إيمي نويثر: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:إزالة تصنيف معادل لم يعد موجود في الصفحة الإنجليزية (1.2) إزالة (تصنيف:أمريكيون من أصل ألماني+ تصنيف:أمريكيون من أصل يهودي ألماني) |
ط بوت:التعريب V4 |
||
سطر 4:
وصفها [[بافل ألكسندروف]] و[[ألبرت أينشتاين]] و[[هيرمان فايل]] و[[نوربرت فينر]] بأنها أهم امرأة في تاريخ الرياضيات.{{Sfn | Alexandrov | 1981 | p = 100}} قامت بثورة جبارة في الجبر التجريدي بفروعه الزمر والحلقات والحقول. وفي الفيزياء مثلّت [[مبرهنة نويثر]] أول أساس لوصف الصلة ما بين التناظر وقوانين انحفاظ الطاقة.
نشأت إيمي وسط عائلة [[يهودية]] بمدينة [[إرلنغن]] التابعة لولاية [[بافاريا]] {{المقصود|الألمانية|الألمانية}}، كان والدها ماكس نويثر [[رياضياتي|عالم رياضيات]]. كانت قد خططت مسبقا لتدريس [[لغة فرنسية|اللغة الفرنسية]] و[[لغة إنجليزية|اللغة الإنجليزية]]، ولكن بدلا من ذلك درست الرياضيات في [[إرلنغن|جامعة إرلنغن]] حيث كان والدها يعمل محاضرا هناك. بعد الإنتهاء من رسالتها في عام 1907 والتي كانت تحت اشراف بول غوردون ، عملت في [[معهد]] إرلنغن للرياضيات بدون أن تأخذ أجر لمدة سبع سنوات. (في ذلك الوقت كانت النساء مستبعدين تماما عن تولي المناصب الأكاديمية). في عام 1915، تم إستدعائها من قبل ديفيد هيلبرت وفيليكس كلاين للانضمام إلى قسم الرياضيات في جامعة [[غوتينغن|غوتنغن]]،وكان هذا المركز له شهرة عالمية في مجال الأبحاث الرياضية. وقد إعترضت كلية العلوم الفلسفية وعلى الرغم من ذلك ، أمضت اربع سنوات تحاضر تحت اسم هلبرت. في عام 1919 تمت الموافقة لها على [[شهادة التأهل للأستاذية]]. ظلت نويثر عضوة بارزة في قسم الرياضيات لغوتنغن حتى عام 1933. وطلابها كانو يسموا أحيانا بأولاد نويثر. في عام 1932 انتقلت نويثر إلى [[الولايات المتحدة]] لتولي منصب في كلية [[كلية برين ماور|برين ماور]] في [[بنسيلفانيا|بنسلفانيا]]. وفي عام 1935 خضعت لعملية جراحية لكيس المبيض، وعلى الرغم من بدايات تحسنهاإلا انها توفت بعدها بأربعة أيام عن عمر يناهز 53عاما في 14 ابريل . ولقد قسمت أعمال نويثر إلى ثلاث عصور.<ref>
=== حياتها الخاصة ===
سطر 10:
[[ملف:Erlangen 1916.jpg|تصغير|عاشت نويثر في المدينة البافارية التابعة لارلنغن، وصفت هنا في [[بطاقة بريدية]] عام 1916]]
ينحدر [[أب|والد]] ايمي ماكس نويثر من عائلة تعمل في مجال التجارة [[ألمانيا|بألمانيا]]. في عمر الأربغة عشر أُصيب ب[[شلل الأطفال]] وبعد فترة أستطاع المشي مرة أخرى ولكن ظلت ساق واحدة متضررة. حصل على [[دكتوراه|شهادة الدكتوراة]] من جامعة [[هايدلبرغ]] في عام 1868، وقام بالتدريس هناك لمدة سبع سنوات حتى أصبحت له مكانة في المدينة البافارية وتزوج من ايدا أماليا كوفمان ابنة أحد التجار المزدهرين بالمدينة البافارية.<ref>
وُلدت ايمي نويثر يوم 23 [[مارس]] عام 1882م، وكانت الأولى من أربعة أطفال. كان اسمها الأول "أمالي" ولكنها بدأت في استخدام اسمها الأوسط في سن مبكر عندما كانت فتاة صغيرة. كانت فتاة محبوبة وعلى الرغم من أنها لم تبرز على المستوى الأكاديمي إلا أنها كانت معروفة بذكائها وحب الناس لها. أثناء طفولتها كانت تعانى من [[قصر النظر]]. يحكي صديق للعائلة حول مدى شدة ذكاء ايمي حيث أنها كانت في حفلة للاطفال وأستطاعت أن تحل دعابة تعتمد على التفكير بسرعة وذلك أظهر مدى فطنتها وذكائهافي سن مبكر.<ref>
[[ملف:NoetherFamily MFO3120.jpg|تصغير|ايمي نويثر مع أخوتها ألفريد ، فريتز وروبرت قبل عام 1918.]]
لديها ثلاثة أخوة أصغر سنا أكبرهم ألفريد ولد عام 1883 حصل على شهادة الدكتوراة في الكيمياء من جامعة ارلنغن عام 1909. لكنه توفي في وقت لاحق بعد تسع سنوات. فريتز نويثر ،ولد عام 1848 وكان مشهورا بإنجازاته الأكاديمية حيث بعد دراسته في جامعة ميونيخ جعل لنفسه سمعة في مجال الرياضيات التطبيقية. وأصغرهم غوستاف روبرت ولد عام 1889 لم يتم معرفة الكثير عن حياته حيث كان يعاني من مرض مزمن وتوفي عام 1928 م.<ref>
== المرحلة الأولى (1907-1919) ==
سطر 32:
[[ملف:Paul Albert Gordan.jpg|تصغير|[[بول غوردان]] هو مشرف رسالة الدكتوراه الخاصة بايمي نويثر والتي كانت عن اشكال الثوابت من الدرجة الثانية]]
قدّم [[بول غوردان]] العديد من الخدمات الاستشارية في رسالة [[دكتوراه|دكتوراة]] إيمي نويثر التي تكون في مجال الثوابت.وأتقنت إيمي كلا من [[لغة إنجليزية|اللغة الإنجليزية]] و[[لغة فرنسية|الفرنسية]] في وقت قصير.في ربيع عام 1900،إمتحنت في هاتين اللغتين وحصلت على درجات جيدة جدًا.وبفضل هذا الإداء المتميز جعلها تحصل على حق التدريس في مدارس البنات؛لكنها قررت بأن تستمر في عملها في [[جامعة إرلنغن نورنبيرغ]].وكان هذا القرار قرار غير مألوف؛لأن مجلس اعيان الجامعة قبل عامين أوضحوا أن التعليم المشترك سوف يفسد النظام الإكاديمي.<ref>
درست في [[جامعة غوتينغن|جامعة غوتنغن]] في موسم الشتاء من عام 1903-1904،وانضمت لمحاضرات عالم [[فيزياء|الفيزياء]] [[كارل شفارتسشيلد|كارل شوارتزشيلد]]،وعالم [[رياضيات|الرياضيات]] [[هيرمان مينكوفسكي]]،واوتو بلومنتال، [[فيليكس كلاين]] و[[ديفيد هيلبرت]].وبعد فترة قصيرة اُلغيت القيود على حضور السيدات المحاضرات في هذه الجامعة. وعادت إيمي نويثر [[جامعة إرلنغن نورنبيرغ|لجامعة إرلنغن نورنبيرغ]] والتحقت بها رسمياً في التاريخ الموافق 24 أكتوبر عام 1904 وذكرت أنها تريد التركيز أكثر في علم الرياضيات. في عام 1907 كتبت ايمي رسالة علمية اسمها ([[اللغة الألمانية|باللغة الألمانية]]:Über die Bildung des Formensystems der ternären biquadratischen Form) وكانت تحت اشراف [[بول غوردان]] وقالت ايمي بخصوص هذه الرسالة العلمية أنها تعتبر "قمامة" بالرغم من أنها تم إستقبالها بشكل جيد.<ref>
واُحيل [[بول غوردان|غوردان]] على المعاش في أوائل عام 1910،لكنه داوم على إلقاء المحاضرات مع خليفه "ايرهارد شميت" الذي غادر بعد مدة وجيزة ليشغل منصباً ما في [[فروتسواف]].وترك [[بول غوردان|غوردان]] نهائياً التدريس في الجامعة في عام 1911 وذلك بسبب مجيء [[إرنست فيشر]] الذي حلّ مقام "ايرهارد شميت"،وتُوفي في شهر ديسمبر عام 1912.ووفقاً [[هيرمان فايل|لهيرمان فايل]] أن [[إرنست فيشر|فيشر]] كان يعتبر مصدر إلهام هام على نويثر؛نظراً لتقديم نفسها لاسيما مع أعمال [[ديفيد هيلبرت]].ومن عام 1913-1916،قامت نويثر بتوسيع سعة نطاق أساليب [[ديفيد هيلبرت|هيلبرت]]،وطبقت العديد من العمليات الحسابية مثل [[فضاء رياضي]] [[دالة كسرية|للدالة الكسرية]] وثوابت المجموعات المحدودة،وقامت بنشر ما كتبته من مقالات.وتعتبر هذه المرحلة بداية اتصال [[جبر تجريدي|بالجبر التجريدي]] في مجال [[رياضيات|الرياضيات]] التي تعتبر رائدة فيه بفضل مساهماتها.
وساهم نويثر وفيشر في علم الرياضيات وهم مستمتعون،وفي أغلب الوقت كان تستمر مناقشاتهما حتى بعد إنتهاء المحاضرات.وعُرف أن نويثر كانت بترسل أفكارها المستمرة حول علم [[رياضيات|الرياضيات]] [[إرنست فيشر|لفيشر]] عن طريق البطاقات البريدية.<ref>
[[ملف:Emmy noether postcard 1915.jpg|تصغير|كانت تستخدم ايمي نويثر احيانا البطاقات البريدية لمناقشة الجبر المجرد مع زميلها [[ارنست فيشر]] ، وختمت هذه البطاقة يوم 10ابريل عام 1915 م .]]
سطر 42:
[[ملف:Hilbert.jpg|تصغير|يمين|في عام 1915 دعا ديفيد هيلبرت نويثر للانضمام إلى قسم الرياضيات بجامعة غوتنغن، مما شكل تحديا لآراء بعض زملائه أن المرأة لا ينبغي أن يسمح لها بلتدريس في الجامعة.]]
في أوائل عام 1915 قام كلا من دايفيد هيلبرت وفليكس كلاين بدعوة ايمي نويثر للعودة إلى جامعة غوتنغن. على الرغم من جهودهم لتعيينها إلا أن علماء اللغة والمؤرخين في كلية الفلسفة قاموا بالرفض التام وأصروا على أنها غير مؤهلة. وقال أحد أعضاء هيئة التدريس معترضا " ماذا سيفكر جنودنا عند عودتهم إلى الجامعة ويكتشفوا أنهم سيتعلموا عند قدمي امرأة؟"<ref>[[
بعد وقت قصير من وصولها إلى جامعة غوتنغن أثبتت ايمي نويثر قدراتها عن طريق إثبات نظرية تعرف الآن باسم نظرية نويثر. قال علماء [[فيزياء|الفيزياء]] الأمريكان ليون ليدرمان وكريستوفر هيل في كتابهما التماثل والكون الجميل أن [[نظرية]] نويثر هي بالتأكيد واحدة من أهم النظريات الرياضية التي ثبتت توجيه تطور [[فيزياء حديثة|الفيزياء الحديثة]] وربما كانت على قدم المساواه بنظرية [[فيثاغورس]].<ref>
[[ملف:Mathematik Göttingen.jpg|تصغير|يمين|سمح قسم الرياضيات في جامعة غوتنغن نويثر في عام 1919 للتأهيل ، وبعد أربع سنوات كانت قد بدأت المحاضرات في الجامعة.]]
عندما انتهت [[الحرب العالمية الأولى]]، ادت [[الثورة الألمانية (توضيح)|الثورة الألمانية]] 1918-1919 إلى تغير كبير في الأوضاع الأجتماعية، تضمن ذلك المزيد من الحقوق للمرأة.
في عام 1919 سمحت [[جامعة غوتينغن|جامعة غوتنغن]] لنويثر المضي قدما في التأهيل العلمي، وعقد الامتحان الشفوي لها في أواخر مايو، وحصلت على تأهيلها بنجاح في يونيو. وبعد ثلاث سنوات حصلت على رسالة من وزير [[روسيا]] للعلوم والفنون، والتعليم العام وكانت الرسالة تحت اسم ''nicht beamteter ausserordentlicher Professor'' (أستاذ غير متفرغ بحقوق إدارية داخلية محدودة وبمهام.<ref>.Dick 1981, p. 188</ref>) وكان هذا منصب "استثنائي" بدون أجر حيث كانت لها مكانة في [[خدمة مدنية|الخدمة المدنية]]. على الرغم من أنه كان يدرك اهمية عملها إلا كان هذا التعيين بدون اجر. لم تقتضي نويثر أي أجر مقابل محاضراتها حتى حصلت على منصب خاص في ''Lehrbeauftragte für Algebra'' بعد عام.<ref>
=== أعمالها البارزة في الجبر التجريدي ===
على الرغم من أن نظرية نويثر كان لها تأثير عميق على [[فيزياء|الفيزياء]]، إلا أنها كان لها دور كبير في مجال الرياضيات لمساهماتها المؤثرة في [[جبر تجريدي|الجبر التجريدي]]. كتب ناثان جاكوبسون في مقدمة بحثه عن نويثر أن "تطور [[جبر تجريدي|الجبر المجرد]]، يُعد واحد من أهم الابتكارات المميزة للرياضيات في القرن العشرين، ويرجع ذلك إلى حد كبير لايمي نويثر - في أبحاثها المنشورة، في المحاضرات، وفي التأثير الشخصي على المعاصرين.<ref>
=== المحاضرات والطلاب ===
في [[جامعة غوتينغن|جامعة غوتنغن]]، أشرفت نويثر على أكثر من عشرة من طلاب الدكتوراة. وكانت أول تلميذة هي غريت هيرمان، التي دافعت عن نويثر بأطروحة لها في فبراير عام 1925. وتحدثت بأحترام عنها في "أطروحة الأم".<ref>
كما عملت بشكل وثيق مع وولفغانغ كرول الذي كان متقدم جدا في [[جبر تبادلي|الجبر التبادلي]] و''تسنغ جيانغ تشى'' صاحب [[نظرية]] "تسنغ".<ref>
[[ملف:EmmyNoether MFO3096.jpg|تصغير|يسار|ايمي نويثر عام 1930م .]]
بالإضافة إلى بصيرتها الرياضية، كانت نويثر تحظى بأحترام الآخرين. على الرغم من أنهاكانت أحيانا تتصرف بوقاحة تجاه الذين يعارضونها، إلا انهااكتسبت سمعة حسنة بسبب صبرها ومساعدتها المفيدة للطلاب الجدد. بسبب حرصها الشديد ودقتها في الرياضيات أدى إلى جعل زميلها في الجامعة يقول عليها أنها "ناقدة متعصبة".<ref>
كانت حياتها [[البسيط|بسيط]]ة جدا لأنها لم تكن تقتضي أجرا من [[جامعة|الجامعة]] وحتى بعد أن بدأت الجامعة تعطيها أجرا بسيطا في عام 1932م أستمرت ايمي نويثر في عيش حياتها ببساطة و[[تواضع]]. في وقت لاحق في حياتها كانت تأخذ أجرا أكثر [[سخاء]] ولكنها كانت تقوم بحفظ نصف راتبها من اجل ابن اخيها غوتفريد نويثر.<ref>
أشار كتاب السيرة الذاتية أن ايمي نويثر لم تكن تبالي بمظهرها او مبادئها ولكنها كانت تركز أكثر على دراستها. عالمة جبر مشهورة تُدعى أولغا توسكي تود اجتمعت مع ايمي نويثر على الغداء وقالت بأنها كانت مستغرقة تماما في مناقشة الرياضيات وكانت تأكل بطريقة غير لائقة حيث كان الطعام دائما يقع على فستانها وهي غير مهتمة على الإطلاق.<ref>.
== وفاتها ==
في عام 1935 إكتشف الأطباء وجود [[ورم]] في رحمها، وكانوا قلقين من وجود مضاعفات بعد إجراء عملية ولكنهم أمروا بأن ترتاح في الفراش لمدة يومين أولا وخلال العملية إكتشفوا وجود ورم بحجم ثمرة [[شمام|الشمام]].<ref>
[[ملف:Bryn Mawr College Cloisters.JPG|تصغير|لا يزال رفات نويثر موجودا تحت الممشى الذي يحيط اروقة مكتبة توماس بجامعة [[كلية برين ماور|برين ماور]]]]
بعد وفاة نويثر ببضعة أيام قام أصدقائها والمقربين لها بإقامة حفل تأبين صغيرة في منزل رئيس الكلية "بارك". هيرمان ويل وريتشارد براور سافروا إلى جامعة [[برينستون]]، وتحدثوا مع ويلر وتوسكي عن زميلتهم الراحلة.لا يزال رفات نويثر موجودا تحت الممشى الذي يحيط اروقة مكتبة توماس بجامعة [[كلية برين ماور|برين ماور]].<ref>
==العمل في الجبر التجريدي==
|