهمته لاتخاذ هذا القرار الهام.  يذكر أحد أصدقاء كونراد في فترة المراهقة أنه كان يحكي حكايات رائعة عن البحر ومن دقة تفاصيلها كان السامعين يشعرون أن أحداثها كانت تتم أمام أعينهم.  
 
في أغسطس 1873 أرسل بروفسكي أبن أخته كونراد ذا الخمسة عشرة عاماً إلى مدينة لفيف حيث استقبله أحد الأقارب الذي كان يُدير منزل صغير للأطفال الذين اصبحوا ايتاماً خلال [[انتفاضة يناير]] 1863.  كان الأطفال يتحدثون الفرنسية هناك وقد استذكرت ابنه المدير عن كونراد: <blockquote>
سطر 75:
مكث معنا عشرة أشهر.... كان متنور فكرياً ولكنه كان يكره روتين المدرسة حيث وجده مملاً ومُتعباً.  كان دائماً يقول أنه يخطط لأن يكون كاتباً مشهوراً.  كان يكره جميع القيود.  في المنزل، في المدرسة أو في غرفة المعيشة  حيث كان يتمدد دائماً.  كان دائماً يعاني من صداع شديد وأزمات نفسية.   [[ملف:Apollo Korzeniowski.PNG|تصغير|الكاتب '''[[أبولو كورزينيويسكي]] والد جوزيف كونراد''']]</blockquote>
 
قضى كونراد عام من حياته في المنشأة حتى سبتمبر 1874 حينما قرر عمه أن يُخرجه من المدرسة في لفيف وأن يُعيده إلى كراكوف لأسباب غير معروفة.
 
في 13 أكتوبر 1874، أرسل بروفسكي الولد ذا السادسة عشرة عاماً إلى مدينة [[مارسيليا]] في [[فرنسا]]، ليبدأ مستقبله في البحر وعلى الرغم أن كونراد لم يُنهي تعليمه الثانوي إلا أنه كان مُتقناً للغة الفرنسية بطلاقة وقد كانت لديه معرفة باللغات [[لغة لاتينية|اللاتينية]]، الألمانية و<nowiki/>[[لغة يونانية|اليونانية]]، كما كانت لديه معرفة بالتاريخ وبعض الجغرافيا وربما الفيزياء. كانت لديه ثقافة واسعة وخصوصاً في الأدب البولندي الرومانسي.  وقد كان ينتمي للجيل الثاني من عائلته ممن اضطروا للعمل خارج مُلكية عائلتهم، حيث أنه قد وُلد وتربى جزئياً في بيئة [[نخبة مثقفة]] عاملة، وهي فئة اجتماعية قد بدأت بلعب دور مُهم في أوروبا الوسطى والشرقية في ذلك الوقت.  فهم كونراد ما يكفي من تاريخ، ثقافة وأدب بلده مما سمح له لاحقاً بأن يكون [[رؤية كونية]] مميزة وبأن تكون له مساهمات أدبية كبيرة.  كانت للتوترات التي شهدها في بولندا في صغره وغيرها التي شهدها خارج بلاده في كبره أثراً عظيماً في إنجازاته الأدبية الرائعة.
 
<br />
سطر 100:
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190412004250/https://eddieplayfair.com/2014/08/06/conrad-in-corsica/ | تاريخ أرشيف = 12 أبريل 2019 }}</ref>  
[[ملف:Casement Roger.jpg|بديل=صورة روجر كايسمنت الذي التقاه كونراد في الكونجو|تصغير|روجر كايسمنت الذي التقاه كونراد في الكونجو]]
بعد أربع سنوات في فرنسا وعلى متن السفن الفرنسية، انضم كونراد للتجارة البحرية البريطانية لمدة خمسة عشرة عاماً.  عمل ضمن طاقم العديد من السفن وتدرج في الوظائف من متدرب وحتى وصل إلى رتبة [[قبطان]].  منذ مغادرة كونراد مدينة كراكوف في أكتوبر 1874 مرت 19 سنة حتى قدم استقالته من سفينة Adowa  في يناير 1894 عمل كونراد على سفن عديدة كما قضى وقتاً طويلاً في الموانئ، حيث قضى 10 سنوات وثمانية شهور فيها.  قضى في البحر لمدة ثماني سنوات فقط وكان من ضمنها 9 شهور كمسافر.<ref name=":1">{{مرجع كتاب|إصدار=2nd extensively rev. English-language ed|عنوان=Joseph Conrad : a life|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/76183315|ناشر=Camden House|تاريخ=2007|مكان=Rochester, N.Y.|ISBN=978-1-57113-347-2|OCLC=76183315|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191216204734/https://www.worldcat.org/oclc/76183315|تاريخ أرشيف=2019-12-16}}</ref>
 
أغلب قصص وروايات كونراد والعديد من الشخصيات كانت مستوحاة من عمله في البحر ومن أشخاص قابلهم أو سمع عنهم.  عادة ما كان يستخدم كونراد الأسماء الحقيقية للأشخاص الذين يبني عليهم الشخصيات الخيالية.  على سبيل المثال، قابل كونراد التاجر التاريخي ويليام تشارلز أولماير أربع مرات في زيارات قصيرة إلى جزيرة [[بورنيو]].  ومن شخصيته استوحى كونراد شخصية "آلماير" في روايته الأولى (حماقة آلماير).  من ضمن الأسماء الحقيقية الأخرى كان القبطان مكوير (في رواية إعصار)، القبطان بيرد والسيد ماهون (الشباب)، السيد لينجارد (حماقة آلماير وغيرها)، وكابتن آيلاي (ظل الخط).  كذلك (نارسيوسوس) وهو اسم سفينة حقيقية أبحر على متنها في عام 1884 وقد ذكرها كونراد في روايته (زنجي نارسيسوس).
 
عمل كونراد لمدة ثلاثة أعوام لدى شركة تجارية [[بلغاريا|بلغارية]] وقد أصبح خلالها قبطاناً لسفينة بخارية على [[نهر الكونغو|نهر الكونجو]]. وقد ألهمت هذه المرحلة كونراد في كتابة روايته القصيرة (قلب الظلام). خلال هذه الفترة وبالتحديد في غام 1890 في [[جمهورية الكونغو الديمقراطية|الكونجو]]. تعرف كونراد على العامل في مجال حقوق الإنسان السير روجر كايسمنت وصادقه.<ref name=":1" />
[[ملف:Portrait of John Galsworthy.jpg|تصغير|الروائي [[جون غلزورثي]] صديق كونراد]]
عندما غادر كونراد لندن في 25 أكتوبر 1892 كان هنري جاكيس أحد ركاب السفينة، وقد كان خريجاً من جامعة كامبريدج ولكنه مُصاب [[سل|بالسل]] مما أدى إلى وفاته بعد أقل من عام واحد. وقد قال كونراد في [[سيرة ذاتية (أدب)|سيرته الذاتية]] أن هنري كان أول من قرأ نص رواية (حماقة آلماير) قبل اكتماله، وأنه هو من شجع كونراد على مواصلة الكتابة.<ref name=":0" />
 
أكمل كونراد رحلته الطويلة كبحار في 26 يوليو 1893 عندما حطت سفينته في لندن، تعرف كونراد على إنجليزيان مغادرين من [[نيوزيلندا|نيوزلندا]] و<nowiki/>[[أستراليا|استراليا]].  المحامي ذو الخامسة وعشرون عاماً والكاتب المستقبلي [[جون غلزورثي]]، وإيدوارد لانسيلوت ساندرسون الذي كان ذاهباً لمساعدة والدة في إدارة مدرسة ابتدائية في قرية الترسي.  على الأغلب أنهما كانا من أوائل الانجليز غير البحارة الذين صادقهم كونراد وظل على تواصل معهم. البطل في إحدى اولى محاولات غلزورثي الأدبية وبالتحديد في عمل "الركود" وهو آرماند كان مبنياً على شخصية كونراد.  في كايب تاون غادر غلزورثي السفينة ليتطلع على المناجم المحلية.  أما ساندرسون فقد واصل رحلته البحرية ويبدو أنه أول من كون علاقات وطيدة مع كونراد. <ref name=":1" /> 
 
=== مؤلف ===
سطر 175:
{{ضبط استنادي}}
 
[[تصنيف:جوزيف كونراد| ]]
[[تصنيف:الشعب الروسي الإمبراطوري من أصل بولندي]]
[[تصنيف:أسماء قلمية]]
[[تصنيف:أشخاص من الإمبراطورية الروسية من أصل بواندي]]
السطر 183 ⟵ 185:
[[تصنيف:بريطانيون من أصل بولندي]]
[[تصنيف:بولنديون مهاجرون إلى المملكة المتحدة]]
[[تصنيف:جوزيف كونراد]]
[[تصنيف:روائيون إنجليز في القرن 20]]
[[تصنيف:روائيون بريطانيون في القرن 19]]