جميل مردم بك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة تصنيف كومنز (1.3)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تدقيق إملائي V1.4
سطر 49:
 
خلفه: خالد العظم
| الزوجةالزوج = صفوت بنت سامي باشا مردم بك
| الأب = عبد القادر مردم بك
}}
سطر 56:
 
== البداية ==
ولِد '''جميل مردم بك''' بدمشق في أُسرة سياسية عريقة، تعود أصولها إلى جدها الأكبر [[مصطفى لالا باشا]] فاتح [[قبرص]] في القرن السادس عشر. عَمل أفراد الأسرة في التجارة والزراعة وظهر جده [[عثمان مردم بك]] كأحد أعيان المدينة في النصف الأخير من القرن التاسع عشر. كان عثمان مردم بك رجلاً مقتدراً، يملك كامل قرية [[حوش المتبن]] في [[غوطة الشرقية|غوطة دمشق الشرقية]]، وخان الزيت في [[سوق مدحت باشا]]، وحوش الحسينينة في [[وادي العجمان|وادي العجم]]، وكامل قرية [[خان الشيح]]، إضافة لأراضٍ واسعةٍ في حوش [[الصالحية (توضيح)|الصالحية]] التي أصبحت لاحقاً تعرف بمنطقة بستان الرئيس. <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=تراجم آل مردم بك في خمسة قرون، ص 343|dateتاريخ=2009|publisherناشر=دار طلاس|author1مؤلف1=تميم مأمون مردم بك|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=دمشق|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref>
 
== الجمعية العربية الفتاة ==
سطر 62:
 
== في بلاط الملك فيصل الأول ==
عاد بعدها إلى [[دمشق]] وبايع [[فيصل الأول|الأمير فيصل بن الحسين]] حاكماً عربياً على [[سوريا|سورية]]، ليصبح مترجماً خاصاً له نظراً لطلاقته [[اللغة الفرنسية|باللغة الفرنسية.]] <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=عبقريات، ص 37|dateتاريخ=1996|publisherناشر=دار البشائر|author1مؤلف1=عبد الغني العطري|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=دمشق|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> وفي كانون الثاني عام 1919 سافر مع [[فيصل الأول|الأمير فيصل]] لحضور مؤتمر السلم المنعقد في [[باريس]]، حيث قام بأعمال الترجمة خلال اجتماعات الأمير مع رئيس وزراء فرنسا [[جورج كليمنصو]]. وعند تشكيل حكومة الفريق [[رضا باشا الركابي]] بعد تتويج فيصل ملكاً على البلاد يوم 8 أذار 1920، عُيّن '''جميل مردم بك''' معاوناً لوزير الخارجية الدكتور [[عبد الرحمن الشهبندر]]. <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=شرق الجامع الأموي، ص 155|dateتاريخ=2016|publisherناشر=دار رياض نجيب الريّس|author1مؤلف1=سامي مروان مبيض|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=بيروت|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> لم تكن علاقة الشهبندر و'''مردم بك''' وليدة اللحظة، بل كانت قديمة ومعقدة تعود إلى مراحل عملهما المشترك ضد العثمانيين، عندما كان الأول طبيباً خاصاً لجمال باشا وعميلاً سرياً للثورة العربية، وكان '''مردم بك''' مُقيماً في [[باريس]] ويعمل لمصلحة الحركة الوطنية مع الطلاب العرب الموجودين في [[أوروبا]].  
 
== مردم بك والثورة السورية الكبرى ==
بعد سقوط الحكم الملكي في [[سوريا|سورية]] وفرض [[الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان|الإنتداب الفرنسي]]، إنضم '''مردم بك''' إلى صفوف الحركة الوطنية بزعامة الشهبندر، وشارك بتأسيس حزب سياسي يدعى حزب الشعب، هدفه تحرير البلاد من أي تواجد أجنبي وتأسيس حكم ملكي يكون العرش فيه لأحد أبناء [[الشريف حسين بن علي]]، قائد [[الثورة العربية الكبرى]]. انطلقت أعمال الحزب في [[دمشق]] في صيف العام 1925 وانضم عدد من الوطنيين الكبار إلى صفةفه، مثل [[فوزي الغزي]] و<nowiki/>[[فارس الخوري]] و<nowiki/>[[لطفي الحفار]]. ولكن الحزب لم يدون إلا قليلاً فقد تم القضاء عليه يوم إعلان [[الثورة السورية الكبرى]]، بسبب موقف أعضائه المؤيد لزعيمها [[سلطان باشا الأطرش]]. عَمل '''جميل مردم بك''' مع الشهبندر وقادة حزب الشعب لى نقل الثورة من [[جبل حوران|جبل الدروز]] إلى [[دمشق]]، وقام بشراء السلاح وتهريبه إلى ثوار [[غوطة دمشق|الغوطة]] عبر قريته في حوش المتبن، فأمرت فرنسا بإعتقاله ونفيه إلى سجن [[قلعة أرواد]] ومن بعدها إلى الإقامة الجبرية في مدينة [[يافا]] الفلسطنية، حيث بقي حتى انحسار الثورة في منتصف العام 1927.  <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=شرق الجامع الأموي، ص 156|dateتاريخ=2016|publisherناشر=دار رياض نجيب الريس|author1مؤلف1=سامي مروان مبيض|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=بيروت|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref>
 
== الكتلة الوطنية ==
سطر 71:
 
== وزيراً في عهد الرئيس العابد ==
إنتُخب مجلس دائم [[الكتلة الوطنية (سوريا)|للكتلة الوطنية]] بات فيه [[هاشم الأتاسي]] رئيساً و<nowiki/>[[فارس الخوري]] عميداً و<nowiki/>[[ابراهيم هنانو]] زعيماً للكتلة، وتم انتخاب كلّ من '''جميل مردم بك''' و<nowiki/>[[شكري القوتلي]]، وكلاهما من زعماء [[دمشق]]، ممثلين دائمين في مجلس الكتلة الدائم.  وفي عام 1932، إنتخب '''مردم بك''' نائباً عن دمشق في البرلمان السوري، ممثلاً عن [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]]. وعند إنتخاب [[محمد علي العابد|محمّد علي العابد]] رئيساً للجمهورية ذلك الصيف، عرض على '''جميل مردم يك''' تولي وزارة المالية في حكومة الرئيس [[حقي العظم]]، المحسوبة على الفرنسيين.<ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=تاريخ دمشق المنسي، ص 253|dateتاريخ=2015|publisherناشر=دار رياض نجبيب الريس|author1مؤلف1=سامي مروان مبيض|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=بيروت|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> وكان هذا الطلب مستهجن في صفوف الوطنيين، الذين رفضوا إعطاء أي شرعية [[لحقي العظم]]، ولكن '''مردم بك''' قبل التكليف ودخل الحكومة وزيراً للمالية. عندما اعترض زعيم [[حلب]] [[إبراهيم هنانو|ابراهيم هنانو]] على قرار '''مردم بك'''، رد الأخير أن وجود وطني واحد في هذه الحكومة أفضل من خلوها بالكامل من أي شخصية وطنية. جاء هنانو من حلب غاضباً إلى دمشق وذهب إلى دار شقيقة '''جميل مرد بك'''، وأمر بقدوم الأخير من وزارة المالية ليجد طاولة في وسط الغرفة عليها كتاب استقالته ومسدس، طالباً منه الاختيار بينهما.<ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=شعاع قبل الفجر، ص 77|dateتاريخ=2005|publisherناشر=|author1مؤلف1=احمد نهاد السياف|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=دمشق|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> نظراً لكمية الضغوطات التي مورست عليه أجبر '''مردم بك''' على الإستقالةالاستقالة في نيسان 1933. وفور مغادرته الحكم قام بجولة على البلاد العربية، شملت لقاء مع [[الملك عبد العزيز آل سعود]]، مذكراً خصومه وأصدقائه معاً أنه مازال الرقم الأصعب بين زعماء الكتلة.
 
== الاضراب الستيني ==
سطر 82:
عند سماع الخبر، انفجرت [[دمشق]] فرحاً وظنّ الناس أن الاستقلال كان على الأبواب. زُينت الشُّرفات بالأعلام السورية والفرنسية ورُفعت الحبال وعليها الإنارة الملوّنة وعُلّق السجاد الفاخر عليها، احتفالاً بعودة الوفد من [[باريس]] عبر مدينة [[حلب]]، وشُيّدت أقواس النصر على مدخل [[محطة الحجاز]] ودار الحكومة في [[ساحة المرجة]]. استمرت الاحتفالات أربعة أيام بلياليها، وتلاها استقالة [[الرئيس العابد]] من منصبه واجراء انتخابات نيابلية ورئاسية مبكرة، فاز فيها [[هاشم الأتاسي]] برئاسة للجمهورية بواحد وسبعين صوتاً من أصل أصوات المجلس النيابي الثلاثة والثمانين، وأصبح '''جميل مردم بك''' أول رئيس للوزراء في ما عُرف بالعهد الوطني.
 
شكلت حكومة جميل مردم بك الأولى يوم 21 كانون الأول 1936 وتولى فيها حقيبة الإقتصادالاقتصاد الوطني إضافة إلى رئاسة الوزراء. كما عيّن زملائه في الكتلة [[سعد الله الجابري]] وزيراً للخارجية والداخلية [[شكري القوتلي|وشكري القوتلي]] وزيراً للمالية والدفاع والدكتور [[عبد الرحمن كيالي]] وزيراً للمعارف والعدل.  ولكنّ الفرحة الكبرى لم تتمّ بسبب رفض البرلمان الفرنسي لبنود الاتفاق، وبقي عبارة عن حبر على ورق. <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=الإمبريالية الفرنسية في سورية، ص 227|dateتاريخ=1998|publisherناشر=دار اثاكا|author1مؤلف1=بيتر شامبروك|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=|placeمكان=لندن|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> شنّت الصحافة الفرنسية حملة عنيفة على الاتفاقية السورية وشاركت نحو ستين مؤسسة فرنسية لها مصالح تجارية مع المشرق العربي بإبطال المعاهدة، منها شركات الترامواي والكهرباء وسكك الحديد. البعض قال إن [[فرنسا]] لا يجب أن تغيب عن مسرح الأحداث في [[الشرق الأوسط]] كي لا تستولي [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] على [[سوريا|سورية]] [[لبنان|ولبنان]]، ولكي تحافظ [[فرنسا|الجمهورية الفرنسية]] على حقوق الأقليات، وتمنع انتشار الشعور القومي في مستعمراتها في شمال أفريقيا، ولضمان خطوط التجارة والاتصالات إلى شرق آسيا. في حزيران 1937 غادر [[ليون بلوم]] منصبه وعاد [[إدوار دالادير]] إلى الحكم، رافعاً شعار "التمسك بالإمبراطورية الفرنسية"، فسافر الرئيس '''جميل مردم بك''' إلى باريس للقائه في تشرين الثاني 1937، ووقّع عدة ملاحق للمعاهدة، فيها الكثير من التنازلات، منها ضمانات إضافية للأقليات، وتأكيد للاستعانة بخبراء فرنسيين دائمين في مؤسسات الحكم السورية. مع ذلك رُفضت المعاهدة مجدداً في [[البرلمان الفرنسي]]، فسافر '''مردم بك''' إلى [[باريس]] مجدداً وللمرة الثالثة في آب 1938 ومكث ثلاثة أشهر متواصلة، وقّع خلالها على تنازلات إضافية وأعطى الفرنسيين حق التنقيب على النفط في المنطقة الشرقية، وضمن لهم مكانة اللغة الفرنسية في المناهج التربوية السورية وعدداً ثابتاً من المستشارين والخبراء في كافة مفاصل الدولة. <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=سورية والانتداب الفرنسي، ص 489|dateتاريخ=1987|publisherناشر=جامعة برينستون|author1مؤلف1=فيليب خوري|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=الأنكليزية|placeمكان=الولايات المتحدة|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref>
 
== معارضة الشهبندر ==
وبموجب العفو العام الذي صدر بعد توقيع الإتفاقية، عاد [[عبد الرحمن الشهبندر]] إلى [[سوريا|سورية]] يوم 14 أيار 1937 بعد غياب إجباري دام قرابة اثني عشر عاماً وفتح نيرانه على رئيس الحكومة، قائلاً أن أعطى فرنسا الكثير ولم يأخذ شيئشيء بالمقابل في اتفاقية 1936. خرج الطلاب وأعضاء الهيئات الشعبية وموظفو الحكومة السورية وممثلون عن النقابات بالآلاف رافعين صور الشهبندر، واصفين إياه بزغلول سورية نسبةً إلى الزعيم المصري الكبير [[سعد زغلول]]، رئيس [[حزب الوفد]] وقائد نضال بلاده ضد الحكم البريطاني. وحدهم زعماء [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] غابوا عن تلك المظاهر الشعبية، فلم يُخفِ أحد منهم تخوّفه من عودة [[عبد الرحمن الشهبندر|الشهبندر]] إلى الحياة السياسية في [[سوريا|سورية]]، وقلقهم الشديد من مشروعه الشخصي والوطني. الشهبندر كان ناقماً عليهم جميعاً لتجاهلهم له طوال فترة غيابه عن مسرح الأحداث داخل سورية وغاضباً من عدم مشورته خلال مفاوضاتهم في [[باريس]].
 
سخِر الشهبندر من خصومه، واصفاً إياهم بالمراهقين السياسيين، واعتبر أنَّ الاتفاقية الموقعة بين '''جميل مردم بك''' وحكومة ليون بلوم كانت مليئة بهفوات سياسية وقانونية لا تُغتفر وتنازلات مُذلّة وغير مُبررة، مضيفاً أنها شرَّعت الانتداب وأعطت الفرنسيين أكثر بكثير مما يستحقون لتقرير مستقبل [[سوريا|سورية]]، من قواعد عسكرية ومدارس وحقوق تنقيب وغيرها. في أحاديثه الصحفية وخُطبه الجماهيرية وجّه الشهبندر اللوم الشديد إلى الحكومة المردمية، معتبراً أنها جاءت إلى الحكم على دماء شهداء [[الثورة السورية الكبرى|الثورة السورية]] الكبر. صَعُبَ على الشهبندر العودة إلى وطنه بموجب اتفاقية كان يرفض أساساً الاعتراف بشرعيتها. في إحدى المناسبات فتح الشهبندر نيرانه على معاهدة باريس قائلاً: "إنّ هذه المعاهدة كلها سُموم ويحاول السيد '''جميل مردم بك''' تبليعها أبناء سورية وطليها بالعسل، ولكن أبناء البلاد سيطحنون جرعه المعسول بالعقل ليروا السموم المدسوسة فيه." <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=صحافة وسياسة في سورية، ص 117|dateتاريخ=1987|publisherناشر=دار رياض نجيب الريس|author1مؤلف1=نصوح بابيل|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=بيروت|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> تحول خلاف [[عبد الرحمن الشهبندر|الشهبندر]] و'''مردم بك''' إلى مادة دسمة لثرثرة المقاهي، ما أضرَّ كثيراً برئيس الحكومة تحديداً بعد تضاعُف الانتقادات الموجهة إليه بسبب رفض البرلمان الفرنسي التصديق على المعاهدة. رداً على الشهبندر وحملته رَفض '''مردم بك''' إعطاءه ترخيصاً لممارسة العمل السياسي في دمشق، ثم أمر بوضعه تحت الإقامة الجبرية في داره وباعتقال عددٍ من مُناصريه بتهمة عقد اجتماعات سياسية غير مرخصة في [[الميدان (دمشق)|حي الميدان]] جرى خلالها التحريض على سلامة الدولة ونظامها الجمهوري. شملت حملة الاعتقالات النائب الدكتور [[منير العجلاني]] ورئيس تحرير جريدة "الأيام" [[نصوح بابيل]]، التي كانت تُناصر التيار الشهبندري في كل مقالاتها الافتتاحية وتتطاول على رئيس الحكومة. <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=صحافة وسياسة في سورية، ص 134|dateتاريخ=1987|publisherناشر=دار رياض نجيب الريس|author1مؤلف1=نصوح بابيل|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=بيروت|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> ''')'''  ازداد الخلاف الشديد عند تعرُّض '''جميل مردم بك''' لمحاولة اغتيال على مدخل السرايا في حزيران 1938 عند انفجار قنبلة وضِعت في سيارته، فوجِّهت أصابع الاتهام فوراً إلى الشهبندر ورفاقه.
 
== سلخ لواء إسكندرون ==
ومن أخطر التحديات التي واجهت الرئيس '''مردم بك''' كانت قضية [[لواء إسكندرون]]، الذي تم ضمه على مراحل إلى [[تركيا]] خلال السنوات 1936-1939.  أعطت [[فرنسا]] اللواء إلى [[تركيا]] لضمان حيادها في الحرب العالمية المقبلة في [[أوروبا]]، وعجز '''جميل مردم بك''' عن حماية تلك المنطقة، مما أثار هجوم عنيف ضده من قبل الشهبندر وغيره من السياسيين السوريين. زاد من نقمة خصومه عليه أنه توقف في [[أنقرة]] عند عودته من [[فرنسا]]، وقضى ليلة في ضيافة الرئيس [[كمال أتاتورك]]، مما أدى إلى ظهور إشاعة في الوسط الدمشقي أن جميل مردم بك "باع اللواء" لتركيا. أدى سلخ اللواء إلى نزوح ما لا يقل عن خمسون ألف لاجئ إلى داخل [[سوريا|سورية]]، مما أحرج حكومة [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] كثيراً وأظهر كامل عجزها على احتواء الأزمة. <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=سورية والانتداب الفرنسي، ص 513|dateتاريخ=1987|publisherناشر=جامعة برينستون|author1مؤلف1=فيليب خوري|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=الانكليزية|placeمكان=الولايات المتحدة|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> بعد السلخ والضم بأشهر قليلة، استقال '''جميل مردم بك''' من منصبه، معلناً فشله في تطبيق معاهدة عام 1936، وكُلف بتشكيل الحكومة السورية زميله في [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] [[لطفي الحفار|لطفي الحفار.]]
 
== اغتيل الشهبندر ==
وفي 6 حزيران 1940، اغتيل [[عبد الرحمن الشهبندر]] في عيادته الطبية [[دمشق|بدمشق]]، ووجهت أصابه الإتهام إلى رئيس الورزاء الأسبق '''جميل مردم بك''' ورفاقه في [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]]، [[سعد الله الجابري]] و<nowiki/>[[لطفي الحفار|لطفي الحفا]]<nowiki/>ر، وذلك بسبب الخصومة التارخية بين الشهبندر ورجالات الكتلة. هرب ثلاثتهم إلى العراق، وتمت محاكمتهم غيابياً في سورية بتهمة التحريض على القتل. <ref>{{Citeمرجع bookكتاب|titleعنوان=أوراق جميل مردم بك، ص 19|dateتاريخ=1994|publisherناشر=شركة المطبوعات|author1مؤلف1=سلمى مردم بك|author2مؤلف2=|editor1=|languageلغة=العربية|placeمكان=بيروت|firstالأول=|via=|العملعمل=}}</ref> قيل يومها أن '''مردم بك''' بعث بالمال والسلاح إلى الجناة، عن طريق مدير مكتبه المحامي [[عاصم النائلي]]، الذي حرضهم ضد [[عبد الرحمن الشهبندر|الشهبندر]] قائلاً أنه علماني مُلحد وعميل للإنكليز في سورية. ولكن '''جميل''' '''مردم بك''' عاد إلى [[دمشق]] مع رفاقه بعد تبرئتهم من التهم كافة.
 
== وزيراً للخارجية 1943-1945 ==
وعند عودة [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] إلى الحكم وإنتخاب [[شكري القوتلي]] رئيساً للجمهورية عام 1943، عُين '''جميل مردم بك''' وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس [[سعد الله الجابري]]، ومن هذا الموقع، شارك في تأسيس [[جامعة الدول العربية]] في [[مصر]] عام 1944. وفي 14 تشرين الأول 1944، تسلّم حقائب الإقتصادالاقتصاد والدفاع في حكومة الرئيس [[فارس الخوري]]، إضافة لحقيبة الخارجية. قاد '''جميل مردم بك''' المفوضات مع [[فرنسا]] لتسلّم جميع المصالح المشتركة، بما فيها المطارات المدنية والعسكرية ومصلحة التبغ وشركة الكهرباء، وكان في الصفوف الأمامية عند جلاء القوات الأجنبية عن [[سوريا|سورية]] يوم 17 نيسان 1946.
 
== رئيساً للوزراء خلال حرب فلسطين ==