أبو القاسم الرافعي القزويني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.9*
ط إزالة ألفاظ تفخيم
سطر 12:
| النسب = القزويني الرافعي، يعود نسبة إلى الصحابي: [[رافع بن خديج]]
}}
'''أبو القاسم الرافعي القزويني''' ([[555 هـ|555]]- [[623 هـ]] = [[1160]]- [[1226]] م). هو عبد الكريم ابن [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|أبي الفضل محمد]] ابن عبد الكريم ابن الفضل ابن الحسن ابن الحسين القَزْوِيْنيّ الرَّافِعِيّ الشَّافِعي، كنيته: أبو القاسم، ونسبته إلى [[قزوين|قَزوين]] إحدى المدائن بـ[[أصفهان (مدينة)|أصبهان]]. يلقب بـ'''الإمام، العالم، العلامة، إمام الملة والدين، حجة الإسلام والمسلمين، شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين، صاحب الشرح الكبير'''.<ref name="البدر المنير317">{{مرجع كتاب|مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-64|عنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|صفحة=317|ناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|إصدار=الأولى|سنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190414172206/http://shamela.ws/browse.php/book-5922 | تاريخ الأرشيف = 14 أبريل 2019 }}</ref> عالم دين مسلم، محدث من علماء الحديث ورواته، [[أصول الفقه|أصولي]] و[[فقيه]] محقق مجتهد، مفسر ومؤرخ،<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1=عمر رضا كحالة المتوفى سنة: 1408 هـ|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-3901/page-2044|عنوان=معجم المؤلفين، تراجم مصنفي الكتب العربية ج 6|ناشر=مكتبة المثنى (لبنان)، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع (لبنان) المكتبة الشاملة|سنة=|صفحة=3|تاريخ الوصول=26/ رجب/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160811200555/http://shamela.ws/browse.php/book-3901/page-2044 | تاريخ الأرشيف = 11 أغسطس 2016 }}</ref> من كبار أعلام [[شافعية|الشافعية]].<ref name="الأعلام للزركلي">{{مرجع كتاب|مؤلف1=خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ)|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12286/page-3133|عنوان=الأعلام للزركلي، الجزء الرابع|ناشر=دار العلم للملايين المكتبة الشاملة|صفحة=55|إصدار=الخامسة|تاريخ=أيار/ مايو 2002 م|تاريخ الوصول=17/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160309122922/http://shamela.ws/browse.php/book-12286/page-3133 | تاريخ الأرشيف = 9 مارس 2016 }}</ref> جمع بين الفقه ورواية الحديث، واشتهر عند العجم والعرب بعلمه، ومؤلفاته، وبحوثه في العلم، وجودة عبارته. يعرف بـالرافعي، نسبة إلى '''رافع''' أحد أجداده، وأصله من العرب، استوطن قزوين، ويعود نسبه إلى الصحابي: [[رافع بن خديج]]، وإليه النسبة فيقال له الرافعي.<ref name="التلخيص الحبير">{{مرجع كتاب|مؤلف1=أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى: 852هـ.|عنوان= كتاب: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير، ترجمة الإمام الرافعي صاحب الشرح الكبير، (اسمه ونسبه ومولده)، الجزء الأول|صفحة=(61)|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1581/page-81|ناشر=دار الكتب العلمية، المكتبة الشاملة|إصدار=الأولى|سنة=1419 هـ 1989 م|تاريخ الوصول=25/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160811222850/http://shamela.ws/browse.php/book-1581/page-81 | تاريخ الأرشيف = 11 أغسطس 2016 }}</ref> ولد في '''قَزْوِيْن'''، سنة خمس وخمسين وخمسمائة [[تقويم هجري|هجرية]]، ونشأ فيها بين أسرة عرفت بالعلم، في كنف والده الملقب بـ'''مفتي الشافعية'''، ووالدته صفية بنت أسعد الزاكاني. تعلم عند والده المعروف بـ[[محمد بن عبد الكريم الرافعي|أبي الفضل]]، وخال والدته [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني|أحمد بن إسماعيل]]، وأخذ عنهما، وعن كبار علماء عصره. كان متضلعا في فنون العلم، خصوصا في علوم الشريعة،<ref name="طبقات282">{{مرجع كتاب|مؤلف1=تاج الدين عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي المتوفى سنة: (771) هجرية|عنوان=طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، الطبقة السادسة، (1192): عبد الكريم ابن محمد ابن عبد الكريم ابن الفضل ابن الحسن القزويني الإمام الجليل أبو القاسم الرافعي صاحب الشرح الكبير.. الجزء الثامن|صفحة=282|ناشر=هجر للطباعة والنشر والتوزيع|إصدار=الثانية|تاريخ=1423 هجرية|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6739/page-2959|تاريخ الوصول=25/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160811223836/http://shamela.ws/browse.php/book-6739/page-2959 | تاريخ الأرشيف = 11 أغسطس 2016 }}</ref> يوصف بأنه مجتهد زمانه، وله اختيارات وترجيحات في الفقه المقارن، يعد من محرري مذهب [[شافعية|الشافعية]]، ومحققيه في القرن السابع الهجري.<ref name="شرح الكوكب المنير">{{مرجع كتاب|مؤلف1=تقي الدين أبو البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المعروف بـابن النجار المتوفى سنة 972 هجرية|مؤلف2= تحقيق: محمد الزحيلي ونزيه حماد|ناشر=مكتبة العبيكان موقع مكتبة المدينة الرقمية الموسوعة الشاملة|صفحة=460|إصدار=الثانية|سنة=1418 هـ- 1997م|مسار=http://islamport.com/w/usl/Web/1666/447.htm|عنوان=شرح الكوكب المنير، الجزء الأول|تاريخ الوصول=25/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160315093209/http://islamport.com/w/usl/Web/1666/447.htm | تاريخ الأرشيف = 15 مارس 2016 }}</ref> ويُلقب الرافعي بـشيخ الشافعية، فإذا أُطلق لفظ "الشيخين" عند ال[[شافعية]] أُريد بهما: (الرافعي) و([[يحيى بن شرف النووي]]).<ref>[http://www.a-alsadhan.com/content_show.php?show=658 موقع الشيخ الدكتور عبد العزيز بن محمد السدحان] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191216200040/http://www.a-alsadhan.com/content_show.php?show=658 |date=16 ديسمبر 2019}}</ref> انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، كان بارعا في العلم تقيا صالحا زاهدا متواضعا.<ref name="شذرات الذهب">{{مرجع كتاب|مؤلف1=عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي، أبو الفلاح، المتوفى سنة [[1089 هـ]]|مؤلف2=حققه: محمود الأرناؤوط خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط|ناشر=دار ابن كثير، دمشق- بيروت، المكتبة الشاملة|إصدار=الأولى|سنة=1406 هـ - 1986 م|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-2991|عنوان=كتاب: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، الجزء السابع|صفحة=189|تاريخ الوصول=26/ رجب/ [[1417 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160811213521/http://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-2991 | تاريخ الأرشيف = 11 أغسطس 2016 }}</ref> وكان متصدرا للإفتاء والتدريس ورواية الحديث، وكان له مجلس بقزوين لل{{المقصود|فقه|فقه}}، والتفسير، والحديث. ترجم له الكثير من المؤرخين، وأصحاب كتب التراجم، وشهد له كثير من العلماء بمكانته العلمية. له [[مؤلفات الإمام الرافعي|مؤلفات]] عديدة منها: [[فتح العزيز للرافعي|فتح العزيز]] شرح الوجيز للغزالي، والشرح الصغير، والمحرر، وشرح مسند الشافعي، والتدوين، والأمالي وغيرها. توفي بـ[[قزوين]]، في ذي الحجة، ودفن بها سنة ثلاث وعشرين وستمائة هجرية.<ref name="سير أعلام النبلاء">{{مرجع كتاب|مؤلف1= محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5800&idto=5800&bk_no=60&ID=5644|عنوان=سير أعلام النبلاء، الجزء: الثاني والعشرون، الطبقة الثالثة والثلاثون- الرافعي|صفحة=253، 254، 255|سنة=|ناشر=مؤسسة الرسالة، المكتبة الإسلامية موقع إسلام ويب|تاريخ الوصول=16/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170705042408/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5800&idto=5800&bk_no=60&ID=5644 | تاريخ الأرشيف = 5 يوليو 2017 }}</ref>
 
== اسمه ونسبه ولقبه ==
سطر 32:
ولد أبو القاسم الرافعي سنة [[555 هـ]]، قال الذهبي: «ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة».<ref name="سير أعلام النبلاء"/> وذكر ابن الملقن أن مولده تقريبا سنة ست وخمسين وخمسمائة، وعلل ذلك بأن الرافعي قال في الأربعين التي خرجها في الرحمة: أنه روى عن والده -حضورا- وهو في الثالثة، سنة ثمان وخمسين، فيكون مولد الرافعي على هذا -تخمينا- سنة ست وخمسين وخمسمائة.<ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=ابن الملقن|وصلة مؤلف1=ابن الملقن|عنوان=مقدمة كتاب البدر المنير ج1|صفحات=319، 320|ناشر=المكتبة العلمية|مكان=بيروت}}</ref> لكن كانت ولادته في آخر السنة، بما يعني: أن السنة التي ولد فيها لم يحسب منها إلا فترة وجيزة من آخرها، قال الرافعي في كتاب التدوين: كان والدي يقول لي: ولدتك بعد ما جاوزت الأربعين، وولدت في أواخر العاشر من شهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة.<ref name="التدوين في أخبار قزوين"/> وكانت ولادته في [[قزوين]]، إحدى المدائن بـ[[أصفهان (مدينة)|أصبهان]].{{للهامش|3}} وينسب الرافعي إلى قزوين، فيقال له: '''القزويني'''، نسبة إليها. وقد ذكرها الرافعي في كتاب: '''التدوين في ذكر أهل العلم بقروين'''، وقال: «أصلها بالفارسية: "''كشوين''"، ويقال لها بالعربية: "''قزوين''"».<ref name="التدوين للرافعي">{{مرجع كتاب|مؤلف1= أبو القاسم عبد الكريم ابن محمد ابن عبد الكريم|مؤلف2=الرافعي|مؤلف3=القزويني|مسار=http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=878&pid=426249|عنوان=التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين|ناشر=المكتبة الإسلامية|إصدار=|صفحة=|تاريخ الوصول=1/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160623235545/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=878&pid=426249 | تاريخ الأرشيف = 23 يونيو 2016 }}</ref> قال ابن الملقن: «وقَزوين: (بِفَتْح الْقَاف)، مدينة معروفة، كذا قاله ابن السَّمْعَانِيّ. وقال غيره: هي مدينة كبيرة في عراق العجم، عند قِلاَع الإِسماعيلية.»<ref name="البدر المنير318" />
== نشأته وتعليمه ==
نشأ أبو القاسم الرافعي في كنف والديه، في أسرة تهتم بالعلم، فقد كان والده مدرسا وفقيها له مجلس للتفسير ورواية الحديث بقزوين، وكان المتعلمون يتوافدون عليه للأخذ عنه، فاهتم والده بتعليمه منذ صغره، فتعلم القرآن، والحديث، واللغة العربية، وغيرها، وتفرغ لطلب العلم وتحصيله، في مراحل التعليم الأولى، وقد كان يحضر مجلس أبيه، مع المتعلمين ورواة الحديث، وسمع الحديث عن والده، حينما كان له من العمر ثلاث سنوات، قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] وغيره: «قال الرافعي: "سمعت من أبي حضورا في الثالثة، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة".»<ref name="سير أعلام النبلاء"/> بالإضافة إلى أن أمه ووالديها كانوا من أهل العلم والفقه والحديث. تعلم عند أبيه [[حديث نبوي|الحديث]] والتفسير و[[فقه إسلامي|الفقه]]. وقرأ الحديث بالرواية عن والده سنة [[569 هـ]]. قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: «وقرأ على أبيه سنة تسع وستين.»<ref name="سير أعلام النبلاء" /> وكان والده: محمد بن عبد الكريم من كبار علماء قزوين، فدرس وتفقه على يديه، كما قرأ الحديث عند خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]، وعند غيرهما من علماء عصره، أخذ القرآن والحديث واللغة، وغيرها من العلوم، حتى أصبح بارعا في علم التفسير والحديث، و[[أصول الفقه]] و[[علم فروع الفقه|فروعه]]، وكان مشتغلا بالعلم، مهتما بالتعليم منذ أن كان في صباه. وقد كانت عادة الناس ذلك الحين تعليم الصغار فيما يسمى بـالكتاب، لتعليم القراءة والكتابة، قبل الالتحاق بمجلس تعليم الكبار، وقد كان الرافعي يستمع للحديث بالحضور في مجلس والده، الذي كان يرأس مجلس الحديث، وينقل عنه الرواة. وقد تعلم أبو القاسم الرافعي عند والده: [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|محمد بن عبد الكريم]] بن الفضل بن الحسن بن رافع القزويني الرافعي الشافعي، الملقب بـ(أبي الفضل)، وكان ملازما لحضور الدروس عند والده، وكان تعليمه عنده أكثر من غيره، فأخذ عنه [[فقه إسلامي|الفقه]]، وتعلمه عنده دراسة وشرحا وتحصيلا وتعليقا، ولم يذكر بعض المترجمين له أنه تفقه على غير والده، قال ابن الملقن: {{اقتباس مضمن|لا أعلم أحدا تفقه عليه غيره.}} لكن ذكر ابن قاضي شهبة: أنه تفقه على والده وعلى غيره.<ref name="طبقات ابن شهبة">{{مرجع كتاب|الأول=تقي الدين|الأخير=ابن قاضي شهبة|عنوان=طبقات الشافعية الجزء الأول|صفحة=76|ناشر=عالم الكتب بيروت|مسار=http://islamport.com/d/1/trj/1/170/3922.html|سنة=1407 هجرية|تاريخ الوصول=8/ شعبان/ 1437 هجرية| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181002013519/http://islamport.com/d/1/trj/1/170/3922.html | تاريخ الأرشيف = 2 أكتوبر 2018 }}</ref> ولم يكن تعليمه مقصورا على [[فقه إسلامي|الفقه]]، بل كان يشمل تحصيل مجموعة من فنون العلوم، فكان هناك درس للفقه، ودرس [[علم التفسير|للتفسير]]، ودرس للحديث، بالإضافة إلى دروس أخرى في [[لغة|اللغة]]، وعلم [[أصول الفقه]] وغير ذلك. وقد كان للرافعي اهتمام بتحصيل [[علم الحديث]]، من خلال قراءة متون الحديث -نصوص الحديث-، وشروح الحديث، وروايته بالأسانيد، وعلم أصول الحديث ودرايته، وتحصيل أقوال العلماء، وكان يقوم بتلخيص ما تعلمه، وجمع محصلة التعليم في مدونات، أو ما يسمى بـالتعليقات،{{للهامش|4}} وهي: كتابة ما يمليه الشيخ وجمعه، وقد تسمى: أمالي، وكان يطلع على ما كان يكتبه والده من تعليقات أو أمالي جمعها والده أثناء دراسته عند مشائخه. كان الرافعي يجيد قراءة الدروس بفصاحة. قرأ على أبيه في سنة تسع وستين وخمسمائة هجرية، وروى عنه وعن عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران الفقيه، وحامد ابن محمود الخطيب الرازي، وأبي الكرم علي بن عبد الكريم الهمذاني، وعلي بن عبيد الله الرازي، وأبي سليمان أحمد ابن حسنويه، وعبد العزيز بن الخليل الخليلي، ومحمد بن أبي طالب الضرير، وروى بالإجازة عن الحافظ أبي العلاء العطار، وعن أبي زرعة طاهر المقدسي، وأبي الفتح ابن البطي، وغيرهم ممن أخذ عنهم الرواية بالقراءة، أو السماع، أو حصل منهم على الإجازة.
== شيوخه ==
شيوخ أبي القاسم الرافعي كثيرون، فقد تعلم منهم، وروى عنهم، إلا أنه كان لوالده النصيب الأكبر في تعليمه، فقد كان والده يتولى مجالس للتفسير ورواية الحديث، والفقه، والدروس التعليمية، فأخذ عن والده الكثير، وعن خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]] أبو الخير أحمد ابن إسماعيل ابن يوسف ابن محمد ابن العباس رضي الدين أبو الخير الطالقاني القزويني ([[512 هـ]]- [[590 هـ]]).<ref>ترجم له تلميذه الإمام الرافعي في كتاب: "التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين" وفي أماليه، وابن قاضي شهبة في كتاب: [[طبقات الشافعية الكبرى|طبقات الشافعية]]. ولد سنة اثنتي عشرة أو إحدى عشرة وخمسمائة. وقرأ على محمد بن يحيى، وعلى ملكداد القزويني، وقرأ بالروايات على إبراهيم بن عبدالملك القزويني. ولي تدريس: {{المقصود|النظامية|النظامية}} بـ[[بغداد]] سنة [[569 هـ]] إلى سنة ثمانين، ثم عاد إلى بلاده.</ref><ref name="طبقات المفسرين للسيوطي">{{مرجع كتاب|مؤلف1=طبقات المفسرين للسيوطي، الجزء الأول|صفحة= (23)|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6234/page-3|عنوان=موقع المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=19 جمادى الأولى [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190519224121/http://shamela.ws/browse.php/book-6234/page-3 | تاريخ الأرشيف = 19 مايو 2019 }}</ref>
وقد ذكر [[تاج الدين السبكي]] في ترجمته للرافعي أنه: سمع الحديث من جماعة منهم: أبوه، وأبو حامد عبد الله ابن أبي الفتوح ابن عثمان العمراني، والخطيب أبو نصر حامد ابن محمود الماوراء النهري، والحافظ أبو العلاء الحسن ابن أحمد العطار الهمذاني، ومحمد ابن عبد الباقي ابن البطي، والإمام أبو سليمان أحمد ابن حسنويه وغيرهم، وحدث بالإجازة عن: أبي زرعة المقدسي وغيره.<ref name="الطبقات">{{مرجع كتاب|مؤلف1=[[طبقات الشافعية الكبرى]]، الجزء الثامن، صفحة رقم: (163)|مؤلف2=المؤلف: [[تاج الدين السبكي]]|مسار=http://islamport.com/w/trj/Web/2131/1845.htm|عنوان=الموسوعة الشاملة، موقع مشكاة للكتب الإسلامية|صفحة=163- 170|تاريخ الوصول=3/ [[جمادى الآخرة|جمادى الثانية]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170301055245/http://islamport.com/w/trj/Web/2131/1845.htm | تاريخ الأرشيف = 1 مارس 2017 }}</ref> قرأ الحدِيث على والده، [[محمد بن عبد الكريم الرافعي]]، قال فِي الأربعين: {{اقتباس مضمن|أخبرني والدي بقِراءتِي عليه سنة تسع وستِّين وخمسمائة}}، ذكره [[ابن الملقن]]، في كتاب: البدر المنير، وعلى خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]، وقرأ [[حديث نبوي|الحديث]] على: أبي بكر عبد الله ابن إبراهيم ابن عبد الْملك. وروى عن أبيه وعن خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]. وسمع بـ[[بغداد]] من محمد ابن عبد الباقي ابن أحمد ابن سلمان أبو الفتح البغدادي الحاجب مسند العراق، المعروف بـابن البَطِّي، ([[477 هـ]]- [[564 هـ]])، سمع منه في [[بغداد]]، وروى عنه. وسمع بـ[[همدان (إيران)|همدان]] من الحسن ابن أحمد ابن الحسن ابن أحمد بن محمد العطار الهمذاني، ([[488 هـ]]- [[569 هـ]])، من كبار الحفاظ، وروى عنه. وروى بالإجازة العامة عن أبي سعد السمعاني، كما روى بالإجازة الخاصة عن أبي زرعة طاهر ابن الحافظ أبي الفضل محمد ابن علي المقدسي، المولود سنة 480 أو 481 هجرية، وتوفي سنة 566 هجرية، وعن رجب ابن مذكور ابن أرنب، وغيرهما. وسمع من محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله ابن محاسن المعروف بـابن النجار، ([[578 هـ]]- [[643 هـ]])، صاحب ذيل تاريخ بغداد، وسمع من جماعات: منهم: أبو سليمان أحمد ابن حسنويه ابن حاجي الزبيري الشريف الأديب المناظر الفقيه، والواقد بن خليل الحافظ، -جد الزبيري لأمه-، وأحمد ابن الحسن العطَّار، والحسن ابن أحمد ابن الحسن ابن أحمد بن محمد العطَّار الهمذاني الحافظ، واللَّيث ابن سعد الْكشميهني الهمذاني. وحامد ابن محمود ابن علي الماوراء النَّهْرِي الخطيب الرَّازِيّ المفتي المناظر المحدث، وشهردار ابن شيرويه ابن فناخسرو الديلمي المتقن الحافظ صاحب مسند الفردوس، وعبد الله ابن أبي الفتوح ابن عمران العمراني أبو حامد، -أحد الفقهاء المعتبرين-، وعبد الواحد ابن علي ابن محمد. وسمع أيضا من علي ابن عبيد الله ابن الحسن ابن الحسين ابن بابويه، الرَّازِيّ الحافظ، وعلي ابن المختار ابن عبد الواحد العربوي، وعلي ابن سعيد الحَبَّار، ومبارك ابن عبد الرحمن، ومحمد ابن أبي طالب -أو طالب- ابن بلكويه ابن أبي طالب الضَّرِير الْمُقْرِئ العابد، ومحمد ابن أحمد النَّيْسَابُورِي، ويحيى ابن ثابت البَقَّال، وأبو الكرم علي بن عبد الكريم الهمذاني، وغيرهم.<ref name="البدر المنير321">{{مرجع كتاب|مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-68|عنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|صفحة=321|ناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|إصدار=الأولى|سنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190414172206/http://shamela.ws/browse.php/book-5922 | تاريخ الأرشيف = 14 أبريل 2019 }}</ref>
== تلامذته والرواة عنه ==
تعلم على يد الرافعي: ابنه عزيز الدين، وكان للرافعي مجلس للتعليم بـ[[قزوين]]، وكان يروي [[حديث نبوي|الحديث]] في الجامع الكبير بقزوين، وفي [[المدينة المنورة]]، في موسم سفره للحج. وممن أخذ عنه: تقي الدين [[ابن الصلاح]]، ذكر في مقدمة كتاب "شرح التبصرة والتذكرة" أن مشائخ ابن الصلاح كانوا في الغالب من علماء الحديث، وعد من أشهرهم: '''أبا القاسم عبد الكريم الرافعي'''.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1=شرح التبصرة والتذكرة ج: (1) ص: (4)، مقدمة عن ابن الصلاح، مشائخة|مؤلف2=المؤلف: {{المقصود|العراقي|العراقي}} تحقيق: ماهر الفحل|مسار= http://islamport.com/b/3/alhadeeth/mustalah/%E3%D5%D8%E1%CD%20%C7%E1%CD%CF%ED%CB/%D4%D1%CD%20%C7%E1%CA%C8%D5%D1%C9/%D4%D1%CD%20%C7%E1%CA%C8%D5%D1%C9%20001.html|عنوان=الموسوعة الشاملة، موقع مشكاة|تاريخ الوصول=10/ [[جمادى الآخرة|جمادى الثانية]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> وممن روى عن الرافعي -سماعا-: ابنه عزيز الدين محمد، والحافظ عبد العظيم المنذري، بالمدينة المنورة، وروى عنه بالإجازة: ابن أخته أبو الثناء محمود ابن سعيد القزويني الطاوسي، وأبو الفتح عبد الهادي ابن عبد الكريم القيسي خطيب المقياس، [[عبد الرحمن ابن السكري#فخر الدين عبد العزيز|وفخر الدين عبد العزيز]] ابن قاضي القضاة [[عبد الرحمن بن السكري|عبد الرحمن]] المعروف بـ([[عبد الرحمن بن السكري|ابن السكري]])، وغيرهم.<ref name="البدر المنير" /> قال [[تاج الدين السبكي]]: {{اقتباس مضمن|روى عنه: الحافظ [[المنذري|عبد العظيم المنذري]] وغيره}}.<ref name="الطبقات" /> قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|سمع منه الحافظ عبد العظيم بالموسم،{{للهامش|5}}<ref>بالمدينة المنورة</ref> وأجاز لأبي الثناء محمود بن أبي سعيد الطاوسي، وعبد الهادي بن عبد الكريم خطيب المقياس، والفخر عبد العزيز بن [[عبد الرحمن بن السكري|عبد الرحمن ابن السكري]]}}.<ref name="سير أعلام النبلاء" />. ذكر الحافظ [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] رواية عن الرافعي فقال: «أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ، أخبرنا [[المنذري|عبد العظيم الحافظ]] سنة خمس وخمسين، حدثنا الشيخ '''أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني''' لفظا بمسجد رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} أخبرنا أبو زرعة إذنا. (ح){{للهامش|6}}<ref>(ح): رمز لتحويل السند.</ref> وأخبرنا عبد الخالق القاضي، أخبرنا أبو محمد بن قدامة، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو منصور بن المقومي إجازة -إن لم يكن سماعا- أخبرنا أبو القاسم الخطيب، أخبرنا علي بن إبراهيم القطان، حدثنا ابن ماجه، حدثنا إسماعيل بن راشد، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم عن عطاء، عن جابر أن رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} قال: «'''صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا [[المسجد الحرام]]، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه'''.» قال عبد العظيم: "صوابه ابن أسد".»<ref name="سير أعلام النبلاء"/>
 
== أسرته ==
سطر 61:
=== أولاده ===
للرافعي من الأولاد ولد ذكر اسمه: '''محمد'''، ولقبه: عزيز الدين، تعلم عند والده، وروى عنه الحديث. وبنت تزوجها أحد مشائخ قزوين، وأنجبت له أولادا كثيرين. ذكر ذلك {{المقصود|ابن حجر|ابن حجر}} في كتابه: التلخيص الحبير فقال:
{{اقتباس مضمن|وللإمام الرافعي -رحمه الله- من الأولاد ولد ذكر، اسمه: محمد. ولقبه: عزيز الدين وبنت، ذكر أبو سعد المنسي، النسوي في "تاريخ خوارزم شاه": أن الإمام أبا القاسم الرافعي كانت له بنت، تزوجها رجل من مشايخ قزوين وأولدها أولادا كثيرة. وقرأت على الشيخ صلاح الدين -أبقاه الله- قال: رأيت بدمشق سنة أربعين وسبعمائة امرأة حضرت عند قاضي القضاة، تقي الدين السبكي، (عجمية)، فصيحة اللسان، ذكرت أنها من نسل الإمام الرافعي، وكانت تحفظ عقيدته التي صنفها، فقرأت منها قطعة، وهي عقيدة بديعة على طريقة أهل السنة، بعبارة فصيحة على عادته -رحمة الله عليه-.}}<ref name="التلخيص الحبير"/>
 
== مكانته وأقوال العلماء فيه ==
سطر 87:
وقد جاء النووي من بعده، وحذا حذوه في التحقيق والترجيح، وكانت له اجتهادات واختيارات إضافية، جمعها في [[مؤلفات الإمام النووي|كتبه]]، وتعد كتب الرافعي، وكتب [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] من أهم المرجع المعتمدة عند متأخري الشافعية في [[شافعية|الفقه الشافعي]] والعمدة في تحقيق المذهب، والمعتمد لدى المفتي وغيره.<ref name="شرح الكوكب المنير"/><ref>فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب ، طبعة دار البصائر ، لمحة عن الإمام الشافعي والمذهب الشافعي</ref> قال ابن النقيب، في مقدمة كتاب (عمدة السالك): «هذا مختصر على مذهب [[محمد بن إدريس الشافعي|الإمام الشافعي]] رحمة الله تعالى عليه ورضوانه، اقتصرتُ فيه على الصحيح من [[شافعية|المذهب]] عند الرافعي و[[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، أو أحدهما، وقد أذكر فيه خلافاً في بعض الصور، وذلك إذا اختلف تصحيحهما، مقدماً لتصحيح النووي جازماً به، فيكون مقابله تصحيح الرافعي.»<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1=كتاب:عمدة السالك وعدة الناسك|مؤلف2=المؤلف: أحمد بن لؤلؤ بن عبد الله الرومي، أبو العباس، شهاب الدين ابن النقيب: فقيه شافعي مصري ولد بالقاهرة سنة (702 هـ) وتوفي فيها سنة (769 هـ)|مسار=http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%83%20%D9%88%D8%B9%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83/i674&p1|عنوان=موقع نداء الإيمان|تاريخ الوصول=16/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190530021741/http://www.al-eman.com/الكتب/عمدة%20السالك%20وعدة%20الناسك/i674&p1 | تاريخ الأرشيف = 30 مايو 2019 }}</ref>
=== مع جلال الدين خوارزم شاه ===
كان لأبي القاسم الرافعي مكانة عند الولاة، وقد كان له موقف مع السلطان [[جلال الدين منكبرتي|جلال الدين خوارزم شاه]]، وهو: جلال الدين ابن علاء الدين خوارزم شاه،{{للهامش|11}} يعرف بـ([[جلال الدين منكبرتي]]). وفي سنة ثلاث وعشرين وستمائه [[تقويم هجري|هجرية]] ([[623 هـ]]) -وهي السنة التي كان فيها وفاة الرافعي- دخل السلطان جلال الدين [[قزوين]]، والتقى بالإمام الرافعي، وتحادثا، وقال له الرافعي: سمعت أنك قاتلت الكفار حتى جمد الدم على يدك، وطلب منه أن يريه يده ليقبلها، فقال له السلطان: لا بل أنا الذي سيقبل يدك، ثم قبل السلطان يد الشيخ. قال الذهبي: {{اقتباس مضمن|وقال الشيخ تاج الدين الفزاري: حدثنا ابن خلكان، أن [[خوارزم شاه]] غزا الكرج، وقتل بسيفه حتى جمد الدم على يده، فزاره الرافعي وقال: "هات يدك التي جمد عليها دم الكرج حتى أقبلها" قال: لا بل أنا أقبل يدك، وقبل يد الشيخ}}.<ref name="سير أعلام النبلاء"/> قال [[تاج الدين السبكي]]: {{اقتباس مضمن|نقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل ابن كيكلدي العلائي، نقلت من خط الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم ابن محمد البرزالي، نقلت من خط الشيخ الإمام تاج الدين ابن الفركاح، أن القاضي شمس الدين ابن خلكان حدثه أن الإمام الرافعي توفي في [[ذو القعدة|ذي القعدة]]، سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وأن [[خوارزم شاه]]، يعني: [[جلال الدين منكبرتي|جلال الدين]] غزا [[الكرج]] ب[[تبليسي|تفليس]] في هذه السنة، وقتل فيهم بنفسه حتى جمد الدم على يده، فلما مر بـ[[قزوين]] خرج إليه الرافعي، فلما دخل إليه أكرمه إكراما عظيما، فقال له الرافعي: سمعت أنك قاتلت الكفار حتى جمد الدم على يدك، فأحب أن تخرج إلي يدك لأقبلها، فقال له السلطان: بل أنا أحب أن أقبل يدك، فقبل السلطان يده}}.<ref name="الطبقات" />
 
=== في العقيدة ===
كان أبو القاسم الرافعي في العقيدة على مذهب أهل السنة والجماعة، على طريقة أهل السنة والجماعة، [[أشعرية|أهل السنة الأشاعرة]]،<ref name="الإعلام بأعيان السادة الشافعية الأشعرية الأعلام"/> قال [[ابن حجر العسقلاني]]: «وقرأت على الشيخ صلاح الدين -أبقاه الله- قال: رأيت بدمشق سنة أربعين وسبعمائة امرأة حضرت عند قاضي القضاة، [[تقي الدين السبكي]]، (عجمية)، فصيحة اللسان، ذكرت أنها من نسل الإمام الرافعي، وكانت تحفظ عقيدته التي صنفها، فقرأت منها قطعة، وهي عقيدة بديعة على طريقة أهل السنة، بعبارة فصيحة على عادته-رحمة الله عليه-.»<ref name="التلخيص الحبير" />
 
=== نسكه وتواضعه ===
سطر 99:
{{انظر أيضا|مؤلفات الإمام الرافعي}}
لأبي القاسم الرافعي مؤلفات في [[فقه إسلامي|الفقه]]، و[[حديث نبوي|الحديث]]، والتاريخ، والتراجم، والرقائق وغيرها، من أهم [[مؤلفات الإمام الرافعي|مؤلفاته]] التي ذكرها العلماء:<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1=مؤلفات الإمام الرافعي|مسار=http://shamela.ws/index.php/author/434|عنوان=موقع المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=22/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190423052313/http://shamela.ws/index.php/author/434 | تاريخ الأرشيف = 23 أبريل 2019 }}</ref> '''الشرح الكبير'''، و'''الشرح الصغير'''، و'''التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين'''، و'''شرح مسند الشافعي'''، و'''المحرر''' في [[فقه إسلامي|الفقه]]، و'''التذنيب''' على الشرحين، و'''الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة'''، و'''المحمود في الفقة'''،
وأهم مؤلفاته: كتاب [[فتح العزيز للرافعي|فتح العزيز]]، في [[فقه إسلامي|الفقه]] ويسمى: '''الشرح الكبير في فروع المذهب'''، وهو شرح لكتاب [[الوجيز في فقه الإمام الشافعي|الوجيز]] [[أبو حامد الغزالي|للغزالي الطوسي]].<ref>[http://shamela.ws/index.php/book/1142 موقع المكتبة الشاملة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180118144635/http://shamela.ws/index.php/book/1142 |date=18 يناير 2018}}</ref> . ويسمى أيضا: '''الفتح العزيز في شرح الوجيز'''، قال عنه تقي الدين ابن الصلاح: «لم يشرح الوجيز بمثله»، قال التاج السبكي: «وكفاه بـالفتح العزيز شرفا، فلقد علا به عنان السماء مقدارا، وما اكتفى، فإنه الذي لم يصنف مثله في مذهب من المذاهب، ولم يشرق على الأمة كضيائه في ظلام الغياهب»<ref>الطبقات للسبكي</ref> وشرح آخر صغير للوجيز أيضا في الفقه يسمى: بـ(الشرح الصغير)، قام بتأليفه بعد فراغه من الشرح الكبير؛ ليكون اختصارا للشرح الكبير، وشرحا مختصرا للوجيز، وله كتاب: '''المحرر''' في الفقه أيضا، وهو ملخص دراسته في [[علم فروع الفقه]]، وهو مختصر حوى فقه المذهب الشافعي، بطريقة مختصرة ويعد من أهم الكتب المعتمدة عند متأخري الشافعية، وقد اختصره النووي في متن [[منهاج الطالبين وعمدة المفتين|منهاج الطالبين]]. وقال في مقدمة الكتاب: «وقد أكثر أصحابنا رحمهم الله من التصنيف من المبسوطات والمختصرات، وأتقن مختصر: «المحرر» '''للإمام أبي القاسم الرافعي''' -رحمه الله تعالى- ذي التحقيقات، وهو كثير الفوائد، عمدة في تحقيق المذهب، معتمد للمفتي وغيره من أولى الرغبات.»<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1=أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة: 676 هـ.المحقق: عوض قاسم أحمد عوض|ناشر= دار الفكر المكتبة الشاملة|إصدار=الأولى|سنة=1425 هـ/ 2005 م|صفحة=7|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12096|عنوان=منهاج الطالبين وعمدة المفتين|تاريخ الوصول=5/ جمادى الثانية/ 1437 هجرية| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190504034246/http://shamela.ws/browse.php/book-12096 | تاريخ الأرشيف = 4 مايو 2019 }}</ref> قال ابن الملقن: «ومنها: المُحَرَّر وهو كاسمه، وما أكثر نفعه، مع صغر حجمه.»<ref name="البدر المنير"/> وله كتاب: '''شرح مسند الشافعي''' أو: (شرح المسند)، فرغ منه سنة: [[612 هـ]]، قال في أوله: «ابتدأت في إملائه في [[رجب]] سنة ثنتي عشرة وستمائة» وهو عقب فراغه من تأليف "الشرح الكبير".<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-123510/page-4 شرح مسند الشافعي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170318025916/http://shamela.ws/browse.php/book-123510/page-4 |date=18 مارس 2017}}</ref> قال عنه الذهبي: يظهر عليه اعتناء قوي بالحديث وفنونه في شرح: '''المسند'''<ref>التلخيص الحبير</ref> قال ابن الملقن: «ومنها: شرح مُسْند الإِمام الشَّافِعِي، وهو كتاب نفيس، قال الإِسفراييني المتقدم ذكره: أَسْمَعَه مُصَنفه سنة تسع عشرة وستمائة.»<ref name="البدر المنير" /> قال الذهبي: شرح: [[مسند الشافعي]] في مجلدين تعب عليه.<ref name="سير أعلام النبلاء" /> وله كتاب؛ '''التذنيب''' وهو فوائد وتعليقات على الشرحين،<ref>الشرح الكبير، والشرح الصغير</ref>
وله كتاب: '''الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة''' في الحديث أملاها في ثلاثين مجلسا على كلمات الفاتحة، وله في الحديث: أربعون حديثا رواها من أنواع الحديث المسلسل، وكتاب '''التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين''' وهو كتاب في التاريخ والتراجم، وله: '''الإيجاز في أخطار الحجاز'''، وهو مجموعة من المباحث والفوائد خطرت له أثناء سفره للحج، قال [[تاج الدين السبكي]] في كتاب [[طبقات الشافعية الكبرى|الطبقات الكبرى]]: والصواب: "خطرات" أو "خواطر الحجاز"، ولعله قال ذلك، والخطأ من الناقل. وله قطعة في العقيدة، وله: «كتاب: '''المحمود''' في الفقه لم يتمه، قال تاج الدين السبكي: ذكر لي أنه في غاية البسط، وأنه وصل فيه إلى أثناء الصلاة، في ثمان مجلدات.قال: وقد أشار إليه الرافعي في الشرح الكبير في باب الحيض، أظنه عند الكلام في المتحيرة.<ref name="الطبقات" />
 
سطر 117:
{{بيت|دعهم وزعم الملك يوم غرورِهِم|فسيعلمونَ غداً مَنِ الكذَّاب}}
{{نهاية قصيدة}}
قال [[ابن الملقن]]: وَله رحمه الله مع ذلك شعر حسن، فمن ذلك ما ذكره في أماليه، وفيها له:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|تَيَمَّمتُ بَابَكَ لَا غَيره|فَما الخيرُ عندي سوى خيركم}}
سطر 154:
توفي الرافعي في شهر [[ذو القعدة|ذي القعدة]] سنة: ثلاث وعشرين وستمائة، [[تقويم هجري|هجرية]] ([[623 هـ]]) قال الذهبي: {{اقتباس مضمن|وقال ابن خلكان: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة وقال الرافعي: سمعت من أبي حضورا في الثالثة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة}}.<ref name="سير أعلام النبلاء" />
قال تاج الدين السبكي:
{{اقتباس مضمن|نقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل ابن كيكلدي العلائي، نقلت من خط الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم ابن محمد البرزالي، نقلت من خط الشيخ الإمام تاج الدين ابن الفركاح، أن القاضي شمس الدين ابن خلكان حدثه أن الإمام الرافعي توفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين وستمائة}}.<ref name="الطبقات"/>
 
== هوامش وملاحظات ==