حتمية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 176.58.71.220 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة حجاوي (بيت الحكمة)
وسم: استرجاع
سطر 9:
يمكن لمصطلح «الحتمية» أن يشير إلى أي من وجهات النظر التالية:
 
الحتمية السببية: هي «الفكرة التي تقول إن كل حدث يكون محتمًا من قبل أحداث وشروط سالفة جنبًا إلى جنب مع قوانين الطبيعة». غير أن الحتمية السببية مصطلح فضفاض بما يكفي ليأخذ بعين اعتباره أن «الاستقصاءات التي يجريها المرء والخيارات التي يتخذها والأفعال التي يقدم عليها غالبًا ما تكون حلقات ضرورية في السلسلة السببية التي تنتهي إلى حدوث شيء ما. بصياغة أخرى، رغم كون استقصاءاتنا وخياراتنا وأفعالنا حتمية في حد ذاتها، شأنها في ذلك شأن أي شيء آخر، يظل حدوث أشياء أخرى أو وجودها –وفقًا للحتمية السببية- معتمدًا على استقصائنا واختيارنا وفعلنا بطريقة ما». تقترح الحتمية السببية أن ثمة سلسلة متتابعة لا تنقطع من الحوادث السابقة التي تمتد عائدة حتى تصل إلى منشأ الكون. وقد لا تكون العلاقة بين الأحداث قابلة للتحديد، ولا منشأ ذلك الكون، غير أن معتنقي الحتمية السببية يعتقدون أنه لا يوجد شيء في الكون بلا سبب أو مسبب لذاته. ويمكن اعتبار الحتمية التاريخية (وهي نمط من تبعية المسار) مرادفًا للحتمية السببية. كما اعتُبرت الحتمية السببية –على نحو أعمّ- الفكرة التي تؤكد أن كل شيء يحدث أو يوجد يحدقيحدث بسبب شروط وظروف سابقة. وفي حالة حتمية النواميس المنطقية، تعد هذه الظروف أحداثًا هي الأخرى، ما ينطوي بداهةبداية على أن المستقبل يتحدد بشكل حتمي كامل من خلال الأحداث السابقة، وهي مجموعة مؤتلفةمؤلفة من الحالات السابقة للكون وقوانين الطبيعة، غير أنه من الممكن كذلك اعتبارها ما ورائية المنشأ (كما في حالة الحتمية الإلهية).
 
* حتمية النواميس المنطقية: هي أشيع أشكال الحتمية السببية، وهي التصور الذي يفترض أن الماضي والحاضر يُمليان المستقبل بأكمله وبالضرورة استنادًا إلى القوانين الطبيعية الصارمة، وأن كل حادثة تنجم بشكل محتوم عن أحداث سابقة. توضَح حتمية النواميس المنطقية في بعض الأحيان بمثال هو تجربة «شيطان لابلاس» الفكرية، ويُطلق على حتمية النواميس المنطقية أحيانًا اسم «الحتمية العلمية»، رغم أن هذا الاسم مغلوط. وبشكل عام، يُستخدم مصطلح «الحتمية الفيزيائية» مرادفًا لحتمية النواميس المنطقية (ونقيضه هو اللاحتمية الفيزيائية).
 
* الضرورانية: ترتبط بالحتمية السببية -التي ورد وصفها آنفًا- ارتباطًا وثيقًا، وهي مبدأ ماورائي ينكر كل الإمكانيات المجردة؛ إذ يقول إنه ثمة طريقة واحدة فقط يمكن للعالم أن ينتهجها. وقد زعم [[ليوكيبوس]] أن لا وجود للأحداث غير المسبَبة، وأن كل شيء يحدث لسبب وبالضرورة.
 
الحتمية المسبقة: هي الفكرة التي تقول إن كل الأحداث محددة مسبقًا. وعادةً ما تحاوَل برهنة الحتمية المسبقة بالاستناد على الحتمية السببية، والإشارة الضمنية إلى وجود سلسلة متتابعة لا تنقطع من الحوادث السابقة التي تمتد عائدة حتى تصل إلى منشأ الكون. وفي حالة الحتمية المسبقة، فقد ثُبِّتت سلسلة الأحداث هذه مسبقًا، ولا يمكن للأفعال البشرية أن تتدخل في حصائل هذه السلسلة المثبّتة مسبقًا. يمكن استخدام مصطلح الحتمية المسبقة للدلالة على ما يمكن اعتباره نوعًا من الحتمية السببية المسبقة، فتُصنف في هذه الحالة على أنها نمط محدد من الحتمية. ويمكن كذلك استخدام المصطلح بنفس دلالة الحتمية السببية ضمن سياق قدرتها على تحديد الأحداث المستقبلية المحتومة. وعلى الرغم من كل هذا، عادةً ما تُعتبر الحتمية المسبقة مستقلة عن الحتمية السببية. ويُستخدم مصطلح الحتمية المسبقة بشكل متكرر في سياق علم الأحياء والوراثة كذلك، ويمثل في هذه الحالة شكلاً من أشكال الحتمية الأحيائية.