شكري القوتلي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تعديلات المحتوى المختار تحرير مرئي
إلغاء وصلات إلى ذات الصفحة
سطر 34:
}}
 
'''شكري القوتلي (21 تشرين الأول 1891-30 حزيران 1967)،''' زعيم سوري من [[دمشق]]، قاد الحركة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي وإنتخب رئيساً [[سوريا|للجمهورية السورية]] ثلاث مرات، كانت الأولى في عام 1943 والثانية سنة 1947 والثالثة عام 1955. وقد شهدت رئاسته الأولى جلاء المستعمر الفرنسي عن [[سوريا|سورية]] يوم 17 نيسان 1946. قاد '''شكري القوتلي''' بلاده خلال [[حرب 1948|حرب فلسطين]] عام 1948 وقدّم دعماً لكثير من القضايا العربية، منها تأميم [[قناة السويس]]، وهو أحد مؤسسي [[جامعة الدول العربية]] وصانع [[الجمهورية العربية المتحدة|جمهورية الوحدة]] مع الرئيس [[جمال عبد الناصر]] عام 1958. نال لقب "[[شكري القوتلي|المواطن العربي الأول]]" من [[مصر]] وفي [[سوريا|سورية]] يُعرف بلقب "[[شكري القوتلي|أبو الجلاء]]"."
 
== الأسرة ==
سطر 51:
 
== المؤتمر السوري الفلسطيني ==
وفي [[مصر]]، اقترن '''شكري &nbsp; القوتلي''' بالسيدة [[بهيرة الدالاتي]]، بنت [[محمّد سعيد الدالاتي]]، أحد رفاقه في المعتقل أيام العثمانيين، وشارك في تأسيس [[المؤتمر السوري الفلسطيني]]، أول تنطيم سياسي ظهر في المنفى لتوحيد الوطنيين العرب في معارضة [[الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان|الإنتداب الفرنسي]] في [[سوريا|سورية]] [[لبنان|ولبنان]]، والبريطاني في [[فلسطين]].<ref>{{Cite book|title=الصراع على الاستقلال العربي، ص 181|date=2010|publisher=جامعة كامبردج|author1=باتريك سيل|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=بريطانيا|first=|via=|العمل=}}</ref> تم تأسيس [[المؤتمر السوري الفلسطيني|المؤتمر]] في [[جنيف|جينيف]] وقد ضمّ من السوريين، إضافة '''لشكري القوتلي'''، كلّ من الشيخ [[محمد رشيد رضا|رشيد رضا،]] الرئيس الأسبق [[المؤتمر السوري العام|للبرلمان السوري]]، والصحفي [[خير الدين الزركلي]]، والحاج [[أديب خير]]، صاحب [[المكتبة العمومية]] [[دمشق|بدمشق]]. وكان معهم أيضاً السياسي الدمشقي [[حسن الحكيم]] والدكتور [[عبد الرحمن الشهبندر]]، وزير الخارجية الأسبق في عهد [[فيصل الأول|الملك فيصل الأول]].<ref>{{Cite book|title=سورية والإنتداب الفرنسي، ص 236-237|date=1987|publisher=جامعة برنستون|author1=فيليب خوري|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=الولايات المتحدة|first=|via=|العمل=}}</ref> رئيس المؤتمر [[الأمير ميشال لطف الله]] كان لبنانياً مسيحياً مُقرباً من الأسرة الهاشمية الحاكمة يومها في [[الأردن]] [[العراق|والعراق]]، وكان يعتمد على تمويل شهري لأعماله من [[الحسين بن علي شريف مكة|الشريف حسين بن علي]]، قائد [[الثورة العربية الكبرى]]. ونظراً لعلاقته الطيبة مع الهاشميين، لم يستطع [[الأمير ميشيل لطف الله]] من الحصول على أي دعم مالي من [[عبد العزيز آل سعود|الملك عبد العزيز آل سعود]]، العدو التاريخي [[الشريف حسين|للشريف حسين]]، فأوفد '''شكري القوتلي''' إليه، طالباً الدعم [[المؤتمر السوري الفلسطيني|للمؤتمر السوري الفلسطيني]].<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=سورية والإنتداب الفرنسي، ص 235|تاريخ=1987|ناشر=جامعة برينستون|مؤلف1=فيليب خوري|مؤلف2=|editor1=|لغة=الانكليزية|مكان=الولايات المتحدة الامريكية|الأول=|via=|عمل=}}</ref>
 
رفض [[عبد العزيز آل سعود|الملك عبد العزيز]] دعم التيار المحسوب على الهاشميين، ولكنه قدم دعماً مالياً سخياً '''للقوتلي''' ورفاقه المستقلين عن [[الحسين بن علي شريف مكة|الشريف حسين]]، مما أدى إلى نشوب خلاف عميق داخل [[المؤتمر السوري الفلسطيني]]، بين '''شكري القوتلي''' من جهة وكلّ من [[الأمير ميشيل لطف الله|الأمير ميشيل]] و<nowiki/>[[عبد الرحمن الشهبندر|الشهبندر]].<ref>{{Cite book|title=سورية والإنتداب الفرنسي، ص 240|date=1987|publisher=جامعة برنستون|author1=فيليب خوري|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=الولايات المتحدة|first=|via=|العمل=}}</ref> كانت علاقة '''شكري''' '''القوتلي''' متيناً جداً بالملك السعودي، الذي كان '''القوتلي''' قد دعمه في معاركه ضد الهاشميين في [[الحجاز]]، وأرسل عدداً من المستشارين السوريين للمساهمة في تأسيس [[المملكة العربية السعودية]]، منهم الشيخ [[يوسف ياسين]]، ابن مدينة [[اللاذقية]]، الذي اصبح وزيراً لخارجية السعودية، والأطباء [[رشاد فرعون]] و<nowiki/>[[مدحت شيخ الأرض]]، وكلاهما من [[دمشق]].<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=جورج واشنطن سورية، ص 63|تاريخ=2005|ناشر=دار الذاكرة|مؤلف1=سامي مروان مبيض|مؤلف2=|editor1=|لغة=الانكليزية|مكان=بيروت|الأول=|via=|عمل=}}</ref> انقسم [[المؤتمر السوري الفلسطيني]] إلى جناحين، الأول محسوب على [[السعودية]]، والثاني على الهاشميين. ضم الجناح الأول، إضافة '''لشكري القوتلي''' الأخوين [[نبيه العظمة|نبيه]] و<nowiki/>[[عادل العظمة]]، ومفتي القدس الحاج [[أمين الحسيني|محمّد أمين الحسيني]]، و<nowiki/>[[محمد عزة دروزة|محمد عزت دروزة،]] سكرتير [[جمعية العربية الفتاة|الجمعية العربية الفتاة.]]<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=سورية والإنتداب الفرنسي، ص 235|تاريخ=1987|ناشر=جامعة برينستون|مؤلف1=فيليب خوري|مؤلف2=|editor1=|لغة=النكليزية|مكان=الولايات النتحدة الامريكية|الأول=|via=|عمل=}}</ref>
 
== العودة الى سورية ونشاطه في الثورة الوطنية الكبرى ==
عاد '''شكري القوتلي''' إلى [[دمشق]] بعد صدور عفو فرنسي عنه والتحق بصفوف [[الثورة السورية الكبرى]] التي إنطلقت من [[جبل حوران|جبل الدروز]] في حزيران 1925، بقيادة [[سلطان الأطرش|سلطان باشا الأطرش]].<ref>{{Cite book|title=من هم في العالم العربي، ص 7-8|date=1957|publisher=|author1=جورج فارس|author2=|editor1=|language=|place=دمشق|first=|via=|العمل=}}</ref> قام '''القوتلي''' ببيع أملاكه في [[غوطة دمشق|الغوطة الشرقية]] لأخيه [[عادل القوتلي]]، واشترى بثمنها سلاحاً للثوار، وقد تولى مهام دفع رواتب دورية لهم، وصلت إلى ليرتين ذهبيتين في الشهر.<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=فخامة الرئيس شكري القوتلي|تاريخ=1998|ناشر=جامعة بغداد|مؤلف1=يوسف جبران غيث|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=العراق|الأول=|via=|عمل=}}</ref> وقد وصلت قيمة تبرعات '''القوتلي''' إلى الحركة الوطنية يومها إلى نصف مليون ليرة ذهبية.<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=صحافة وسياسة، ص 222|تاريخ=1987|ناشر=دار رياض نجيب الريس|مؤلف1=نصوح بابيل|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=لندن|الأول=|via=|عمل=}}</ref> عمل أيضاً على جمع تبرعات [[الثورة السورية الكبرى|للثورة السورية الكبرى]] من الجلايات العربية المقيمة في المغترب، بمساعدة صديقه الصحفي الفلسطيني [[محمد علي الطاهر|محمّد علي الطاهر،]] والدمشقي [[محب الدين الخطيب|محبّ الدين الخطيب]] وقائد [[حركة الشباب التونسي|حركة تونس الفتاة]]، [[عبد العزيز الثعالبي]]. &nbsp;كما سافر إلى [[مصر]] للاجتماع [[سعد زغلول|بسعد باشا زغلول]]، زعيم [[حزب الوفد]]، الذي قدم دعماً مالياً [[الثورة السورية الكبرى|للثورة السورية الكبرى]] عن طريق '''شكري القوتلي.'''<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=صناعة وطني عربي مصري، ص 289|تاريخ=1998|ناشر=|مؤلف1=رالف كوري|مؤلف2=|editor1=|لغة=الانكليزية|مكان=لندن|الأول=|via=|عمل=}}</ref> نُفي '''القوتلي''' خارج البلاد مجدداً، بعد صدور حكم جديد بالإعدام بحقه وتدمير منزل أسرته [[الشاغور|بالشاغور]]، وعاد للعيش في [[القاهرة]] حتى صدور عفو فرنسي حديد سنة 1932، أمكنه من العودة إلى [[سوريا|سورية]].
 
== تأسيس الكتلة الوطنية ==
سطر 62:
 
== عمله في الصناعة ==
ومن أولى اسهامات &nbsp; '''القوتلي''' كان تأسيس معمل الكونسيروة لتمويل أعمال [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] ودفع رواتب شهرية لعائلات المعتقلين والجرحى. كان ذلك في شباط 1932، وحمل المشروع الصناعي توقيع كلّ من [[توفيق قباني]]، مؤسس أول معمل ملبس في [[البزورية|سوق البزورية]]، والحاج [[سليم الشلاح]] عضو مجلس إدارة [[غرفة تجارة دمشق]]، و<nowiki/>[[صادق غراوي]] صاحب معمل شوكولا "غراوي،" إضافة طبعاً '''لشكري القوتلي'''، الذي اقترن معمل الكونسروة باسمه.<ref>{{Cite book|title=عبد الناصر والتأميم، ص 179|date=2019|publisher=دار رياض نجيب الريّس|author1=سامي مروان مبيّض|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref>
 
حُدد رأس مال الشركة بثلاثين ألف ليرة عثمانية ذهبية، تم توزيعها على خمسة عشر ألف مساهم. جال '''القوتلي''' على كافة المدن السورية لبيع أسهم الشركة الجديدة بقيمة ليرتان ذهبيتان للسهم الواحد.<ref>{{Cite book|title=عبد الناصر والتأميم، ص 181|date=2019|publisher=دار رياض نجيب الريّس|author1=سامي مروان مبيّض|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref> مع نهاية الثلاثينيات، وصل عدد موظفي وعمال شركة الكونسيروة إلى 200 وبلغ إنتاجها السنوي خمسة ًوعشرين طناً من المعلبات، يتم تصديرها إلى [[فلسطين]] [[لبنان|ولبنان]] و<nowiki/>[[إمارة شرق الأردن]] [[الحجاز|والحجاز]] [[مصر|ومصر]].<ref name="مولد تلقائيا1">{{مرجع كتاب|عنوان=عبد الناصر والتأميم، ص 179-181|تاريخ=2019|ناشر=دار رياض نجيب الريس|مؤلف1=سامي مروان مبيض|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=بيروت|الأول=|via=|عمل=}}</ref> رفض '''القوتلي''' بيع أسهم الشركة في أي مصرف أجنبي، وأصر أن يتم الاكتتاب العام إما في فرع [[دمشق]] من [[بنك مصر]] أو عبر [[البنك العربي]]، وكانت من عادته إهداء أسهم في شركة الكونسيروة لأصدقائه عند عقد قرانهم أو رزقهم بمولودٍ.<ref name="مولد تلقائيا1" /> كما أنه كان يُرسل حوالي خمسين صندوق من منتجات الشركة في كل موسم لصديقه [[عبد العزيز آل سعود|الملك عبد العزيز آل سعود]] و<nowiki/>[[فاروق الأول|ملك مصر فاروق الأول]] ورئيس وزراء العراق [[نوري السعيد|نوري السعيد.]]<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=للتاريخ والذكرى، 68|تاريخ=1990|ناشر=|مؤلف1=بدر الدين الشلاح|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=دمشق|الأول=|via=|عمل=}}</ref> ذهبت رئاسة مجلس إدارة معمل الكونسيروة للدكتور [[أحمد منيف العائدي]]، أحد مؤسسي كلية الطب في [[جامعة دمشق]]، ومعه رئيس الجامعة الدكتور [[رضا سعيد]]، وانتُخب [[مدني الحفار]]، تاجر مال القبان في [[البزورية|سوق البزورية]]، نائباً لرئيس مجلس الإدارة. تم تداول أسهم شركة الكونسيروة في سوق البورص، أحد تفرعات [[سوق الحميدية|سوق الحميدية،]] وذاع صيتها بشكل كبير في الأوساط الدمشقية، إلى درجة أن القاضي الشرعي في [[دمشق]] كان يخبر الناس عند توزيع ميراثهم بعد وفاة أحد الأقارب، بين المال النقدي أو وضع أموالهم في شركة الكونسيروة. استمرت شركة الكونسيروة في العمل من عام 1934 إلى أن تم تأميمها في بداية عهد [[حزب البعث العربي الاشتراكي|البعث]] عام 1965.<ref name="مولد تلقائيا1" />
سطر 72:
توفي [[إبراهيم هنانو|ابراهيم هنانو]]، وعيم [[حلب]] وأحد قادة [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] في تشرين الثاني 1935، وشارك '''القوتلي''' في تشيعه مع قادة الصف الأول من [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة]]، حيث حصلت مواجهات دامية مع عناصر الشرطة، أدت إلى اعتقال عدد كبير من الوطنيين، كان على رأسهم [[فخري البارودي]]، نائب [[دمشق]].<ref>{{Cite book|title=الإمبريالية الفرنسية في سورية، ص 204|date=1998|publisher=دار اثاكا|author1=بيتر شامبروك|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=لندن|first=|via=|العمل=}}</ref> أطلقت [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] إضراب عام في طول البلاد وعرضها، سمّي [[الإضراب الستيني|بالإضراب الستيني]]، وقد لعب '''شكري''' '''القوتلي''' دوراً محوريا فيه، مُنسقاً وممولاً وقائداً ميدانياً.<ref>{{Cite book|title=عبقريات من بلادي، ص 32|date=1998|publisher=دار البشائر|author1=عبد الغني العطري|author2=|editor1=|language=|place=دمشق|first=|via=|العمل=}}</ref> وفي 20 كانون الثاني 1936، تم اغلاق مكتب [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] في [[دمشق]] ووضع كل من '''شكري القوتلي''' و<nowiki/>[[لطفي الحفار]] و<nowiki/>[[نسيب البكري]] تحت الإقامة الجبرية، كما تم تفي [[جميل مردم بك]] إلى شمال [[سوريا|سورية]] وطرد [[فارس الخوري]] من عمادة [[كلية الحقوق]] في [[جامعة دمشق|جامعة دمشق.]]<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=سورية والإنتداب الفرنسي، ص 460|تاريخ=1987|ناشر=جامعة برينستون|مؤلف1=فيليب خوري|مؤلف2=|editor1=|لغة=الانكليزية|مكان=الولايات المتحدة الامريكية|الأول=|via=|عمل=}}</ref>
 
أدى [[الإضراب الستيني]] إلى استقالة حكومة [[تاج الدين الحسني]] المحسوبة على الفرنسيين، وتعيين رئيس وزراء جديد، أكثر اعتدالاً وحياد، هو الوجيه الدمشقي [[عطا الأيوبي|عطا الأيوبي.]] قاد الأيوبي مفاوضات شاقة مع سلطة الإنتداب في [[بيروت]]، أدت إلى إنهاء الإضراب وفتح المتاجر، ودعوة وفد رفيع من زعماء [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] إلى [[فرنسا]] للتفاوض على استقلال [[سوريا|سورية]] ومستقبلها السياسي.<ref>{{Cite book|title=سورية من الاحتلال حتى الجلاء، ص 99|date=1953|publisher=دار الكتاب الجديد|author1=نجيب الأرمنازي|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref> توجه الوفد إلى [[باريس]] يوم 26 أذار 1936 وكان برئاتسة [[هاشم الأتاسي]] وعضوية &nbsp; كلّ من [[سعد الله الجابري]] و<nowiki/>[[فارس الخوري]] و<nowiki/>[[جميل مردم بك|جميل مردم بك.]] أما '''شكري القوتلي'''، فقد بقي في [[دمشق]] وعُيّن رئيساً [[الكتلة الوطنية (سوريا)|للكتلة الوطنية]] في غياب [[هاشم الأتاسي|هاشم الأتاسي،]] مسؤولاً عن متابعة مجريات الإنتفاضة التي انطلقت ذلك العام في [[فلسطين]]، بقيادة المفتي [[أمين الحسيني|محمّد أمين الحسيني.]] قام '''القوتلي''' بمد المجاهدين الفلسطينيين بالمال والسلاح وأسس "لجنة الدفاع عن فلسطين،" التي جمعت خمسة الأف [[جنيه إسترليني|جنيه استرليني]] لصالح المقاومة الفلسطينية.<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=سورية والإنتداب الفرنسي، ص 538|تاريخ=1987|ناشر=جامعة برينستون|مؤلف1=فيليب خوري|مؤلف2=|editor1=|لغة=الانكليزية|مكان=الولايات المتحدة الامريكية|الأول=|via=|عمل=}}</ref>
 
توصل وفد [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] إلى [[المعاهدة السورية الفرنسية 1936|معاهدة]] مع رئيس الحكومة الفرنسية [[ليون بلوم|ليون بلوم،]] تعطي [[سوريا|سورية]] استقلالها التدريجي على مدى خمسة وعشرون سنة، مع إمتيازات عسكرية وإقتصادية وثقافية [[فرنسا|للجمهورية الفرنسية]] داخل الأراضي السورية.<ref>{{Cite book|title=سورية والإنتداب الفرنسي، ص 468|date=1987|publisher=جامعة برنستون|author1=فيليب خوري|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=الولايات المتحدة|first=|via=|العمل=}}</ref> وفي أيلول 1936، عاد وفد [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة]] إلى [[دمشق]] رافعاً شعار النصر، فقدم رئيس الجمهورية [[محمد علي العابد|محمّد علي العابد]] استقالته، فاسحاً المجال أمام إجراء إنتخابات نيابية ورئاسية مُبكرة. خاضت [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] تلك الإنتخابات بكامل ثقلها السياسي، وفاز '''شكري القوتلي''' بمقعد نيابي ممثلاً عن [[دمشق]]. كما فاز [[هاشم الأتاسي]] برئاسة [[سوريا|الجمهورية السورية]]، وكُلّف [[جميل مردم بك]] بتشكيل الحكومة الوطنية الأولى، التي عُيّن '''شكري القوتلي''' فيها وزيراً للدفاع والمالية.<ref>{{Cite book|title=الإمبريالية الفرنسية في سورية، ص 227|date=1998|publisher=دار اثاكا|author1=بيتر شامبروك|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=لندن|first=|via=|العمل=}}</ref> كانت حقيبة الدفاع شكلية، لأن [[سوريا|سورية]] لم تكن تمتلك جيش وطني بعد حلّ الفرنسيون جيشها الصغير إبان [[معركة ميسلون]] عام 1920.
سطر 94:
في 19 أيار 1945، عقدت قمة سورية لبنانية في بلدة [[شتورا]]، قرر خلالها '''الرئيس القوتلي''' ونظيره اللبناني [[بشارة الخوري]] تجميد كافة المفاوضات مع [[الحكومة الفرنسية]]، مطالبين بتحديد فترة زمنية واضحة لجلاء قواتهم عن [[سوريا|سورية]] [[لبنان|ولبنان]]. ردت [[فرنسا]] بإرسال تعزيزات عسكرية إلى شواطئ [[بيروت]] ونقلها فوراً إلى [[دمشق]]، حيث نصبوا الحواجز والمتاريس في وسط [[دمشق|العاصمة السورية]]. وفي الساعة السابعة من مساء من يوم 29 أيار 1945، بدأ العدوان الفرنسي على مدينة [[دمشق]]، عندما طُلب من عناصر حامية الدرك المرابطة على أبواب [[مجلس الشعب السوري|المجلس النيابي]] إنزال [[علم سوريا|العلم السوري]] وتحية [[علم فرنسا|العلم الفرنسي]] بدلاً منه.<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=العيد الذهبي للجلاء، ص 71-73|تاريخ=1996|ناشر=دار طلاس|مؤلف1=كوليت خوري|مؤلف2=|editor1=|لغة=|مكان=دمشق|الأول=|via=|عمل=}}</ref> رفض السوريون فعل ذلك، فأُطلق الرصاص الحي عليهم، ودخلت القوات الفرنسية إلى داخل [[مجلس الشعب السوري|المجلس النيابي]] بحثاً عن رئيسه [[سعد الله الجابري]]، فلم تجده وأضرمت النار في مكتبه وقامت بقصف المبنى بالمدافع.<ref>{{Cite book|title=العيد الذهبي للجلاء، ص 73-77|date=1996|publisher=دار طلاس|author1=كوليت خوري|author2=|editor1=|language=|place=دمشق|first=|via=|العمل=}}</ref> جاء أمر الهجوم على [[دمشق]] من [[أوليفيا روجيه|الكولونيل أوليفيا روجيه]]، الحاكم العسكري للمدينة، المعين حديثاً من قبل الجنرال [[شارل ديغول]]، وقد نصت خطته على اعتقال كلّ من '''شكري القوتلي''' و<nowiki/>[[جميل مردم بك]] و<nowiki/>[[سعد الله الجابري]]، بصفتهم أعداء [[فرنسا|الجمهورية الفرنسية]].
 
وخلال [[الاحتجاجات السورية 1945|العدوان الفرنسي]] أُحرقت مناطق عدة في [[دمشق]]، منها سوق [[سوق صاروجا|ساروجا]] الأثري أحياء في منطقة [[العمارة]] وقصفت [[قلعة دمشق]] التاريخية، إضافة طبعاً لتدمير [[مجلس الشعب السوري|البرلمان]] في [[شارع العابد]].<ref>{{Cite book|title=مذكرات فخري البارودي، الجزء الثاني، ص 295-296|date=1999|publisher=وزارة الثقافة|author1=دعد الحكيم|author2=|editor1=|language=|place=دمشق|first=|via=|العمل=}}</ref> جاء السفير البريطاني [[تيرانس شون (بريطانيا)|تيرانس شون]] إلى منزل '''الرئيس القوتلي''' في ساعة متأخرة من الليل وعرض عليه الخروج الآمن من العاصمة، مع كافة أفراد أسرته، قائلاً أن [[فرنسا]] تنوي اعتقاله من جميع رجال حكمه.<ref>{{Cite book|title=جهاد شكري القوتلي، ص 54|date=2004|publisher=دار النفائس|author1=عبد الله الخاني|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref> نهض '''القوتلي''' من الفراش، حيث كان يعاني من نزيف حاد بالمعدة، وصاح في وجه السفير البريطاني: "ألمثلي يقال هذا؟ أن لم أغادر [[دمشق]] ولن أغادر [[دمشق]]، وأريد أن تنقولي سريري إلى مدخل [[مجلس الشعب السوري|المجلس النيابي]]، لأستشهد من هؤلاء الأبطال."<ref name="مولد تلقائيا2">{{مرجع كتاب|عنوان=جهاد شكري القوتلي، ص 54|تاريخ=2003|ناشر=دار النفائس|مؤلف1=عبد الله الخاني|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=بيروت|الأول=|via=|عمل=}}</ref>  &nbsp;ثم طَلب إحضار والدته وزوجته وأولاده إلى الغرفة وخاطب المندوب البريطاني قائلاً: "ما عندي أغلى من ديني ووطني وهؤلاء، فوالله لو قطعتم أصابعي بعد أن دمّر الفرنسيون بلدي، لن أوقع لهم ما يريدون."<ref name="مولد تلقائيا2" />
 
وقد أوفد [[سعد الله الجابري]] إلى [[مصر]] ليخطب أمام [[جامعة الدول العربية]] معلناً أن "مجزرة رهيبة بندى لها الجبين قد حدثت في [[دمشق]]." وبعدها بيوم واحد، صدر إنذار البريطاني صارم من [[لندن]]، حاملاً توقيع [[ونستون تشرشل|ونشتون تشرشل]]، مطالباً بالإنسحاب الفرنسي الفوري من [[سوريا|سورية]]، دون أي قيد أو شرط، تلبية لرغبة '''الرئيس القوتلي'''.<ref>{{Cite book|title=أوراق جميل مردم بك، ص 220|date=1994|publisher=شركة المطبوعات|author1=سلمى مردم بك|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref> فُرض وقف لإطلاق النار من قبل الإنكليز في 1 حزيران 1945 وبدأت [[فرنسا]] بالإنسحاب، حيث سلّمت الحكومة السورية كل المطارات والمواقع العسكرية، وتلاها تسليم جميع المستشفيات والمدارس والسجون، ومعها [[أرواد|جزيرة أرواد]] و<nowiki/>[[قلعة حلب]] و<nowiki/>[[قلعة دمشق]]. وقد أعلن الرئيس '''شكري القوتلي''' يوم 1 آب 1945 عيداً وطنياً لتأسيس [[القوات المسلحة السورية|الجيش السوري]] الذي كان قد هُزم على يد الفرنسيين قبل ستة وعشرون سنة في [[معركة ميسلون|معركة ميسلون.]]<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=سياسة دمشق والإنتداب الفرنسي، ص 212.|تاريخ=1998|ناشر=دار طلاس|مؤلف1=سامي مروان مبيض|مؤلف2=|editor1=|لغة=الانكليزية|مكان=دمشق|الأول=|via=|عمل=}}</ref> وفي 17 نيسان 1946، أقيم عيد الجلاء الأول في [[سوريا|سورية]] بمشاركة عربية واسعة، ورفع '''الرئيس''' '''شكري القوتلي''' علم بلاده فوق سماء [[دمشق]]، قائلاً أنه لن يرفع أي عَلم فوق هذه الراية إلا علم الوحدة العربية.<ref>{{مرجع كتاب|عنوان=شكري القوتلي يخاطب أمته، ص 82|تاريخ=1970|ناشر=مركز الوثائق المعاصرة|مؤلف1=شكري القوتلي|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=بيروت|الأول=|via=|عمل=}}</ref>
سطر 103:
توجه '''الرئيس القوتلي''' إلى أول قمة عربية عُقدت في مدينة [[أنشاص الرمل|أنشاص]] المصرية في أيار 1946 لمناقشة الأوضاع في [[فلسطين]]، ودعى [[جامعة الدول العربية]] لعقد مؤتمر خاص في بلدة [[بلودان]] لدعم [[القضية الفلسطينية]]. ووقف مندوب [[سوريا|سورية]] في [[الأمم المتحدة]] [[فارس الخوري]] في وجه [[قرار تقسيم فلسطين]] الذي صدر عن [[الجمعية العامة للأمم المتحدة]] في نهاية شهر تشرين الثاني عام 1947، الذي قال عنه '''الرئيس''' '''القوتلي''': "لن يمر ولن يقبل به العرب.<ref>{{Cite book|title=غرب كنيس دمشق، ص 228-235|date=2017|publisher=دار رياض نجيب الريّس|author1=سامي مروان مبيّض|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref>"
 
اندلعت المظاهرات العارمة في كافة المدن السورية ضد [[قرار تقسيم فلسطين|قرار التقسيم،]] وفتحت [[دمشق]] أبواب التطوع للجهاد في [[فلسطين]]، بأمر من رئيس البلاد. وبعدها قررت [[جامعة الدول العربية]] تأسيس [[جيش الإنقاذ]] لمحاربة العصابات الصهيونية، بقيادة الضابط [[فوزي القاوقجي]]، التي موّلت الحكومة سورية %25 من نفقاته العسكرية، وكان '''للرئيس''' '''شكري القوتلي''' الفضل في تأسيسه وتسميته.<ref>{{Cite book|title=1948: تاريخ أول حرب عربية إسرائيلية، ص 85|date=2009|publisher=جامعة يال|author1=بيني موريس|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=الولايات المتحدة|first=|via=|العمل=}}</ref> وعند اعلان [[دافيد بن غوريون|ديفد بن غوريون]] ولادة [[إسرائيل|دولة إسرائيل]] يوم 14 أيار 1948، دخل [[القوات المسلحة السورية|الجيش السوري]] إلى ميدان المعركة، &nbsp; بقوة قتالية وصلت إلى ثلاثة الأف شخص، &nbsp;ولكن نتيجة الحرب لم تكن لصالح العرب، الذين هزموا مجتمعين في [[فلسطين]].
 
== إنقلاب حسني الزعيم ==
سطر 112:
 
== الولاية الثالثة ==
حصلت الإنتخابات النيابية في [[سوريا|سورية]]، ووزعت من خلالها معاقد البرلمان على الشكل التالي: 19 [[الحزب الوطني (سوريا)|للحزب الوطني]]، 30 [[حزب الشعب (سوريا)|لحزب الشعب]]، 2 [[الحزب السوري القومي الاجتماعي|للحزب السوري القومي الإجتماعي]]، 17 [[حزب البعث العربي الاشتراكي|لحزب البعث العربي الإشتراكي]]، ومقععد واحد [[الحزب الشيوعي السوري|للحزب الشيوعي السوري،]] ذهب لأمينه العام [[خالد بكداش]]. ترشح [[خالد العظم]] لرئاسة الجمهورية، وترشح ضده [[لطفي الحفار]] عن [[الحزب الوطني (سوريا)|الحزب الوطني]] ولكنه سرعان ما سحب ترشيحه عندما عَلم برغبة '''شكري''' '''القوتلي''' بالعودة إلى المنصب.<ref>{{Cite book|title=عبد الناصر والتأميم، ص 287-319|date=2019|publisher=دار رياض نجيب الريّس|author1=سامي مروان مبيّض|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref> وفي الإنتخابات الرئاسية التي تمت تحت قبة المجلس، فاز '''شكري القوتلي''' بالرئاسة الأولى، عبر نيله 91 صوت من أصل 142 صوت داخل [[مجلس الشعب السوري|المجلس النيابي]]، مقابل 42 صوت لصالح [[خالد العظم]].<ref>{{Cite book|title=صحافة وسياسة، ص 463|date=1987|publisher=دار رياض نجيب الريّس|author1=نصوح بابيل|author2=|editor1=|language=|place=لندن|first=|via=|العمل=}}</ref> وفي 5 أيلول 1955، القى '''شكري''' '''القوتلي''' القسم الرئاسي، للمرة الثالثة في حياته، وبدأ العمل في ولايته الدستورية الثالثة والأخيرة.  &nbsp;  &nbsp;
 
اختار '''الرئيس القوتلي''' المحامي [[سعيد الغزي]] ليكون رئيساً لحكومته الأولى، قبل تولى صديقه المحامي [[صبري العسلي]] لهذا المنصب عام 1956، وذهبت رئاسة المجلس النيابي للدكتور [[ناظم القدسي]] عن [[حزب الشعب (سوريا)|حزب الشعب]]، ثم [[أكرم الحوراني|لأكرم الحوراني]] عن [[حزب البعث (توضيح)|حزب البعث]]، وهو معارض قديم '''لشكري القوتلي'''. وفي حكومة العسلي، عُيّن [[صلاح البيطار]] عن [[حزب البعث العربي الاشتراكي|حزب البعث]] وزيراً للخارجية، وهو مُقرب من [[جمال عبد الناصر]]، وأوتي باللواء [[عفيف البزرة]]، المحسوب على [[الحزب الشيوعي السوري]]، رئيساً للأركان الجيش. وقد توسعت سلطة المباحث في عهد '''القوتلي''' عن طريق العقيد [[عبد الحميد السراج]]، مدير [[المكتب الثاني]] في [[سوريا|سورية]]، المحسوب أيضاً على [[مصر]] و<nowiki/>[[الاتحاد السوفيتي|الإتحاد السوفيتي]]. وقد اتسم عهد '''القوتلي''' بالجنح إلى المعسكر الشرقي في [[الحرب الباردة|الحرب الباردة،]] حيث تم تبادل العلاقات الدبلوماسية مع كلّ [[رومانيا]] و<nowiki/>[[تشيكوسلوفاكيا]] و<nowiki/>[[الصين|جمهورية الصين الشعبية،]] وسافر الرئيس السوري إلى [[موسكو]] في نهاية شهر تشرين الأول 1956 للحصول على دعم سوفيتي للرئيس [[جمال عبد الناصر]] خلال [[العدوان الثلاثي|حرب السويس.]]<ref>{{Cite book|title=الصراع على سورية، ص 288|date=1966|publisher=|author1=باتريك سيل|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=لندن|first=|via=|العمل=}}</ref> وفي زيارته إلى [[كرملين|الكرملين]]، وهي الأولى من نوعها لرئيس سوري، خاطب '''القوتلي''' الزعيم السوفيتي [[نيكيتا خروتشوف]] بالقول: "أرسلوا [[الجيش الأحمر]] إلى [[مصر]]...ذلك الجيش العظيم الذي هزم [[أدولف هتلر|هتلر]]!" <ref>{{مرجع كتاب|عنوان=قطع ذيل الأسد، ص 192|تاريخ=1987|ناشر=|مؤلف1=محمد حسنين هيكل|مؤلف2=|editor1=|لغة=الانكليزية|مكان=الولايات المتحدة الامريكية|الأول=|via=|عمل=}}</ref> كما قامت [[سوريا|سورية]] بقطع علاقتها مع كلّ من [[فرنسا]] [[المملكة المتحدة|وبريطانيا]]، احتجاجاً على [[العدوان الثلاثي]]، وأشرف [[عبد الحميد السراج]] على نسف أنابيب النفط البريطانية المارة عبر الأراضي السورية، دعماً [[جمال عبد الناصر|لجمال عبد الناصر]]. وقد وقعت دمشق في عهد '''القوتلي''' سلسة من الإتفاقيات مع [[الاتحاد السوفيتي|الإتحاد السوفيتي]]، أبرمها وزير الدفاع [[خالد العظم|خالد العظم،]] مُنحت سورية من خلالها سلاحاً [[روسيا|روسياً]] بقيمة 570$ مليون دولار، يتم تسديد قيمتها بالتقسيط عبر عائدات القمح السورية، على مدى 12 سنة. <ref>{{مرجع كتاب|عنوان=مذكرات، الجزء الثالث، ص 5|تاريخ=1972|ناشر=دار المتحة|مؤلف1=خالد العظم|مؤلف2=|editor1=|لغة=العربية|مكان=بيروت|الأول=|via=|عمل=}}</ref> وفي 12 آب 1957، تم الكشف عن مؤامرة أميركية لقلب نظام الحكم في [[سوريا|سورية]] ووجهت أصابع الإتهام إلى الملحق العسكري الأميركي [[روبيرت مالوي]] والسكرتير الثاني [[هاورد ستونتن|هاوارد ستون]] والسفير [[جيمس موس جونيور|جيمس موس]]، الذين طردوا على الفور من [[دمشق]]، فردت [[الولايات المتحدة|أميركا]] بالمثل وقامت بطرد الدكتور [[فريد زين الدين]]، السفير السوري من [[واشنطن العاصمة|واشنطن]].<ref>{{Cite book|title=سورية بين الديمقراطية والحكم الفردي، ص 200|date=2004|publisher=دار النفائس|author1=عبد الله الخاني|author2=|editor1=|language=|place=بيروت|first=|via=|العمل=}}</ref> وكان قرار الإطاحة '''بالرئيس القوتلي''' مجدداً قد اتخذ من قبل الرئيس الأميركي [[دوايت أيزنهاور]]، الذي اعتبر أن [[سوريا|سورية]] في عهده قد اتخذت قراراً حاسماً بالوقوف مع [[الاتحاد السوفيتي|الإتحاد السوفيتي]] في [[الحرب الباردة]].<ref>{{Cite book|title=سورية والولايات المتحدة، ص 138-139|date=1992|publisher=|author1=ديفد ليش|author2=|editor1=|language=اللغة الإنكليزية|place=الولايات المتحدة|first=|via=|العمل=}}</ref>
سطر 134:
 
== تخليد ذكرى القوتلي ==
أُطلق اسم '''الرئيس''' '''شكري القوتلي''' على شوارع رئيسية في كافة المدن السورية وفي [[القاهرة]]، وأصبح الشارع الذي يحمل اسمه في [[دمشق]]، الواصل بين ساحتي [[ساحة المرجة|المرجة]] و<nowiki/>[[ساحة الأمويين|الأمويين]]، مقراً [[معرض دمشق الدولي|لمعرض دمشق الدولي]] ولعدد من الفنادق الفخمة. كما أطلق اسمه على الحي الذي كان يسكنه قبل إنقلاب عام 1949، الذي يُعرف من يومها بحي "الرئيس." وقد صدر كتاب عن حياته وجهاده في [[مصر]] عام 1959، حمل عنوان "'''شكري القوتلي''': تاريخ أمة في حياة رجل" للصحفي السوري [[عبد اللطيف يونس]]، وتلاه كتاب ثاني في [[بيروت]] سنة 2003، للقاضي [[عبد الله الخاني (سورية)|عبد الله الخاني]]، أمين عام الرئاسة السورية في عهد '''القوتلي'''، حمل عنوان "جهاد '''شكري القوتلي'''." ووضع المؤرخ السوري [[سامي مبيض|سامي مروان مبيّض]] كتاباً ثالثاً [[اللغة الإنجليزية|باللغة الإنكليزية]] عن حياة '''شكري''' '''القوتلي''' بعنوان "[[جورج واشنطن]] [[سوريا|سورية]]" ([[بيروت]] 2005) إضافة لعمل تلفزيني عن حياة الرئيس السوري، لم يكتب له النجاح. ولكن شخصية '''شكري القوتلي''' ظهرت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية السورية والعربية، منها مسلسل "[[هجرة القلوب إلى القلوب (مسلسل)|هجرة القلوب إلى القلوب]]" للمخرج [[هيثم حقي]]، ومسلسل "[[نزار قباني]]" للمخرج [[باسل الخطيب]]، وفيلم "[[الليل (فيلم 1961)|الليل]]" [[محمد ملص|لمحمد ملص]]، الذي لعب فيه الفنان [[رفيق السبيعي|رفيق سبيعي]] دور '''القوتلي'''، وفيلم "[[جمال عبد الناصر (فيلم)|جمال عبد الناصر]]" للمخرج [[أنور قوادري|أنور القوادري]]. واحتفظت عائلة '''الرئيس شكري''' '''القوتلي''' بمذكراته التي لم تُنشر حتى اليوم.  &nbsp;
 
== المراجع ==