جون آدامز: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
بوت:أضاف 1 تصنيف
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
سطر 14:
خسر آدامز إعادة انتخابه في عام 1800 أمام توماس جيفرسون، وتقاعد بعدها إلى ماساتشوستس. واستأنف لاحقا صداقته مع جيفرسون بعد تقاعده ظلا يتراسلان لأربعة عشر عاما. كان رب عائلة من السياسيين والدبلوماسيين والمؤرخين يشار إليهم الآن باسم عائلة آدامز السياسية. وكان آدامز والد [[جون كوينسي آدامز]]، الرئيس السادس للولايات المتحدة. توفي في الذكرى السنوية الخمسين لإعلان الاستقلال، وفي نفس اليوم الذي توفي فيه جيفرسون. وقد وضعه المؤرخون الحديثون في المجمل في مرتبة إيجابية بين الرؤساء.
 
جون آدامز
== بدايات حياته ==
 
== سنواته المبكّرة وتعليمه ==
ولد آدامز في [[30 أكتوبر]] [[1735]]م<ref name="cal">حسب [[تقويم غريغوري|التقويم الغريغوري]] وليس حسب [[تقويم يولياني|التقويم اليولياني]] الذي كان سائداً وقت ولادته.</ref> في المنطقة التي هي الآن بلدة [[كوينسي، ماساتشوستس]]. وكان أبوه مزارعا واسمه جون آدامز الأب، وكان من الجيل الرابع المنحدر من [[هنري أدامز]] الذي هاجر من [[ديفون]] في [[إنجلترا]] إلى [[ماساتشوستس]] حوالي [[1636]]؛ وأمه كان اسمها سوزان بويلستون أدامز. تخرج أدامز الشاب من [[جامعة هارفارد]] في [[1755]]، ودرس لفترة من الوقت في مدرسة في [[ورسستر، ماساتشوستس|ورسستر]] ودرس [[القانون]] في مكتب روفوس بوتنام. ودخل سلك المحاماة في [[1758]]. نمت لديه في عمر مبكر عادة كتابة أوصاف للأحداث وانطباعات الناس. والأقدم بينها كان تقريره عن مناقشة [[جيمس أوتيس]] في المحكمة العليا لماساتشوستس بالنسبة لدستورية أوامر المساعدة وهي أوامر أصدرتها [[المحكمة الاستعمارية العليا]] في [[أمريكا]] وتخول لضباط التاج البريطاني لأن يجلبوا الدعم ويدخلوا ويفتشوا أي عقار. وكان هذا في [[1761]]، والمناقشة ألهمته لمساندة قضية [[المستعمرات الأمريكية]].
 
=== سنوات طفولته ===
تعهد آدامز بالكتابة بالتفصيل عن تذكره لهذا المشهد لعدة سنوات بعد ذلك. لم يكن لدى جون أدامز مقومات القائد الشعبي التي كانت ملحوظة جدا لدى ابن عمه [[صامويل آدمز]]؛ فقد كان محاميا دستوريا وأثر على سير الأحداث. وكان متهورا وحادا وعنيفا في أغلب الأحيان. كرس نفسه بالكامل إلى قضية الاستقلال؛ لكن زهوه وكبرياءه ومخاصماته شكلت عوائق جدية له في مسيرته السياسية. وهذه الصفات ظهرت خصوصا في فترات لاحقة من حياته وأثناء حكمه كرئيس. كان تأثيره واضحا كزعيم لحزب الويغز (الأحرار) في ماساتشوستس أثناء المناقشات فيما يتعلق بقانون رسوم الطوابع الأميرية عام [[1765]]. وفي تلك السنة صاغ الأوامر التي أرسلت ببلدة برينتري إلى ممثليها في [[مجلس ماساتشوستس التشريعي]]، والتي عملت كنموذج للبلدات الأخرى في إيصال الأوامر إلى ممثليهم؛ في أغسطس 1765 ساهم دون وضع اسمه في أربع مقالات بارزة إلى جريدة بوسطن الرسمية (نشرت ثانية بشكل منفصل في لندن عام [[1768]] بعنوان أطروحة على الشريعة والقانون الإقطاعي)، التي جادل فيها بأن معارضة المستعمرات لقانون الرسوم هو جزء من كفاح لا ينتهي بين الفردية والسلطة المتعلقة بالشركات؛ وفي [[ديسمبر]] [[1765]] ألقى خطابا أمام الحاكم والمجلس الذي فيه أعلن بطلان قانون الرسوم على أساس أن ماساتشوستس التي لم يكن لها ممثل في البرلمان ولم توافق عليه. في عام 1768 انتقل إلى [[بوسطن]].
وُلِد جون آدامز في 30 أكتوبر 1735، لوالدَيه جون آدامز وسوزانا بويلستون. كان لديه أخوان أصغر سنًّا، بيتير وإيليهو. وُلِد آدامز في مزرعة العائلة في برينتري، في ولاية [[ماساتشوستس]]. كانت أمّه مِن عائلة طبيّة مرموقةٍ من بروكلاين المعاصرة في ماساتشوستس. أما والده فقد كان شمّاسًا في الكنيسة الأبرشانيّة، ومزارعًا، وإسكافيًّا، وملازمًا في حَرَس ماساتشوسيتس الوطنيّ. وعمل جون آدامز الأب كمسيّر أمور محليّة (عضوًا في المجلس المحلّي) وأشرف على بناء المدارس وشقّ الطرقات. لطالما امتدح آدامز أباه واستذكر علاقتهما الوطيدة. حوالي العام 1638، هاجر والد جدّ آدامز، هينري آدامز، إلى ماساتشوسيتس قادمًا مِن برينتري، [[إسكس|إيسيكس]]، بإنجلترا.{{sfn|Ferling|1992|p=11}}{{sfn|Ferling|1992|p=317}}{{sfn|McCullough|2001|pp=29–30}}{{sfn|Ferling|1992|pp=11–14}}
 
رغم نشأته في بيئة متواضعة، فقد كبُر آدامز مع شعورٍ ملحٍّ يدفعه للوفاء لإرثه، إذ كان من عائلة بيوريتانية، وهو الأمر الذي تركَ أعظم الأثر في ثقافة منطقتهم، وقوانينها، وتقاليدها. في الوقت الذي وُلِد فيه جون آدامز، كانت العديد من العقائد [[تطهيرية|البيوريتانية]] –كالإيمان بالجبر– قد خبَتْ، وطرأ الاعتدال على الكثير من ممارساتهم الدينية المتشدّدة، ولكن آدامز داوم على الاعتقاد بأنهم «حمَلة شعلة الحريّة، وقضيّتها المقدّسة بالدرجة الأولى». ذكر آدامز أنّ والدَيه «لم يكنّا سوى الازدراء لكلّ فردٍ يؤمن بالفلسفة الإباحية»، وأشار بالتفصيل إلى اعتبارهم «تجسيدًا للمهانة والوضاعة والبَوَار» الناجم عن أيّ فجور. لاحظ آدامز فيما بعد أنّ «بالنسبة لي كطفل، فقد حظيتُ بأعظم نعمة ممكنةٍ لأيّ شخص، ألا وهي وجود أمّ حريصةٍ وقادرةٍ على تهذيب شخصيّات أطفالها».{{sfn|Brookhiser|2002|p=13}}{{sfn|Kirtley|1910|p=366}}
بعد سنتين دافع بشجاعة عن الجنود البريطانيين الذين اعتقلوا بعد [[مذبحة بوسطن]] واتهموا بالتسبب بموت أربعة أشخاص من سكان المستعمرات وساعده جوزايا كوينسي الابن. أدت المحاكمة إلى براءة الضابط الذي قاد المفرزة وأغلب الجنود؛ لكن جنديين أعلنا مذنبين بالقتل الخطأ. تصرف أدامز الوطني في أخذ الجانب المكروه في هذه الحالة أتى أكله في السنة التالية بانتخابه في مجلس نواب ماساتشوستس بأصوات 418 إلى 118.
 
نظرًا لكون آدامز الأكبر بين إخوته، فقد كان مُجبرًا على تحصيل تعليم رسميّ بدأه في سنّ السادسة في مدرسة ابتدائية للأولاد والبنات؛ عُقدت الدروس في منزل الأستاذ، وتركّزت على دراسة  كتاب [[نيو إنجلاند]] التمهيدي. بعد ذلك بفترة وجيزة، التحق آدامز بمدرسة برينتري اللاتينية، حيث اشتمل المنهاج على دراسة اللغة اللاتينية، والبلاغة، والمنطق، والحساب، وأدار المدرسة جوزيف كليفيرلي. شهدت فترة تعليم آدامز المبكّرة حوادث غياب غير مبرّرة، وكرهه لمعلّمه، ورغبته بالعمل مزارعًا. وانتهت جميع النقاشات بهذا الخصوص بالأمر الذي أصدره والده أنْ عليه متابعة تعليمه: «عليك الامتثال لأوامري». وظّف والد آدامز معلّمًا جديدًا، اسمه جوزيف مارش، وتجاوب ابنُه جون مع هذا المعلّم بشكلٍ إيجابي.{{sfn|Ferling|1992|pp=12–14}}
 
=== تعليمه الجامعي ومرحلة النضج ===
في سنّ السادسة عشرة، التحق آدامز [[جامعة هارفارد|بجامعة هارفارد]] في العام 1751، وكان معلّمه جوزيف ميهيو. كشخص بالغ، كان آدامز باحثًا أكاديميًّا جادًّا، درس أعمال الكتّاب الأقدمين مِن أمثال ثوسيديديس، وأفلاطون، وشيشرون، وتاسيتوس بلغاتهم التي كتبوا بها. رغم آمال والده بأن يصبح آدامز كاهنًا، ففي العام 1755 بعد تخرّجه بدرجة الإجازة في الآداب، درّس آدامز مؤقتًا في مدرسة ورستر، خلال تفكيره في طبيعة مهنته النهائية. في السنوات الأربع التالية، راح آدامز يسعى لتحقيق مكانة متميّزة، وكان مصمّمًا على أن يصبح «رجلًا عظيمًا». وهكذا قرر التحوّل إلى مهنة المحاماة لبلوغ مرامه، وكتب إلى والده أنه وجد لدى المحامين «إنجازات نبيلة وشريفة»، بينما ألفى في صفوف الكهنة، «القداسة المصطنعة عند بعض أشدّ البُلداء». تعارضت طموحاته مع معتقداته البيوريتانيّة، الأمر الذي نجم عنه بعض التحفّظات بخصوص ما سمّاه هو بنفسه «خواء المضمون» وتقصيره في مشاركة «السعادة مع إخوانه من الرجال».{{sfn|McCullough|2001|p=35}}{{sfn|McCullough|2001|p=13}}{{sfn|Ferling|1992|p=16}}{{sfn|Ferling|1992|pp=17–18}}
 
مع اندلاع [[الحرب الفرنسية والهندية]] في العام 1754، نشب صراعٌ داخل آدامز ذي التسعة عشرة ربيعًا بخصوص مسؤوليته في القتال، بعد أن شهِد انخراط العديد من أقرانه في الحرب لقاءَ المال. قال آدامز لاحقًا: «لطالما تُقتُ أنْ أكون جنديًّا أكثر مِن رغبتي بالمحاماة»، ملاحِظًا أنه كان أول أفراد العائلة الذي «يتنكّس عن مناقب العائلة بتخلّيه عن كونه ضابطًا في الجيش».{{sfn|Ferling|1992|p=21}}
 
== المجلس القاري ==